تفاصيل رحلة الرحالة عبد الله السلمي من جدة إلى الدوحة سيرا على الأقدام

استغرقت الرحلة 55 يوما حتى وصل لمدينة الدوحة

  • تاريخ النشر: الإثنين، 31 أكتوبر 2022
تفاصيل رحلة الرحالة عبد الله السلمي من جدة إلى الدوحة سيرا على الأقدام

دائما ما تكون المتعة داخل الرحلة نفسها، خصوصا إذا أمكنك القيام برحلة استثنائية، وهذا ما فعله الرحالة السعودي عبد الله السلمي صاحب الـ 33 عاما، الذي قرر أن يخرج عن المألوف وأن يذهب لحضور فاعليات كأس العالم في قطر سيرا على الأقدام من مدينة جدة في المملكة العربية السعودية إلى مدينة الدوحة في قطر، في رحلة كانت مجرد حلم وفكرة منذ أيام طويلة.

ولكنه استطاع بعد 55 يوما سيرا على الأقدام أن يحقق حلمه وتطأ قدمه أرض مدينة الدوحة، وكان في انتظاره مختلف وسائل الإعلام العربية وحتى العالمية التي سجلت تلك اللحظة الهامة بعد نجاحه في تحقيق حلمه رغم العديد من الصعوبات التي مر بها خلال رحلته.

الحضور بشكل استثنائي

قال الرحالة عبد الله السلمي إن الفكرة جاءته حينما قرر حضور فاعليات كأس العالم في قطر بشكل استثنائي، فاختار أن تكون طريقته المختلفة هي أن ينتقل من مدينة جدة في المملكة العربية السعودية مشيا على الأقدام حتى دولة قطر.

وقال إن الفكرة جاءته لكي يستطيع تحقيق شيء مختلف، ونظرا لخبرته في التخييم وسط الصحراء استطاع الاستعداد للرحلة من توفير المؤن والطعام الذي يعينه على رحلته الشاقة، خاصة أن منطقة شبه الجزيرة العربية من أصعب الأماكن التي يمكن لأي رحالة أن يسير فيها على أقدامه، إلا أن "السلمي" أراد من خلال تلك المغامرة أن يغير تلك الفكرة.

وساعده على ذلك معرفته الدقيقة بالتضاريس الخاصة بكل منطقة ولذلك لم يكن السير المشكلة التي واجهته، ولكن ارتفاع درجة الحرارة كانت من أهم الصعوبات تعرض إليها في رحلته.

ومن ضمن الاستعدادات التي وضعها "السلمي" في خطته هي جهاز تتبع يربط بينه وبين عدة أشخاص يستطيعون الوصول إليه لإسعافه في حالة تعرضه لأي خطر في أي وقت أو في حالات طارئة.

وحرص خلال رحلته على أن تكون الحمولة معه خفيفة لكي يستطيع السير يوميا مسافة 35 كم، وكان يعتمد في أغلب الأوقات على شراء الطعام من محطات الوقود التي يمر بها وغالبا ما كان طعامه هو الدجاج والأرز، وكان يغسل ملابسه ويقوم بالاستحمام داخل  المساجد التي كان يقابلها في الطريق.

توثيق الرحلة

وثق عبد الله السلمي رحلته من كورنيش جدة إلى كورنيش قطر عن طريق حساباته المختلفة على السوشيال ميديا سواء على موقع تويتر أو سناب شات، مع توثيق المحطات التي كان يصل إليها في رحلته، والوقت المميز الذي كان يقضيه في كل مكان يمر به، حيث كان يتوقف للتعرف على أهل المكان مع توثيق مجموعة من الذكريات مع كل محطة.

وحظي "السلمي" باهتمام إعلامي كبير، وتشجيع من جانب الجمهور العربي في العديد من الدول جعله يتغلب على لحظات اليأس والإحباط التي كانت تمر به وتتسبب في فقد الهمة، حتى استطاع في النهاية تحقيق هدفه والوصول إلى نقطة النهاية.

وكان "السلمي" ينطلق في رحلته بعد صلاة الفجر وحتى الساعة الحادية عشر قبيل الظهر، بعدها يبحث عن مكان رطب بعيدا عن أشعة الشمس، يمكنه فيه أن يستريح حتى الساعة الواحدة ظهرا.

بعدها يبدأ في معاودة السير على الأقدام في طريقه لاستكمال رحلته، حتى يأتي موعد غروب الشمس، يحين موعد الراحلة، فينصب خيمته ويتناول طعامه ويأخذ قسطاً من الراحة حتى بزوغ فجر اليوم الجديد يعاود المسيرة.

ويقضي "السلمي" فترة كي يجد المكان المناسب الذي يمكنه أن يخيم فيه بعيدا عن أي مخاطر، مثل توثيقه وجود عقرب في إحدى المرات بالقرب من خيمته.

وخلال الرحلة وجد "السلمي" تشجيعاً من كل المواطنين السعوديين الذين قابلهم في رحلته، والذين كانوا يحاولون مساعدته بتقديم بعض العصائر أو المؤن التي تساعده لاستكمال رحلته الشاقة.

ومن ضمن الأشخاص الذين قابلهم "السلمي" في رحلته عن طريق الصدفة هو بطل الراليات القطري مبارك الهاجري، الذي شجعه كثيرا على استكمال رحلته، ووجه له السلمي الشكر على دعمه له.

وعلى الرغم من الصعوبات التي مر بها "السلمي" خلال رحلته إلا أنه يحلم أن تكون تجربته ملهمة لتشجيع السعوديين على المشي الطويل داخل المملكة في رحلات داخلية، وأنه يمكنهم القيام بذلك حتى ولو كان الطقس صعباً أو التضاريس صعبة.

ووصل "السلمي" إلى دولة قطر بعد 51 يوما، واستطاع الوصول إلى العاصمة مديمة الدوحة بعد 55 يوما.

تجارب عبد الله السلمي

عاش "السلمي" فترة من حياته في كندا وأستراليا، وهناك مارس هواية المشي لمسافات طويلة كثيرا، إلا أنه قال إن السير هناك أسهل بكثير من السير في منطقة شبه الجزيرة العربية، فبالإضافة لصعوبة التضاريس توجد درجة الحرارة المرتفعة التي تجبره على الاستراحة في ساعات النهار حتى يستطيع استكمال رحلته.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة