حرائق ضخمة في كاليفورنيا تدفع الآلاف لإخلاء منازلهم

يواصل رجال الإطفاء في كاليفورنيا مكافحة حرائق ضخمة بينها الحريق الأعنف قرب لوس أنجلوس الذي بات يهدد آلاف المساكن، مما أرغم السلطات على طلب إخلاء منازل حوالي 50 ألف شخص. وكانت منطقة لوس (18 مليون نسمة)، في حالة إنذار أحمر حتى مساء الجمعة (25 تشرين الأول/ أكتوبر 2019) بسبب الأحوال الجوية المواتية للحرائق.

وكتبت مصلحة الأرصاد الجوية عبر تويتر أن "درجات الحرارة التي تصل إلى30 درجة مئوية مع نسبة رطوبة منخفضة، ستقترن برياح يمكن أن تصل سرعتها إلى مائة كيلومتر في الساعة لخلق ظروف مواتية" تؤجج الحرائق وتساهم في انتشارها السريع.

وذكر الإعلام المحلي أن السلطات المحلية توجهت إلى كل المنازل في مدينة سانتا كلاريتا الواقعة على بعد خمسين كيلومتراً من لوس أنجلوس، لتحذير السكان من تقدم ألسنة اللهب والطلب منهم الرحيل. وقال ممثل رجال الإطفاء في لوس أنجلوس سكاي كورنيل "نحن نعرف أن الناس تريد البقاء لكن فعلاً، هذا الأمر لا يقود إلا لإلحاق ضرر بكم وبنا".

وقالت السلطات المحلية إنه لم يتم مساء الجمعة احتواء حريق "تيك فاير" إلا بنسبة 10مائة وإنه أتى على مساحة أربعة آلاف هكتار. وأقفلت كل مدارس المنطقة أبوابها أمس بسبب تقدم النيران وكذلك أُغلق طريق سريع رئيسي.

وبحسب السلطات، أتت النيران على ما لا يقلّ عن ستة منازل. وتهدد ألسنة النار وحريق "كال فاير" عشرة آلاف مبنى.

وقام جهاز الإطفاء في كاليفورنيا بتعبئة أكثر من 1300 عنصر تؤازرهم طائرات تقذف المياه ومروحيات لمكافحة هذا الحريق الذي بدأ بعد ظهر الخميس (24 تشرين الأول/ أكتوبر).

على بعد مئات الكيلومترات نحو الشمال، يجتاح حريق "كينكايد فاير" منطقة معروفة بزراعة الكروم وإنتاج النبيذ في مقاطعة سونوما قرب سان فرانسيسكو. وزار حاكم الولاية غايفن نيوسوم المكان قائلاً لصحافيين إنه يشبه "ساحة حرب".

ولا يزال أكثر من ألف رجل إطفاء يكافحون هذا الحريق الذي لم يتمّ احتواء إلا 5 في المائة منه وقد نهش 24 ألف هكتار من الأراضي الزراعية ودمّر حوالى خمسين مبنى. وأجلت السلطات مجمل السكان من بلدة غايسرفل والأراضي الزراعية المحيطة بها.

السبب غير معروف

وتحدّث شهود عيان عن منازل دمّرتها ألسنة اللهب، لكن ليس هناك حصيلة رسمية متوفرة حتى الساعة. ولم يكن لدى الكثير من سكان غايسرفل، إلا وقت قليل لجمع بعض أغراضهم قبل رؤية النيران تقترب. وقال دويغت مونسون (68 عاماً) لصحيفة "لوس أنجليس تايمز"، "كنا نعتقد أن الحريق على بعد ثلاثة كيلومترات، لكننا لم نأخذ الريح بعين الاعتبار".

ولم تحدّد السلطات المحلية بعد مصدر الكارثة لكن شركة باسيفيك للغاز والكهرباء (باسيفيك غاز اند الكتريك) أشارت إلى وقوع حادث على أحد خطوطها قرب نقطة اندلاع الحريق "كينكايد فاير"، قبل سبع دقائق من بدء الحريق، حسب ما أفادت وسائل إعلام محلية.

ووقع هذا الحادث على خطّ من النوع نفسه الذي بحسب خلاصة التحقيقات، أدى إلى اشتعال حريق "كامب فاير" الذي اجتاح في مطلع تشرين الثاني/نوفمبر 2018 مدينة بارادايس في شمال كاليفورنيا وأودى بحياة 86 شخصاً وتسبب بنزوح عشرات الآلاف من الأشخاص.

وقررت شركة باسيفيك للغاز والكهرباء (باسيفيك غاز اند الكتريك) قطع التيار الكهربائي عن حوالي 180 ألف مشترك في شمال كاليفورنيا الخميس.

وحذّرت الشركات الجمعة من أن ملايين الأشخاص في شمال ووسط الولاية قد يُحرموا من الكهرباء كتدبير وقائي.

ر.ض/ع.ش (أ ف ب)