عمر العقاد وربيع علم الدين يتوجان بجائزة الكتاب الوطنية الأمريكية

شهدت جوائز الكتاب الوطنية الأمريكية لعام 2025، التي توصف غالباً بأنها أوسكار صناعة النشر، إنجاز كبير للأدب العربي، بعدما حصد كاتبان عربيان بارزان أهم الجوائز في الحفل الذي أقيم في قاعة تشيبرياني وول ستريت في مانهاتن.

الأدب العربي يحصد أهم الجوائز في احتفال الكتاب الوطني بالولايات المتحدة الأمريكية

وبحسب ما ذكرته تقارير إخبارية، فقد فاز الروائي والصحفي المصري الكندي عمر العقاد بالجائزة المرموقة في فئة الكتب غير خيالية، بينما توج الكاتب اللبناني الشهير ربيع علم الدين بالجائزة في فئة الرواية.

وهذا الإنجاز لا يعكس فقط التميز الأدبي الكامن في أعمالهما، بل يسلط الضوء أيضاً على سرديات حاسمة من الشرق الأوسط في محفل دولي بارز.

وحاز عمر العقاد الجائزة عن كتابه "يوماً ما، سيكون الجميع دائماً ضد هذا"، وهو أول عمل غير روائي له.

والكتاب، الذي كتب تأثراً بالحرب على غزة، يمزج بين السيرة الذاتية والتأمل السياسي والعمل الصحفي في صياغة قوية ومؤثرة.

ويتهم العقاد في كتابه الغرب بالتواطؤ في تدمير القطاع الفلسطيني، متناولاً بالنقد كيف انهارت مبادئ الحرية والعدالة تحت غطاء ما يسمى بالحياد.

وفي كلمة ألقاها أثناء تسلمه للجائزة، أشار العقاد إلى صعوبة الاحتفال بتكريم جاء لكتاب ولد كرد فعل على إبادة جماعية، ليضع قضية فلسطين في صدارة الحدث الأدبي.

وفي السياق ذاته، حضرت ثيمة الصراعات الإقليمية والمعاناة في خطاب ربيع علم الدين، الذي فاز بجائزة الرواية عن عمله "القصة الحقيقية الحقيقية لرجا الساذج وأمه".

وتقدم الرواية سرداً متشابك الطبقات عن روابط العائلة وسط فوضى لبنان المعاصر المتكررة. حيث يتتبع العمل شخصية راجا، وهو معلم فلسفة في المرحلة الثانوية يبلغ 63 عاماً، بينما يحاول الهرب من الكوارث الوطنية والشخصية التي تحاصر حياته.

وقد استهل علم الدين كلمته برثاء ضحايا القصف الأخير على أحد المخيمات، مازجاً حزنه بروح الدعابة المعهودة لديه، معبراً عن امتنانه لكل من دعم مسيرته.

ولفتت التقارير إلى أن إنجازات عمر العقاد وربيع علم الدين جاءت ضمن موجة أوسع من التكريمات لكتاب من أصول شرق أوسطية في احتفال عام 2025، حيث حصل كل فائز على جائزة مالية قدرها 10 آلاف دولار.

وقد حصد الكاتب الإيراني الأمريكي دانيال نيري الجائزة في فئة أدب اليافعين عن كتابه معلم أرض البدو: قصة من الحرب العالمية الثانية.

وتؤكد هذه النجاحات مجتمعة تزايد أهمية الأصوات المتنوعة في قطاع النشر الأمريكي، والدور الذي يلعبه الأدب في تقديم خطاب مضاد تجاه قضايا العالم الراهنة.