كيف تهدد الأطعمة فائقة المعالجة صحة القلب؟

في السنوات الأخيرة، أصبح الاعتماد على الأطعمة والمشروبات فائقة المعالجة، ظاهرة عالمية آخذة في الانتشار بوتيرة متسارعة، حتى صارت هذه المنتجات تشكل جزء أساسياً من النظام الغذائي لملايين الأشخاص.

الأطعمة والمشروبات فائقة المعالجة: الطريق السريع إلى النوبات القلبية والسكتات الدماغية

وبحسب ما ذكرته تقارير طبية، تشمل هذه الفئة من الأغذية: المشروبات الغازية والعصائر الجاهزة، الوجبات السريعة، الحلويات الصناعية، والمعلبات بمختلف أنواعها، لافتة إلى أنها غالباً منتجات يتم استهلاكها دون وعي كاف بمحتواها الغذائي أو أثرها على الصحة على المدى الطويل.

وحذرت التقارير من أن الإفراط في تناول هذه الأطعمة، خاصة تلك الغنية بالسكريات المضافة، قد يشكل تهديداً حقيقياً لصحة القلب والأوعية الدموية.

وأوضحت أن زيادة استهلاك السكريات ترفع من احتمالية الإصابة بارتفاع ضغط الدم والنوبات القلبية والسكتات الدماغية، بل وحتى الوفاة المبكرة.

ولفتت التقارير إلى أن الأشخاص الذين يحصلون على أكثر من ربع احتياجاتهم اليومية من السعرات الحرارية عبر السكريات المضافة، يكونون أكثر عرضة للوفاة بأمراض القلب بنسبة تصل إلى 3 أضعاف مقارنة بغيرهم.

وأكملت أن كثرة استهلاك السكريات تؤثر بشكل مباشر على التمثيل الغذائي، حيث إنها ترتبط بمتلازمة الأيض، وهي مجموعة من الأعراض تشمل: مقاومة الإنسولين وزيادة الوزن وارتفاع مستويات الدهون في الدم، وهي كلها عوامل تمهد الطريق للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني وأمراض القلب.

وفيما يخص المشروبات الغازية، أفادت التقارير بأن تناولها بمعدل يزيد عن 8 مرات أسبوعياً، يرفع خطر تمدد الأوعية الدموية القلبية بنسبة تصل إلى الثلث، ويزيد خطر الإصابة بقصور القلب أو السكتة الدماغية بنسبة تقارب الخمس.

وتابعت أنه بجانب ذلك، فإن السكريات المضافة تؤدي إلى ارتفاع مستويات حمض اليوريك، مما يعرقل إنتاج أكسيد النيتريك الضروري للحفاظ على مرونة الأوعية الدموية، مردفة إن هذا الخلل يحفز بدوره نظام الرينين-أنجيوتنسين-ألدوستيرون، المسؤول عن انقباض الأوعية وارتفاع ضغط الدم.

وأكدت التقارير على ضرورة الوعي بخطورة الإفراط في تناول الأغذية فائقة المعالجة، مشددة على أهمية العودة إلى الأنماط الغذائية الصحية التي تعتمد على الأطعمة الطبيعية والغنية بالعناصر المفيدة، للوقاية من مخاطر صحية قد تكون قاتلة.