لماذا ينسى الإنسان؟ العلماء يكشفون الأسباب: تعرف عليها!

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 20 ديسمبر 2017
لماذا ينسى الإنسان؟ العلماء يكشفون الأسباب: تعرف عليها!

استطاع علماء الفسيولوجيا العصبية في الأكاديمية الروسية للعلوم أن يتوصلوا إلى الأسباب التي تجعل الإنسان أو الحيوان ينسى المعلومات أو يتذكر بعضها لفترة محدودة من الوقت.

مفاجأة غريبة.. نسيان المعلومات يساعدك في اتخاذ القرارات الصحيحة

وتوصل العلماء إلى آلية محو الذاكرة المرتبطة بعمل مركز المتعة؛ إذ تبين أن آلية النسيان تعتمد على شرط ضروري، وهو التفعيل الانتقائي للخلايا العصبية التي تشارك في تخزين الذاكرة، ويؤدي تفعيل هذه الخلايا، أي بدء عملية التذكر، إلى زيادة تركيز أكسيد النيتريك فيها وهي المواد التي تعمل على تغيير عمل البروتينات المشاركة في تخزين المعلومات، وفق ما ذكره بافل بلابان من معهد النشاط العصبي العالي والفسيولوجيا العصبية التابع للأكاديمية الروسية للعلوم.

وكان العلماء يعتقدون أن الذاكرة تخزَّن في الدماغ على شكل نبضات كهربائية بين الخلايا في مركز الذاكرة، إلا أن هذا المفهوم تغير منذ عام 2012 بعدما وجد علماء الأعصاب من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا خلايا عصبية خاصة في الحصين، وتسمى: خلايا عصبية — إينغرام، وتخزن فيها الذكريات الفردية.

هذه الخلايا العصبية، استطاع العلماء أن يتوصلوا إلى حقيقة مذهلة متمثلة في جزيئات الروتين التي تشارك في تشكيل الذاكرة، هي المسؤولة عن الاحتفاظ بالمعلومات لفترة قصيرة، قد تصل إلى يومين، ما أثار العديد من التساؤلات على رأسها كيف تتشكل الذكريات الدائمة؟ وكيف يستطيع العقل التخلص منها؟ هذا ما ذكره بلابان وزملاؤه في مقال تم نشره في مجلة "فرونتيرز في علم الأعصاب".

وبإخضاع الحلزونات، التي تتمتع بنظام عصبي بدائي، والفئران التي تعرض أحد جيناتها للتلف، للدراسة والملاحظة المتتابعة، توصل العلماء أن الحيوان ينسى أو يتذكر المعلومات يعتمد على مستوى نشاط بروتين "بي كي إم - زيتا"، وهو عنصر أساسي من تشكيل الذاكرة طويلة الأمد.

فيديو سر الذاكرة الجيدة وكيفية مواجهة النسيان

وقد تبيَّن للعلماء أن مركز المتعة والهرمونات تؤثر بشكل أو بآخر على عمل هذا البروتين، ونشاطه يعني التذكر، على سبيل المثال، عندما حقن العلماء السيروتونين، وهو واحد من هرمونات المتعة، في منطقة خلايا الذاكرة في "دماغ" الحلزون، تبيَّن أنهم تذكروا بشكل أفضل، وفي المقابل فإن حجب إنتاج الهرمون جعلها تتخلص من تلك الذكريات.

ويتوقع العلماء أن معرفة آليات التخزين وتنظيم الطريق يفتح الطريق أمام إمكانية التخلص من الذكريات المؤلمة والتجارب المأساوية، وبالتالي فإن هذه الخطوة تصب في محاولات معالجة المرضة وتخليصهم من ذكرياتهم المأساوية.