يعد الدكتور محمد عبده يماني واحد من أهم الشخصيات الإسلامية الناشطة في المملكة العربية السعودية، كما أنه شغل عدة مناصب هامة منها منصب وزير الثقافة والإعلام في عام 1975، تعرف على مسيرته المهنية وأبرز كتاباته وإنجازاته في السطور التالية.
حياة محمد عبده يماني ونشأته
ولد الدكتور محمد عبده يماني في مدينة مكة المكرمة عام 1940، وتلقى تعليمه الأولي في مدينته على أيدي مشايخ الحرم المكي، وبعدها أكمل تعليمه في مدارس الفلاح في مكة، وأنهى المرحلة الابتدائية عام 1953 ثم حصل على الكفاءة عام 1965 وحصل على الشهادة الثانوية عام 1956.
لم تكن حياته سهلة، إنما عمل في عدة وظائف منها أنه كان يبيع البرسيم في السوق، حيث كان أصحاب المزارع يحصدون البرسين ويضعونه على الحمير ويطلبون منه ومن أقرانه بيعها في السوق مقابل مبلغ بسيط.
بالإضافة إلى ذلك كان يسقي الناس من ماء زمزم خاصة أيام الحج، ويأخذ منهم بضعة قروش كان يفرح بها كثيرًا، وقد لا يحصل مقابل ذلك على شيء بالمرة.
أيضًا كان يذهب لتنظيف الحرم إذا نزلت أمطار وامتلأت ساحته الداخلية بالماء، ففي هذه الفترة كان الحرم كله حصاوي ليس مرصوفًا بالرخام كام هو الحال الآن.
دراسته الجامعية
واجه الدكتور محمد مرة أخرى صعوبة في دراسته، حيث رغب في الدراسة في مصر ضمن بعثة علمية مع زميله سالم مليباري ولكن تم رفضهما لأن اسمهما يوحي بأنهما ليسا مواطنين سعوديين رغم ارتفاع معدلهما في الثانوية.
أدرك بعد ذلك أن الواسطة وضعت اسمين آخرين مكانهما وسافرت البعثة إلى مصر وأغلق باب الابتعاث في وجههما نهائيًا، لذا قرر السفر إلى الرياض للدراسة في جامعة الملك سعود.
التحق الدكتور محمد بعد ذلك إلى جامعة الملك سعود في مدينة الرياض، وحصل منها على البكالوريوس في تخصص العلوم قسم الجيولوجيا والكيمياء وتخرج فيها عام 1963.
سافر بعد ذلك إلى الولايات المتحدة الأمريكية للدراسات العليا حصل بعد ذلك على درجة الماجستير في الجيولوجيا الاقتصادية عام 1966، ودرجة الدكتوراه في الجيولوجيا- اقتصاديات المعادن من جامعة كورنيل في ولاية نيويورك.
كانت رسالته عن الثروات المعدنية في المملكة العربية السعودية، وحصل على درجة الدكتوراه عام 1968، كما حصل على دبلوم في إدارة الجامعات من جامعة متشجن في العام نفسه.
وفاته
توفي الدكتور محمد عبده يماني في 8 نوفمبر عام 2010 الموافق الثاني من ذي الحجة عام 1431 هـ عن عمر ناهز 70 عامًا بعد يوم من إصابته بنوبة قلبية حادة حدثت له في أثناء اجتماع مع أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل.
كان الاجتماع يدور حول توقف حلقات تحفيظ القرآن في مكة المكرمة، وأصيب بجلطة دماغية نقل على إثرها إلى المستشفى السعودي الألماني وتوفي هناك بعدها بيوم وصلى عليه الظهر في الحرم المكي ودفن في مقبرة المعلاة بمكة.
حياته المهنية
بعد تخرجه من الجامعة عمل الدكتور محمد عبده يماني معيدًا في جامعة الملك سعود، وبعد سفره إلى الولايات المتحدة وحصوله على الدكتوراه والماجستير عاد إلى المملكة وعمل في الجامعة نفسها كمحاضر.
ترقى الدكتور يماني بعد ذلك من محاضر إلى وكيل كلية العلوم في جامعة الملك سعود، ثم عُين بعد ذلك وكيلًا لوزارة المعارف عام 1972 ثم مديرًا لجامعة الملك عبد العزيز في جدة بداية من عام 1972 حتى عام 1975.
عُين الدكتور يماني بعد ذلك وزيرًا للإعلام في المملكة العربية السعودية بداية من 25 سبتمبر عام 1975 حتى 24 أبريل عام 1983، وبعدها عاد للتدريس مرة أخرى في جامعة الملك عبد العزيز.
في فترة عمله كوزير للإعلام حرص الدكتور يماني على إعطاء فرص واسعة للمثقفين للمشاركة في الإعلام، كذلك أدخل الأغاني النسائية، وأتاح الفرصة للمرأة للعمل في الإذاعة بقراءة الأخبار.
أصدر قرار بإعطاء حرية لمدراء الجامعات باستيراد الكتب، كما ألغى الرقابة على رؤساء التحرير، ولكن ظلت الرقابة متمركزة على المواد التي كانت مضادة للمبادئ الإسلامية والقيم الاجتماعية.
ظل الدكتور يماني يدرس اقتصاديات المعادن والجيولوجيا الاقتصادية في كلية علوم الأرض بجامعة الملك عبد العزيز كأستاذ غير متفرغ.
بجانب هذه المناصب شغل الدكتور محمد منصب رئيس مجلس إدارة اثنتي عشرة مؤسسة وشركة في المملكة متخصصة في مجالات متنوعة منها الثقافة، والصحة، والعلوم، والاستثمار، والتعليم، والتنمية كذلك، وبعض هذه الشركات عربية وبعضها عالمي.
كذلك شغل عضو مجلس إدارة في 10 مؤسسات عربية وبنكية وأدبية وخيرية، وكان أيضًا عضوًا مؤسسًا في جمعية تحفيظ القرآن الكريم في منطقة مكة المكرمة، وكان كذلك عضو المجلس التنفيذي لمؤتمر العالم الإسلامي وهي منظمة إسلامية مقرها مكة المكرمة.
مؤلفاته
كتب الدكتور يماني عددا كبيرا من المؤلفات باللغتين العربية والإنجليزية، وخلال هذه المؤلفات تناول عددًا من الموضوعات المتنوعة ما بين العلمية والدينية والثقافية، كذلك كانت له مؤلفات عن السيرة النبي ومواقف متعلقة بالنبي صلى الله عليه وسلم.
ومن الكتب التي ألفها "خديجة بنت خويلد… سيدة في قلب المصطفى"، و"إنها فاطمة الزهراء رضي الله عنها"، و"بدر الكبرى المدينة والغزوة"، و"بدر الفرقان يوم التقى الجمعين"، و"علموا أولادكم محبة رسول الله"، و"للعقلاء فقط"، و"السيدة عائشة أمانة الرواية".
كتب كذلك كتب "التأمين بالدعاء"، و"المعادلة الحرجة في حياة الأمة الإسلامية"، و"علموا أولادكم ذكر الله"، و"والدا النبي الكريمان"، و"هكذا حج رسول الله"، و"كيف صام رسول الله"، و"لماذا يُعبد رسول الله".
وبجانب الكتب الدينية فقد كتب كتبًا في مجالات علمية منها "الجيولوجيا الاقتصادية"، و"نظريات علمية حول غزو الفضاء"، و"الأطباق الطائرة حقيقة أم خيال"، و"الأمن المائي العربي المشكلة والحلو"، و"أضواء على البنوك الإسلامية".
كذلك ألف عددًا من الكتب الثقافية ومنها "أفريقيا لماذا"، و"المسلمون السود في أمريكا القصة الكاملة"، و"هل نحن وحدنا في هذا الكون"، و"البابية"، و"حوار مع البهائيين"، وغيرها.
كانت له أيضًا مؤلفات باللغة الإنجليزية منها كتاب A boy from Makkah، وكتاب Teach your children to love the prophet Muhammad، وكتاب Islam and the west، وكتاب Why the prophet Muhammad has never been worshipped.
