أجملُ ما قيل في فصل الخريف من أشعار وقصائد

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الإثنين، 21 مارس 2022

لطالما شكَّل تعاقب الفصول موضوعاً فلسفياً عميقاً بالنسبة للإنسان، حيث بدأت محاولات تفسير الانتقال من الزهر إلى المحل ومن البرد إلى الحرِّ مذ بدأ الإنسان العاقل يطرح على نفسه الأسئلة الوجودية.

ومع تطور الإنسان بدأت محاولاته المتطورة باستخدام الرموز؛ فكان للفصول نصيب كبير من هذه الرمزية الإنسانية، ولكلِّ فصلٍ معناه واستخدامه الرمزي والشعري.

فضلاً عن أثره العاطفي العميق في النفس، سنتعرف معاً على أجمل ما قيل في حلول فصل الخريف، وأشهر الأبيات التي تحدثت عن الخريف في الشعر العربي.

الخريف هو موتٌ وميلاد لكن أيُّهما كان أقرب؟!

هو وداعٌ للحَرِّ والصيف واستقبالٌ للشتاء والمطر، حيث يحمل الخريف معه من الصيف آخره ومن الشتاء أوله، لذلك ترى أنَّ المشاعر المتعلقة بالخريف مختلفة ومتعددة بل ومتضاربة لما يحمله من معنى.

فهو وإن كان موسم هجرة الطيور وسقوط أوراق الأشجار لكنه موسم جني الثمار أيضاً، ووقت بشارة الماء والمطر، فما نما زهره وورقه في الربيع ونضج حبُّه في الصيف جنته يد الخريف.

يقول الكاتب والأديب المصري مؤسس مجلة الرسالة أحمد حسن الزيات (1885-1968) في كتابه (وحي الرسالة) مخاطباً فصل الخريف برمزيةٍ بديعةٍ فيها من التلميح ما يكاد يكون تصريحاً:

"هبي يا رياح الخريف هبي، هبي واقلعي ذلك النبات الدنيء الذي يتطفَّل على أشجار الوادي فيتغذى على أصولها، ويتسلق على فروعها، حتى إذا أدرك الهواء والضياء والرفعة التف بعساليجه وكلاليبه على أعاليها التفاف الأفعوان.

فيكظم أنفاسها فلا تنسم، ويشلُّ حركتها فلا تميس، ثم يقول مشيراً بأطرافه الرخوة إلى كل عابرٍ: انظر ألستُ أنا الأمير وهذا الشجر هو الفلاح؟. وإذا لم يسخِّر الله لي الشجر فكيف أنمو؟ وإذا لم يسخَّر الفلاح للأمير فكيف يسمو؟".

 

أبيات الحبِّ والخريف في الشِعر العربي

للحبِّ حصته من كلِّ لغة وقصيدة وله مكانته في كل فصلٍ وزمن، فالرموز الكثيرة التي يكتنزها فصل الخريف جعلت منه مادةً غنية لشعراء الحبِّ والرومانسية.

حيث ينظر الشعراء إلى الخريف من زاوية الهجر، ويعيشون فيه الحنين إلى الماضي وإلى المستقبل في آنٍ معاً، فهم في هذا الوقت العاشقون الذين ودعوا ليستقبلوا، فأغلقوا عيونهم عن سقوط أوراق الشجر واصفرار وجهه، كما فتحوا الأذرع لاستقبال الماء والريح.

1- خريف فاروق جويدة في انتظار القطار

للشاعر المصري فاروق جويدة حكاية طويلة مع الفصول، وله مع فصل الخريف حكاية رحيل وانتظار، حكاية لا هي الخيبة كلُّها ولا هي الأمل كلُّه، فيقول من أبيات الخريف في قصيدته (عندما ننتظر القطار):

قالتْ: سأرجع ذات يومٍ عندما يأتي الربيع

وجلستُ أنظر نحوها كالطفل يبكي غربة الأبوين، كالأمل الوديع...

تتمزق الأيَّام في قلبي ويصفعني الصقيع

كان الخريف يمدُّ أطياف الظلال، والشمس خلف الأفق تخنقها الروابي والجبال

ونسائم الصيف العجوز تدبُّ حيرى في السماء، وأصابع الأيام تلدغنا ويفزعنا الشتاء

والناس خلف الباب تنتظر القطار، والساعة الحمقى تدق فتختفي في الليل أطياف النهار

واليأس فوق مقاعد الأحزان يدعوني؛ فأسرِعُ بالفرار.

ويسأل فاروق جويدة سؤال الخريف الذي لا ينتهي (هل يعود الطير بعد الاغتراب؟):

الآن قد جاء الرحيل، وأخذت أسأل كل شيء حولنا

ونظرت للصمت الحزين لعلني أجد الجواب: أترى يعود الطير من بعد اغتراب؟

وتصافحتْ بين الدموع عيوننا ومددتُ قلبي للسماء، لم يبقَ شيء غير دخان يسير على الفضاء

و نظرتُ للدخان شيء من بقايا يعزيني، وقد عزَّ اللقاء.

2- الخريف فصل البكاء عند نزار قباني

أما الشاعر السوري الراحل نزار قباني (1923-1998) فقد عرف حقيقة الفصول حتى أنَّه أضاف إليها فصلاً خامساً سمَّاه (فصل البكاء)، وهو وقتٌ بين الخريف والشتاء له عند الشاعر قيمة استثنائية؛ فيقول في قصيدته (تناقضات ن.ق الرائعة) من ديوانه (أحبُّكِ والبقية تأتي):

وبين كلام الهوى في جميع اللّغاتْ، هناكَ كلامٌ يقالُ لأجلكِ أنتِ، وشِعْرٌ سيربطه الدارسونَ بعصركِ أنتِ

وما بين وقتِ النبيذ ووقتِ الكتابة، يوجد وقتٌ يكونُ به البحرُ ممتلئاً بالسنابلْ

وما بين نُقْطَة حِبْرِ ونُقْطَة حِبْرٍ، هنالكَ وقتٌ ننامُ معاً فيه بين الفواصلْ

وما بين فصل الخريف وفصل الشتاءْ هنالكَ فَصْلُ أُسَمِّيهِ فصلَ البكاءْ

تكون به النفسُ أقربَ من أيِّ وقتٍ مضى للسماءْ

أيلول ونزار قباني

ويعتبر أيلول/سبتمبر هو الشهر الذي يعلن بداية الخريف، وهو عادةً ما يكون أول مطر الخريف الخفيف وبشرى الهواء البارد.

لكنَّه عند نزار قباني شهر يولد فيه الحبُّ والشِعر والتناقضات، بل تزداد فيه الرغبة والخوف من هذه الرغبة؛ فالخريف عند القباني لا يمكن أن يمرَّ دون أن يحتفل به بقصيدة من أروع ما كتب بعنوان (سبتمبر):

الشِعر يأتي دائماً مع المطر، ووجهكِ الجميلُ يأتي دائماً مع المطر.

والحبُّ لا يبدأ إلَّا عندما تبدأ موسيقى المطر

إذا أتى أيلول يا حبيبتي، أسأل عن عينيك كلَّ غيمة

كأن حبِّي لكِ مربوطٌ بتوقيت المطر

ويتابع نزار قباني بعد أن أعلن بدء الحبِّ والشِعر مع المطر:

ينتابني في أول الخريف إحساسٌ غريبٌ بالأمانِ والخطرْ

أخاف أن تقتربي، أخاف أن تبتعدي، أخشى على حضارة الرخام من أظافري

أخشى على منمنمات الصدف الشامي من مشاعري

أخاف أن يجرفني موج القضاء والقدرْ

هل شهر أيلول الذي يكتبني؟ أم أنَّ من يكتبني هو المطر.

أنتِ جنونٌ شتوي نادر؛ يا ليتني أعرف يا سيدتي علاقة الجنونِ بالمطر.

سيدتي التي تمرُّ كالدهشة في أرض البشر، حاملة في يدها قصيدة وفي اليد الأخرى قمر

يا امرأة أحبُّها تفجِّرُ الشِعر إذا داستْ على أيِّ حجر، يا امرأة تحمل في شحوبها جميع أحزان الشجر

ما أجمل المنفى إذا كنا معاً... يا امرأة توجز تاريخي، وتاريخ المطر.

القباني غارقاً في الخريف

لم تقتصر علاقة نزار قباني مع الخريف على ولادة الحبِّ والشِعر، بل نزع عن نفسه صفات الفصول الأخرى واستمسك بحبل الخريف الذي يشبهه؛ فيقول في قصيدة أنا والفصول:

لم يكن الربيع صديقي في يومٍ من الأيام

ولا تحمست لطبقات الطلاء الأحمر والأزرق التي يضعها على وجهه...

ولا للأشجار التي تقلد راقصات الـ (فولي بيرجير)

الخريف وحده.. هو الذي يشبهني.

3- خريف نازك الملائكة

تستطيع الشاعرة العراقية نازك الملائكة (1923- 2007) أن تختصر رمزية الخريف وبداية الشتاء من خلال قصيدتها الرائعة (الغرباء)، حيث أنَّ للخريف لونٌ فيه الذبول والبرود، وفيه حيرة لا هي الشمس تطلع ولا هي تغيب؛ فتقول:

مرّتِ الساعاتُ كالماضي يُغشّيها الذُّبولُ، كالغدِ المجهولِ لا أدري أفجرٌ أم أصيلُ

مرّتِ الساعاتُ والصمتُ كأجواءِ الشتاءِ، خلتُهُ يخنق أنفاسي ويطغى في دمائي

خلتهُ يَنبِسُ في نفسي يقولُ: أنتما تحت أعاصيرِ المساءِ، غرباءْ...

أطفِئ الشمعةَ فالرُّوحانِ في ليلٍ كثيفِ، يسقطُ النورُ على وجهينِ في لون الخريف

أوَلا تُبْصرُ؟ عينانا ذبولٌ وبرود، أوَلا تسمعُ؟ قلبانا انطفاءٌ وخمود

صمتنا أصداءُ إنذارٍ مخيفِ، ساخر من أننا سوفَ نعودُ غرباءْ

4- خريف الشاعر المصري سيد قطب

على عكس وجهة نظر نزار قباني؛ يرى الشاعر المصري الراحل سيد قطب (1906-1966) أنَّ الخريف دمَّر ما بناه الحبُّ، فيرثي طللاً ألِفه وأحبَّه في قصيدته (أطلال الحبِّ) ويركض إليه محمَّلاً بالحنين:

تفرّد ذلك الطلل وطاف بركنهِ الوجل، يغشّي اليأس صفحتهُ ويبرق تحته الأملُ

وتهمس حوله الذكرى فتلمع بينها الشعلُ، جفاه أهله مللاً فخيَّم فوقه المللُ

عزيز عهدهم فيهِ عزيزٌ أنتَ يا طللُ

بناه خير بنّاءٍ بناه الحبُّ مبتدعا، وبث على جوانبهِ مفاتنَ تفتنُ الورِعا

وأطلقَ حوله سحراً يبث الشوق والولعا، وأنشد باسمهِ شعراً من الآمال منتزعا

وظلَّل أهله الأملُ؛ فماذا جدّ يا طلل؟!

خريفٌ باكرٌ حلَّ خريف الحبِّ والعمرِ، فحطم كلَّ شامخةٍ على الأحداث والدَّهرِ

وعطَّل كلَّ فاتنةٍ من الإغراءِ والسحرِ، وأبطل كل ساحرةٍ وأسكت نغمة الشِعرِ

فعاد بناؤه طللا؛ فويحك أيُّها الطلل!

دلفتُ إليه ملهوفاً تحثُّ حنيني الذكرى، فأطرقَ لا يحدثني وأرسل زفرةً حرَّى

وجدتُ لوقدِها لذعاً كأني ألمس الجمرَ، وتاهت نفسي الولهى وأسرت روحي السَّكرى

وقلتُ وقد نزا ألمي: فداكَ الكونُ يا طللُ!

5- محمود درويش وما وراء الخريف البعيد

لا يمكن المرور على الخريف والحبِّ دون الوقوف طويلاً عند كلمات الشاعر الراحل محمود درويش (1941-2008) التي يرصد فيها ما وراء خريف ريتا:

أحبّكِ والأفق يأخذ شكل سؤال، أحبّك والبحر أزرق

أحبّك والعشب أخضر، أحبّك زنبق، أحبّك خنجر

أحبّك يوماً وأعرف تاريخ موتي، أحبّك يوماً بدون انتحار

وراء الخريف البعيد

أمشط شعركِ، أرسم خصركِ في الريح نجماً وعيد

أحبُّكِ يوماً.

أحبُّكِ قرب الخريف البعيد، تمرّ العصافير باسمي طليقةْ

وباسمي يمر النهار حديقةْ، وباسمكِ أحيا

أحبُّكِ يوماً وأحيا.. وراء الخريف البعيد.

6- غادة السمان أضاعت خريفها!

في عينيكَ متسعٌ للموتِ والحبّ، فهل تسمح لضالّةٍ في براريك مثلي

بأن تغلق باب جفونك خلفها، لتختلي قليلاً بموتها؟

الأشياء كلُّها التي أحبُّها ليست لي! البحر ليس لي...

يأخذني بين ذراعيه كصدَفةٍ صغيرة، يدلّلني، ثمَّ يلفظني على الشواطئ لشمسٍ تقدّدني

الخريف ليس لي، ترقص حولي أوراقه الملوّنة كالفراشات لتتزوج من التراب.

وشهواتي تفوح حولها كالغبار المضيء.

حُبُّكَ ليس لي، صهيلكَ عابرُ سبيلٍ في مغاوري

وحده جرحي لي: شارعٌ يقودني إلى موتي الجميل بوباء الذاكرة.

7- خريف الشاعرة السودانية روضة الحاج

وغداً ستسألني القصائد عنكَ والليل الطويل

وغداً ستسألني المرائي عندما يأتي الأصيل

سأقول سافر كالمساء، وظللت وحدي للصقيع وللشتاء

خوفي صديق العمر إن طال السفر، خوفي إذا جاء المساء وما أتيتَ مع القمر وغاب عن وجهى القمر

خوفي إذا عاد الخريف وما رجعت مع المطر، خوفي إذا ما الشوق عربد داخلي وبرغم إخفائي ظهر

خوفي إذا ما رحت أبحث عنكَ ولهى ذات يوم يا صديق ولم أجد لك من أثر

ويستخدم مصطلح خريف العمر للتعبير عن أفول الشباب

ينظر الشعراء إلى الحياة كأنَّها فصول يطوي أحدها الآخر، ليكون موقع الخريف من هذه الحياة كموقعه من الفصول، وداع الشباب والرجولة واستقبال الشيخوخة.

ويعتبر مصطلح (خريف العمر) شائع الاستخدام عن اقتراب النهاية بعد أن أصبح الشباب ماضياً لا عودة له ومضى من الزمان أكثر مما بقي.

1- طلائع الخريف للشاعر عبد الله الفيصل

يقف الشاعر الراحل عبد الله الفيصل (1922-2007) أمام غياب الشباب وربيعه، ويواجه هجوم طلائع الخريف التي أودت بحياة الوحي والشِعر، فيقول:

الشِعر يوحيه الشباب وخياله الزاهي العجاب، من لي به وقد افتقدت لذائذي عهد الشباب

الشِعر يوحيه الربيع وجماله الترف البديع، من لي به ويد الخريف تُذوي أزاهير الربيع

الشِعر هزَّات الفؤاد للوصل أو خوف البعاد، ودعته لما رأيــتُ فؤاده لبس الجماد

2- حديقة الغروب للشاعر غازي القصيبي

يرثي الشاعر الراحل غازي القصيبي (1940-2010) ربيع شبابه ويصف غروب الحياة أنَّها حديقة يدمِّرها الخريف، فيخاطب القصيبي في هذه القصيدة شابة ما زالت في ربيع عمرها؛ ألَّا تتبعيني فأنا أزول في خريفي وقد غادرني عنفوان الشباب:

خـمسٌ وسـتُونَ في أجفان إعصارِ أمـا سـئمتَ ارتـحالاً أيُّها الساري؟

أمـا مـللتَ مـن الأسفارِ ما هدأت إلَّا وألـقـتكَ فـي وعـثاءِ أسـفار؟

أمـا تَـعِبتَ من الأعداءِ مَا برحوا يـحـاورونكَ بـالـكبريتِ والـنارِ

والصحبُ؟ أين رفاقُ العمرِ؟ هل بقِيَتْ ســوى ثُـمـالة أيـامٍ وتـذكارِ

بلى! اكتفيتُ وأضناني السرى! وشكا قـلبي الـعناءَ! ولكن تلك أقداري

وأنـتِ! يـا بـنت فـجرٍ في تنفّسه مـا فـي الأنوثة من سحرٍ وأسرارِ

مـاذا تـريدين مـني؟! إنَّـني شَبَحٌ يـهيمُ مـا بـين أغـلالٍ وأسـوارِ

هذي حديقة عمري في الغروب كما رأيـتِ؛ مرعى خريفٍ جائعٍ ضارِ

الـطيرُ هَـاجَرَ والأغـصانُ شاحبةٌ والـوردُ أطـرقَ يـبكي عـهد آذارِ

لا تـتبعيني! دعيني! واقرئي كتبي فـبـين أوراقِـهـا تـلقاكِ أخـباري

وإنْ مـضيتُ فـقولي: لم يكن بطلاً وكــان يـمزجُ أطـواراً بـأطوارِ

3- خريف الشاعر رشيد ياسين

الشاعر الراحل رشيد ياسين (1929-2012) الذي رثا نفسه حياً في هذه القصيدة، يقف على تخوم الموت في خريفٍ حزين جعله يستذكر رحلة الحياة الطويلة بكل مآسيها؛ فيقول:

أنا في خريف العمر يُقعِدني عجزي ويملأ روحيَ القلقُ، أأقارع الدُّنيا وأهزمها وأنا سلاحي الحبرُ والورَقُ؟

ألِحكمةٍ كانت مغامرتي أم أنّها أوحى بها النزقُ، وهل الرسوّ مآل أشرعتي مِن هول رحلتها أم الغرق؟

يا أيّها الناؤون عن بصري يا أهل بيتي، يا أحبائي، أنا ها هنا كالطير زُجّ به في قلب عاصفةٍ وأنواءِ

تُلقي به الأقدار في سبُلٍ خفيَتْ معالمها على الرائي، ويكاد يفقد في تخبّطه أمل اللحاق بسربه النائي

يا من تعزّ عليّ فُرقتهم إني هُزمتُ، وخانني الجَلدُ، طال التنائي بيننا وبدا وكأنّما ميعاده الأبدُ

مالي و للدنيا تراوغني أبداً وتخلف كلّ ما تعدُ، تبدي سراباً لي فأتبعه وأظل أجري وهو يبتعدُ

لهفي على ما ضاع من عمُري هدراً، وهل يتكرّر العمُر؟ لمْ أدّخرْ لغدي ولا افتتنت نفسي بما افتتنت به البشرُ

وأبت طباعي أن أجاريَهُمْ وأحيد عن قيم بها كفروا، وحسبت أنّي صانعٌ قدَري وإذا أنا يلهو بيَ القدَرُ

4- خريف الشاعر عمر أبو ريشة

الشاعر الراحل عمر أبو ريشة (1910-1990) في أبيات نادرةٍ في البيان فريدةٍ في الإحساس، يصوِّر خريف الحياة الذي غيَّر كلَّ ما فيه وبمن أحبَّ فقلما يعودا كما كانا بعد:

وتـلاقينا غـريبين هـنا لـم تكن أنتَ ولا كنتُ أنا، بـدَّلتْ منا الليالي وانتهى عبث الكأس وإغراء الجنى

مـوسم الورد أخذنا عطره وتـركنا فـيه غصناً لينا، وافـترقنا ونـأى العهد بنا ونـسينا وتـناستنا المنى

لا تـثِر ذكرى هوانا ربما نـفرت عن مقلتيّ الوسنا، آن لـلنعش الـذي أودعته كـل أشلاء الصبا أن يدفنا

امض من دربي فما أحسبه فـي خريف العمر إلا هينا

ما تحمله الطبيعة من زوال نضارتها جعل من الخريف فصلاً كئيباً في عيون الشعراء

في الخريف نهاية لحيوية الربيع والصيف، وفي الخريف ذبولٌ وغياب لألوان الطبيعة، كما أنَّ هجرة الطيور إلى الأرض الدافئة تجعل الخريف كئيباً في عيون الشعراء، يمثل النهاية والرحيل والجمود، كما يثير الحزن في نفوسهم.

1- ليالي الخريف بدر شاكر السياب

بإيقاعاته الآسرة وانتقائه المتقن للكلمات، يصوِّر الشاعر الراحل بدر شاكر السيَّاب (1926-1964) كآبة الكون كلِّه من خلال ليالي الخريف:

في ليالي الخريف الحزين، حين يطغى عليَّ الحنين

كالضباب الثقيل، في زوايا الطريق، في زوايا الطريق الطويل

حين أخلو وهذا السكون العميق

توقد الذكريات بابتساماتكِ الشاحبات كلَّ أضواء ذاك الطريق البعيد

حيث كان اللقاء، في سكون المساء، هل يعود الهوى من جديد؟

عاهديني إذا عاد .. يا للعذاب، عاهديني ومرت بقايا رياح

بالوريقات في حيرة واكتئاب، ثم تهوي حيال السراج الحزين

انتهينا.. أما تذكرين؟

انتهينا.. وجاء الصباح، يسكب النور فوق ارتخاء الشفاه

وانحلال العناق الطويل، أين آلام يوم الرحيل؟ أين؟

لا لست أنساك واحسرتاه؟ في ليالي الخريف حين أصغي ولا شيء غير الحفيف

ناحلاً كانتحاب السجين خاف أن يوقظ النائمين

ويستمر السياب في تصوير ليالي الخريف الحزينة بإيقاع يجعل القارئ يرى نفسه في ظلِّ سقوط أوراق الخريف:

في ليالي الخريف، حين أصغي وقد مات حتى الحفيف... والهواء

تعزف الأمسيات البعاد، في اكتئاب يثير البكاء...

شهرزاد في خيالي؛ فيطغى عليَّ الحنين، أين كنا؟! أما تذكرين، أين كنا ؟! أما تذكرين المساء؟!

في ليالي الخريف الطوال، آه لو تعلمين، كيف يطغى عليَّ الأسى والملال؟!

في ضلوعي ظلام القبور السجين، في ضلوعي يصبح الردى، بالتراب الذي كان أمي: غدا

سوف يأتي فلا تقلقي بالنحيب، عالم الموت حيث السكون الرهيب!

سوف أمضي كما جئت واحسرتاه، سوف أمضي وما زال تحت السماء، مستبدون يستنزفون الدماء

سوف أمضي وتبقى عيون الطغاة تستمد البريق، من جذى كل بيت حريق

والتماع الحراب في الصحارى ومن أعين الجائعين، سوف أمضي وتبقى فيا للعذاب!

سوف تحيين بعدي، وتستمتعين بالهوى من جديد

سوف أنسى وتنسين إلاّ صدى... من نشيد، في شفاه الضحايا وإلَّا الردى.

2- كآبة الخريف في عيون سيد قطب

بكَر الخريف فلا ورود ولا زهور ومشى الركود فلا نسيم ولا عبير

صمتت صوادحها فما تشدو الطيور بها، وما تشدو الجداول بالخرير

وسرى القفار بكلِّ مخصبـة فما تجد الخصيب بها وما تجد النضير !

والسحب طافية تغشّى كالستور وتسير وانية والخطى سير الأسير

فإذا الحياة يغض رونقها الأسى وإذا القلوب بها كليم أو كسير

والحب! ويح الحب من هذا البكور غامت عليه سحابة اليأس المرير

وذوت بجنتهِ أفانين المنى وخبا بهيكل حسنهِ القبس المنير

الأرض غير الأرض في دورانها لتكاد من فرط السآمة لا تدور !

والريح غير الريح في جولانها لتكادُ تكتم في جوانحها الزفير

والطيرُ غير الطير في ألحانها لتكاد تنعب بالخراب وبالثبور

والناسُ غير الناسِ في آمالهـا ليكاد يجثو اليأس في تلك الصدور

بكَر الخريفُ فويلهُ هذا البكور ودنا المصير فويلهُ هذا المصير

3- خريف فدوى طوقان الحزين (خريف ومساء)

ها هي الروضة قد عاثت بها أيدي الخريف، عصفت بالسَجف الخضر وألوت بالرفيف

تعس الإعصار، كم جار على إشراقها، جرَدتها كفَه الرعناء من أوراقها

عريت، لا زهر، لا أفياء، لا همس حفيف

ها هي الريح مضت تحسر عن وجه الشتاءِ، وعروق النور آلت لضمورٍ وانطفاء !

الفضاء الخالد أربدَ وغشَاه السحابُ، وبنفسي مثله يجثم غيم وضباب

وظلالٌ عكستها فيَ أشباح المساء !

وأنا في شرفتي، أصغي الى اللحن الأخيرِ، وقَعته في وداع النور أجواق الطيورِ

فيثير اللحن في نفسي غمَا واكتئابا، ويشيع اللحن في روحي ارتباكا واضطرابا

أي أصداء له تصدم أغوار شعوري !

الخريف الجهم والريح وأشجان الغروب، ووداع الطير للنور وللروض الكئيب

كلها تمثل في نفسي رمزاً لانتهائي ! رمز عمرٍ يتهاوى غاربا نحو الفناءِ

فترةً ثم تلفّ العمر أستار المغيب

سيعود الروض للنضرة والخصب السّريّ، سيعود النور رفّافاً مع الفجر الطّريّ

غير أني حينما أذوي وتذوي زهراتي، غير أني حينما يخبو غداً نور حياتي

كيف بعثي من ذبولي وانطفائي الأبديّ؟!

4- حزن الخريف والشاعر طالب همَّاش (مساءات العنب)

سيَّانَ هذا الحزنُ‏ إن كانَ الغناءَ أو التعبْ.‏

فلنا الخمور كؤوسها وجرارها‏ ولنا ليالي الأنسِ، والقمر المذهَّب في مساءاتِ العنبْ.‏

تلكَ الصبايا في طريقِ الكرمِ‏ يملأنَ السلالَ‏ بنفسجاً وسفرجلاً غضاً

ويجمعنَ الدموعَ منَ القصبْ، فالليلُ ليَّلَ بالأغاني والطربْ.‏

والراقصاتُ البيضُ‏ يرقصنَ الهوينى عندما نغفو‏ فلاْ يُسمعْ لهنَّ حفيفُ‏

فاغرقْ بحزنكَ يا خريفُ!‏

كلُّ المواويلِ التي بُحْنَا بها‏ لليلِ‏ وسَّعتِ الفضاءْ.‏

كم قد حفرنا بالدموعِ حروفها؛‏ لنكونَ أولى بالربابةِ‏ والغناءْ.‏

والنايُ كم رُحْنَا نغازلُ‏ روحَهُ التعبى‏ فأشجانا بكاءْ.‏

ثمَّ اعتذرنا للربابةِ،‏ واعتذرنا من ثقوب النايِ‏ والخمرِ العتيقِ‏

فراحَ يقطرُ من أناملنا الشفيفُ...

فاغرقْ لنغرقَ يا خريفُ!‏

5- كآبة الفصول الأربعة في شعر نازك الملائكة

قد عبرنا نهر الحياة حيارى في ظلام الفصول والسنوات

وثبتنا على أسانا خريفاً وربيعا فما جمال الحياة؟

طالما مرّ بي الخريف فأصغيت لصوت القمريّة المحزون

وأنا في سكون غرفتي الدجياء أرنو إلى وجوم الغصون

طالما في الخريف سرتُ إلى الحقل وأمعنتُ في وجومي وحزني

كيف لا والكآبة المرّة الخرساء قد رفرفت على كلِّ غصنِ

والحمام الجميل قد هجر الأعشاش سأمان من وجوم السهوب

وطيور الكنار آثرت الهجرة والعيش في حقول الجنوب

وغصون الشجار مصفرّة الأوراق والزهر ذابل مكفهرّ

ورياح الخريف تعبث بالأوراق والسحب في الفضاء تمرّ

طالما سرت في المساء وفي سمعي صوت الأوراق تحت خطايا

كلما سرت خطوة أنَّت الأوراق فاستجمعت بعيد أسايا

فإذا رعشة تضم فؤادي وإذا الروح ضائق بأساه

ما أمرّ الخريف يا رب ما أوحش أصباحه وأقسى مساه

5- الخريف والذكرى الشاعر محمد أبو العلا

عندها فلتذكريني، كلَّما مَرَّ الخريفُ مُعْلِناً مَوْتَ الأمَـلْ، وأتى البدْرُ حزيناً باعِثَاً ضوءَ الخجَـلْ

كلَّما الكروانُ مَرَّ ..ثم في صمتٍ رَحَلْ، فاذكري الحُلمَ الجميلْ في زمانِ المستحيلْ

واحذري أن تقتليني... واذكريني

كلَّما جُبتِ طريقاً قَدْ سَلَكناهُ سَويا، أو تذَّكرتِ عهودي والهوى ما زال حيا

لو تذكَّرتِ زماناً قد طوى الأحلام طياً فاسكني الماضي الجميل

لملمي الجُرح العليل واحرصي أن تذكريني... واذكريني

6- حكمة الخريف عند أدونيس

الشاعر أدونيس يرى للخريف وجهاً آخر، فالخريف هو الفصل الذي يعلمنا أسرار الحياة بين تمر الفصول الأخرى دون أن تعرف أحزاننا وهواجسنا:

الشّتاءُ يُودّع أشجارَهُ دونَ أن يتذكّر أنّا وضعنا عنده نارنا، وامتزجْنا بأمطارِهِ

الصّيفُ يَجهل أحزانَنا والرّبيع أسيرٌ لأزهارِهِ ولأقلامها ...

كَتبت أمسِ مرثيّة رَدّدتها رياح الخريفِ: الخريفُ يعلّمنا كيف نَحيا

ما الذي تَسْتَشْرِفُ الآنَ؟ وما المعنى الذي تبحث عنه؟

واثقٌ أنّكَ تلقاهُ وتَلْقى، مَن يؤاخيكَ ومن يُصغي إليكْ؟

سنغنّي، ليكونَ الزّمنُ الطّالعُ باباً، وتكونَ الرّيحُ مفتاحاً

وضعنا لهبَ الأسرارِ فيهِ، ورَماهُ حبّنا بين يديْكْ.

كما أنَّ للحبِّ خريفه وللعمر خريفه كذلك للأوطان خريفها!

ومن مجاز الشعراء أنَّ لأوطانهم فصول، فنراهم يتغنون بربيعها وينعونها في الخريف، وسنرى أنَّ منهم من ندب الوطن الذي دخل في سباته، ومنهم من أشعل حطب الثورة في الخريف.

1- الخريف الفلسطيني وخريف محمود درويش

كان الخريف يمرّ في لحمي جنازة برتقال، قمراً نحاسياً تفتته الحجارة والرمال

وتساقط الأطفال في قلبي على مهج الرجال، كلُّ الوجوم نصيب عيني.. كلُّ شيء لا يقال

و من الدم المسفوك أذرع تناديني: تعال!

فلترفعي جيداً إلى شمسٍ تحنّت بالدماء، لا تدفني موتاك! خليهم كأعمدة الضياء

خلي دمي المسفوك لافته الطغاة إلى المساء، خليه نداً للجبال الخضر في صدر الفضاء!

لا تسألي الشعراء أن يرثوا زغاليل الخميلةْ، شرف الطفولة أنها خطر على أمن القبيلة

إني أباركهم بمجد يرضع الدم و الرذيلةْ، وأهنئ الجلاد منتصراً على عينٍ كحيلة

كي يستعير كساءه الشتوي من شعر الجديلة، مرحى لفاتح قرية!.. مرحى لسفاح الطفولة !..

وفي صورة أخرى للخريف في عيون الشاعر محمود درويش:

مطرٌ ناعمٌ في خريف بعيد والعصافير زرقاء.. زرقاء، والأرض عيد.

لا تقولي أنا غيمة في المطار، فأنا لا أريد من بلادي التي سقطت من زجاج القطار

غير منديل أمي وأسباب موت جديد.

مطر ناعم في خريف غريب

والشبابيك بيضاء.. بيضاء، والشمس بيّارة في المغيب

وأنا برتقال سلّيب، فلماذا تفرين من جسدي وأنا لا أريد، من بلاد السكاكين والعندليب

غير منديل أمي وأسباب موت جديد.

2- خريف سميح القاسم

من أجــل... من أجل صباح ! نشقى أياماً و ليالي

نحمل أحزان الأجيالِ ونُكوكِبُ هذا الليل جراح !

من أجل رغيف ! نحمل صخرتنا في أشواك خريف

نعرى، نحفى، ونجوع ننسى أنّا ما عشنا فصلّ ربيع

ننسى أنّا خطواتٌ ليس لهنّ رجوع!!

3- الخريف السوري والشاعر محمد الماغوط

على هذه الأرصفة الحنونة كأمي أضع يدي وأقسم بليالي الشتاء الطويلة

سأنتزع علم بلادي عن ساريته وأخيط له أكماماً وأزراراً وأرتديه كالقميص

إذا لم أعرف في أي خريف تسقط أسمالي

وإنني مع أول عاصفة تهبُّ على الوطن سأصعد أحد التلال القريبة من التاريخ

وأقذف سيفي إلى قبضة طارق ورأسي إلى صدر الخنساء

وقلمي إلى أصابع المتنبي وأجلس عارياً كالشجرة في الشتاء

حتى أعرف متى تنبت لنا أهداب جديدة، ودموع جديدة في الربيع؟

وطني أيها الذئب الملوي كالشجرة إلى الوراء إليك هذه "الصور الفوتوغرافية"

حزن في ضوء القمر

دمشقُ يا عربةَ السبايا الورديةْ...

وأنا راقدٌ في غرفتي أكتبُ وأحلم وأرنو إلى المارَّة من قلب السماء العاليةْ

أسمع وجيب لحمك العاري.

عشرون عاماً ونحن ندقُّ أبوابك الصلدةْ، والمطر يتساقط على ثيابنا وأطفالنا

ووجوهِنا المختنقةِ بالسعال الجارح تبدو حزينةً كالوداع، صفراءَ كالسلّ

ورياحُ البراري الموحشةْ تنقلُ نواحنا إلى الأزقة وباعةِ الخبزِ والجواسيس

ونحن نعدو كالخيولِ الوحشية على صفحاتِ التاريخ

نبكي ونرتجف وخلف أقدامنا المعقوفةْ تمضي الرياحُ والسنابلُ البرتقاليةْ.

وافترقنا، وفي عينيكِ الباردتين تنوح عاصفةٌ من النجوم المهرولة

أيتها العشيقةُ المتغضّنة ذات الجسد المغطَّى بالسعال والجواهر...أنتِ لي

هذا الحنينُ لك يا حقوده !

قبل الرحيل بلحظات ضاجعتُ امرأة وكتبتُ قصيده

عن الليل والخريف والأمم المقهورةْ، وتحت شمس الظهيرة الصفراء كنت أسندُ رأسي على ضلْفاتِ النوافذ

وأترك الدمعةْ تبرق كالصباح، كامرأة عاريه

4- الخريف اليمني والشاعر عبد الله البردوني

أحيا كعصفور الخريف بلا ريش بلا عشّ بلا فننِ، أقتات أوجاعي وأعزفها وأشيد من أصدائها سكني

وأتيه كالطيف الشريد بلا ماضٍ بلا آتٍ بلا زمنِ، وبلا بلاد، من يصدّقني؟ إنّي هنا روح بلا بدنِ

من ذا يصدّق أنّ لي بلداً عيناه من حرقي ولم يرني؟ وأنا هنا أرضعت أنجمه سهدي ووسّد ليلة شجني

أأعيش فيه وفوق تربته كالميّت الملقى بلا كفن؟ وولائدي بسفوحه نهر ومشاعل خضر على القنن

ماذا؟ أيدري إخوتي و بي أنّي يمانيّ بلا يمن؟ هل لي هنا أو هاهنا وطن؟ لا، لا.. جراحي وحدها وطني

5- الخريف المصري في عيون فاروق جويدة

وأشتاق يا مصر عهد الصفاء وأشتاق فيك عبير العمر

وأشتاق من راحتيك الحنان إذا ما رمتني سهام القدر

وأشتاق صدرك في كل ليل يغني الحكايا ويسجي السحر

وأشتاق عطرك رغم الخريف تفيق الليالي ويزهو الشجر

وأشتاق من ثغرك الأمنيات إذا الليل مزق وجه القمر

وأشتاق صوتك: قم يا بني فما اليأس إلا قبور البشر

وأشتاق فيك.. وأشتاق فيك وفي الشوق ضاعت سنين العمر

ختاماً.... هذا هو الخريف بكل أشكاله، منهم من يراه فصل ولادة الحبِّ والشِعر، ومنهم من يراه كئيباً وظالماً يقتل ما بناه الربيع والصيف، كما أنَّه في عيون البعض مدخلٌ إلى الخير ومنبعٌ للحكمة، فكيف أنتم ترون الخريف؟ ربما ترونه كما يراه الشاعر عبد الرحمن العشماوي:

يا ساكناً في دار غفلته متوارياً وتعاتب القدرا

أنسيتَ أنَّ الأرض حين ترى الجفاف تراقب المطرا؟

أنسيتَ أنَّ الغصن يسلبه فصل الخريف جماله النضرا

مالي أراك مذبذباً قلقا حيران يشكو طرفك السهرا ؟

هذا قطار العمر، ما وقفتْ عــــرباته يوماً ولا انتظرا

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة