"مستشفى كورونا"- هل تعيد برلين "المعجزة" الصينية؟

  • DWWبواسطة: DWW تاريخ النشر: الخميس، 19 مارس 2020
"مستشفى كورونا"- هل تعيد برلين "المعجزة" الصينية؟

رغم الانتقادات التي واجهتها الصين عند بداية انتشار وباء كورونا على أراضيها، إلا أن من الأشياء التي أبهرت بها المراقبين، قدرتها الرهيبة في بناء مستشفى ضخم في أقل من أسبوعين فقط لمعالجة مرضى الوباء. وتحلم العديد من الدول اليوم بعد أن تمدد الفيروس إلى غالبية دول العالم تحقيق الشيء ذاته. كذلك الشأن في ألمانيا، حيث أعلنت ولاية برلين عزمها انشاء مستشفى خاص لمعالجة المصابين بفيروس كورونا المستجد.

خارطة تفاعلية من جامعة جون هوبكنز توضح انتشار فيروس كورونا في جميع أنحاء العالم

إذا لم تتمكن من فتح الخارطة يمكنك فتحها على الرابط التالي: https://coronavirus.jhu.edu/map.html

وحسب ديليك كالايشي وزيرة الصحة بولاية برلين، وهي النائبة عن الحزب المسيحي الديمقراطي، فإن المستشفى الجديد سيُشيد في المحيط الخارجي لقاعة المعارض بالعاصمة الألمانية، لتوفير ألف سرير للحالات المصابة بكورونا.

وتقول كالايشي أن الهدف من المستشفى هو مواجهة "النقص الحاد المنتظر" في حال ارتفع عدد الإصابات إلى مستويات مهولة، خاصة وأن معهد روبرت كوخ للأبحاث العلمية، وفي تقييم جديد للوضع داخل ألمانيا، تحدث صباح الأربعاء ( 18 مارس/ آذار 2020) على لسان مديره لوثار فيلر عن ارتفاع قد يصل في الأسابيع القليلة القادمة إلى عشرة ملايين إصابة.

وبالتالي فإن هذا المستشفى سيكون "مكمّلاً" للمنشآت الطبية الموجودة أصلاً، و"ليس تعويضاً عنها"، كما تقول المسؤولة بحكومة ولاية برلين. ومهمته هي معالجة الحالات بأعراض خفيفة إلى متوسطة والتي هي بحاجة إلى رعاية طبية "مركزة" أي إلى مزاولة العلاج داخل المستشفيات.

مساعدة الجيش الألماني

إنشاء هذا المستشفى لن يتم - كما حدث في الصين - من قبل جهات مختلفة بين شركات خاصة ومؤسسات الدولة، وإنما سوف يتم الاعتماد على الجيش الألماني بالأساس. وأُوكلت مهمة إدارة عملية البناء إلى ألبريشت برومه وهو شخصية معروفة في برلين كمدير سابق لمصلحة مكافحة الحرائق في المدينة.

فهل ينجح الأخير في إعادة "المعجزة" الصينية؟ يرد ألبريشت برومه على صحيفة "بيلد" الواسعة الانتشار كما أوردت في عددها لصباح الأربعاء: "14 يوماً لبناء هذا المستشفى.. أمر رائع. لكنني أعتقد أننا سنحتاج إلى شهر كامل".

الموارد البشرية الضرورية سيتم اسقدامها من صفوف الجيش الألماني إضافة إلى العاملين السابقين في قاعات المعارض الكبرى. علماً أن عاملي المعارض في مختلف مدن ألمانيا، باتوا بين ليلة وضحاها عاطلين عن العمل إثر إلغاء جميع الفعاليات في المعارض الاقتصادية الكبرى.

يُذكر أن نظرة سريعة إلى عدد الأسرّة المتواجدة في مستشفيات العاصمة برلين، وهي ذات أكبر تجمع سكني داخل ألمانيا الاتحادية بمجموع 3,6 مليون نسمة، تؤكد الحاجة الماسة إلى إنشاء "مستشفى كورونا" كما تصفه الصحافة المحلية. فالأسرّة المجهّزة بآلات التنفس الإصطناعي التي باتت ضرورية جداً بعد انتشار الوباء، تصل إلى 1045 سريراً، وفق بيانات مكتب وزارة الصحة في برلين. 80 بالمئة منها محجوزة بالأصل حتى قبل وصول الجائحة العالمية إلى ألمانيا.

أما عدد الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا في برلين فقد بلغ إلى غاية مساء الثلاثاء 383 حالة، بينما بلغ العدد حسب تقديرات معهد روبرت كوخ في مجموع ألمانيا 9600 حالة إلى غاية مساء الأربعاء.

انتقادات بسبب طول المدة

في ظل تطورات الأزمة والارتفاع المتزايد في عدد الإصابات، قُوبل كلام المسؤول عن إنشاء هذا المستشفى في ظرف شهر بانتقادات شديدة، خاصة من أحزاب المعارضة التي ارتأت أن أربعة أسابيع قد تكون مصيرية بالنسبة للمرضى في حال ما تحقق السيناريو الرهيب، الذي أعلن عنه اليوم الأربعاء معهد روبرت كوخ.

لا ينظر المنتقدون فقط إلى ما حدث في الصين، وإنما إلى ما يحدث حالياً في روسيا أيضاً. فقد قطعت موسكو هي الأخرى خطوات كبيرة وبسرعة مكوكية في إقامة مستشفى جديد لمرضى فيروس كورونا.

ألفا عامل يعملون حالياً دون كلل في بناء هذه المنشآة، وفق ما كشفت صحيفة "روسيسكايا غازيتا" استناداً على عمدة مدينة موسكو. وهنا وجب القول إن هذا المستشفى يسع لـ500 سرير فقط أي نصف الطاقة الاستيعابية لمستشفى برلين. كما لم تحدد السلطات الروسية موعداً لجهوزية هذا المستشفى بعد، فقد اكتفى العمدة أندريه بوتشكارشوف بالتأكيد فقط على أن "مهمتنا تكمن في إعداد المستشفى بأقصى سرعة"، مضيفاً بالقول: "نحن نحارب من أجل كل دقيقة".

وتمّ رصد 90 حالة مؤكدة في روسيا، غير أن الخبراء ينطلقون من أضعاف هذا العدد.

و.ب/ ع.غ (د ب أ، أ ب د)

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة