موتسارت: عبقرية تخطت حدود الزمان والمكان

  • تاريخ النشر: الأحد، 22 نوفمبر 2020
موتسارت: عبقرية تخطت حدود الزمان والمكان

أطلق عليه الإيطاليون لقب أماديوس ومعناها المحبوب من الإله، فأحب اللقب وأضافه لاسمه ليصبح فولفجانج أماديوس موتسارت.

إنه واحداً من أعظم عباقرة الموسيقى في جميع العصور، فهو الطفل المعجزة الذي ظهرت عبقريته من عمر الرابعة، فأدهشت الجميع، لكنها أوقعته في شراك الحسد.. واليوم نتعرف على موتسارت الموسيقار المعجزة.

عبقرية منذ الطفولة

كان أبوه، ليوبولد موتسارت، مؤلفاً وعازفاً للكمان، فنشأ الصغير في رحاب الموسيقى ووعى عليها، وفي عمر الرابعة بدت عليه علامات النبوغ، حيث أجاد العزف على البيانو والأرغن والكمان خلال مرحلة الطفولة

كتب موتسارت أول كونشرتو وسيمفونية له وهو لم يتجاوز بعد سن الخامسة، وقاد أول أوركسترا في السابعة من عمره، ثم أنهى تأليف أول عمل أوبرا له في سن الرابعة عشر.

أدرك والده موهبته المميزة، فجال به بلدان أوروبا ليعرض عبقريته على الأمراء والنبلاء، فنجح الفتى موتسارت في العديد من التحديات التي وُضعت أمامه، وعزف مغمض العينين وعلى مفاتيح بيانو مغطاة، وكذلك مُرتجلًا من تأليفه تأليفاً لحظياً.

ثورة في عالم الموسيقى

عندما بلغ موتسارت عامه الرابع عشر، تقدم لاختبارات عضوية أكاديمية بولونيا الموسيقية، التي كانت تعد أكبر أكاديمية موسيقية في العالم، وكانت بمثابة حلم صعب المنال للموسيقيين الكبار، واستطاع العبقري الشاب اجتيار اختباراتها بمنتهى السهولة.

في تلك الفترة، كان فن الأوبرا مقتصراَ على الإيطاليين من قبله، فكان هو بمثابة ثورة في عالم الموسيقى، حيث حرر الفن الألماني من الأسر الإيطالي، وظهر هذا جلياً في إبداعه لأوبرا الناي السحري بالألمانية، والتي قال عنها الموسيقار الشهير فاغنر أن الأوبرا الألمانية كانت عدماً قبلها، فخلقتها هذه الأوبرا خلقاً.

الحقد والحسد في حياة موتسارت

لم تلق عبقرية موتسارت الترحاب دائماَ، حيث أحاطت به شِراك الحسد والحقد من كل جانب، وهو ما حرمه لفترات طويلة من الحصول على المناصب التي يستحقها، ولذلك اضطر للعمل في التدريس رغم كراهيته له ليستطيع أن يواجه أعباء الحياة.

موتسارت وساليري

كانت علاقة موتسارت بالموسيقار الإيطالي أنطونيو ساليري موضوعاَ للعديد من الأعمال المسرحية والسينمائية، فقد تظاهر ساليري بأنه صديقه طوال حياته، لكنه كان يضمر له الحقد والغيرة.

ورغم أن بعض الروايات تقول بأن موتسارت مات مسموماً بعد أن وضع له ساليري  السم، إلا أن الدراسات الحديثة تثبت أنه لم يمت بالسم، بل بالتهاب البلعوم.

أشهر أعمال موتسارت

تعتبر السيمفونية الأربعون هي أشهر أعمال موتسارت على الإطلاق، والتي تم اقتباسها في عدد كبير من الأعمال الموسيقية والسينمائية على مدار السنوات، ومن من بينها أغنية الفنانة اللبنانية فيروز (يا أنا).

وفاة موتسارت وإرثه

في الخامس من ديسمبر عام 1791م، توفي موتسارت ودُفن في يوم عاصف شديد البرودة، فلم يحضر جنازته سوى خمسة من أصدقائه، ولم يكن عمره وقتها يتجاوز الخامسة والثلاثين.

ورغم رحيله مبكراً في هذه السن الصغيرة، إلا أنه وقد ترك وراءه إرثاً عظيماً متنوعاً ما بين الأوبرا إلى الكونشرتو والسيمفونية وموسيقى الحجرة وسوناتات البيانو، حيث بلغ مجمل أعماله 626 عملاً.