وفاة سميحة أيوب.. رحيل أسطورة المسرح العربي عن عمر 93 عامًا

غيب الموت صباح اليوم الثلاثاء الفنانة سميحة أيوب، عميدة المسرح العربي وإحدى أبرز الشخصيات الفنية في تاريخ مصر، عن عمر يناهز 93 عامًا. 

جاءت وفاة سميحة أيوب لتطوي صفحة مضيئة من تاريخ الفن المصري، بعد مسيرة فنية استثنائية امتدت لأكثر من سبعة عقود.

أكد كل من الفنان أشرف زكي، نقيب الممثلين، والفنان منير مكرم، عضو مجلس إدارة نقابة المهن التمثيلية، وفاة سميحة أيوب لعدد من وسائل الإعلام والصحف المحلية. 

سبب وفاة سميحة أيوب والتفاصيل الأخيرة

كشف مصدر مطلع أن سبب وفاة سميحة أيوب يعود لتدهور حالتها الصحية في الآونة الأخيرة، حيث لفظت أنفاسها الأخيرة في شقتها بحي الزمالك الراقي. 

وأشار المصدر إلى أن الوفاة حدثت في منزلها الكائن بالعقار رقم 55 بشارع محمد مظهر.

وفقا لعدة صحف محلية، فما يزال جثمان الفنانة الراحلة في شقتها بانتظار وصول نجلها لاتخاذ الترتيبات النهائية للجنازة.

لم تعلن الأسرة حتى الآن عن موعد إقامة مراسم الدفن أو العزاء، في انتظار اكتمال الاستعدادات اللازمة.

مرض سميحة أيوب والمعاناة الصحية الطويلة

كان مرض سميحة أيوب سرًا محاطًا بالكتمان لسنوات طويلة، حيث كشفت تقارير إعلامية أن الفنانة الراحلة أصيبت بسرطان الثدي منذ عدة سنوات، دون إعلان رسمي من جانبها أو أسرتها.

تسبب العلاج الطبي الذي تلقته الفنانة في إصابتها بما يُعرف طبيًا بـ"الوذمة اللمفاوية"، وهي حالة تؤدي إلى تورم شديد في الذراع نتيجة تجمع السوائل بعد الخضوع للجراحة أو العلاج الإشعاعي المرتبط بعلاج سرطان الثدي.

أثر مرض سميحة أيوب بشكل واضح على ظهورها الفني، حيث تراجعت مشاركتها تدريجيًا خاصة في الأعمال المسرحية. 

لاحظ الجمهور خلال مشاركتها في مسلسل "إجازة مفتوحة" وجود تورم ملحوظ في ذراعها اليسرى، والذي حاولت إخفاءه باستخدام الأوشحة، لكن الفارق بين الذراعين ظل واضحًا في عدة مشاهد.

من هي سميحة أيوب؟

وُلدت الفنانة سميحة أيوب حي شبرا الشعبي بالقاهرة، وتخرجت من المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1953، وتتلمذت على يد الأستاذ الكبير زكي طليمات، رائد المسرح المصري الحديث.

تميزت مسيرة الفنانة الراحلة بكونها صاحبة أطول مسيرة فنية متواصلة في تاريخ مصر، حيث تجاوزت السبعة عقود من العطاء الفني المتواصل. هذا الإنجاز الاستثنائي جعلها تستحق بجدارة لقب "سيدة المسرح العربي".

حققت سميحة أيوب إنجازًا لم يحققه أي فنان آخر في تاريخ المسرح العربي، حيث شاركت في حوالي 170 عملاً مسرحيًا على مدار مسيرتها. 

من أبرز أعمالها المسرحية، مسرحية "رابعة العدوية"، و"سكة السلامة" و"دماء على أستار الكعبة".

لم تقتصر موهبة سميحة أيوب على المسرح فحسب، بل امتدت لتشمل السينما والتلفزيون. شاركت في أفلام مهمة منها "أرض النفاق"، "فجر الإسلام"، "مع السعادة"، و"بين الأطلال".

في التلفزيون، قدمت أعمالاً خالدة مثل "الضوء الشارد"، "أوان الورد"، "أميرة في عابدين"، و"المصراوية"، والتي ما زالت محفورة في ذاكرة الجمهور العربي.

كما حصلت الفنانة الراحلة على العديد من التكريمات الرئاسية والجوائز المرموقة تقديرًا لإسهاماتها الجليلة في إثراء الحركة الفنية المصرية والعربية.