مراحل تطور الخط العربي

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 09 ديسمبر 2020 آخر تحديث: الإثنين، 18 ديسمبر 2023

يعد الخط العربي من أهم إنجازات العرب في مجال الفنون الجميلة، والذي يُعتبر الهدية التي قدموها إلى العالم أجمع منذ قرون طويلة، ففي كل بلد عربي هناك الكثير من النماذج الأثرية الرائعة المرسومة على جدران المباني الدينية.

الخط العربي

والخط العربي هو أحد فنون كتابة الكلمات والجمل التي تستخدم حروف اللغة العربية الـ 28، ولعل أهم ما ساعد في تصميم الخط العربي هو تشابك حروف اللغة العربية، مما منحها مرونة في تشكيلها وتكوين الكلمات والجمل الجميلة بها.

وقد لعب الخط العربي دوراً مهماً عبر العصور المختلفة، سواء في العصر الجاهلي أو الإسلامي، حيث اهتم المتخصصون بتحسين الخط وزخرته ببراعة منقطعة النظير، بشكل ينال إعجاب كل من يشاهده، ولنا في هذا الأمر أدلة راسخة متمثلة في العمارة الإسلامية التي تم تزيينها بالخطوط العربية البديعة.

نشأة الخط العربي

يمكن القول باختصار أن الخط العربي يعود أصل نشأته إلى الخط النبطي، ثم ظهرت بعد ذلك مدرستان مهمتان هما: المدرسة الكوفية والمدرسة الحجازية، واللتان عملتا على تطوير هذا الخط وساهمتا في انتشاره، وظهر في اللغة العربية أشهر خطين، وهما: الخط الكوفي (الذي تميز بصلابته)، والخط الحجازي (الذي تميز بسهولته).

وعند بداية ظهور الخط العربي، لم تكن الحروف منقّطة، حتى جاء أحد العلماء العرب المشاهير ليضع النقاط على الحروف، لتصبح بالشكل الذي نعرفه الآن.

الخط العربي قبل الإسلام

يقول بعض المؤرخين أن بدايات الخط العربي تعود إلى عصر ما قبل الإسلام، حيث كان يُنظر إليه وقتها على أنه أحد أنواع الفنون التي يمارسها العرب آنذاك، وكانت نقوش ما قبل الإسلام التي وصلت إلينا عبارة عن خطوط كوفية.

ويعود انتقال الكتابات القديمة لمرحلة الحروف إلى أيام الدولة الفينيقية منذ أكثر من 30 قرناً، حيث تفرعت بعدها الحروف الفينيقية إلى 4 أفرع رئيسية، وهي: العبرية، الآرامية، الحميرية، اليونانية، ثم تطور بعدها إلى 6 أفرع، وهي: التدمري، الهندي، الفهلوي، العبري السرياني، العبري المربع، الفارسي.

ولم يلبث الخط السرياني أن تطور بدوره مع مرور السنوات، لينشأ منه خطين، هما: الخط الحميري، والخط النبطي، والأخير هو الذي تطور إلى ما يُعرف باسم الخط العربي.

الخط العربي بعد الإسلام

بعد نزول القرآن الكريم والبدء في تدوينه، تم التدوين باستخدام ما يُعرف باسم خط الجزم، والذي سُمي لاحقاً باسم الخط المكي، وكانت أول مدرسة للكتابة في الإسلام بعد معركة بدر، حيث طُلب من الأسرى المشركين تعليم صبيان المدينة المنورة الكتابة.

انتشر بعد ذلك الخط الموزون المُسوَّي، وهو الخط الذي تم اعتماده في كتابة المصاحف الأولى التي تم كتابتها في عهد الخليفة عثمان بن عفان.

وعرف العرب في بداية الإسلام نوعين من الخطوط، وهما: الخط الحجازي، الذي كان يُسمى بالخط الدارج، وكانوا يستخدمونه في كتاباتهم اليومية لأنه كان يتميز بليونته، حيث كان يُكتب بطريقة عشوائية نظراً لعدم خضوعه لأي قواعد لغوية ثابتة، وهذا كان السبب الرئيسي في عدم كتابة المصاحف به.

أما الخط الثاني الذي كان مُستخدمها أيامها فهو الخط الكوفي، والذي يمكن اعتباره أساس كل الخطوط العربية، وكانت بداية ظهوره في منطقة الكوفة، ويقوم على أساس خطوط مستقيمة قاسية، وكان كتّاب الوحي يستدخمونه لكتابة الآيات القرآنية على سعف النخل، دون همزات وتشكيلات، كما تم استخدامه للكتابة في العصر الراشدي.

الخط العربي في العصر الأموي

شهد العصور الأموي تطوراً نوعياً في الخط العربي، حيث قام العالم العربي أبو الأسود الدؤلي بوضع الحركات الإعرابية، كما قام بوضع النقاط على الحروف بهدف تمييز الحروف المتشابهة عن بعضها البعض، ولذلك أصبحت النقطة جزء أساسياً من الحرف العربي.

الخط العربي في العصر العباسي

استمر الخط العربي في تطوره في العصر العباسي، وبدأت أنواعه في الازدياد، حيث تفرع إلى 11 نوعاً وهي: الديباج، السجلات، الزنبور، الجليل، العهود، الاسطوحار، الخرفاج، المدمرات، القصص، السجلات، المفتح.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة