"ارتداء ملابس سباحة محتشمة": كيف تفاعل السوريون مع القرار؟

  • DWWbronzeبواسطة: DWW تاريخ النشر: منذ 18 ساعة
"ارتداء ملابس سباحة محتشمة": كيف تفاعل السوريون مع القرار؟

ما زالت القرارات والإجراءات التي تصدر عن الحكومة السورية الجديدة ممثلة بالرئيس الانتقالي أحمد الشرع محط أنظار السوريين، فما أن تُصدر هيئة ما أو جهة رسمية قراراً جديداً إلا ويتم تداوله بسرعة على مواقع التواصل الاجتماعي ليخضع للتأييد أو الانتقاد.

قبل أيام أثارت توجيهات وزارة السياحة السورية الأخيرة حول إجراءات السلامة والأمان في المسابح والشواطئ العامة في سوريا وارتداء "لباس سباحة محتشم" تفاعلاً كبيراً بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي. ولاقت هذه التوجيهات زوبعة من الانتقادات، اعتبرت أن هذه الإجراءات تمثل تقييداً للحريات العامة ومحاولة لإضفاء طابع ديني أحادي اللون على المجتمع السوري المتنوّع.

"قرار يضرّ باقتصاد البلاد"

ركّز عليها رواد مواقع التواصل الاجتماعي على عبارات مثل "ارتداء ملابس أكثر احتشاماً في الشواطئ والمسابح العامة تراعي الذوق العام ومشاعر مختلف فئات المجتمع".

ووفق القرار يُطلب من النساء ارتداء ملابس أكثر احتشاماً في الشواطئ والمسابح العامة مثل "البوركيني" أو ملابس تغطي الجسم بشكل أكبر، وارتداء رداء فضفاض فوق ملابس السباحة في الأماكن العامة خارج الشاطئ أو المسبح.

ويمنعَ على الرجال الخروج إلى الأماكن العامة عاريي الصدور، وضرورة ارتداء قميص في بهو الفنادق وأماكن تناول الطعام. أضاف القرار أنه يُفضل ارتداء الملابس الفضفاضة وتجنب الملابس الشفافة للنساء في الأماكن العامة وتغطية الكتفين والركبتين.

يرى بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي أنه على الدولة التركيز على مهام أكثر أولوية في هذه المرحلة كالنهوض بالاقتصاد الذي تدمر بفعل الحرب الطويلة، فعلّق Yazan Kazan على قرار الوزارة الذي نشر على منصة فيسبوك: "من المفترض أن تتركز مهام الوزارات والهيئات العليا في الدولة على التخطيط الاستراتيجي طويل الأمد، بما يسهم في تنشيط القطاعات التي تشرف عليها، خصوصاً تلك الحيوية للاقتصاد الوطني". وأضاف: "وفي هذا السياق، يُثير الاستغراب توقيع وزير السياحة على قانون يوصي بفرض لباس معيّن وتغطية أكبر للجسم، تحت شعار ′احترام الذوق العام′. فالقانون بصيغته الحالية يبدو فضفاضاً، قابلاً للتأويل، بما قد يؤدي إلى تطبيقات متناقضة تمسّ الحريات الفردية وتربك الصورة السياحية للبلد".

وهذا ما راه الكثيرون أيضاً:

وفي حين اعتبر البعض أن هذا القرار يقوّض الحريات العامة ويعتبر تدخلاً بحريات الناس الفردية، ذهب آخرون لأبعد من ذلك ورأوا أن القرار سيشكل نكسة لقطاع السياحة في سوريا. علّق Akhtam Ismail على القرار بقوله: "هي خطوة للوراء، حصرتم السياحة بأماكن محددة، وستقضون على السياحة هذا الموسم، ولم تقولوا لنا ما هي العقوبة في حال عدم الالتزام، غرامة مالية مثلاً؟".

وهو ما أكده Adam Adam الذي علّق: "بهالعقلية والانغلاق، البلد بدا تخسر ملايين الدولارات اللي المفروض تجيها من السياحة" (بهذه العقلية والانغلاق، سيخسر البلد ملايين الدولارات من عوائد السياحة).

وزارة السياحة تبرر القرار

الانتقادات الواسعة التي وجّهت لقرار وزارة السياحة السورية دفعت بالوزارة إلى إصدار بيان آخر تبرر فيه الهدف من هذه الإجراءات وتحدد طبيعتها بدقة أكبر.

فصرّح وزير السياحة لشؤون التطوير والاستثمار غياث الفراح للوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) بأن القرار الذي أصدرته الوزارة ليس جديداً، وهو متجدد في كل موسم سياحي، لكن الاختلاف الآن هو أن هذه القرارات كانت تصدر في السابق عبر إدارة المنشآت السياحية، أما الآن فقد صدر القرار بصيغة رسمية عبر وزارة السياحة، ويهدف القرار إلى ضبط الشواطئ والمنشآت السياحية وحماية مرتاديها.

وأوضح الفراح أنه لم يرد في القرار المعلن أي كلمة منع لأي نوع من أنواع ملابس السباحة، وإنما سمح بالملابس الشرعية الخاصة بالسباحة "البوركيني" الذي كان يُمنع ارتداؤه في زمن النظام البائد على حدّ تعبيره. وأكّد على أن ارتداء ملابس السباحة الغربية "البكيني" ما زالت مسموحة في الفنادق والمنتجعات المصنفة على المستوى الدولي والدرجة الممتازة (4 نجوم) والشواطئ والمسابح والأندية الخاصة ضمن حدود الذوق العام والسلوك الحضاري، على حد تعبيره.

"مراعاة الذوق العام"

من ناحية أخرى رأى آخرون أن هذا القرار إيجابي ويناسب غالبية المجتمع السوري الذي وصفه بعض رواد وسائل التواصل الاجتماعي بأنه يغلب عليه "الطابع المحافظ".

واستنكر آخرون الهجوم الكبير على قرارات الحكومة التي "أنصفت حقوق النساء المحجبات والمحافظات" التي كانت حقوقهن مهضومة في زمن نظام الأسد، فعلّقت Sabah Al-hassoun Einieh على منشور وزارة السياحة رداً على تعليقات مستخدمي منصة فيسبوك: "ليش ما كان حدا يحكي ويتمسخر أو يحكي عن الحقوق لما كان ممنوع المحجبات في أغلب شواطئ الساحل وكمان بالفنادق والمسابح؟؟؟ وقت كانت المحجبات تتقلع حرفياً وتتعامل بطريقة بشعة!!". (لماذا لم يكن أحد يتكلم عن الحقوق عندما كان يُمنع على المحجبات دخول أغلب شواطئ الساحل السوري والفنادق والمسابح؟ عندما كانت المرأة المحجبة تعامل بإساءة وتُبعد من المكان).

هذه النقاشات ليست جديدة على الشارع السوري، فقد أُثيرت مثل هذه النقاشات في أوقات سابقة على بعض ممارسات الحكومة الجديدة كإغلاق بعض محال المشروبات الروحية وإثارة القلاقل في الأندية الليلة. وهو ما يثير مخاوف عديدة لدى السوريين الذين يطمحون للحصول على الحرية وعيش حياة تناسب كافة شرائح المجتمع بعد عقود طويلة من القمع الذي مارسه نظام الأسد الأب والابن.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة