حرف ومهن الأنبياء

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 02 فبراير 2021 آخر تحديث: الخميس، 30 يونيو 2022

حرف ومهن الأنبياء.. نعم؛ كان للأنبياء حرف ومهن امتهنوها من أجل كسب قوت يومهم، فهم بشر مثلنا، لهم احتياجات وأعمال وشؤون يسعون إلى إتمامها، فليست الدعوة فقط كانت مهنتهم أو رسالتهم. فقد أرسلهم الله ليعطي درساً للجميع أن الأنبياء بشر ولهم واجبات مثل الحقوق عليهم السعي من أجل تحقيقها، كما أن العمل لا ينقص من البشر شيئاً، وفي هذا التقرير نستعرض أبرز حرف ومهن أنبياء الله.

مهنة نبي الله آدم عليه السلام:

امتهن النبي آدم عليه السلام مهنة الزراعة، فعندما هبط إلى الأرض من الجنات مع زوجته حواء، لم يكن هناك أي أعمال يحصل من خلالها على الرزق؛ لذلك امتهن الزراعة من أجل أن يكسب رزقه فهو أول من امتهن الحراثة من الأنبياء.

فقد ذكر في كتابه العزيز في سورة الأعراف: «وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (19) فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ (20) وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ (21) فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ (22) قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (23) قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (24) قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ».

مهنة النبي إدريس عليه السلام:

نبي الله إدريس هو أول بني آدم أعطى النبوءة بعد سيدنا آدم وشيث، كما أنه أول من خط بالقلم، لكنه امتهن مهنة «الخياطة» فهو أول من خاط الثياب البيض ولبسها، فكان يلبس قبل ذلك الجلد.

نوح عليه السلام ماذا كان يعمل؟

نبي الله نوح عليه السلام، ارتبط اسمه بالطوفان، حيث جاء نسله من البشر حتى اليوم، فقد اقترنت سفينة الطوفان بها وتعرف بـ «سفينة نوح»، فكانت مهنة نبي الله نوح هي النجارة، فكان نجاراً فهو من صنع هذه السفينة من أجل الطوفان، حيث قال الله تعالى في سورة هود: «وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ».

عمل نبي الله عيسى:

النبي الله عيسى هو أول نبي امتهن مهنة الطب، فجاء في قوله تعالى في سورة آل عمران على لسان نبيه عيسى- عليه السلام-: «وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ».

مهنة إبراهيم عليه السلام:

خليل الله وأبو الأنبياء سيدنا إبراهيم عليه السلام، عمل في البناء، فهو من بنى الكعبة المشرفة، حيث ساعده في ذلك ابنه نبي الله إسماعيل، حيث قال الله تعالى في سورة البقرة في كتابه العزيز: «وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ».

مهنة نبي الله إسماعيل:

كما ذكر في القرآن الكريم عمل نبي الله إسماعيل مع والده أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم في مهنة البناء، حيث بنوا سوياً الكعبة المشرفة، لكن جاءت بعض الأقوال بأن نبي الله إسماعيل كان يعمل في مهنة صيد الأسماء من البحار والأنهار ويبيعها للناس في الأسواق.

مهنة داود عليه السلام:

ذكرت الآية 80 في سورة الأنبياء في «القرآن الكريم»: «وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ ۖ فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ»، حيث جاء التفسير بأن سيدنا داود عليه السلام امتهن مهنة الحدادة حيث تخصص في صناعة الأسلحة والدروع فهو أول من سردها وحلقها، كما ذكرت مهنة سيدنا داود عليه السلام في موضع آخر في سورة سبأ: «وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ مِنَّا فَضْلاً يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ».

مهنة سليمان عليه السلام:

كان نبي الله سليمان أميراً وحاكماً فقد ورث عن والده نبي الله داود خلافة الأرض والملك، كما وهبه الله تعالى ملكة الحديث مع الحيوانات والطير وغيرها من مخلوقات الله، فقد ذكر في سورة النمل في الآية 16 قوله تعالى: « وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ ۖ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ ۖ إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ».

مهنة نبي الله شعيب:

أما عن النبي شعيب- عليه السلام- فقد امتهن النبي مهنة رعي الغنم نسبة لقومه أهل شعب الذين عرفوا بالتجارة والزراعة، حيث ذكر في كتابه العزيز في سورة الأعراف: « وَإِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا ۗ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ قَدْ جَاءَتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ ۖ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ».

مهنة نبي الله زكريا:

امتهن نبي الله زكريا- عليه السلام- مهنة النجارة، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «كان زكريا - عليه السلام – نجاراً»، رواه مسلم.