تراجع أسعار النفط مع استمرار المخاوف من تخمة المعروض العالمي

هبوط أسعار النفط 2% مع تصاعد مخاوف تخمة المعروض وترقّب تطورات السلام في أوكرانيا

  • تاريخ النشر: منذ 3 أيام زمن القراءة: دقيقتين قراءة آخر تحديث: منذ ساعتين
تراجع أسعار النفط مع استمرار المخاوف من تخمة المعروض العالمي

تراجعت أسعار النفط بأكثر من 2% في ختام تعاملات البورصة العالمية، متأثرة بتزايد المخاوف من فائض كبير في الإمدادات العالمية خلال الفترة المقبلة، في وقت يترقّب فيه المستثمرون نتائج التحركات السياسية المتعلقة بإمكانية التوصل إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا.

وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 1.60 دولار، أو بنسبة 2.57%، لتغلق عند مستوى 60.64 دولار للبرميل، فيما هبط خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنحو 1.61 دولار، أي ما يعادل 2.76%، مسجلًا 56.74 دولار للبرميل.

تخمة المعروض تضغط على أسعار النفط عالميًا

رغم الدعم المؤقت الذي تلقته أسعار النفط مؤخرًا نتيجة بعض اضطرابات الإمدادات، فإن السوق لا تزال تواجه ضغوطًا قوية بسبب ارتفاع الإنتاج العالمي، ما يضع الأسعار على مسار أكبر خسارة سنوية منذ عام 2020.

وخلال عام 2025، تراجع خام برنت بنحو 19%، بينما انخفض خام غرب تكساس بنسبة تقارب 21%، وسط مخاوف من دخول السوق في حالة فائض معروض واضح خلال العام المقبل.

وبحسب تقرير سوق النفط الصادر في ديسمبر عن وكالة الطاقة الدولية، من المتوقع أن يتجاوز المعروض العالمي الطلب بنحو 3.84 ملايين برميل يوميًا خلال عام 2026، وهو ما يعزز التوقعات باستمرار الضغوط الهبوطية على الأسعار.

العوامل الجيوسياسية لا تغيّر الاتجاه العام للسوق

قال محللو شركة «إيجيس هيدجينغ» إن العوامل الجيوسياسية وفرت دعمًا محدودًا لأسعار النفط على المدى القصير، لكنها لم تنجح في تغيير الصورة الأساسية للسوق التي تشير إلى فائض كبير في الإمدادات.

وأضافوا أن المخزونات العالمية المرتفعة لا تزال أحد أبرز العوامل الضاغطة، إلى جانب حالة عدم اليقين بشأن وتيرة نمو الطلب العالمي.

يترقب المستثمرون عن كثب تطورات المسار السياسي بين موسكو وكييف، خاصة مع اقتراب عقد لقاء بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والرئيس الأميركي دونالد ترامب، لبحث سبل إنهاء الحرب.

ويُنظر إلى أي تقدم محتمل في محادثات السلام على أنه عامل قد يؤدي إلى تخفيف أو رفع العقوبات المفروضة على قطاع النفط الروسي، ما قد يزيد المعروض في الأسواق العالمية ويضغط على الأسعار.

وأكد زيلينسكي أن ملفات حساسة، أبرزها القضايا الإقليمية، ستكون على جدول أعمال اللقاء، مشيرًا إلى أن «قرارات مهمة قد تُتخذ قبل نهاية العام»، مع إبدائه الاستعداد لطرح أي اتفاق سلام محتمل للاستفتاء الشعبي في حال التوصل إلى وقف لإطلاق النار.

فنزويلا في دائرة الاهتمام… وتأثير محدود على السوق

في سياق متصل، وجه البيت الأبيض القوات الأميركية بالتركيز على تشديد الرقابة على صادرات النفط الفنزويلي خلال الشهرين المقبلين، في إطار ضغوط اقتصادية على حكومة كراكاس.

غير أن محللين يرون أن التأثير الفعلي لهذه الخطوة على أسعار النفط العالمية لا يزال محدودًا، مقارنة بعامل فائض المعروض الذي يظل المحرّك الأساسي لاتجاهات السوق في الوقت الراهن.

يرى خبراء السوق أن استمرار ارتفاع المخزونات العالمية، إلى جانب التقدم المحدود في محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا، سيُبقي أسعار النفط تحت الضغط خلال الأشهر المقبلة، ما لم تطرأ مستجدات قوية على صعيد الطلب العالمي أو سياسات الإنتاج.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة