شعراء ومؤلفي وكلمات النشيد الوطني لكل الدول العربية

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الثلاثاء، 05 يوليو 2022

من منا لم يُنشد نشيد بلاده، ولم يحفظ كلماته؟، حيث يُعتبر النشيد الوطني، من الرموز الوطنية، التي يتم اعتمادها من قبل الدولة، كجزء من هويتها، لكن لهذه الأناشيد شعراء، لهم حياتهم، وانجازاتهم الأدبية، كما لعب بعضهم أدواراً سياسية، سنتعرف معاً من خلال هذه المادة، على شعراء الأناشيد الوطنية، في كلٍّ من البلدان العربية.

شاعر مؤلف النشيد الوطني السوري

ولد الشاعر خليل مردم بك في دمشق، عام 1895، لعائلة سورية عريقة، تنحدر من سلالة لالا مصطفى باشا، القائد التركي في القرن السادس عشر، كما كان جدُّ خليلٍ لأمه واحداً من علماء الإسلام البارزين في دمشق، هو المفتي محمود الحمزاوي، فتعلم خليل مردم بك الحديث الشريف، والقرآن الكريم، على يد كبار مشايخ دمشق، وتلقى تعليمه المدرسي في مدرسة الملك الظاهر.

ثُمَّ تدرَّج في شبابه بعدة وظائف حكومية، بعد خروج الأتراك من سوريا نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1918، إلى أنْ دخل الاحتلال الفرنسي عام 1920، فطُرد من عمله، وغادر دمشق إلى مصر سنوات قليلة، ثُمَّ عاد إليها مشتاقاً، فأسس مع مجموعة من كبار الأدباء والشعراء السوريين (الرابطة الأدبية)، ومن أعضائها ماري عجمي، ونجيب الريس، إضافة إلى آخرين، كما شارك في إصدار مجلة (ثقافة) عام 1933، وشغل عدة مناصب في المؤسسات الثقافية، والتعليمية، والدبلوماسية، إلى أن توفي في الواحد والعشرين من تموز/يونيو عام 1959، حيث كان يشغل منصب رئيس المجمع العلمي العربي، خلفاً لمؤسسه محمد كرد علي.

كلمات النشيد السوري

أُعلن النشيد الوطني السوري (حُماةَ الدِّيارِ) كنشيد رسمي للبلاد، في الاحتفالات التي تلت نجاح المفاوضات بخصوص الاستقلال عام 1938، وهو من تأليف خليل مردم بك، وتلحين اللبنانيين الأخوين فليفل:

حُماةَ الدِّيارِ عَليكُم سَلامْ أبَتْ أنْ تذِلَّ النُّفوسُ الكِرامْ

عَرينُ العُروبةِ بَيتٌ حَرامْ وعَرشُ الشُّموسِ حِمىً لا يُضامْ

رُبوعُ الشَّآمِ بُروجُ العُلا تُحاكي السَّماءَ بِعالي السَّنا

فأرضٌ زَهتْ بالشّموسِ الوِضا سَماءٌ لَعَمْرِكَ أو كالسَـما

رَفيفُ الأمَاني وخَفقُ الفؤادْ على علَمٍ ضَمَّ شَمْلَ البلادْ

أما فيهٍ مِنْ كُلِّ عَينٍ سَـوادْ ومن دمِ كُلِّ شَهيدٍ مِداد؟

نُفوسٌ أُباةٌ وماضٍ مَجيدْ وروحُ الأضَاحِي رَقيـبٌ عَتيـدْ

فمِنّـَا الوَليـدُ ومِنّـَا الرَّشيـدْ فلِمَ لا نَسـودُ ولِمَ لا نُشيدْ؟

شِعر خليل مردم بيك

يُعتبر خليل مردم بيك، من أعلام اللغة العربية، حيث تبوأ مناصب عديدة، وقدم دراساتٍ، ومراجعاتٍ أدبية بالغة الأهمية، كما كان أستاذ الشاعر السوري المعروف نزار قباني، من جهة ثانية؛ تميز شعره بالتجديد، والخروج عن القواعد الكلاسيكية، كما تنوعت موضوعاته، وإنْ كان للوطن حصة كبيرة في شعره، إلا أنه أنشد غزلاً، وشوقاً، وحكمة.

غوطة دمشق في عيون مردم بك

عَرقتْ جِباهُ الزَّهرِ في قَطْرِ النَدى مُلتَفَّةَ الأعناقِ ذات تآطرِ

كالبِكرِ يَرشحُ للحَياءِ جَبينُها عَرقاً إذا ضُمت لصَدرِ الهاصرِ

وإذا الرياحُ تأوَهتْ سَقطَ النَدى مِنْ كُلِّ زاهرةٍ كدمعٍ هَامرِ

وشَقائِقُ النُعمانِ في قِيعانِها تَقطيعُ أكبادِ وشَقُ مرائرِ

والزَّهرُ يَلقاني بِثغرٍ باسمٍ وبوجنةٍ حمرا وجَفنٍ فَاترِ

وأرى الغُصونَ كأذرعٍ مَمدودَةٍ لتُعانِقَ مِنْ بَعدِ طُولِ تَهاجُرِ

شهداء معركة ميسلون

اعكفْ على جَدثٍ في عَدوةِ الوادي‏ بمَيسَلونَ سقاهُ الرائِــحُ الغادي‏

وطأطئ الرأسَ إجلالاً لمرقدِ مَنْ‏ قَضى لَهُ اللهُ تَخليداً بأمجادِ‏

صلى الإلهُ عَليـهم من مجندلةٍ‏ أشلاؤهُم بينَ أغــوارٍ وأنجَــادِ.

شاعر ومؤلف النشيد الوطني لبناني

وهو شاعر زجل لبناني، كتب معظم قصائده باللهجة المحكية اللبنانية، وبطريقة الزجل، التي اشتهر بها لبنان، وجبال القلمون في سوريا.

ولد رشيد نخلة في جبل الباروك، لبنان عام 1873، حيث تلقى تعليمه في مدرسة أمريكية، ثُمَّ شغل عدة وظائف حكومية، منها قائم مقام جزِّين عام 1911، ومحافظاً لصور حتى تقاعده عام1930، كما أسس جريدة (الشعب)، التي توزع مجاناً دعماً للثقافة، إلى أن توفي عام1939، فكان أول من يحصل على لقب أمير الزجل في لبنان، كما ترك لابنه الشاعر أمين نخلة جريدة (الشعب)، وقام الابن يجمع ديوان أبيه، وتحقيقه.

كلمات النشيد اللبناني

كُلُّنا للوطَن للعُلى للعَلمْ مِلءُ عَينِ الزَّمنْ سَيفُنا والقَلمْ

سَهلُنا والجَبل منبتٌ للرجال قَولُنا والعَملْ في سَبيلِ الكَمالْ

شَيخُنا والفَتى عِندَ صَوتِ الوَطنْ أُسدُ غابٍ مَتى ساورَتنا الفِتنْ

شَرقُنـا قَلبُه أبــداً لُبنان صانَهُ ربُّه لمدى الأزمانْ

بَحـرهُ برُّهُ دُرَّة الشرقين رِفدُهّ بَــرّهُ مِالئ القُطبينْ

اسمه عِـزُّه منذ كان الجُدود مَجدُهُ أرزُهُ رمزُهُ للخلود

كُلُّنا للوطَن للعُلى للعَلمْ كُلُّنا للوطَنْ

من زجل رشيد نخلة (بالعامية اللبنانية)

إن بكيتِ الكون مِن أجلك بِكي وإن ضحكتِ انهز عَرش المملكي

وكِل شي ربي خلق لطف وجمال أعطى البشر قيراط والبقوي لكِ

وكل شي ربي خلق لطف وجمال قيراط خاس وعوضو هيبي وكمال

والقوى وغنج المعاطف والدلال والشقاحة كلها خلقت بك

والشقاحة كلها خلق وخلق عا رسم كسمك خالقك ما عاد خلق

عيون زرق، شفاف رق من الورق، وسنان لولو وشعر دبس بعلبكي

 

شاعر ومؤلف نشيد (فدائي)، النشيد الوطني الفلسطيني الحالي

ولد سعيد المزين (أبو هشام) في أسدود الفلسطينية عام 1935، وكان من أوائل المنتسبين لحركة فتح، ومنظمة التحرير الفلسطينية، كما كان من أوائل المناضلين المتفرغين، كما كان في طليعة المقاومين للاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة منذ عام 1956، فتم اعتقاله وسجنه من قبل سلطات الاحتلال، بعد ضبط مطبعة في بيته، استخدمها لطباعة المناشير الثورية.

ثُمَّ بقي فترة في غزة بعد الإفراج عنه، وتنقل بين السعودية، فسوريا، ولبنان، حيث تولى عدة مهمات في حركة فتح بعد تأسيسها عام 1965، منها ما هو ذو طبيعة عسكرية، ومنها ما حمل طبيعة سياسية، وثقافية، كما عُرف بمواقفه الجريئة، خاصة موقفه الرافض لاجتياح الكويت سنة 1990.

توفي القائد سعيد المزين في الرياض، في آذار/ مارس 1991، تاركاً وراءه عدة مؤلفات شعرية، ومسرحية، فضلاً عن عدة أناشيد فلسطينية، وقعها باسم (فتى الثورة).

كلمات النشيد الوطني الفلسطيني الحالي (فدائي)

اعتمدت منظمة التحرير الفلسطينية نشيد (فدائي) رسمياً عام 1971، حيث كان النشيد الوطني الفلسطيني المعتمد، هو قصيدة ابراهيم طوقان (موطني) منذ أيام الاحتلال الانجليزي، كما اعتمدت السلطة الفلسطينية نشيد (فدائي) كنشيد وطني رسمي عام 2005، وهو من ألحان الموسيقار المصري على اسماعيل:

فِدائي فِدائي فِدائي يا أرضي يا أرضَ الجدود

فدائي فدائي فدائي يا شَعبِي يا شعبَ الخُلود

بعَزمي ونَاري وبُركانُ ثأري وأشواقُ دمي لأرضي وداري

صعدتُ الجِبالا، وخُضتُ النِضالا، قَهرتُ المحالا، حطمتُ القيود

بعزمِ الرياحِ ونار السلاحِ وإصرارِ شعبي لخوضِ الكفاحِ

فلسطينُ داري ودربُ انتصاري فلسطينُ ثاري وأرضُ الصمود

بحقِ القَسمْ تحت ظل العَلمْ بأرضِي وشَعبِي ونَارِ الألمْ

سَأحيا فِدائي وأمضي فِدائي وأقضي فِدائي إلى أنْ تْعودْ

سفر سعيد مزين إلى القدس

سافَرتُ فِيكِ وَلَم يزل يَحلو السَّفَر

سافَرتُ فِيكِ وَلَم يزل سَفَري على دَربي يُقاومُ في عِنادٍ كُلَّ أَعدَاءِ السَّفَر

نَصَبُوا الحَواجِز في طَريق العِشقِ، واستَدعُوا الخَفَر، حَفَروا بِدربِ الحُبِّ آلاف الحُفَر

وَتَصيَّدوا بِحِرابِهِم وَكلابِهِم، فُرسان عشقٍ ما تَرَاجَعَ أَو تَرَدَّدَ أو كَفَر

يا عِشقَ قَلبِي مُنذُ مَا قَبلَ الذي، يا حُبَّ رُوحي مُنذُ ما بَعدَ الذي

لا قَبَلَ قَبلَكِ حَيثُمَّا، لا بَعدَ بَعدَكِ أينَمَا

أنتِ العَشيقةُ والقَصيدَةُ والأغاني والوَتر، سافرتُ فيكِ وَلَم يزل يَحلو السَّفَر

سافرتُ فيكِ وأنتِ مِشكاتي وَرُمحي، والليلُ يَخنقُ شُعلَتي، وَتُحاصِرُ الأنواءُ فَرحي

وَقُرَيشُ تَرفُضُني وَتطردني، تَسجِنُ فَجرِي الآتي وَصُبحِي، فَصَفَعتُ وَجه اللاَّتِ والعُزَّى

لِيَبرُقَ في صَحاري التِّيهِ جُرحِي، عَرَّيتُ صَدري للخَنَاجِرِ والأَظَافِرِ، والنُّيوبِ المُشَرَّعَاتِ لِقَتلِ آمالي وَذَبحي

وَرَكبتُ ظَهرَ اللَّيل، لا أَخشَاهُ، لا أَرجوهُ، بل يَطوِيهِ إصراري وَكَدحي

والعشقُ يًحمِلُني وَيُسلِمُني لِقَرحٍ بَعدَ قَرحِ وأَنا بِهذَا العِشقِ مأخوذٌ ومَشدُودٌ

فَفَرحُكِ في لَيالي العِشقِ صَدحي، يا بَلسَمَ الجُرح المُرصَّعِ بِالضِّياءِ وبِالسَّناء وبَالجمَر

سافرتُ فيكِ وَلَم يزل يَحلو السَّفَر

النشيد الفلسطيني القديم، والنشيد الوطني للعراق

ولد الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان في قضاء نابلس في فلسطين عام 1905، وينتمي ابراهيم لعائلة مثقفة، فشقيقته الشاعرة الفلسطينية فدوى طوقان (1917-2003)، الملقبة بشاعرة فلسطين، كما شغلَ شقيقه أحمد طوقان منصب رئيس وزراء الأردن عام 1970، من جهة أخرى؛ تلقى إبراهيم تعليمه في نابلس، وفي القدس، إلى أن التحق بالجامعة الأمريكية في بيروت، قسم الآداب، ثُمَّ عاد إلى فلسطين، وتنقل بين العراق، ولبنان، ليعود إلى بلاده مريضاً، حيث وافته المنية شاباً عن عمر يناهز الخامسة والثلاثين، حيث توفي في أيار/مايو عام 1941.

أما عن نشيده (موطني)؛ فيعتبر من أشهر لأناشيد العربية، قبل احتلال فلسطين، وبعده، وبقي النشيد الفلسطيني الرسمي، حتى تم استبداله بنشيد (فدائي) للشاعر سعيد المزين عام 2005، كما اعتمدته العراق كنشيد رسمي بعد الغزو الأمريكي عام 2003.

كلمات نشيد موطني، النشيد العراقي منذ عام 2004

موطني؛ الجلالُ والجمالُ والسناءُ والبهاءُ في رُباكْ

والحياةُ والنجاةُ والهناءُ والرجاءُ في هواك

هل أراكْ، سالماً منعَّما وغانماً مكرَّما؟/ هل أراكْ في علاكْ تبلغ السِّماكْ؟

الشبابُ لن يكلَّ، همُّه أن يستقلَّ، أو يبيدْ/ نَستَقي مِن الرَدى، ولن نكون للعدى كَالعَبيدْ

لا نريدْ؛ ذلَّنا المؤبَّدا، وعيشَنا المنكَّدا، لا نريدْ، بل نُعيدْ مجدَنا التليدْ

الحسامُ واليَراعُ، لا الكلامُ والنزاعُ، رمزُنا، مجدُنا وعهدُنا، وواجبٌ من الوَفا، يهزُّنا

عزُّنا؛ غايةٌ تُشرِّف، ورايةٌ تُرفرفُ، يا هَناكْ في عُلاكْ، قاهراً عِداكْ

ابراهيم طوقان يقرأ المستقبل

تعتبر هذه القصيدة من ابداعات طوقان، حيث كتبها وهو الذي توفي قبل نكبة فلسطين عام 1948، لكنه كان فيها يسرد ما حصل فعلاً:

أنتمْ المُخلِصونَ للوَطنية أنتمْ الحَامِلونَ عِبءَ القَضية

أنتمْ العَامِلونَ مِنْ غَيرِ قَولٍ بَاركَ اللهُ في الزُّنودِ القَوية

وبَيانٌ مِنكمْ يُعادلُ جيشاً بِمعداتِ زحفهِ الحَربية

واجتماعٌ مِنكمْ يَردُّ عَلينا غَابرَ المجدِ مِنْ فُتوحِ أمية

وخَلاصُ البلادِ صارَ عَلى البابِ وجَاءت أعيادُهُ الوردِية

ما جَحدنا أفضَالَكم غَيرَ أنَّا لمْ تَزل في نُفوسِنا أمنية

في يَدينا بَقيةٌ مِن بِلادٍ فاستَريحوا كي لا تَضيعَ البقية

شاعر النشيد الوطني العراقي القديم

ولد الشاعر شفيق الكمالي في مدينة البوكمال السورية عام 1929، ثُمَّ عاد إلى وطنه العراق صبياً، حيث تلقى تعليمه، حتى تخرج من كلية الآداب في جامعة بغداد، ثُمَّ حصل على درجة الماجستير من جامعة القاهرة من جهة ثانية؛ عاصر الشاعر الملَكية في العراق، وكان من المعارضين لحكم الوصي على العرش عبد الإله الهاشمي، خال الملك فيصل الثاني، ما أدى لسجنه حتى إعلان الجمهورية العراقية عام 1958، فبقي الكمالي متنقلاً بين مصر، وسوريا، ثُمَّ استقر في العراق، حيث شغل عدة مناصب إدارية في دولة حزب البعث العربي الاشتراكي، وحصل على عدة حقائب وزارية، أبزها وزيراً للإرشاد، ووزيراً للشباب، إضافة إلى وزارة الإعلام والثقافة، كما أسس دار (آفاق عربية)، لكن الكمالي اتجه إلى مديح الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وقيل أنَّه أُجبر على ذلك، حتى أنَّه كاد يؤلهه، لكن مخابرات صدام اعتقلت الكمالي وابنه في صيف عام 1983، كما تعرض للتعذيب لمدة ثلاثة أشهر، ثُمَّ خرج من المعقل، ومات بداية العام 1984.

النشيد العراقي السابق (أرض الفراتين)

اعتمد النشيد الذي كتب الكمالي كلماته عام 1981، ولحَّنه الملحن اللبناني وليد غلمية، حيث بقي نشيداً للعراق، حتى عام 2004، واعتماد نشيد (موطني) لابراهيم طوقاً نشيداً رسمياً للعراق، نذكر من كلامته:

وطنٌ مدَّ على الأفقِ جَناحا وارتدى مَجدَ الحَضاراتِ وِشاحا

بوركتْ أرضُ الفراتين وطنٌ عبقري المَجدِ عَزماً وسَماحة

هذهِ الأرضُ لَهيبٌ وسنا وشموخٌ لا تدانيه سما

جبلٌ يَسمو عَلى هامِ الدُّنى وسُهولٌ جَسدت فينا الإبا

بابلٌ فينا وآشور لنا وبِنا التَاريخُ يَخضَلُ ضِيا

نَحنُ في النَاسِ جَمعنا وَحدَنا غَضبةَ السَيفِ وحِلمَ الأنبيا

شاعر ومؤلف السلام الملكي الأردني

ولد لشاعر الفلسطيني عبد المنعم الرفاعي في الثالث والعشرين من شهر شباط/فبراير عام 1917، في مدينة صور لبنانية، ثُمَّ عاد إلى فلسطين، وتلقى تعليمه في صفد، ونابلس، ليحصل على شهادته الثانوية من عمّان، ثُمَّ تخرج بشهادة البكالوريوس في الأدب العربي من الجامعة الأمريكية في بيروت عام 1937.

واتجه إلى الأردن مع بداية تأسيس المملكة الأردنية الهاشمية في عشرينيات القرن الماضي، حيث تبوأ عدة مناصب في الديوان الملكي الأردني، ورئاسة مجلس الوزراء، كما كان سفيراً للأردن في عدة دول، وأول مندوب دائم له في الأمم المتحدة عام 1956، إضافة إلى منصب وزير الخارجية في السبعينات، ونظم الرفاعي السلام الملكي الأردني، إلى جانب قصائد أخرى، منها ما تم غناؤها، وتلحينها، توفي الرفاعي في السابع عشر من شهر تشرين الثاني/أكتوبر عام 1985.

السلام الملكي الأردني

اعتُمِد السلام الملكي الأردني عام 1946، ولحَّنه عبد القادر التنير:

عاشَ المليك، عاشَ المليك، سامياً مقامهُ، خافقاتٍ في المَعالي أعلامُهُ

نَحنُ أحرزنا المُنى، يَومَ أحييتَ لنا، نَهضةً تحفزنا، تَتَسامى فوقَ هَامِ الشهبِ

يا مليكَ العربِ، لكَ مِن خيرِ نبي، شَرَّفٌ في النسبِ، حدَّثَتْ عَنهُ بُطونُ الكُتبِ

الشباب الأمجدُ، جندكَ المُجندُ، عَزمُهُ لا يَخمدُ، فيهِ مِن مَعناكَ رمزُ الدَّأبِ

دُمتَ نوراً وهدى، في البرايا سَيدا، هانئا مُمَجدا، تحتَ أعلامِك مَجدُ العربِ

أغنية محمد عبد الوهاب (الشهيد)

كتب كلمات هذه القصيدة الشاعر عبد المنعم الرفاعي، ثُمَّ غنَّاها ولحَّنها الموسيقار المصري محمد عبد الوهاب:

يا خيالَ النصرِ في يَوم الفدا عَزَّ مَسراكَ وعزَّ المُفتدى

كبّرتْ لما تنقلتَ الرُبى وجثا الشطُ وحياكَ المَدى

لكَ ما غنى وسنا وشدا طائرُ الدَّوحِ وما الحادِي حَدا

والدوالي الخُضرِ رواها الندى وندائي كُلَّما طاب الندا

شاعر ومؤلف النشيد الوطني السعودي

ولد إبراهيم بن عبد الرحمن بن حسين خفاجي عام 1926 في مكَّة المكرمة، وكان من أوائل خريجي مدرسة اللاسلكي في السعودية عام 1944، وعمل في مجال دراسته، حتى تم نقله إلى وزارة الصحة السعودية، التي أوفدته إلى مصر عام 1962، ليحصل على دبلوم معهد الإدارة، ثم عمل في وزارة الزراعة، حتى تقاعده عام 1970، فشغل منصب نائب رئيس نادي الهلال السعودي لكرة القدم في بداية تأسيسه.

من جهة ثانية، يعتبر الخفاجي من أبرز شعراء الأغنية السعودية، حيث قدم قصائد غنائية لطلال مداح، وفنان العرب محمد عبده، كما اقترحَ اسمه لتأليف النشيد الوطني الشاعر الأمير فيصل عبد الله الفيصل، فكان أن وضع الكلمات على لحن السلام الملكي السعودي الذي ألَّفه طارق عبد الحكيم عام1947، واعتمد النشيد اعتباراً من عام 1984:

كلمات النشيد الوطني السعودي

سارِعي للمَجْدِ والعَلْياء مَجِّدِي لخَالقِ السَّماء

وارفعي الخَفَّاقَ أخضَرْ يَحْمِلُ النُّورَ الـمُسَطَّرْ

رَدّدي اللهُ أكْبَر يا مَوطِني

موطني عشْتَ فَخْرَ الْمُسلِمِين عَاشَ الْملِيكْ: لِلْعَلَمْ وَالْوَطَنْ

الشاعر إبراهيم الخفاجي والأغنية

قدم الشاعر إبراهيم الخفاجي العديد من الأغنيات لأبرز مطربي الخليج العربي، وعلى رأسهم فنان العرب محمد عبده، الذي قدم له أغنية (لنا الله)، و(نجمي ونجمك) وغيرها، إضافة إلى ما قدمه لعبادي الجوهر، وطلال مداح، وسميرة وتوفيق، وغيرهم الكثير، كما كان آخر ما قدمه الشاعر الخفاجي، كتابة كلمات أوبريت (عرايس المملكة) نهاية التسعينات، الذي شارك فيه محمد عبده، وطلال مداح، وراشد الماجد، وآخرون.

شاعر ومؤلف النشيد الوطني اليمني

ولد عبد الله النعماني عام 1917، في الحجري/تعز اليمنية، وكان أصغر أبناء الشيخ عبد الوهاب النعمان، الذي كان قائم مقام الحجري، وكان من أول الثوار بمواجهة أسرة حميد الدين، التي استلمت الحكم بعد هزيمة الأتراك في الحرب العالمية الثانية، فانتقل النعمان الأب إلى صنعاء مع عائلته.

هناك تلقى شاعرنا تعليمه على يد أبيه، وأخوته، ونخبة من خيرة المعلمين، حتى بدأ يعمل في التدريس في الأربعينيات، ثم أصدر جريدة (صوت اليمن) من عدن، وجريدة (الفضول) عام 1948، بعد أن أعدمت السلطات والده، ورفاقه من الثوار، كما تم اعتقاله في سجون القاهرة في عهد الرئيس جمال عبد الناصر، حيث خرج مع المعتقلين اليمنيين بعدة نكسة العام 1967، وشغل عدة مناصب حكومية، أبرزها وزيراً للإعلام، ثم مستشاراً لشؤون الوحدة بين شطري اليمن الجنوبي، والشمالي، حتى وفاته في الخامس من تموز/يوليو عام 1982، وكان النشيد الذي كتبه لجنوب اليمن (رددي أيتها الدنيا)، قد اعتمد نشيداً لليمن الموحد عام 1979، ولحنه أيوب الأطرش:

كلمات النشيد الوطني اليمني

ردِّدي أيَّتُها الدُّنيا نَشيدي ردِّديهِ وأَعيدِي، وأَعيدِي

واذكُرِي في فَرحَتي كُلَّ شَهيدِ واِمنَحيهِ حللاً مِن ضَوءِ عِيدي

وِحدَتي، يا نَشيداً رائعاً يملأ نَفسي أنتِ عهدٌ عالقٌ في كُلِّ ذِمةْ

رايتي، يا نَسيجاً حِكتُه مِن كُلِّ شَمسِ اخلدي خَافقةً في كُلِّ قِمةْ

أمتي امنحيني البَأسَ يا مَصدرَ بَأسِي واذخَرينِي لَكِ يا أكرَمَ أمةْ

عِشتُ إيمَاني وحُبِّي أمميا، ومَسيري فَوقَ دَربي عَربيا،

وسيَبقى نَبضُ قَلبي يَمنيا، لنْ تَرى الدُّنيا عَلى أرضِي وَصيا

من أشعار النعماني

كمْ يحْزَنُ النَّجمُ ويَبكِي القَمرْ ويَمسَحُ اللَّيلُ دُمُوعَ الدُّرَرْ

وتَسألُ الغَيمَاتُ وَجْهَ السَّمَا وتَسألُ الأرضُ نَسِيمَ السَّحَرْ

وتَسألُ الأوراقُ قَطرَ النَّدَى عَنَّا ويَبكِي الفَجرُ فوقَ الزَّهَرْ

ومنذُ أنْ غِبنَا عن المُلتقَىْ والعشبُ يَنسَى شَوقَهُ للمَطرْ

والوَردُ في أكمَامِهِ كُلَّما أسقَاهُ قَطْرُ الغَيمِ فيهَا ضَمَرْ

والرَّندُ تَذرِيْ الرِّيحُ أورَاقَاها مَحروقَةً في ضِفَّتَيْ النَّهَرْ

والظِّلُ يَلقَى أنَّهُ قَدْ خَلاَ مِنَّا فَيُلقِي رُوحَهُ في سَقَرْ

وإنْ أتيتُ النَّهَرَ وحدِي لوَى عنِّي وغَطَّى وجهَهُ بِالشَّجَرْ

وفي الضِّبَا حتَّى عيونُ الضِّبَا يَبكِي الرَّنَا فيها ويَبكِي الحَوَرْ

فإنْ أتىْ وجهِي إليها تَوالىْ الدَّمعُ مِن أجفانِها وانْحَدَرْ

وقد جَثَتْ حَولِي كَلَوْ أنَّها جَثَتْ حَوالَي رَاهِبٍ مُحْتَضِرْ

كَمْ عِشتَ في عَينِي تُوَاخِي بِها إِنسَانَ عَينِي حَيث ضَوءُ البَّصَرْ

وكُنتَ تأتِي في جَمالِ الضُّحَى عِندِي فَتُخزِي لِي شُموع السَّمَرْ

وكُنتَ إِنْ خَلَّيتَ دارِي أرَى دارِي كأن الكُفرَ فيها اسْتَقَرْ

وإنْ أتَيتَ الدَّارَ ضَاءَتْ كَلَوْ قد واجَهتْ مَهدِيَّهَا المُنْتَظَرْ

هَيهاتَ أنْ أنسَاكَ إِلاَّ إِذا تَزَندَقَتْ نَفسِي وقَلبِي كَفَرْ

يا أنتَ يا مَن عاشَ لِلحُبِّ في مَعاركِ الحُبِّ وَفِيهَا أَصَرْ

وبارزَ الدُّنيا وفي رُوحِهِ لُطفُ النَّدَى يأوِي وعُنفُ الْقَدَرْ

سَنَلتَقِي إِنْ طَالَ في عُمْرِنَا عُمرُ الهَوَى والصَبرُ فِينَا صَبَرْ

وتُشْهِدُ الفَجرَ على حُبِّنا وثَائِقُ الشَّمسِ بِخَتمِ الْقَمَرْ

 

شاعر ومؤلف النشيد الوطني الإماراتي

ولد الشاعر عارف الشيخ عبد الله الحسن في دبي عام 1952، درس في كلية الشريعة والقانون في جامعة الأزهر، ليتخرج منها عام 1977، حيث تدرَّج في عدة مناصب رسمية، أغلبها في التعليم، وأبرزها مديراً لإدارة التقويم والامتحانات في وزارة التعليم، كما أنَّ للشيخ عدة مؤلفات في الشعر، والتأملات الدينية، وهو خطيب مفوه، ومأذون شرعي.

من جهةٍ ثانية، فقد كتب الشاعر عارف الشيخ كلمات النشيد الوطني الإماراتي (عيشي بلادي) بعد توحيد الإمارات العربية في عهد الشيخ زايد آل نهيان بخمسة عشرة سنة تقريباً، حيث اقتصر السلام الوطني على الموسيقى فقط، ثُمَّ جاءت كلمات عارف الشيخ عام 1986، على نفس اللحن الذي وضعه المصري سعد عبد الوهاب للسلام الوطني:

كلمات النشيد الوطني الإماراتي

عِيشي بِلادي، عاشَ اتحادُ إماراتِنا، عشتَ لشعبٍ، دينُهُ الإسلام، هديُهُ القرآن، حصنتُكَ بِسمِ الله يا وطَن

بِلادي حَماكِ الإلهِ شرُّورِ الزَمان ،أقسمنا أنْ نَبني، نَعمل، نُخلص ، مهمَا عِشنا نُخلص

دامَ الأمانْ وعَاشَ العَلم يا إماراتَنا رمز العُروبة كُلُّنا نفديكِ، بالدما نرويكِ، نفديكَ بالأرواحِ يَا وطنْ

قصيدة الشيخ عن تدريس اللغة العربية

كُلَّمَا قُلتُ: لهم زيدٌ أتى أعرِبوها, هُرِعوا للهربِ

أيُّ زيد? أيُّ عمرو? قُل لنا كَيفَ جَاءَ إنَّهُ لمْ يُطلبِ؟

قلتُ: ما زيدٌ وما عمرو سِوى مثلٌ أضربِهُ يا صَاحبِي

قالَ لي: لا تَختَلِق لي مُشكِلاً دَعكَ مِن زَيدِ الورى, فليذهبِ

قلتُ: فاذكُر كانَ مَعْ أخَواتِها قالَ: مِنْ صُغْري أنَا لمْ أغْتَبِ

قلتُ: صَغِّرْ وَردة أو قِربة قالَ: لا أقدرُ حَملَ القِرَب

(مغرب) هاتِ لَنا تَصغِيرَه قال: مالي أَحد في المَغرِبِ

قلتُ: عَرِّفْ خَبراً أو مُبتدا قالَ: أنتَ اليَومَ تَستَهزِئُ بِي.

 

شاعر ومؤلف النشيد الوطني الكويتي

ولد أحمد مشاري العدواني في الكويت عام 1923، حيث تلقى تعليمه فيها، إلى أن انتقل إلى جامعة الأزهر الشريف في القاهرة عام 1939، وشارك من هناك في تحرير مجلة (البعثة) الكويتية التي تصدر في مصر، ثم عاد إلى الكويت بعد انهاء دراسته عام 1949، وعمل في التدريس، ثم تدرَّج بين عدة وضائف إدارية، منها وكيلاً في وزارة التربية والتعليم.

كما كانت له مشاركات مهمة في تأسيس مجلات، ودوريات كويتية عديدة، منها دار المعرفة، عالم الفكر، إضافة إلى تعيينه أميناً عاماً للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، كما أنَّ له العديد من الدواوين الشعرية، منها أجنحة العاصفة، كما جُمِع له ديوانٌ بعد وفاته، حيث وافته المنيَّة في السابع عشر من حزيران/يونيو عام 1990، قبل شهرٍ ونصف من الغزو العراقي للكويت، تاركاً وراءه آثاراً أدبية كثيرة، منها النشيد الوطني الكويتي، الذي اعتُمد اعتباراً من اليوم الوطني الكويتي في الخامس والعشرين من شباط/ فبراير عام 1978، ولحَّنه إبراهيم الصولة:

كلمات النشيد الوطني الكويتي

وطَني الكويت سلمتَ للمجدِ وعلى جَبينِكَ طالِعُ السَّعدِ

يا مهدَ آبائي الأولى كَتبوا سِفرَ الخُلودِ فنادَت الشُهبُ

الله أكبر إنَّهم عَربُ طَلعتْ كَواكبُ جنةِ الخُلدِ

بورِكتَ يا وطَني الكويت لَنا سَكَنَا وعِشتَ على المَدى وَطَنا

يفديكَ حُرٌّ في حِماكَ بَنى صَرحَ الحَياةِ بأكرَمِ الأيدي

نَحميكَ يا وطَني وشاهِدُنا شَرعُ الهُدى والحَقُ رائِدُنا

وأميرُنا للعزِّ قَائِدُنا رَبُّ الحَميةِ صَادقُ الوَعدِ

من شِعر العدواني

قدَّم العدواني بعض قصائده لكبار المغنين في مصر، من بينهم عبد الحليم حافظ وأغنية (يا فرحة السُمار)، إضافة إلى أغنية (أرض الجدود) التي لحنها رياض السنباطي، وغنَّتها أمُّ كُلثوم للكويت:

شدا لكَ المَجدُ وغَنَّى الظَفَرُ فاختالَ بَدوٌّ وتَباهى حَضَرُ

أرضُ الجُدودِ واللَّيالي سِيَّرٌ ما أشرَقَتَ إلَّا عَليكِ الدِّيرُ

قالوا الكويت؛ قُلتُ ذا كَوكَبٌ تَهفو لَهُ النُّجومُ حِينَ تَنظُرُ

العزُّ في سَاحاتِه منَابِتٌ طابتْ مَجانِيها وطابَ الشَجرُ

أرضُ الجدودِ لا بَرحِتْ للهَوى مَنازلٌ يَخطُرُ فيها القَمرُ

قائدٌ الى العُلا أميرُهُ أكرِمْ بِمَن يَقودُ ويأمُرُ

شيخُ الأمورِ ما غَدتْ مُظلمةً إلَّا جَلاهَا مِنهُ رأيٌ نَيِّرُ

 

شاعر ومؤلف النشيد الوطني القطري

ولد الشاعر مبارك بن سيف آل ثاني في العاصمة القطرية الدوحة، عام 1952، ثمَّ درس فيها، حتى نال بكالوريوس في العلوم السياسية والاقتصاد، كما أُوكِلت إليه عدة مهام رسمية، أبرزها؛ مُمثلاً لقطر في الجامعة العربية، ووزيراً مفوضاً لوزارة الخارجية، كما كان له نشاطات ثقافية بارزة، منها تأسيس مجلة (الخليج اليوم)، التي أصبح اسمها (الشرق)، إضافة إلى عدة دواوين شعرية، أهمها ملحمته الشعرية (أنشودة الخليج)، وتُرجِمت بعض أعماله للغات أجنبية، كما ألَّف كلمات النشيد الوطني القطري، الذي اعتُمِد في أيلول/سبتمبر عام 1996، ولحَّنه عبد العزيز ناصر العبيدان الفخرو:

كلمات النشيد الوطني القطري

قسماً بمَن رَفعَ السَماء قسماً بمَن نَشرَ الضِـياءْ قطر ستبقى حرَّة تسمو بروحِ الأوفِياءْ

سِيروا على نَهجِ الألى سِيروا وعلى ضياء الأنبـياءْ قطر بقلبي سِـيرةُ عِزٍّ وأمجادُ الإبَاءْ

قطر الرجالُ الأوَلين حُماتُنا يَومَ النِداءْ وحمائِـمٌ يَـومَ السلام جوارحٌ يَومَ الفِداءْ

من ديوانه ليل وضفاف

يا ضِفافَ الشَّطِ هَلْ أشكو مَا بي مِن حَنينْ أمْ أُداري مَا بِقلبي مِن جَوى

ودموعٌ همسَ الجِنُّ لَها ألا تَبين قدْ دَفنتُ الآه إجلالاً لَها وكَذا الآلامُ أقساها الدَّفين

كمْ كَتمتُ الحُبَّ آلاما، وفي قَلبي عِتابْ، كمْ ترائ لي أنا العطشانُ ماء، فإذا الماء سَرابْ

 

يوجد جدل كبير حول مؤلف النشيد الوطني العُماني

لا يوجد مرجع يؤكد هوية مؤلف النشيد العماني، ولا حتى من قام بتلحينه، فهو في بعض المصادر من تأليف الشاعر العُماني عبد الله بن صخر العامري، وفي مصادر أخرى من تأليف الشاعر العُماني حفيظ بن سالم الغساني، كما أنَّ الشاعر توفيق عزيز نسب هذا النشيد إلى نفسه في مقابلةٍ عبر شاشة التلفزيون العُماني، وقالَ أنَّ أحد أصدقائه الأجانب، أهداه أسطوانة، سُجل عليها موسيقى استقبال السلطان العُماني قابوس بن سعيد عام 1869 في مصر، بمناسبة افتتاح قناة السويس، لكن اسم المؤلف مجهول، وعلى تلك الموسيقى كَتب العزيز كلمات النشيد حسب زعمه، واعتُمِد النشيد عام 1970، كما قال العزيز أنَّهُ ألَّف نشيداً وطنياً مطلعه (يا ربنا احفظ لنا بلادنا عُمان) لكن المسؤولين طلبوا منه تعديله، ليكون نشيداً سُلطانياً، فكان:

كلمات النشيد الوطني العماني

يا ربَّنا احفظْ لنا جَلالةَ السُلطانْ والشَعبَ بالأوطانْ بالعزِّ والأمانْ

وليدُمْ مؤيَدا، عَاهِلاً مُمجَدا، بالنُفوسِ يُفتَدى

يا عُمان نَحنُ مِن عَهدِ النبيّ، أوفياءٌ مِن كِرامِ العرَبِ

أبشِري قَابوسُ جَاءَ فلتبارِكهُ السَماء، واسعَدِي والتَقيهِ بِالدُّعاءْ

شاعر ومؤلف النشيد الوطني البحريني

تم اعتماد السلام الأميري البحريني عام 1971، وهو من كتابة أحد مستشاري الإمارة، الفلسطيني الأردني، محمد صدقي عياش، ولا يُعرف ملحنٌ للنشيد، كما تم تعديل الكلمات، لتوائم تحول البحرين إلى مملكة عام 2002، فأصبحت كلمات النشيد على الشكل الآتي:

كلمات النشيد الوطني البحريني

بحريننا، مليكنا رمزٌ الوئام دُستُورها عَالي المَكانة والمَقامْ

مِيثاقُها نَهجُ الشَريعَةِ والعروبَةِ والقِيمْ عَاشَت مملكةُ البَحرينِ

بَلدُ الكِرامْ مَهدُ السَلامْ

شاعر ومؤلف السلام الجمهوري السوداني

الشاعر أحمد محمد صالح؛ هو واحد من أبرز شعراء السودان، ولد في أم درمان عام 1898، وتوفي فيها عام 1973، درس في كلية غوردون (جامعة الخرطوم حالياً) ليتخرج منها عام 1914، ثم عمل في سلك التدريس، وعُرف مناضلاً ضد الاحتلال الانكليزي للسودان، كما تم تعيينه ضمن مجلس السيادة السوداني بعد استقلال السودان 1956، أما من حيث هو شاعر، فقد اشتهر بقصائده الوطنية، وجمع شعره في ديوان بعنوان (مع الأحرار)، حيث تضمن الديوان المديح، والغزل، والرثاء، إضافة إلى الشعر الوطني، كما أفرد فصلاً فيه للقضايا العربية. من جهة ثانية، تم اعتماد أبيات من قصيدته (نحن جند الله) نشيداً وطنياً للسودان اعتباراً من العام 1958، كما قام بتلحينه العقيد أحمد مرجان:

كلمات النشيد الوطني السوداني

نحنُ جُندُ اللهِ جُندُ الوطَن إنْ دَعا دَاعي الفَداء لنْ نَخنْ

نَتَحدى المَوتَ عِندَ المَحنْ نَشتَري المَجدَ بَأغلى ثَمنْ

هذهِ الأرضُ لنا فليعشْ سُودانُنا عَلَماً بِينَ الأممْ

يا بَني السُودان هَذا رَمزكُم يَحملُ العِبءَ ويَحمي أرضَكمْ

شِعر أحمد محمد صالح في مواساة دمشق

كتب الشاعر السوداني هذه الأبيات في مواساةِ دمشق، بعد حادثة التاسع والعشرين من أيار/مايو عام 1945، حيث قام الاحتلال الفرنسي بقصف دمشق بالمدفعية والطائرات، بعد أن رفضت حامية البرلمان السوري أداء التحية للعَلم الفرنسي، مما أدى لأضرار جسيمة في بناء البرلمان، إضافة إلى استشهاد أغلبِ أفراد حاميته، يقول أحمد محمد صالح:

صبراً دمشقُ فكلُّ طَرْف باكِ‏ لما استُبيحَ مَع الظلامِ حِماكِ‏

جرحُ العروبةِ فيكِ جرحٌ سائلٌ‏ بَكـتِ العــروبةُ كلُّها لبُكاك‏

جزعـتْ عُمانُ ورُوِّعتْ بغدادُ‏ وبكتْ رُبا صِنعاء يومَ أسِـاكِ‏

وقَرأتُ في الخُرطوم آياتَ الأسى‏ وسـمعتُ في بيروتَ أنَّةَ شاكِ‏

شاعر ومؤلف النشيد الوطني المصري

هو محمد يونس أحمد، ولد عام 1888 في أسيوط، وتوفي عام 1969 في القاهرة، حيث كان والده يونس أحمد يعمل قاضياً، فحمل لقب القاضي، وصار يُعرف باسم محمد يونس القاضي، تعلَّم محمد اللغة، والقرآن الكريم، ثم تتلمذ في الأزهر الشريف، وعمل فيه، فبرع في اللغة العربية، وبيانها، إضافة إلى القصائد الغنائية باللهجة المصرية، كما يُعتبر من رموز النضال المصري ضد الاحتلال الانجليزي، حيث تعرَّض للاعتقال عدة مرات، بسبب مواقفه الوطنية.

فضلاً عن قصائده، ومسرحياته، التي تصب في الدعوى إلى الحرِّية، كما استمدَّ كلمات النشيد (بلادي) من خطبة لمصطفى كامل، أحد زعماء الثورة المصرية ضد الاحتلال، وقدم العديد من القصائد، والمسرحيات، كما كان  أول من شغل منصب الرقيب على المطبوعات والمصنفات الفنية في مصر عام 1929، وجمعته علاقة قوية مع عمالقة نجوم الفن المصريين، منهم كوكب الشرق أم كلثوم والموسيقار محمد عبد الوهاب، الذي أعاد توزيع النشيد الوطني المصري الذي لحنه سيد درويش، وتم اعتماده عام 1979:

كلمات النشيد الوطني المصري

بِلادي بِلادي بِلادي، لَكِ حُبِّي وفُؤادي

مصر يا أمَّ البلادْ، أنتِ غَايتي والمرادْ، وعلى كلِّ العبادْ، كَمْ لنيلكِ مِن أيَادي

مِصرُ أنتِ أغلى دُرَّ،  فوقَ جَبينِ الدهرِ غرَّة، يا بِلادي عِيشي حُرَّة، واسلَمي رَغمَ الأعادي

مِصر يا أرضَ النَعيمْ، سَدَّت بالمـجدِ القَديمْ، مقصَدي دَفعُ الغريمْ، وعلى الله اعتِمـادي

مِصرُ أولادكِ كرِامْ، أوفياءٌ يرعوا الزِمام، نحنُ حَربٌ وسلامْ، وفِداكِ يِا بلادي

أغاني الشيخ القاضي

قدم القاضي عدداً من قصائده العامية لسيد درويش، الذي لحَّنها وغنَّاها، أبرزها (يا بلح زغلول)، إضافة إلى أغنية (زوروني كل سنة مرة) التي غنتها المغنية لبنانية فيروز، بنفس ألحان سيد درويش، كما أن للقاضي الفضل في اكتشاف كوكب الشرق أمّ كلثوم، حيث أقنع والدها أن يسمح لها بغناء القصائد، عندما كان صوتها مُسخَّراً للتواشيح، والمدائح النبوية الشريفة.

فكانت كلمات القاضي (قال ايه حلف ما يكلمنيش) التي لحَّنها محمد عبد الوهاب، من أول ما غنته أمُّ كلثوم،  أما الأغنية الأشهر (ما لكش حق تلوم عليا)، المعروفة أيضاً (أهو ده اللي صار)، وقد يظن البعض أنَّ كلمات الأغنية تنتمي إلى أغاني الحُبِّ، أو أنَّها من كلمات بديع خيري، أو سيد درويش، لكن الحقيقة أن القاضي كتب هذه الأغنية، بعد أنْ قال له أحد المحققين في سجون الاحتلال الإنجليزي، هازئاً من ثيابه: (قبل ما تقول الكلام الفارغ ده، روح اتعلم ازاي تصنع جبة وقفطان في بلدك)، فأجابه القاضي بقصيدته التي لحَّنها سيد درويش، وغنَّاها، وعنه أخذتها فيروز، والشيخ إمام:

أهو ده اللي صار وادي اللي كان ملكش حق

ملكش حق تلوم عليا

تلوم عليا ازاي يا سيدنا، وخير بلدنا مهوش في ايدنا

قولي عن اشياء تفيدنا و بعدها ابقي لوم عليا

مصر يا أم العجايب شعبك أصيل والخصم عايب

خلي بالك من الحبايب دولا انصار القضية

وبدال ما يشمت فينا حاسد، ايدَك في ايدي وقوم نجاهد

واحنا نبقي الكل واحد، والأيادي تصير قوية

 

تمت إعادة اعتماد النشيد الليبي القديم بعد ثورة 2011

بعد ثورة الأول من أيلول/سبتمبر عام 1969، التي قادها العقيد معمر القذَّافي، اعتمدت ليبيا نشيد (الله أكبر فوق كيد المعتدي) من كلمات الشاعر المصري عبد الله شمس الدين، والملحن المصري محمود الشريف، لكن هذا النشيد، تم تغييره بعد الثورة الليبية على حكم القذَّافي عام2011، ليتم إعادة اعتماد النشيد الملكي الليبي، الذي كان معتمداً قبل وصول القذافي إلى السلطة، نذكر من كلمات النشيد القديم:

كلمات النشيد الوطني الليبي القديم قبل الثورة

اللهُ أكبر فَوقَ كَيدِ المُعتدِي واللهُ للمظلوُمِ خَيرُ مُؤيِدِ

أنا باليقينِ وبالسِلاحِ سأفتَدي بَلدي ونُورُ الحقِ يَسطَعُ في يَدي

قُولوا مَعي قُولوا مَعي اللهُ أكبر، اللهُ فوقَ المعتدي

كلمات النشيد الليبي الحالي بعد الثورة

تم اعتماد نشيد (ليبيا) للشاعر التونسي البشير العريبي عام 1955، ثم تم التخلي عنه بعد ثورة أيلول 1969، لكن الليبيين عادوا إلى هذا النشيد في آب/أغسطس عام 2011، بعد الإطاحة بحكم العقيد معمر القذَّافي، كما تم تكريم شاعر هذا النشيد ضمن احتفال رسمي عام 2012، من كلمات النشيد:

يا بِلادي بجِهادِي وجِلادِي، ادفَعِي كَيدَ الأعادِي، والعَوادِي

واسلَمي، اسلَمي طولَ المَدى، إنَّنا نَحنُ الفِدا/ ليبيا، ليبيا، ليبيا

يا بِلادي أنتِ مِيراثُ الجدودْ لا رَعَى اللهُ يَداً تَمتدُ لكْ

فاسلَمي، إنَّا على الدَّهرِ جُنودْ لا نُبالي إنْ سلِمتِ مَن هَلكْ

وخُذي مِنا وثِيقاتِ العُهودْ إنَّنا يا ليبيا لنْ نَخذُلكْ

لنْ نَعودَ للقيودْ قدْ تَحرَّرنا وحرَّرنا الوطَنْ

شاعر ومؤلف النشيد الوطني التونسي

هو الأديب، والمفكر، والشاعر، مصطفى صادق بن عبد الرزاق بن سعيد بن أحمد بن عبد القادر الرافعي، ولد في مصر عام 1880، لأبوين من أصول سورية، كما أنَّ الرافعي لم يتلقى من التعليم إلَّا الابتدائي، وأصيب بمرض الحمى التيفية(typhoid fever) فش شبابه، مما أدى إلى فقدانه السمع تماماً، إلَّا أنَّ الرافعي، لم تثنهِ إعاقته عن الإبداع والكتابة، كما أنَّ له مع الشعر مشوار قصير، تناسباً مع ما له في النثر، والأدب، فهو مؤلف كتاب المسكين، وثلاثية وحي القلم (اليمامتان، الطفولتان، فيالربيع الأزرق)، كما يُعد الرافعي من المجددين في الأدب، والشعر، أما في نظمه للنشيد الوطني التونسي، فقد استعان الرافعي ببيتين من الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي، من قصيدته الطويلة التي تعتبر بمثابة تعاليمٍ في الحرية:

إذا الشّعْبُ يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَاةَ فَلا بُدَّ أنْ يَسْتَجِيبَ القَدَر

وَلا بُـدَّ لِلَّيـْلِ أنْ يَنْجَلِي وَلا بُدَّ للقَيْدِ أَنْ يَـنْكَسِـر

كلمات نشيد يا حماة الحمى

حُماةَ الحِمى يا حُماةَ الحِمى هلموا، هلموا لمَجدِ الزمنْ لقدْ صَرخَتْ في عُروقِنا الدِما نَموتُ نموتُ ويَحيا الوَطنْ

بِلادي احكُمي واملُكي واسعَدي فَلا عَاشَ مَنْ لمْ يَعشْ سيــّدا

بحرُّ دمي وبِما في يَدي أنا لبلادي وحزبي فدا لكِ المَجدُ يا تُونس فاستمجِدي بعزَّة شَعبِكِ طُولَ المَدى

ونحنُ أُسُودُ الوغى فاشهَدي وثُوبُ أُسُودكِ يَومَ الصِّدامْ

لتدوِ السَماواتُ برعدِها لترمِ الصَواعقُ نِيرانَها إلى عزِّ تونِس إلى مَجدِها رِجالُ البِلاد وشُبانُها

فلا عاشَ في تُونس مَن خانَها ولا عاشَ مَن لَيس مِن جُندِها نَموتُ ونَحيَا عَلى عَهدِهَا حَياةَ الكِرامِ ومَوتَ العِظامْ

ورِثنا السَّواعدَ بينَ الأممْ، صخوراً صخوراً كهذا البنا، سواعدَ يَهتزُ فوقَها العَلمْ، نُباهي بِهِ، ويبَاهي بِنا

وفِيها كَفا للعُلا والهِممْ، وفِيها ضَمانٌ لنَيَّلِ المُنى، وفِيها لأعَداء تونس نِقمْ، وفِيها لمَن سَالمونا السَلامْ

إذا الشَّعبُ يوماً أرادَ الحياةَ فَلا بُدَّ أنْ يَستجيبَ القدَر ولا بُدَّ لِلَّيـْلِ أنْ يَنْجَلِي وَلا بُدَّ للقَيْدِ أَنْ يَنْكَسرْ

من أشعار الرافعي

علمَ اللهُ أنَّني بكَ صبٌّ، ولذِكرَى حِماكَ ما عِشتُ أصبو

يا خَليفَ الوفا أما ليَ عُذرٌ يَغفِرُ الذنبَ إن يكنَ لي ذنبُ

قَدْ سَعوا بي إليكَ بالعَيبِ فالعيبِ، وما لِي سِوى المَحبةِ عيبُ

وأرادوا أنْ يُلزِموا القَلبَ صَبراً لَهم الوَيلُ هَلْ لذي الحُبِّ قلبُ

اتَخذتَ السَّحابَ دَاركَ في الجَوِ فليستْ تجيئُنا مِنكَ كُتْبُ

أمْ فمَا أوجَبَ القَطيعَةَ والبغضا وقَلبي كَما عَهدتَ مُحبُّ

لو سَألتَ النَسيمَ عَني لأمسَى بزَفيرِيَّ على حِماكَ يَهُبُّ

أو أذنتَ السَّحابَ أنْ تَذكرَ الدمعَ لباتَتْ مِن الدموعِ تَصُبُّ

سَقَمي قَاتِلي وأنتَ طَبيبي مَا لسَقمي سِوى رِضائِكَ طِبُّ

شاعر ومؤلف النشيد الوطني الجزائري

هو زكريا بن سليمان بن يحيى بن الشيخ سليمان بن الحاج عيسى، لقَّبهُ أحد زملائه (مفدي) فأصبح هذا اسمه من وقتها، ولد في العام 1908، في قرية بني يزقن جنوب الجزائر، وتنقل في مدنها بقصد التعلُّم، ثمَّ غادرها إلى تونس، حيث أتمَّ تعليمه الجامعي في جامعة الزيتونة، ثمَّ انضم إلى العمل السياسي مع مناضلي الثورة الجزائرية، كما تعرَّض للاعتقال، حيث نظمَ مِن داخل السجن أجمل قصائده، ومنها النشيد الجزائري، الذي لحَّنه محمد فوزي عام 1956، وتم اعتماده كنشيدٍ رسمي بعد الاستقلال عام 1962، وكلماته:

كلمات النشيد الوطني الجزائري

قسماً بالنَازِلات المَاحقات، والدماءِ الزَاكيات الطَاهرات

والبنودِ اللامِعات الخَافِقَات، في الجِبالِ الشَامِخَات الشَاهِقات

نحنُ ثرنا؛ فحياةٌ أو مَمات، وعَقدنا العزمَ أنْ تحيا الجزائر

فاشهدوا... فاشهدوا... فاشهدوا...

نحن جند في سبيل الحق ثرنا، و إلى استقلالنا بالحرب قمنا
لم يكن يصغى لنا لما نطقنا، فاتخذنا رنة البارود وزنا
و عزفنا نغمة الرشاش لحنا، وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر
فاشهدوا... فاشهدوا... فاشهدوا...

مقالات ذات علاقة
القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة