ابن بطوطة.. الرحالة الأمين زار 44 دولة خلال أكثر من 28 عاما

تعرف على قصته وكتابه الذي ترجم لعدة لغات

  • تاريخ النشر: الخميس، 20 أغسطس 2020
ابن بطوطة.. الرحالة الأمين زار 44 دولة خلال أكثر من 28 عاما

ابن بطوطة.. كلما ذكر أدب الرحلات ذكر اسم ابن بطوطة. فهو أشهر رحالة في التاريخ. ويعتبر كتابه تُحفة النُّظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار، الذي هو نتاج ثلاثون عامًا من السفر والترحال من أهم أعمالهِ، حيث قدم فيه روايةً حيةً لرحلته عبر العالم الإسلامي في ذلك الوقت، والذي يتضمن وصف حيوي للثقافة ونمط الحياة السائد في تلك المناطق التي زارها.
حسب الروايات فإن ابن بطوطة قطع خلال رحلته ما يقارب 75 ألف ميلًا (120 ألف كيلومتر) وزار ما يعادل اليوم 44 دولة حديثة.

وُلِد ابن بطوطة في 24 نوفمبر عام 1304 في طنجة بالمغرب. ولقب بـ"أمير الرحالين"، اسمه الكامل هو أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن يوسف بن اللواتي الطنجي بن بطوطة بن حميد الغازي بن القريش العلي. وتوفي ابن بطوطة في عام 1377.

رحلته وكتابه:

وهو رحالة ومؤرخ وقاضي وفقيه مغربي، أملي أخبار رحلته على محمد بن جزي الكلبي بمدينة فاس في عام 756هـ وسماها تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار وترجمت إلى عدد كبير من اللغات. وقدم وصفا مفصلا خلال كتابه للأماكن التي زارها خلال رحلته. وهو ما يجعله واحدا من أهم كتب الرحلات، ومن أهم الكتب بشكل عام. ولايزال كتابه يُدرَّس حتى الآن، كمرجع تاريخي هام في وصف الأماكن التي زارها.

وقد سافر ابن بطوطة لثلاثة عقودٍ طويلةٍ، فهو ما يزال يعتبر واحداً من أشهر مؤرخي السفر في التاريخ، حيث تقول بعض الروايات بأنه قطع ما يقارب 75 ألف ميل (120 ألف كيلومتر) خلال مسيرته الاستكشافية.

رحلاته:

في عام 1326، قام ابن بطوطة البالغ من العمر 21 عامًا بأول رحلة لهُ، حيث كانت رحلةً طويلةً إلى مدينة مكة، وأثناء إقامته هناك توجه إلى دمشق للتعلم من العلماء هناك. وقد استطاع ابن بطوطة أن يحقق كسبا من خلال السفر، حيث كان يحصل على دخل من خلال هدايا الحكام وكذلك من عمله بالكتابة. وقد ظل في مكة حتى عام 1330، ثم سافر إلى مدينتي تعز الحالية وعدن اللتان تقعان في اليمن.

زفي عام 1331، سافر ابن بطوطة إلى مقديشو في الصومال، وتوجه بعد ذلك إلى كل من مومباسا (عاصمة دولة كينيا اليوم) وكيلا، التي كانت تحكمها سلطنة كيلوا في ذاك الوقت.

بعد ذلك سافر إلى الأناضول في عام 1332، وذلك في السنوات التي سبقت صعود الأتراك العثمانيين.

في عام 1334، سافر إلى مدينة القسطنطينية (إسطنبول اليوم) الشهيرة وحضر معه الملك الحاكم أندرونيكوس الثالث باليولوجوس كجزء من الوفد المرافق للسلطان اوزبيك الذي أُرسِل إلى المدينة ليشهد ولادة حفيده، حيث كانت ابنة السلطان متزوجة من الإمبراطور الروماني.

بعد رحلتهِ إلى القسطنطينية، بدأ رحلتهُ التي طال انتظارها إلى الهند، حيث سلك طريق جبال هندو كوش، وهي سلسلة جبال في أفغانستان وشمال غرب باكستان وفي شهر سبتمبر من عام 1334، وصل ابن بطوطة  إلى دلهي وقدم نفسه إلى السلطان محمد بن تُغلق ملك سلطنة دلهي.

وفي الهند، عينه محمد بن تُغلق قاضيًا وخبيرًا في الشريعة الإسلامية، لكنهُ شعر بخيبة أمل، حيث كان من الصعب فرض قانون إسلامي في بلد تكون فيه أغلبية الأشخاص من غير المسلمين، وعمل هناك لمدة ست سنوات.

أثناء إقامته في الهند، قبل عرض السلطان بأن يسافر إلى الصين ليكون سفيرًا هناك، وخصوصاً أنه سيوفر لهُ فرصة الابتعاد عنه وزيارة بلدان جديدة في آن واحد.

كانت آخر رحلاته إلى إسبانيا والسودان، ولا تزال روايات ابن بطوطة عن وقته في السودان، والتي وصل إليها عام 1352، واحدة من أفضل مصادر المعلومات عن إفريقيا منذ ذلك الوقت.

وفي عام 1353 عاد ابن بطوطة إلى وطنه المغرب وتولى العمل قاضيًا هناك، كما تابع كتابة مذكراته ويعتقد أنه بقي بعمله قاضياً حتى نهاية حياته.وخلال عودته مر بجزيرة (سرنديب) والهند والصين، ثم عاد إلى بلاد العرب عن طريق (سومطرة) سنة 748هـ/ 1347م، فزار بلاد العجم والعراق وسوريا وفلسطين ومنها لمكة فحج حجته الرابعة إلى بيت الله، ثم رأى أن يعود إلى وطنه فمر بمصر وتونس والجزائر ومراكش فوصل فاس سنة 750هـ/ 1349م. 

زواجه:

لايوجد الكثير من الأخبار حول حياته الشخصية، لكننا نعرف من خلال كتابه بزواجه أثناء رحلته لجزر المالديف وعمله قاضيا هناك بسيدة من الأسرة الحاكمة.

وهناك خلاف حول تاريخ وفاته لكن من المرجح أنها كانت بين عامي 1368 و 1369.