الأنف: .بديل عن الأصابع في الإشارات

  • DWWبواسطة: DWW تاريخ النشر: الخميس، 01 مارس 2018
الأنف: .بديل عن الأصابع في الإشارات

عندما يرغب الناس في لفت الانتباه إلى شيء ما، يقومون بالإشارة باستخدام إصبع السبابة بشكل غريزي. لكن الإشارة بالأصابع ليست مجرد طابع إنساني فقط، بل هي أيضا مسألة ثقافية أيضاً.

ولكن إذا كان استخدامنا للإشارات ينبع من ثقافتنا فقط، فكيف يستخدم الرضع الاشارات بأصابعهم قبل أن يتمكنوا حتى من الحديث وقبل بلوغ عامهم الأول. يبدو أن شيئاً في طبيعتنا الانسانية يولد ذلك الفعل لدينا بشكل تلقائي. فقد لوحظت هذه الإيماءات و الاشارات بالأيدي و الرأس و الأعين و غيرها في جميع أنحاء العالم، مما يشير إلى أنها صفة إنسانية عالمي عامة.

إلا أنه أيضا وبحسب ما كتب موقع بيزنس انسايدر الأميريكي فإن بعض الإشارات تنبع من العادات و الثقافة وبعضها الآخر نابع عن طبيعة إنسانية صرفة.

الإشارة بالأنف

في عام 2009، ذهب مراسلي بيزنس انسايدر رافائيل نونيز و كنسي كوبيريدر إلى بابوا في غينيا الجديدة بسبب مشروع ميداني في المناطق الداخلية هناك. وكان الهدف هو دراسة لغة وثقافة قبيلة (يوبنو) وهي مجموعة من السكان الأصليين تضم نحو 8 آلاف شخص.

أثناء إجراء المقابلات لاحظا أن أبناء القبيلة أثناء النظر في المكان الذي يريدون توجيه انتباهك إليه يلوون أنفهم بطريقة غريبة. والتي قد تبدو بالنسبة للغرباء مجرد تعبير عن الاشمئزاز. ولكنهم لا يقصدون أي شيء سلبي من ذلك التعبير.

اتضح بعدها أن هذه الإيماءة "التفاتة الأنف " كانت غير موثقة في الأساس. و بعد عودة الصحفيين إلى الولايات المتحدة، نشروا بعض الملاحظات الأولية عن تلك الظاهرة باستخدام أمثلة من مقاطع الفيديو التي جمعوها هناك.

و لا يعرف مراسلو بيزنس انسايدر كل الإجابات حول تلك الإيماءات بالأنف ولما يعطهم أبناء قبيلة يوبنو إجابات عن سبب استخدام الأنف بالإشارة بدلا عن الأيدي.

وكان باحثون آخرون قد لاحظوا ذلك من قبل إلا أنهم اعتبروا تلك الإيماءات تستخدم بشكل عرضي كبديل عن استخدام الاشارة بالأيدي . بينما رأى آخرون أنه في ثقافات السكان الأصليين مثل كونا بنما أو بيراها في البرازيل تستخدم اشارات الوجه على نطاق واسع .

ولكن أيً من هذه الادعاءات لم يكن مدعوماً بأدلةٍ منهجية. لذلك عندما عاد المراسلان من موقع بيزنس انسايدر إلى وادي يوبنو استهدفا في تلك المرة توثيق كل ما رأوه من اشارات لطرح سؤال: هل يفضل البشر الإشارة بأيديهم بشكل عام؟

لعبة استكشافية

وضع المراسلون لعبة اتصالات بسيطة يجب أن يلعبها شخصان بحيث يجلس أحدهما ومعه خمسة قطع قماش مربعة و تشكل علامة زائد وتكون مهمة اللاعب ـن يوضح لشريكه في اللعب بدون كلام كيفية ترتيب ألعاب أخرى صغيرة لمطابقة الصور التي على قطع القماش. مستخدماً إيماءات وجهه فقط دون استخدام الأصابع أو الأيدي ف الإشارة.

وتم تكرار هذه اللعبة مع 16 شخصاً بالغاً من القبيلة . كما لعبوها في وقت لاحق مع 16 شخصاً بالغاً من الجامعيين في ولاية كاليفورنيا وكانت نتيجة النقاط متطابقة تقريباً. وخرجوا بتخمين أن الأميركيين استخدم أيديهم بنسبة 95 % تقريباً بينما استخدم الأشخاص من القبيلة هناك أيديهم بنسبة 34 % فقط من وقت اللعبة. واستخدموا في بقية الوقت اشارات الأنف أو إيماءات الرأس .

اختلاف الثقافات

بالطبع اختلاف الثقافة يؤثر على فهم الإشارات المختلفة واستخدامها، وقد تختلف الثقافة داخل البلد نفسه. فحتى في الثقافة الأمريكية، فإن الإشارة لا تأخذ دائماً نفس الشكل. ففي بعض المناطق تستخدم الإشارة بالأيدي أكثر وفي مناطق أخرى الإيماءات بالرأس أكثر. وعندما يحاول الأشخاص أن تكون إشاراتهم سرية، يستخدمون الأعين و النظرات .

كما أن الإشارة الواحدة يمكن أن يختلف معناها من بلد إلى آخر، فمثلاُ قد تعني علامة وضع إصبعين فوق بعضهما التمني و الصلاة لحدوث بعض الأمنيات ولكنها في أماكن أخرة من العالم تعني شتيمة.

وفي أجزاء من أمريكا الجنوبية وآسيا وأفريقيا، فمن الشائع أن تشير إلى شيء باستخدام الشفاه. فمثلا إبراز الشفاه السفلى للتعبير للإجابة عن سؤال بعدم معرفة الإجابة .

والسؤال هنا يكمن كيف تتشكل تلك الاختلافات و ما هي السلوكيات التي نتعلمها و تؤدي في النهاية إلى استخدام أجزاء من جسدنا دوناً عن الأخرى للتعبير عما بداخلنا.

وب/ ع.أ.ج

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة