الخنساء: قصة سيدة فقدت أحبتها فتفجرت موهبتها الشعرية

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 11 نوفمبر 2020 آخر تحديث: الأربعاء، 18 نوفمبر 2020
الخنساء: قصة سيدة فقدت أحبتها فتفجرت موهبتها الشعرية

الخنساء.. واحدة من أشهر شاعرات الجاهلية، عُرفت بقصائد الرثاء البديعة، خاصة ما كتبته في رثاء أخيها صخر. وهي من الشعراء المخضرمين فقد أدركت عصري الجاهلية والإسلام، فما قصتها؟

الخنساء
من هي الخنساء؟

هي تماضر بنت عمرو بن الحارث السلمية، من أهل نجد، لقبت بالخنساء لقصر أنفها وارتفاع أرنبته، فقدت أخويها صخر ومعاوية، اللذين قُتلا في الجاهلية؛ فتفتجرت موهبتها الشعرية، فكتبت العديد من قصائد الرثاء لأخيها خاصة صقر.

صفات الخنساء:

عٌرفت الخنساء، التي ولدت قبل الإسلام وعاشت بعده، بأنها ذات حسب وجاه وشرف، اتصفت بجمالها الآخاذ وتقاسيم وجهها المتناسقة، كما شُبهت بجمال البقرة الوحشية.

نظراً لكونها الابنة الوحيدة لأسرتها، فكانت محل رعاية خاصة من أسرتها ومن أخويها صقر ومعاوية. رفضت الزواج في بداية شبابها؛ فكانت معروفة بشخصيتها الطاغية. لم تعرف في حياتها من يقلقها؛ نظراً لمركز قبيلتها ومكانة أسرتها وسيادة والدها، حيث تجمعت كل أسباب الطمأنينة لحياتها.

وعُرف عن الخنساء أيضاً، أنها شخصية حازمة وعاقلة، لا يجرؤ أحد على التهجم عليها أو الحديث عنها، عرفت أن ما بيدها من سلاح وقيمته فحسنت استخدامه، فإذا وجهت إليها الألسن واجهتها بحقيقتها.

زواج الخنساء:

في البداية رفضت الزواج من دريد بن الصمة، سيد بني جشم، ووافق والدها على رفضها؛ نظراً لثقته في رجاحة عقل الخنساء. تزوجت من رواحة بن عبدالعزى، الذي كان مقامراً، حيث ضحت في سبيل الحفاظ عليه بالكثير من طبيعتها وكبريائها، لكنه استغل ذلك خاصة أموالها ومال أخيها، حتى أنها انفصلت عنه في النهاية ولها منه ابن اسمه عبدالله.

لم يطل الوقت كثيراً حتى تزوجت من مرداس بني أبي عامر السلمي، الملقب بالفيض لسخائه، الذي اشتهر بكرمه وجده وعمله المستمر من أجل توفير حياة كريمة لأهله، حتى أنه توفي في إحدى المغامرات الخاصة به تاركاً للخنساء 4 أبناء هم العباس، زيد، معاوية، بالإضافة إلى ابنة اسمها عمرة.

رثاء الخنساء لأخيها صخر:

أما عن شقيقها صخر فقد توفي أثر مرضه عام 615، بعد تحريض على الأخذ بالثأر لأخيه معاوية الذي قُتل عام 612 على يد هاشم ودريد ابنا حرملة، حيث طُعن بطعنة أسكنته فراشه ومرض بسببها، فتقول الخنساء في رثاء صخر:

وإن صخراً لواليتا وسيدنا
وإن صخراً إذا نشتو النحار 
وإن صخراً لمقدام إذا ركبوا
وإن صخراً إذا جاعوا لعقار
وإن صخراً لتأتم الهداة به
كأنه علم في رأسه نار
جلد جميل المحيا كامل ورع
وللحرب غداة الروع مسعار

إسلام الخنساء واستشهاد أبناؤها الأربعة:

أسلمت الخنساء مع قومها من بني سليم وحسن إسلامها، قد تأثرت بالإسلام وهو ما ظهر في معركة القادسية، في عهد عمر بن الخطاب.

وخرج أبناؤها الأربعة للقتال في صفوف المسلمين، فخرجت إليهم قائلة: "يابني أنتم أسلمتم طائعين، وهاجرتم مختارين، ووالله الذي لا إله إلا هو، أنكم بنو امرأة واحدة، ما خُنت أباكم، ولا فضحت خالكم، فإذا أبحتم غداً إن شاء الله سالمين، فاغدوا إلى قتال عدوكم مُستبصرين، وبالله على أعدائه مستنصرين، فإذا رأيتم الحرب قد شمرت عن ساقها، وجعلت ناراً أرواقها فتيمموا وطيسها، وجالدوا رئيسها عند احتدام خميسها، تظفروا بالغنم والكرامةفي دار الخلد والمُقامة".

استشهد أبناؤها الأربعة فتلقت الخبر بقلب مؤمن. وقالت: "الحمد لله الذي شرفني باستشهادهم جميعاً في سبيل الله ونصرة دينه، وأرجو من ربي أن يجمعني بهم  في مستقر رحمته". وذلكما يوضح مقدار تأثرها بالإسلام، بالرغم من طول بكائها ورثائها لأخويها قبل الإسلام.

وفاة الخنساء:

شهد بشار بن برد بشاعرية الخنساء وقال عنها: "إنها غلبت فحول الشعراء". وقال عنها جرير: "إنها من أشهر الناس". وتوفيت الخنساء عام 24 هـ، بعد أن تركت ثروة، لا تقدر من أصفى أبيات الشعر العربي، كان عمرها 71 عاماً.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة