انفجار بيروت يدمر تراثها المعماري.. ماذا فقدت لبنان؟

  • تاريخ النشر: الأحد، 16 أغسطس 2020
انفجار بيروت يدمر تراثها المعماري.. ماذا فقدت لبنان؟

انقلب حال العاصمة اللبنانية، رأساً على عقب يوم 4 أغسطس الجاري، عقب تعرضها لانفجار مرفأء بيروت، حطم المدينة وشرد الآلاف في الشوارع، حتى أن صوته سمعه من في قبرص.

بيروت، المدينة الجميلة، "ست الدني" كما قالت عنها الفنانة ماجدة الرومي لم يتبقَ منها بعد انفجار مرفأ بيروت سوى الركام، مبانيها المميزة ومعمارها الفريد وفنها الراقي أصبح في لحظة كومة من التراب، وهو الأمر الذي وصفه جريجوري بوكاكجيان مصور وصانع أفلام ومؤرخ فني لبناني بـ"كارثة وشيء مروع للغاية".

مراحل ترميم المباني المتضررة من انفجار بيروت
 

وبلغ عدد العقارات المتضررة جراء انفجار مرفأ بيروت نحو 30 ألف عقار، في كل واحد منها 4 شقق في المتوسط، بخسائر مادية نحو 5 مليارات دولار مبدئياً؛ حيث من المفترض أن تتم عملية الترميم على 3 مراحل، هي: المسح والمعاينة، تدعيم المباني والترميم الأولي وتأمين سكن، إعادة البناء، وما زال المسؤولون في المرحلة الأولى، بينما المرحلة الثالثة تتطلب تدخل طرف خارجي.

ويقول "بوكاكجيان": "يعرف الناس أنفسهم بهذه المباني، إنها منازلهم، أسلوب حياتهم ووجهة نظرهم، عندما ترى بيروت ترى القديم والجديد، وكل هذا المزيج من الأساليب المعمارية من الفقر والغنى، الجمال والقبح، البشاعة والأناقة، كان يطلق عليها باريس الشرق الأوسط".

ويوضح صانع الأفلام والمؤرخ اللبناني، أن تراث بيروت المعماري كان دائماً تحت التهديد سواء بسبب الحروب أو المضاربين العقاريين، لكن في انفجار مرافأ بيروت فقدت المدينة بالفعل الكثير، واصفا الانفجار بـ"أمر لا يمكن تصوره على الإطلاق، إنه خارج النطاق تماماً، ولا يمكننا حتى الآن تصديق ما حدث أو إدراكه أو معالجته".

ويذكر المؤرخ الفني اللبناني: "لدينا 300 لف شخص بلا مأوى لذا يمكننا معرفة عدد المباني والشقق والمكاتب والمدارس، والمستشفيات والمتاحف التي تضررت بشدة".

تدمير انفجار بيروت قصر سرسق

ويضيف: "من بين المباني التي دمرت قصر سرسق، وحين زرته قلبي انفطر، إنه قصر كبير للغاية فيه الكثير من الأعمال الفنية والتحف، وهو الآن في حالة خراب، كما أن متحف سرسق، -المتحف الفني الرئيسي في بيروت- تعرض للدمار بالكامل".

وهنا تجدر الإشارة إلى أن مديرية الآثار التابعة لوزارة الثقافة اللبنانية، قدرت عدد البيوت الأثرية المتضررة بـ520 بيت متضرر بشكل متوسط أو بسيط، و80 بيت متضرر بشدة، وذلك بحسب الأرقام المبدئية، وتكلف أعمال الترميم نحو 300 مليون دولار.

ورغم كل هذا فإن اليأس لم يدب في نفوس اللبنانيين وقدرتهم على إعادة مدينتهم إلى سيرتها الأولى، إذ يقول "بوكاكجيان": "يجب أن نحاول انقاذ أكبر عدد ممكن من المباني، هذه المباني هي تاريخنا وتقاليدنا وطريقة حياتنا ومدينتنا، وإعادة البناء ليست فقط إعادة بناء الحجارة إنها إعادة بناء قلوب وعقول الناس، فمعركتنا هي العودة لعالم الأحياء".

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة