زها حديد: سيدة المعمار في العالم وملكة المنحنى

  • تاريخ النشر: الخميس، 08 أكتوبر 2020 آخر تحديث: الأربعاء، 18 نوفمبر 2020

زها حديد.. سيدة المعمار في العالم أيقونة معمارية تخطت الحدود ووصلت إلى العالمية؛ لتذهل العالم بتصميماتها، كسرت الثوابت وتحدت المستحيلات وفتحت أبواب المستقبل.

من هي زها حديد؟

هي زهاء محمد حسين حديد اللهيبي، ولد في بغداد عاصمة العراق، في 31 أكتوبر 1950، لأسرة ثرية عريقة، فوالده تولى وزارة المالية في العراق، في الفترة من 1958 وحتى 1960 م، كما لُقب بـ "أبو الصناعة العراقية"، يضاف إلى ذلك كونه أحد قادة الحزب الوطني الديموقراطي.

زها حديد

دراسة زها حديد:

درست زها حديد في مدارس الراهبات في العراق حتى المرحلة الثانوية، لكن عندما أرادت دراسة الهندسة المهمارية لم تقبلها الجامعات في العراق، لذلك توجهت إلى دراسة الرياضيات في الجامعة الأمريكية في بيروت، حيث حصلت على درجة البكالوريوس عام 1971م.
وانتقلت في المرحلة التالية من حياتها، إلى المملكة المتحدة؛ لدراسة العمارة في الجمعية المعمارية في لندن، حيث حصلت على شهادة الدبلوم منها عام 1977م.

وكان خلال سنوات الدراسة، أشاد بها جميع أساتذتها بموهبة زها حديد ورؤيتها المذهلة، كذلك قدرتها على تقدير التفاصيل المتعلقة بالتصميم سواء كانت كبيرة أو صغيرة.

تصميم زها حديد في السنة الأخيرة لدراستها:

وصممت زها حديد في السنة الدراسية الأخيرة لها فندق لجسر هينغرفورد الواقع على نهر التايمز في لندن، هذا التصميم كان بمثابة الشرارة الأولى لرؤيتها المستقبلية، كذلك قدرتها على تحدي الواقع والخروج عن المألوف، الأمر الذي أدى إلى إثارة ضجة كبيرة في ذلك الوقت.

شغف زها حديد بالمعمار:

نظراً لسفر الأسرة المتكرر في فترة طفولتها وعلم أفراد الأسرة بشغفها بالمعمار وحلمها بأن تكون معمارية، فقد حرص والدها على تعريفها بالحضار السومرية ومعمارها في وطنها، أما خلال أيام السفر فكان والدها شديد الحرص على أن تزور ابنته زها كل متحف ومبنى مهم في كل مدينة التي يزورها الأسرة. هذا ساعدها على التعرف على العديد من الأنماط المعمارية ونشأ لها شغف أكبر للعمارة.

بدايات زها حديد المعمارية:

قدمت تصميماً مجانياً لمجلس النواب العراقيين، لكنه قوبل بالرفض والتجاهل، حيث أرادت أن تنفذ تصميماتها الأولى في بلدها العراق. لذا قررت الانضمام إلى مكتب معمار العاصمة في هولندا، بجانب التدريس في الجمعية المعمارية، حيث تخللت هذه الفترة عملها في مشروعات تصميم مبنى البرلمان الهولندي، حتى استقالتها لإنشاء شركتها الخاصة في بريطانيا عام 1980 مع شريكها باتريك شوماخر.

زها حديد

تصميمات زها حديد على الورق فقط:

في البداية، كانت تصميمات زها حديد على الورق فقط، شاركت بها في العديد من المحافل المعمارية الدولية، مثل: معارض الجمعية المعمارية في لندن، متحف جوجنهايم في نيويورك، معرض GA Gallery في طوكيو، معرض الفن الحديث في نيويورك.

كان الكثير من النقاد يعتبرون تصميمات زها حديد مجرد قطعة فنية لا تناسب البناء على أرض الواقع، خيالية ومستحيلة.. هكذا كان يتم وصف تصميماتها.

الحداثة والابتكار في تصميمات زها حديد:

كانت زها حديد تبحث عن الحداثة والابتكار، جعلتها رغبتها في التحرر والبحث عن خطوط جديدة في العمارة تبدو غريبة داخل أوساط المهندسين، الذين يميلون إلى استلهام أفكارهم من المراجع التاريخية التقليدية.

تطبيق تصميمات زها حديد على أرض الواقع:

وأخيراً خرجت تصميمات زها حديد إلى أرض الواقع، فقد بدأ تنفيذ أول تصميم لها وهو محطة إطفاء حريق فيترا في ألمانيا، التي تم بناؤها في الفترة من 1991 وحتى عام 1993م، ليتحول الخيال إلى حقيقة.

زها حديد العابرة للحدود:

وعبرت المعمارية زها حديد الحدود، فعبر 44 دولة حول العالم أبرزها بريطانيا، ألمانيا، تركيا، فرنسا، الولايات المتحدة الأمريكية، الصين، اليابان، كوريا الجنوبية، يوجد 950 عمل معماري من تصميم زها حديد، تتنوع تصميماتها من بين جسور ومبانِ ثقافية ورياضية.

زها حديد

تصميمات زها حديد:

قدمت زها حديد، التي تنتمي إلى المدرسة التفكيكية في التصميم، العديد من التصميمات والأعمال وكأنها قادمة من المستقبل، حيث جاءت أبرز هذه التصميمات:

  • مقترح إعادة تصميم منتجع ذا بيك في جبل فيكتوريا في هونغ كونغ.
  • تصميم وتنفيذ محطة إطفاء فيترا في ألمانيا.
  • تصميم وتنفيذ مركز روزنتال للفن المعاصر في الولايات المتحدة الأمريكية.
  • تصميم وتنفيذ قطار شتراسبورغ في ألمانيا.
  • تصميم وتنفيذ قاعة العقل في قبة الألفية في المملكة المتحدة.
  • تصميم وتنفيذ منصة التزحلق في النمسا.
  • تصميم وتنفيذ مركز فاينو للعلوم في ألمانيا.
  • تصميم وتنفيذ مبنى بي إن دبليو في ألمانيا.
  • تصميم وتنفيذ مركز الفنون الحديثة في إيطاليا.
  • تصميم وتنفيذ جسر الشيخ زايد في الإمارات العربية المتحدة.

وفاة زها حديد:

ورحلت عن الدنيا المعمارية زها حديد في 31 مارس لعام 2016، عقب إصابتها بنوبة قلبية أثناء تواجدها في الولايات المتحدة الأمريكية وتحديداً في ولاية ميامي.