يعد الفنان عبد الله محمود واحد من أهم الفنانين الذين شاركوا في أعمال فنية هامة ومنها المسلسل المصري "ذئاب الجبل" الذي جسد فيه دور شخصية البدري، ولم يكن هذا الدور هو الدور الوحيد المميز في مسيرته الفنية، ولكنه له عدة أدوار هامة.
حياة عبد الله محمود ونشأته
ولد الفنان عبد الله في 6 ديسمبر عام 1964 في محافظة القاهرة، وبدأ مسيرته الفنية منذ السبعينات وبدأ مشواره الفني وهو طفل مع صديقي عمره محسن محيي الدين، وأحمد سلامة من خلال التلفزيون.
درس عبد الله في معهد الفنون المسرحية وتخرج فيها عام 1986، ولكن كانت بدايته مشواره المهني كموظف في كلية الزراعة، وبعدها قرر دخول عالم الفن وهو شاب عن طريق أحد أصدقائه.
الفنان محمود متزوج وله ابنان، وهما أحمد وهو ممثل أيضًا، وكان يدرس في كلية الإعلام، وابنه الثاني غير معروف.
زوجة الفنان عبد الله هي زميلته في المعهد حنان البنبي الذي أعجب بها في المعهد وقرر طلب يدها للزواج على الرغم من أنه كان مسؤولًا عن أسرته، وواجه رفضًا في البداية من أسرة زوجته حتى تمكن من زواجها، واستمر زواجه 20 عامًا حتى وفاته.
أما ابنه الفنان أحمد عبد الله فقد حقق شهرة كبيرة بعد مشاركته في مسلسل الأسطورة الذي حقق شهرة كبيرة، كما له العديد من الأعمال الناجحة.
مشواره الفني
بدأ الفنان عبد الله محمود مشواره الفني وهو طفل مع صديقيه محسن محيي الدين، وأحمد سلامة من خلال التلفزيون، حيث شارك في العديد من الأعمال الفنية المختلفة، ولكن كانت انطلاقته الفنية الحقيقية عام 1974 حينما شارك في مسلسل "البوسطجي"، وكانت بداية موفقة بالنسبة له.
بعد هذا المسلسل شارك عبد الله في عدة مسلسلات منها "أيام من الماضي"، و"العملاق"، و"حصاد العمر"، ليتمكن من المشاركة في السينما في عام 1979 في فيلم "إسكندرية ليه" بدور محسن مع المخرج العالمي يوسف شاهين.
من رشح عبد الله لهذا الدور هو صديق عمره محسن محيي الدين الذي قدمه لهذا الدور، وبعدها توالت أعماله السينمائية الناجحة، ففي العام نفسه شارك في مسلسل "أبناء الإسلام".
وفي عام 1980 شارك في فيلم Death of a Princess وهو الفيلم الذي شارك فيه ممثلون مصريون منهم سوسن بدر وسمير صبير، ومن إخراج أنطوني توماس.
وفي عام 1981 شارك في عدة أعمال منها مسلسلات "أم مثالية"، و"الأبرياء"، و"أبواب المدينة"، وبعدها بعام شارك في فيلم "سواق الأتوبيس"، و"حدوتة مصرية"، و"مسرحية "حضرات السادة العيال".
وفي عام 1983 شارك في فيلم "ملائكة الأرض"، و"برج المدابغ"، و"الاحتياط واجب"، ومسلسل "أبواب المدينة"، و"بعدها بعام شارك في مسلسل "من قصص القرآن الكريم"، و"في قافلة الزمن"، كما شارك في فيلم "الحريف".
وفي عام 1985 شارك في مسلسل "ملحمة كبريت"، وفيلم "ملائكة الشوارع"، و"سنوات الخطر"، و"عسل الحب المر"، و"الأوغاد"، وبعدها بعام شارك في فيلم "عودة مواطن"، و"الطوق والإسورة".
وفي عام 1987 شارك في مسلسل "عصفور النار"، و"الحب والصبار"، و"القرار"، وأفلام "الرجل يحب مرتين"، و"الرجل الصعيدي"، و"المواجهة"، و"البيات الشتوي"، وبعدها بعام شارك في فيلم "طالع النخل"، و"صائد الأحلام"، و"شباب في الجحيم"، ومسلسل "طارق من السماء"، و"أحلام في الظهيرة".
وفي بداية التسعينات زادت مشاركاته الفنية، ومنها مسلسلات "نقطة تحول"، و"آن الأوان"، و"الغفران"، و"إسطبل عنتر"، و"أحلام العمر"، و"ولدي"، و"ما زال النيل يجري"، و"زمن الحلم الضائع"، و"ذئاب الجبل"، و"سر الأرض"، و"دكتوراه في الحب".
شارك كذلك في مسلسلات "أيام المنيرة"، و"بوابة المتولي"، و"قصة مدينة"، أنا اللي أستاهل"، و"الفرسان"، و"الزيني بركات"، و"أحلام كو"، و"رسالة خطرة"، و"الوتد"، و"الأبطال"، و"فرط الرمان"، و"تمضي الأيام"، و"وادي فيران"، و"الغروب لا يأتي سرًا".
شارك كذلك في العديد من الأفلام الناجحة منها أفلام "شمس الزناتي"، و"حنفي الأبهة" مع الفنان عادل الإمام، كذلك قدم أدوارًا مميزة أمام أحمد زكي منها أفلام "الاحتياط واجب"، و"الإمبراكور"، وقدم أجمل أدوارع أمام النجمة شريهان وفردوس عبد الحميد في فيلم "الطوق والإسورة".
أما دوره في فيلم "الطريق إلى إيلات" عام 1994 كان دورًا مميزًا، حيث لعب دور رقيب بحري اسمه مرسي الزناتي، وهو إحدى الشخصيات الذين دمروا إحدى المدمرات في ميناء إيلات واستشهد فيها.
أيضًا في عام 1991 قدم دورًا هامًا في فيلم "المواطن مصري" مع الفنان نور الشريف، والمخرج صلاح أبو سيف، وآخر فيلم قدمه في التسعينات هو فيلم "البراءة"، كما ظهر كضيف شرف في فيلم "عرق البلح".
وفي الألفينات استمر عبد الله محمود في تقديم أدوار خالدة، فشارك في مسلسلات "وجه البعاد"، و"عفوًا هذا حقي"، و"زوجة رجل طموح"، و"رجل طموح"، و"حلم آخر الليل"، و"أتوار التغريبة"، و"المخلوع"، و"المحاربون"، و"أستاذي الجليل رفقًا بنا".
وفي عام 2001 شارك في فيلم "العاصفة"، ثم شارك في مسلسل "السيرة الهلالية"، وفي عام 2002 شارك في مسلسل "فارس العرب"، و"الطريق إلى الحقيقة"، و"بعد الطوفان"، وفي عام 2003 شارك في مسلسل "القلب إذا هوى".
وفي عام 2004 قدم آخر فيلم سينمائي له قبل وفاته وهو فيلم "واحد كابوتشينو" الذي أنتجه وقام ببطولته، ولكنه لم يكن محظوظَا بحضور عرض فيلمه الأخير في السينما حيث وفاته المنية في يونيو عام 2005.
مرضه ووفاته
بدأ معاناة الفنان الراحل عبد الله محمود مع المرض بعد أدائه العمرة في شهر رمضان الكريم عام 2003، ووقتها كان يصور فيلمه "واحد كابتشينو" الذي قام بإنتاجه وقام ببطولته أيضًا، حيث شعر بصداع شديد في الرأس، وبعد الفحص تبين أنه مصاب بالسرطان الذي أصاب جزءًا من المخ.
شرع الفنان عبد الله في تصوير فيلمه الأخير في أثناء مرضه، وكانت آخر أمنياته قبل أن يموت هو عرض فيلمه الأخير في الموسم الصيفي.
وفي معهد ناصر بالقاهرة غاب الفنان عن الوعي، وساءت حالته حيث دخل في غيبوبة مستمرة لا يفوق منها إلا للحظات قصيرة يقرأ فيها آيات من القرآن ثم يعود للغيبوبة من جديدة.
وبعد أن تدهورت حالته الصحية في آخر أيامه أوقف الأطباء الجرعات الكيماوية واكتفوا بالمسكنات، وخرج من العناية المركزة ومكث في غرفته، وقد تمكن منه المرض ولم يعد للعلاج فائدة، وتأثر نظره كذلك بسبب الورم حتى وافته المنية في 9 يونيو عام 2005 عن عمر 40 عامًا.
