بعدما ضرب الخليج.. الطقس المتطرف خطر يهدد العالم

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 17 أبريل 2024 آخر تحديث: الخميس، 18 أبريل 2024
بعدما ضرب الخليج.. الطقس المتطرف خطر يهدد العالم

عندما تتحول سماء الخليج الصافية إلى ساحة للعواصف الرملية والأمطار الغزيرة، ندرك حجم التحديات التي يفرضها الطقس المتطرف على هذه المنطقة الحيوية. لطالما كانت منطقة الخليج مهدًا للحضارات ومركزًا للتجارة والثقافة، ولكنها اليوم تواجه تهديدات غير مسبوقة بفعل التغيرات المناخية العالمية.

ومع تزايد حدة التغيرات المناخية عالميًا، تبرز ظاهرة الطقس المتطرف كواحدة من أبرز التحديات التي تواجه مجتمعاتنا اليوم. في منطقة الخليج، حيث تتشابك خيوط التاريخ والحداثة، وجدت الأمم نفسها أمام اختبار قاسٍ بفعل موجات الطقس الشديدة التي ضربت المنطقة مؤخرًا.

في هذا التقرير، نستعرض الأحداث الجوية القاسية التي شهدتها المنطقة مؤخرًا، ونتعمق في فهم كيفية تأثيرها على الحياة اليومية للسكان، الاقتصاد المحلي، والبنية التحتية الأساسية.

ونرسم صورة واضحة للتحديات التي يجب التغلب عليها والفرص التي يمكن استغلالها لبناء مستقبل أكثر استدامة، ونستكشف أيضًا الإجراءات التي اتخذتها الحكومات والمؤسسات للتكيف مع هذه الظروف الجديدة والحد من تأثيراتها.

ونختتم بالنظر إلى الأفق، حيث نتساءل عن الدروس المستفادة وكيف يمكن لمنطقة الخليج أن تتحول إلى نموذج يحتذى به في التعامل مع الطقس المتطرف وتأثيراته المتنامية، ونقدم إجابات عن أبرز الأسئلة الشائعة حول معنى مصطلح الطقس المتطرف وأسبابه.

ما معنى طقس متطرف؟

مصطلح “طقس متطرف” يشير إلى ظواهر جوية شديدة القوة أو غير معتادة لفترة معينة من الزمن، وتتميز بتغيرات جوية مفاجئة أو غير موسمية. يمكن أن يشمل الطقس المتطرف أحداثًا مثل موجات الحر الشديدة، العواصف الرعدية القوية، الأعاصير، الفيضانات، والجفاف. هذه الظواهر تكون غير متوقعة، غير عادية، وقد تكون قاسية وحادة، مما يؤدي إلى تأثيرات كبيرة على البيئة، الاقتصاد، والمجتمعات.

في السنوات الأخيرة، ارتبطت بعض الظواهر الجوية المتطرفة بالتغيرات المناخية الناجمة عن الأنشطة البشرية، مما يزيد من تواتر وشدة هذه الأحداث.

كيف تأثرت منطقة الخليج بتقلبات الطقس المتطرف؟

منطقة الخليج تأثرت بشكل كبير بتقلبات الطقس المتطرف، وهذا يعكس تأثير التغيرات المناخية العالمية. وفقًا للتقارير، شهدت المنطقة حوادث طقس عنيفة مثل الأمطار الرعدية الغزيرة، الرياح النشطة المثيرة للأتربة والغبار، وزخات من البرد، مما أدى إلى جريان السيول في بعض الأجزاء. هذه الظواهر أدت إلى خسائر في الأرواح وتأثيرات سلبية على البنية التحتية والاقتصاد.

الأرصاد الجوية حذرت من استمرار حالة الطقس العنيف في مناطق مثل شمال سلطنة عُمان، شرق المملكة العربية السعودية، الإمارات العربية المتحدة، والبحرين. وتشير الدراسات إلى أن هذه الظواهر المتطرفة باتت “القاعدة الجديدة” بدلاً من كونها استثناء، مع تزايد الأدلة على أن بعض هذه الظواهر يحمل بصمة التغير المناخي الناجم عن الأنشطة البشرية.

ما هي أسباب الطقس المتطرف؟

أسباب الطقس المتطرف متعددة ومعقدة، وتشمل:

  1. التغير المناخي:

يعتبر التغير المناخي أحد الأسباب الرئيسية لزيادة تواتر وشدة الطقس المتطرف. الاحتباس الحراري الناجم عن النشاط البشري يؤدي إلى تغيرات في الأنظمة الجوية، مما يزيد من احتمالية حدوث ظواهر مثل العواصف الشديدة وموجات الحر.

  1. العوامل الطبيعية:

تشمل الظواهر الطبيعية مثل النشاط البركاني، التغيرات في الإشعاع الشمسي، والتقلبات الطبيعية في المناخ مثل ظاهرة النينيو واللانينيا.

  1. التحضر وتغير استخدام الأراضي:

التوسع العمراني وإزالة الغابات يمكن أن يؤثرا على المناخ المحلي ويزيدا من خطر الفيضانات وغيرها من الكوارث الطبيعية.

  1. التلوث:

التلوث الجوي يمكن أن يؤدي إلى تغيرات في الطقس، بما في ذلك تكوين السحب والأمطار الحمضية، والتي يمكن أن تؤدي إلى طقس متطرف.

  1. العواصف الشمسية:

تؤثر العواصف الشمسية على الغلاف الجوي للأرض ويمكن أن تسبب تغيرات في الطقس.

من المهم الإشارة إلى أن هذه الأسباب يمكن أن تتفاعل مع بعضها البعض، مما يزيد من تعقيد النظام الجوي ويؤدي إلى ظواهر جوية متطرفة.

طقس

ما مدى خطورة الطقس المتطرف على العالم؟

الطقس المتطرف يمثل خطورة كبيرة على العالم، حيث يؤدي إلى تأثيرات متعددة على البيئة، الاقتصاد، والمجتمعات. وفقًا لتقارير المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، تسبب الطقس المتطرف في أضرار اقتصادية تقدر بمليارات الدولارات وأدى إلى خسائر في الأرواح. على الرغم من أن عدد الوفيات الناجمة عن الطقس المتطرف قد انخفض بفضل تحسين أنظمة الإنذار المبكر وإدارة الكوارث، إلا أن تواتر وشدة هذه الكوارث قد ازداد.

الظواهر المناخية والجوية المتطرفة تؤثر على ملايين الأشخاص وتكلف الاقتصادات العالمية مليارات الدولارات، مع تصاعد التأثيرات الناجمة عن تغير المناخ. السنوات الأخيرة كانت من بين الأعلى سخونة في التاريخ، مما يؤكد على الحاجة لبذل المزيد من الجهد لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وتعزيز التكيف مع تغير المناخ.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي الطقس المتطرف إلى اضطرابات في الإمدادات الغذائية ويسبب نزوح جماعي، كما يمكن أن يؤثر على المساحات الخضراء ويجعلها غير قابلة للزراعة. هذه التأثيرات تشير إلى أهمية الاستجابة العالمية لمواجهة التحديات التي يفرضها الطقس المتطرف والعمل على تقليل الأضرار المحتملة.

ما الفرق بين الطقس المتطرف والاحتباس الحراري؟

الاحتباس الحراري هو ظاهرة طبيعية تنتج عندما يحبس الغلاف الجوي الحرارة التي تطلقها الأرض باتجاه الفضاء، حيث تعمل غازات معينة في الغلاف الجوي تسمى غازات الدفيئة (Greenhouse gases) مثل تأثير البيوت الزجاجية التي تمنع الحرارة من الهروب إلى الخارج، وهذا مهم لتنظيم حرارة الأرض وجعلها قابلة للحياة.

أما الظواهر المناخية المتطرفة، فهي تشمل موجات الحر الشديدة والفيضانات المدمرة. في عام 2022، أكدت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن هذه الظواهر أصبحت القاعدة الجديدة على كوكبنا. تشهد العالم تغيرًا متسارعًا في درجات الحرارة وارتفاع مستوى سطح البحر، وتتزايد التأثيرات الناجمة عن تغير المناخ بفعل الإنسان.

التغير المناخي يشكل تحديًا عالميًا، وهناك حاجة ملحة للتصدي له من خلال خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وتعزيز التكيف مع هذه التغيرات. يجب أن نعمل معًا للحفاظ على كوكبنا ومستقبل الأجيال القادمة.

ما هو التطرف الحراري؟

التطرف الحراري هو ظاهرة مناخية تتميز بدرجات حرارة شديدة الارتفاع أو الانخفاض عن المعدلات الطبيعية لفترة معينة. يمكن أن يؤدي التطرف الحراري إلى حالات من الجفاف الشديد، موجات الحر، البرد القارس، أو الصقيع، والتي قد تكون لها تأثيرات سلبية على البيئة، الزراعة، الصحة العامة، والبنية التحتية.

على سبيل المثال، في دراسة حول التطرف الحراري في جمهورية مصر العربية، تم رصد حالات التطرف الحراري خلال الفترة بين عامي 1980 و2020، مع تحديد نسب تكرارية التطرفات المرتفعة والمنخفضة وشدتها، وإظهار أهم تأثيراتها وعلاقتها بعمليات التجوية السائدة بالآثار المصرية القديمة.

يعتبر التطرف الحراري جزءًا من الظواهر المناخية المتطرفة التي تزداد بسبب تغير المناخ، والذي يتسبب فيه بشكل رئيسي النشاط البشري وزيادة انبعاثات غازات الدفيئة. وهذا يؤدي إلى تغيرات في أنماط الطقس وزيادة تواتر وشدة الظواهر المناخية المتطرفة مثل التطرف الحراري.

ما هو التغير المناخي؟

التغير المناخي هو تغير طويل الأمد في الأنماط الإحصائية للطقس على مستوى العالم أو على مستويات إقليمية. يشير هذا التغير إلى التحولات الكبيرة والمستمرة في درجات الحرارة وأنماط الطقس، ويمكن أن تكون هذه التحولات طبيعية، مثل التغيرات في نشاط الشمس أو الانفجارات البركانية الكبيرة.

ولكن، منذ الثورة الصناعية في القرن التاسع عشر، أصبحت الأنشطة البشرية هي المحرك الرئيسي للتغير المناخي، وذلك بشكل أساسي بسبب حرق الوقود الأحفوري مثل الفحم والنفط والغاز، الذي ينتج عنه انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. تعمل هذه الغازات مثل غطاء يحبس حرارة الشمس ويرفع درجات الحرارة على سطح الأرض.

تشمل غازات الدفيئة الرئيسية التي تسبب التغير المناخي ثاني أكسيد الكربون والميثان، وتأتي هذه الغازات من استخدام البنزين لقيادة السيارات أو الفحم لتدفئة المباني، على سبيل المثال. يمكن أن يؤدي تطهير الأراضي وقطع الغابات أيضًا إلى إطلاق ثاني أكسيد الكربون. تعتبر عمليات الزراعة والنفط والغاز من المصادر الرئيسية لانبعاثات غاز الميثان.

تشمل عواقب التغير المناخي الجفاف الشديد، ندرة المياه، الحرائق الشديدة، ارتفاع مستويات سطح البحر، الفيضانات، ذوبان الجليد القطبي، العواصف الكارثية، وتدهور التنوع البيولوجي. يمكن أن يؤثر التغير المناخي على صحة الإنسان وقدرته على زراعة الغذاء والسكن والسلامة والعمل.

ما هي أنواع الطقس؟

الطقس يتغير يوميًا اعتمادًا على ضوء الشمس والحرارة والغيوم والرياح والمطر.

هناك عدة أنواع للطقس:

مشمس: يكون الطقس مشمسًا في حالة عدم وجود سحب تحجب ضوء الشمس ودرجة الحرارة الدافئة. الأيام المشمسة هي الأكثر شيوعًا في فصلي الصيف والربيع، وقد تحدث أيضًا في فصلي الشتاء والخريف.

غائم: يكون الطقس غائمًا عندما تتراكم الكثير من السحب في السماء، مما يعترض طريق الشمس ويمنعها من الوصول إلى سطح الأرض. الأيام الغائمة عادةً ما تكون في فصلي الخريف والشتاء، وقد يحدث تراكم للغيوم أيضًا في فصلي الربيع والصيف.

ماطر: يحدث المطر نتيجة تراكم السحب الكبيرة في السماء. تختلف الأيام الماطرة في أجزاء مختلفة من العالم، حيث يمكن أن تكون بعض المناطق ممطرة تقريبًا كل يوم، بينما تندر في أجزاء أخرى.

مثلج: يتساقط الثلج في فصل الشتاء بسبب درجات الحرارة المنخفضة التي تجعل الماء في السحب يتجمد ويتحول إلى بلورات ثلجية تسقط على الأرض وتتراكم. هذه الأيام الثلجية هي الأكثر برودة خلال فصل الشتاء.

طقس

معلومات إضافية حول الطقس:

السحب هي كتل ضخمة من بخار الماء، وتتشكل عندما يتبخر الماء من البحار والمحيطات ويتكاثف في السماء.

يمكن أن يكون الجو دافئًا في يوم غائم عندما تُحبس الحرارة بالقرب من السطح.

الأيام الغائمة لا تعني بالضرورة الأيام الممطرة، حيث يمكن أن يكون الجو غائمًا دون هطول المطر.

العواصف تحدث عندما يرتفع الهواء الدافئ إلى السماء ويحل محله الهواء البارد لملء الفراغ، وتصاحبها غالبًا البرق والرعد.

من المسؤول عن تغير المناخ؟

تغير المناخ هو نتيجة لعدة عوامل، والأنشطة البشرية تلعب دورًا كبيرًا في هذه الظاهرة. منذ الثورة الصناعية، أدى حرق الوقود الأحفوري مثل الفحم والنفط والغاز إلى زيادة كبيرة في انبعاثات غازات الدفيئة، وهي السبب الرئيسي لتغير المناخ. هذه الغازات تعمل مثل غطاء حول الأرض، مما يؤدي إلى حبس حرارة الشمس ورفع درجات الحرارة.

الوقود الأحفوري هو إلى حد بعيد أكبر مساهم في تغير المناخ العالمي، إذ يمثل أكثر من 75% من انبعاثات غازات الدفيئة العالمية وحوالي 90% من جميع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. بالإضافة إلى ذلك، تساهم عمليات مثل قطع الغابات والزراعة واستخدام الأراضي في انبعاثات غازات الدفيئة.

من المهم أيضًا الإشارة إلى أن هناك عوامل طبيعية يمكن أن تؤثر على المناخ، مثل التغيرات في نشاط الشمس والانفجارات البركانية الكبيرة. ومع ذلك، فإن الأدلة العلمية تشير إلى أن الأنشطة البشرية هي المحرك الرئيسي لتغير المناخ في العصر الحديث.

ما هو مرادف طقس؟

مرادف كلمة “طقس” يمكن أن يكون عدة كلمات حسب السياق، ومنها:

  1. جو: يشير إلى الحالة العامة للطقس في منطقة معينة.
  2. مناخ: يستخدم لوصف الأنماط الطويلة الأجل للطقس في منطقة معينة.
  3. شعائر: تستخدم في سياق الطقوس الدينية أو الاحتفالية.
  4. مراسم: تشير إلى الطقوس الرسمية أو الاحتفالات.
  5. ظروف: قد تستخدم للإشارة إلى الحالة الجوية أو البيئية.

هذه بعض المرادفات الشائعة، وقد تختلف الكلمة المناسبة حسب الجملة أو النص الذي تستخدم فيه كلمة “طقس”.

ما معنى كلمة تغير المناخ؟

تغير المناخ يُعرف بأنه التغير طويل الأمد في درجات الحرارة وأنماط الطقس في مكان ما على سطح الأرض. يحدث تغير المناخ نتيجة للعوامل المختلفة، ولكن منذ القرن التاسع عشر، أصبحت الأنشطة البشرية هي المحرك الرئيسي لتغير المناخ، وذلك أساسًا بسبب حرق الوقود الأحفوري مثل الفحم والنفط والغاز. هذا يؤدي إلى انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي تعمل كغطاء حول الأرض، مما يحبس حرارة الشمس ويؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة. غازات الدفيئة الرئيسية التي تسبب تغير المناخ تشمل ثاني أكسيد الكربون والميثان. يعتبر الإنسان مسؤولًا عن كل الاحترار العالمي على مدار الـ 200 عام الماضية، وتؤثر هذه التغييرات في البيئة والصحة والاقتصاد. تحافظ الأمم المتحدة على مراقبة تغير المناخ وتعمل على توعية الجمهور حول هذه الظاهرة وأهمية الحفاظ على مناخ صالح للعيش.

ما هو الفرق بين الطقس والمناخ؟

الفرق بين الطقس والمناخ يكمن في المدى الزمني الذي يشيران إليه.

ويأتي الاختلاف بين الطقس والمناخ على النحو التالي: 

الطقس:

يُعرف بظروف الغلاف الجوي على مدى فترة زمنية قصيرة، مثل ساعة أو يوم أو أسبوع.

يشمل درجات الحرارة، الرطوبة، حالة الهواء، وتغيراته المستمرة.

يُستخدم للتنبؤ بالحالة الجوية اليومية، مثل درجات الحرارة المتوقعة واحتمالية هطول الأمطار والعواصف الرعدية.

المناخ:

يُعبّر عن معدل الطقس لمنطقة معينة خلال فترة زمنية تمتد إلى عقود، قد تصل إلى 30 عامًا.

يشمل متوسط الظروف الجوية على مدى فترة طويلة، ويعبر عن التغييرات التي تحدث على قيم متوسط الطقس اليومي.

يُستخدم لوصف الأنماط المناخية المتوقعة، مثل الجو الحار والرطب في يوليو أو تساقط الثلوج في يناير.

باختصار، الطقس يرتبط بالحالة اليومية للغلاف الجوي، بينما المناخ يعبر عن الأوضاع العامة وعلى المدى الطويل للطقس في منطقة معينة.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة