اشتهر الكاتب الأمريكي دان براون برواياته المثيرة التي تتضمن المغامرات ونظريات المؤامرة والتشفير والخيال التاريخي، وقد حققت رواياته شهر كبيرة، وتمت ترجمتها إلى 57 لغة، واعتبارًا من عام 2012 بيع أكثر من 200 مليون نسخة من رواياته، تعرف على مسيرته الأدبية في السطور التالية.
حياة دان براون ونشأته
دانيال جيرهارد براون هو كاتب أمريكي مشهور ولد في 22 يوينو عام 1964 في إكستر نيو هامبشاير في الولايات المتحدة الأمريكية، ولديه أخت صغيرة اسمها فاليري، وأخ أصغر اسمه غريغوري.
عمل والده مدرسًا للرياضيات وكتب كتبًا دراسية في أكاديمية فيليبس إكستر من عام 1968 حتى تقاعده عام 1997 أما والدته كونستانس فكانت تعزف على آلة آرغن في الكنيسة، كما كانت طالبة في الموسيقى المقدسة.
لم تكن نشأة براون دينية، فعلى الرغم من نشأته الدينية في البداية، فقد ابتعد عن الدين فيما بعد، ففي الصف التاسع درس علم الفلك والكونيات وأصل الكون، ثم قرأ عن الانفجار العظيم، وكان يعلم من الدين أن الله خلق السماء والأرض والحيوانات في 6 أيام، وحينما سأل عن أيهما صح لم يلقَ إجابة جيدة، لذا ابتعد عن الدين.
تبنى براون فكرة دينية فيما بعد عن الكون والعلم، حيث يؤمن أنه لا بد أن يكون لهذا النظام الكوني جانب روحي.
منذ صغره عشق براون الأسرار والألغاز، وأمضى وقته في حل الجناس الناقصة، والألغاز المتقاطعة، كما شارك مع إخوته في عمليات البحث عن الكنوز المعقدة التي ابتكرها والدهم في أعياد الميلاد.
فعلى سبيل المثال لم يكن والد براون يضع هدايا عيد الميلاد تحت الشجرة، ولكن كان يضع لهم خريطة بها رموز وأدلة في جميع أنحاء المنزل للعثور على الهداية.
كانت هذه الألغاز والتحديات في صغره إلهامًا لكتاباته وأعماله الروائية في المستقبل، ففي رواية شفرة دافنشي استلهم براون الرواية من إحدى عمليات البحث عن الكنوز التي عاشها في طفولته.
التحق براون بكلية أمهيرست، وأمضى عامًا دراسيًا في إشبيلية بإسبانيا، والتحق بدورة لتاريخ الفن في جامعة إشبيلية، وتخرج من الكلية عام 1986.
تزوج براون من السيدة بليث نيولون عام 1998، وبعد 21 عامًا من الزواج انفصل براون عن زوجته بسبب خيانته لها، وفي ديسمبر عام 2021 وافق الزوجان على تسوية مالية للطلاق.
مسيرته المهنية
لم يبدأ دان براون عمله ككاتب روايات، وإنما عمل في البداية في مهنة موسيقية حيث ألف مؤثرات موسيقية باستخدام آلف توليف، وأنتج كاسيت للأطفال بنفسه بعنوان SynthAnimals وضم مجموعة من أغاني الأطفال.
أسس براون بعد ذلك شركته الخاصة للتسجيلات وأطلق عليها اسم Dalliance، وفي عام 1990 نشر أول تسجيل موسيقي للبالغين وباع بضع مئات من النسخ، ثم انتقل إلى هوليوود عام 1991 للعمل كمغني وكاتب أغاني وعازف بيانو.
لكي يدعم نفسه ماليًا كان براون يعمل كمدرس في مدرسة بيفرلي هيلز الإعدادية، وانضم إلى الأكاديمية الوطنية لكتاب الأغاني، وهناك التقى بزوجته.
قامت زوجته بمساعدته في الترويج لمشاريع براون وأصدر بمساعدتها عدة تسجيلات موسيقية، ثم انتقل مع زوجته إلى نيو هامبشاير عام 1993، وأصبح مدرسًا للغة الإنجليزية في مدرسته فيليبس إكستر، كما أعطى دروس لغة إسبانية في مدرسة لينكولن أكرمان.
كتب براون سيمفونية بعنوان Wild Symphony، وبعدها قدم صور مرئية من رسم الفنانة المجرية سوزان باتوري، وتم تقديم هذه السيمفونية من قبل أوركسترا بورتسموث السيمفوني في عام 2020.
أعماله الأدبية
أثناء إجازته في تاهيتي عام 1993 قرأ دان براون رواية لسيدني شيلدون التي كانت مصدر إلهامه ليصبح كاتب روايات إثارة، وبدأ بالعمل على رواية "الحصن الرقمي" وكانت الكثير من أحداث الرواية في إشبيلية حيث درس فيها عام 1985.
شارك براون كذلك في تأليف كتاب فكاهي مع زوجته تحت اسم مستعار "دانييل براون"، وحمل الكتاب اسمه "187 رجلاً يجب تجنبه: دليل البقاء للمرأة المحبطة عاطفيًا".
في عام 1996 ترك براون التدريس ليصبح كاتبًا، ونشر أول رواياته "الحصن الرقمي" عام 1998، وقامت بزوجته بالترويج للكتاب في الصحف، كما أعدت مقابلات صحفية وبرامج حوارية له، ثم أصدر مع زوجته كتاب فكاهي آخر تحت اسم "The Bald Book".
كتب براون بعد ذلك رواية "ملائكة وشياطين" وهي ثاني رواياته التي صدرت عام 2000 وأثار ضجة كبيرة بسبب تحدث الرواية عن العداء بين العلم والدين، وترجمت هذه الرواية إلى العربية.
أصدر بعد ذلك رواية "حقيقة الخديعة" عام 2001، واعتمدت أيضًا على نظيرة المؤامرة وهذه المرة مؤامرة تقوم بها وكالة الأبحاث الأمريكية مع وكالة ناسا لإقناع العالم بحقيقة حجر نيزكي، وتناقش الرواية فساد السياسيين الأمريكيين، وسطوة وسائل الإعلام.
حققت روايات براون الثلاث الأولى نجاحًا طفيفًا مع أقل من 10 آلاف نسخة في طبعاتها الأولى، ولكن روايته الرابعة "شيفرة دافنشي" كانت الأكثر مبيعًا، وتصدرت الأعلى مبيعًا في قائمة نيويورك تايمز خلال الأسبوع الأول من إصدارها عام 2003، وهي واحدة من أكثر الكتب شهرة على الإطلاق مع 81 مليون نسخة.
في عام 2004 كانت رواياته الأربع مدرجة في قائمة نيويورك تايمز ضمن الأعلى مبيعًا في نفس الأسبوع، وأصبح براون ضمن قائمة مجلة تايم لأكثر 100 شخصية مؤثرة لهذا العام.
قدر دخله السنوي ب76.5 مليون دولار، والدخل المقدر من روايته شيفرة دافنشي هو 250 مليون دولار. أصدر براون بعد ذلك رواية "الرمز المفقود" عام 2009، وقد بيع أكثر من مليون نسخة في أول أسبوع.
أصدر بعد ذلك رواية "إنفيرنو" أو "الجحيم" عام 2013 التي احتلت المرتبة الأولى في قائمة الأعلى مبيعًا خلال الأسابيع الـ11 الأولى من إصداره، وقد بيع أكثر من 1.4 مليون نسخة في الولايات المتحدة وحدها.
غالبًا ما يتم تسمية الشخصيات في كتبه على اسم أشخاص حقيقين في حياته، وفي روايته "الجحيم" وقد كتب رواياته السابقة وهذه الرواية عن بروفيسور علم الرموز في جامعة هارفرد "روبرت لانغدون".
في عام 2017 أصدر دان براون رواية "الأصل" وهي الرواية الخامسة التي تتحدث عن الأستاذ روبرت لانغدون من جامعة هارفرد، وأصبح هذه الشخصية مألوفة لعشاق روايات براون.
