ذو الرُّمة: شاعر عربي قضى عمره ينشد أشعار الغزل دون أن يظفر بمحبوبته

  • تاريخ النشر: الإثنين، 23 نوفمبر 2020 آخر تحديث: الأربعاء، 02 ديسمبر 2020
ذو الرُّمة: شاعر عربي قضى عمره ينشد أشعار الغزل دون أن يظفر بمحبوبته

رغم حلاوة لسانه، إلا أنه كان دميم الشكل حتى أن أمه قالت: "اسمعوا شعره ولا تنظروا إلى وجهه".. إنه الشاعر ذو الرُّمة، الذي قضى عمره ينشد أشعار الغزل دون أن يظفر بمحبوبته.. وفي هذا الفيديو نحكي لكم حكايته:

هو غيلان بن عُقبة العدوي، واحداً من شعراء العصر الأموي، وقد وُلد سنة 77 هـ / 696 م، وتوفي بأصفهان (وقيل بالبادية) في سنة 117 هـ / 735 م وهو في سن الأربعين.

غيلان ومي: قصة حب من طرف واحد

يُحكى أنه في أول حديث بينه وصاحبته مي، مرّ يوماً بخباء قومها، فاستسقاهم، فجاءته الفتاة بالماء، وكانت على كتفه رمة (وهي قطعة من حبل)، فقالت: "اشرب يا ذا الرمة".

وقيل إنه كان يربط هذا الحبل أو قطعة من الجلد منذ صغره، وتتدلى منه تعويذة، وقد حافظ عليها حتى كبر دون أن يتركها.

خلدته أشعاره التي قالها في حب مي من بكاء الحرمان واللوعة، والحومان حول الديار بلا طائل، واشتياقه للحوار العذب مع معشوقته.

وﻷنه كان فقيراً، فقد تتنقل بين الشام والعراق يحاول أن يجمع المال، من خلال شعر المديح كعادة الشعراء في هذا الوقت، لكنه عاد ليجد مي قد تزوجت من أحد أبناء عمومتها.

ولهذا الفراق الفضل في كل ما وصلنا من جميل أشعاره.

ذو الرُّمة يُنشد محبوبته بأبيات الغزل

وبينما كان شاعرنا دميم الوجه، كانت المحبوبة آية في الفتنة والجمال، وقد قال عندها ذو الرمة:

برّاقة ُ الجيدِ واللَبّاتِ واضحة ٌ

كأنَّها ظبية ٌ أفضى بها لببُ

بين النَّهارِ وبينَ اللّيلِ من عقدٍ

عَلَى جَوَانِبِهِ الأْسْبَاطُ وَالْهَدَبْ

ظل الشاعر ينشد أبيات الغزل في المحبوبة مي أو مية كما أسماها دون أن تلتفت له، فهي الجميلة المرغوبة، وهو الدميم القبيح.

وهكذا تزوجت المحبوبة من رجل آخر، وبقى الشاعر يتجرع مرار الفقد، حتى مات في ريعان الأربعين من عمره.

والطريف أن مي عاشت وطال بها العمر حتى صارت امرأة مسنة قبيحة، وقد غابت عنها ملامح الفتنة التي وصفها الشاعر في أبياته.

ويقال أن رجلاً يدعى أسيد بن عمرو، مر بـ "مي" وهي مسنة عجوز، وقد فات فواتها، وقوض جمالها، حيث دار الزمان، فقال: "مررت على مي وقد أسنت، فوقفت عليها وأنا يومئذ شاب فقلت ما أرى ذا الرمة إلا قد ضيّع فيك قوله:

أما أنت عن ذكراك  مية  تقصر ولا أنت ناسي العهد منها فتذكر؟!