شاعر عربي شهير اعترف بفضل 60 امرأة عربية على موهبته الفذة

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 09 مارس 2021
شاعر عربي شهير اعترف بفضل 60 امرأة عربية على موهبته الفذة

ساد الاعتقاد بأن أغلب الرجال، بشكل عام، ينكرون فضل النساء عليهم، خاصة إذا وصلوا إلى درجة مرتفعة من الشهرة، ولكن يبدو أن الأمر كان مختلفاً بالنسبة لواحداً من أشهر الشعراء العرب القدامى، والذي اعترف بدور عشرات النساء فيما وصل إليه من موهبة شعرية فذة، فمن هو؟

أبو نواس يعترف بفضل 60 امرأة عربية عليه

وفقاً لما ذكره موقع العربية. نت، فإن الشاعر أبو نواس، الذي يُعتبر واحداً من أكبر شعراء العربية بحسب أهل التصنيف والتراجم والنقد، لم يكن ليصير بمثل هذه الشهرة، ولم بكن شعره أو أخباره يصبحوا محل اهتمام الكثيرين عبر السنوات، إلا بعدما تأثر في حياته بـ 60 امرأة عربية، تعلم منهن الشعر والرواية.

وعلى عكس الصورة النمطية التي يتصورها الكثيرون فيما يتعلق بتاريخ الأدب العربي، والذي يتصدره الرجال، فيما تغيب عنه النساء كأحد المصادر الرئيسية للرواية والشعر، فقد أقر أبو نواس، الذي يعد من أبرز شعراء العرب، بفضل النساء في تنمية موهبته.

من هو أبو نواس؟

والشاعر العربي أبو نواس، واسمه الحقيقي هو الحسن بن هانئ الحكمي، كان من أشهر شعراء عصر الدولة العباسية، وواحداً من كبار شعراء شعر الثورة التجديدية.

ومثلما شغل أبو نواس بال واهتمام الكثيرين بشعره وأخباره، فقد أثار اهتمامهم أيضاً فيما يتعلق بتواريخ ميلاده ووفاته غير المعلومة على وجه الدقة.

فوفقاً لما جاء في كتاب (تاريخ مدينة السلام)، المعروف بتاريخ بغداد، والذي يُعتبر واحداً من أهم مصنفات التراجم العربية، والذي كتبه الخطيب البغدادي (الذي عاش بين عامي 392- 463 هـ)، فإن أبو نواس وُلد ما بين عامي 136 أو 145 هـ، بينما كانت وفاته ما بين عامي 195- 196 هـ.

فضل النساء على أبو نواس

ويتحدث البغدادي في كتابه عما قاله الشاعر أبو نواس عن فضل النساء عليه أدبياً فيما يتعلق بصناعة موهبته وتنميتها، حيث قال: "ما قلتُ الشعرَ حتى رويتُ لستين امرأةً من العرب، فما ظنّك بالرجال؟".

وبحسب النص التاريخي لما أقر به أبي نواس بفضل الأديبات العربيات، الشاعرات والراويات، عليه، فإن من بين الـ 60 امرأة عربية اللاتي تحدث عنهن: الخنساء، ليلى الأخيلية، وأخريات.

شهرة أبو نواس

وقام الإخباريون والمصنفون العرب القدامى بتصنيف أبو نواس على رأس الشعراء المُحدَثين، مثلما صنفوا امرؤ القيس على رأس الشعراء الجاهليين، وصنفوا جرير والفرزدق على رأس الشعراء الإسلاميين.

ورُوي عن ابن السكيت قوله رداً على سؤال بهذا الشأن: "إذا رويتَ من الجاهليين، (فـ) لامرئ القيس، والأعشى، ومن الإسلاميين لجرير والفرزدق، ومن المحدثين، لأبي نواس، فحسبُك!".

كما نُقل عن الجاحظ قوله: "ما رأيتُ أحداً كان أعلم باللغة من أبي نواس، ولا أفصح لهجةً، مع حلاوة".

وقال بعض الرواة والإخباريين العرب أن أبو نواس لو كان قد عاصر زمن الجاهلية، لكان واحداً من أفضل شعرائها، حيث نُقل عن الخطيب البغدادي قوله عن أبو نواس: "لو أدركَ الخبيثُ الجاهليةَ، ما فُضِّل عليه أحد".

أبو نواس يقر بما يفتقده من موهبة

ولكن في المقابل، ومع الكلام الذي ربطه بشعراء الجاهلية، فإن الرواة يحكون عما قاله أبو نواس في هذا الشأن، حيث كان يعلم جيداً بما ليس عنده من موهبة تمنعه من بلوغ مرتبة طبقة الشعراء الجاهليين، وهو استعمال اللفظ الفصيح العربي القديم الذي يمنح الكلام جرساً، ويترك في السامع أثراً يطرب له أشد الطرب.

وقد قال أبو نواس عن هذا الأمر: "لو كان كلّ شعري يملأ الفم، لما تقدَّم عليَّ أحد!".