رسام الكاريكاتير المبدع عمر العبداللات: ريشتي هي قلم من لا قلم له

  • تاريخ النشر: الأحد، 01 يونيو 2014 آخر تحديث: الثلاثاء، 08 فبراير 2022
رسام الكاريكاتير المبدع عمر العبداللات: ريشتي هي قلم من لا قلم له

 لمع اسم الفنان الأردني الشاب عمر العبداللات كرسام كاريكاتير، عكست رسوماته معاناة الناس ولامست قضاياهم اليومية بشخصيات ابتكرها من وحي البيئة الأردنية. ويحظى كل من عوض أبو شفة الشخصية الأساسية في رسومات عمر العبداللات بشعبية كبيرة على مواقع التواصل الإجتماعي، ويُسخر الفنان شخصياته البسيطة التي تمثل فئات مهمشة لينتقد مختلف القضايا التي تشغل بال الناس وبأسلوب ولغة “الدواوين”. بالحديث معه، تكتشف أنك أمام إنسان مبدع، مثقف، متجدد، يؤمن بالحوار ويجد فيه طريقة لاكتساب معرفة جديدة أو تغيير فكرة خاطئة، أما في عمله، أسس لنفسه خطاً يميزه باحتراف. وعن تقييمه الخاص لنفسه يجيب بتواضع ما زلت مبتدئ وسأبقى تلميذاً.

رسام الكاريكاتير المبدع عمر العبداللات: ريشتي هي قلم من لا قلم له

بدأت حياتك المهنية ضمن مجال دراستك كمصمم مواقع إلكترونية ثم انتقلت لرسم الكاريكاتير، كيف انطلقت لتحقيق حلمك؟

بعد  تخرجي عام 2001 عملت حتى عام 2003 كمصمم مواقع الكترونية، إلى ان سنحت لي الفرصة للعمل في رسم الكاريكاتير الذي يهواه قلبي، وانطلقت في هذا المجال وتفرغت له وتخصصت فيه. وشاركت خلال هذه الفترة في معارض متنوعة لرسم الكاريكاتير عربياً. وبدأت أتابع المسابقات العالمية وحصلت على العديد من الجوائز، على المستوى العالمي منها في هولندا وتركيا وإيران.

حققت شخصياتك الكاريكاتيرية شعبية واسعة على النطاق المحلي ومن أبرزها شخصية (عوض أبو شفة)، حدثنا أكثر عن تلك الشخصية؟


كنت أبحث عن شخصية كاريكاتيرية تخاطب الشباب بشكل عام بطريقة شعبية فحاولت ابتكار شخصية متمردة ومتجددة  في طرحها للأمور والقضايا، واستوحيت هذه الشخصية الخيالية من المجتمع الأردني لتعبر عن واقع حال شريحة واسعة من الشباب ومن خلالها أحاول ايصال رسالة اجتماعية.

كيف تطورت شخصية عوض من الكاريكاتير إلى الرسوم الكرتونية المتحركة، وماذا أضاف الفيديو لمعالم شخصية عوض؟


تركت شخصية عوض بصمة واضحة ومؤثرة لاسيما في الجيل الشاب فجاءت فكرة إدخال الشخصية بقالب أكثر تفاعلاً ضمن مسلسل الرسوم الكرتونية المتحركة (على راسي) كحلقات ساخرة قصيرة بطابع ترفيهي كوميدي. وبدأت كمحتوى ضمن خدمات الترفيه التي  تقدمها بعض شركات الاتصالات. وتدور قصة المسلسل حول الشخصيات الرئيسية وهي عوض أبو شفة وصديقه جبر قوانص والقط أبو سمرة. الشخصيات حققت انتشاراً محلياً وأطمح إلى ابتكار شخصية كاريكاتيرية عربية، سواء بالرسم أو الكاريكاتير.

رسام الكاريكاتير المبدع عمر العبداللات: ريشتي هي قلم من لا قلم له

نال مسلسل (على راسي) المرتبة الثامنة على مستوى الشرق الأوسط في مدى التأثير والشهرة، حدثنا عن فريق العمل؟


المسلسل عبارة عن عمل جماعي على خلاف الكاريكاتير الذي يعتمد على جهد الرسام الفردي، على راسي مسلسل من إخراجي ويضم مجموعة كتّاب متميزين منهم الكاتب أحمد حسن الزعبي إلى جانب كل فنانين الكوميديا الشباب مثل رجائي قواس ونذير خوالدة ونيكولاس خوري أما الرسومات فيتعاون معي فيها الرسام نورس دوقة.

حدثنا أكثر عن الشخصيات الأخرى التي ابتكرتها في الرسوم الكرتونية المتحركة؟


يوجد شخصيات أخرى ابتكرتها للكاريكاتير من ضمنها شخصية الزعيم، وهي من وحي الربيع العربي، وتعكس شخصية المسؤول أو الزعيم المستبد.  والشخصية الأخرى للرسوم الكرتونية المتحركة، هي شخصية الشيخ خفاش بطل مسلسل الرسوم الكرتونية المتحركة خفاش الشيخ البدوي الذي ترك حياة البادية وانتقل للعيش في أمريكا ثم عاد لحياة البادية ما أدخله في صراعات نفسية بسبب التناقض الذي وجده بعد عودته.

من خلال شخصية الشيخ خفاش تناولت العديد من القضايا الاجتماعية والاقتصادية والتربوية بطريقة كوميدية مضحكة، مع من تتعاون في كتابة النصوص؟

الفريق الحالي يتكون من عرين القاضي وسابقاً شارك في كتابة الحلقات كل من نذير خوالدة ورجائي قواس إضافة لنيكولاس خوري.

كيف تصف لنا علاقتك كرسام كاريكاتير مع المجتمع الأردني؟

بداية، أنا أؤمن بأن رسام الكاريكاتير يجب أن تكون ريشته قلم من لا قلم له، ويمثل من خلالها عامة المجتمع، خاصة تلك الفئة المهمشة، واحرص على عكس صورة الإنسان العربي عامة، والأردني خاصة.


نجد في أعمالك الكثير من الكاريكاتيرات الصامتة، وكذلك الكاريكاتيرات ذات الصور المباشرة المعبرة، هل تعتبر أن هذه المواصفات تحدد خطاً مميزاً لأسلوبك في هذا الفن؟

يسعى الفنان لإيصال رسالة للقارئ من خلال فنه، وبصرياً يجب أن يقدم الرسام شيء مختلف كي يتميز عن الآخرين، في جانب من أعمالي يبرز الكاريكاتير الصامت الذي يحمل أبعاداً أعمق ويوسع من دائرة الجمهور، ليتجه لفئة جديدة، لأن الكاريكاتير الصامت فيه بعد وعمق يتيح للمتلقي استخلاص رسالته.


رسام الكاريكاتير المبدع عمر العبداللات: ريشتي هي قلم من لا قلم له

كيف تتعامل مع القضايا الاجتماعية  الجدلية في رسوماتك، وهل تعتبر بأن ذلك يشكل خطراً على دائرة جمهورك؟

أنا أنحاز للحق، حتى لو كان للأقلية، وتهمني المصلحة العامة، والعدل في وصف القضية.


تلعب الحالة المزاجية دوراً كبيراً في عمل الفنان المبدع، فكيف تتعامل عائلتك مع مزاجك الفني؟

عائلتي تتفهم ذلك، لكنني لا أرسم بالبيت، بسبب إيماني بضرورة الفصل بين الحياة العملية والحياة العائلية، فالرسم يكون في مكان عملي حيث التركيز والمزاج المطلوب للإنجاز. وانا بطبعي انسان مسالم هادئ وانعزالي وأجد أن مزاج العمل يتحقق بالجو الهادئ الذي يلائم أطباعي ويتيح لي الرصد والمتابعة عن بعد.


نلاحظ بأن أغلبية رسامي الكاريكاتير في الوطن العربي من الذكور، إلى ماذا ترجع ضعف تواجد المرأة في هذا المجال؟

عالم الكاريكاتير من أصعب الفنون، بسبب ارتباطها بشكل أساسي بمدى الشغف تجاه الرسم، إضافة إلى ضرورة توفر بعض الصفات في الرسام، من الثقافة العامة، سرعة البديهة، روح السخرية، والموضوعية في طرح الأفكار.
وبالأغلب لا يرتبط الرسم بمصدر الدخل للرسام، بسبب قلة فرص العمل. كل العوامل السابقة تحديات تقف أمام رسام الكاريكاتير بغض النظر عن الجنس ذكر كان أم أنثى. وفي الأردن ثقافة الكاريكاتير مازالت نوعا ما حديثة العهد، وقد يكون هذا أحد الأسباب التي تقف عائقاً أمام المرأة من خوض هذا المجال، خلافاً عن القيود التي قد تواجهها المرأة الموهوبة في رسم الكاريكاتير، سواء من الأسرة أو المجتمع ككل.


أين يكمن الجانب الإنساني في أعمالك؟

الإنسانية هي أساس أي عمل ناجح، فأنا أؤمن بأن كل إنسان مهم في مكانه، ولا يجوز أن يُحكم على الشخص تبعاً لمعايير الجنس، اللون، الديانة، أوالأصل، بل الحكم يجب أن يكون عن طريق مدى الإبداع والإنجاز في العمل والإحترام في التعامل مع الآخرين مهما كان دورهم أوعملهم وأجد ان كل شخص مهم في مكانه.


كيف تقيم علاقتك مع زملائك في مجال رسم الكاريكاتير؟

علاقة ممتازة جدا لأنني أعتبر نفسي تلميذ في مدرسة كل رسام سبقني في هذه المهنة، اذ تربطنا علاقة أخوة وصداقة سواء بدأ قبلي أو بعدي، وكل رسامي الكاريكاتير في الأردن أو الوطن العربي يكملون بعضهم بعضاً، أما المنافسة فتكون في داخل كل منّا تجاه نفسه، لا تجاه الآخر. ومؤخراً ساهم انشاء رابطة رسامي الكاريكاتير الأردنيين، في تقوية العلاقات بين زملاء المهنة.

رسام الكاريكاتير المبدع عمر العبداللات: ريشتي هي قلم من لا قلم له

ظهر مؤخراً وسط جديد في الأردن من فناني الكوميديا الشبابية، ما هو تقييمك لهذا الوسط؟

مجرد ظهور تلك الفئة إعلامياً، فذلك يحقق لهم الانجاز ويثبت تميزهم، غير أن وجودهم يكمل المشهد الفني الشبابي الكوميدي، سواء في مجال الرسم أو غيره.


بصفتك ناشط على مواقع التواصل الاجتماعي، ما هي النصائح التي توجهها لمستخدمي هذه المواقع، كي يبقى مسارها صحيحاً؟
أنصح أن يكون الإنسان صادقاً في طرحه ويتبع اسلوباً حضارياً في النقاش والتعبير عن رأيه كما يجب أن يكون كذلك في نقده ويمتلك فكر منفتح ويتقبل الرأي الآخر، والابتعاد عن الشتائم فأنا أجد أنها أضعف وسائل النقد أو الحوار، وهي تعبر عن ضعف مستخدمها، وتضيع الحق من صاحبه.وبالنسبة للفكر المتطرف، من التعصب للعنصرية فهو يعكس صورة سلبية عن صاحبه ويؤذي شخصه وأصله وبلده.
 

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة