زوزو ماضي

زوزو ماضي واحدة من أبرز نجمات مصر في الخمسينات والستينات من القرن الماضي، برعت في دور الأم الأرستقراطية القاسية، ولكن عانت طوال مسيرتها الفنية من أن المخرجين حصروها في ذلك الدور في أغلب أعمالها، إلا أن برعت في أداء ذلك الدور وكانت في كل مرة تؤدي نفس الشخصية تضع لها لمسة مختلفة، مسيرتها الفنية وأبرز المعلومات عن حياتها في السطور التالية..

نشأة زوزو ماضي وحياتها

ولدت فتنة داود سليمان أبو ماضي في محافظة المنيا، لعائلة أرستقراطية مسيحية، يوم 14 ديسمبر عام 1914، والشاعر الكبير إيليا أبو ماضي ابن عم والدها.

التحقت بمدارس الفرنسيسكان، واستطاعت إجادة اللغة الفرنسية والإنجليزية إلى جانب العربية، إلى جانب ذلك ومثل العائلات الارستقراطية في ذلك الوقت تعلمت "زوزو" العزف على البيانو.

وهي في سن صغير تم زواجها من ابن عمها دون أن تكون تحبه، وحينما بلغت الخامسة عشر من عمرها كانت أصبحت أما لطفلين، كانت "زوزو" تعشق التمثيل منذ صغرها وتحلم أن تصبح ممثلة، حتى قرأت إعلانا عن البحث عن وجوه جديدة من قبل المخرج محمد كريم.

بعثت له "زوزو" بصورتها إليها، فأعجب بها وأرسل إليها، وقابلته في مكتب صاحب مجلة الصباح مصطفى القشاشي، فطلب منها موافقة أهلها، ولكن اعترضت العائلة، وفرض عليها والدها حراسة مشددة، ولكن استطاعت "زوزو" إقناع زوجها بالعمل في التمثيل رغم اعتراض العائلة.

وانتقلت "زوزو" للقاهرة، واستأجرت غرفة لها وسط القاهرة، وشاركت في أول أعمالها في عام 1938 في فيلم "يحيا الحب" مع النجوم ليلى مراد، وموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، الذي جسدت دور شقيقته.

اتجهت زوزو للمسرح، فالتحقت في البداية بالفرقة القومية مع الشاعر خليل مطران، ثم انتقلت منها إلى فرقة رمسيس، وتألقت في المسرح حتى وصل رصيدها في المسرح لـ 70 عرضا، ومن أشهر العروض المسرحية التي شاركت فيها النائب العام، أوديب ملكا، بنات الريف، كرسي الاعتراف، الست هدى، نرجس، الطريق المسدود، وبنت الهوى.

وفي السينما قدمت بطولة عدة أفلام، بعد أن قابلن حسني نجيب مدير ستوديو مصر، فرشحها للمخرج إبراهيم عمارة بدلا من فاطمة رشدي، فتألقت مع النجم أنور وجدي في عام 1945 حينما في فيلم الزلة الكبرى، وشاركهم البطولة حسين رياض، كما قدمت في عام 1948 بطولة فيلم العقاب.

وكان آخر أفلامها عام 1982 وهو فيلم القضية رقم واحد، كما تألقت في أفلام، البحث عن فضيحة، ميرامار، يوم من عمري، دليلة، وفيلم موعد في العشاء.

مسيرتها الفنية

بعد أول مشاركة لها في السينما في عام 1938 في فيلم يحيا الحب، تألقت زوزو ماضي في الأربعينات في عدد كبير من الأفلام وهي، غرام وانتقام، الأبرياء، مدينة الغجر، قتلت ولدي، بنات الريف، الفنان العظيم، الزلة الكبرى، نجف، مجد ودموع، أول نظرة، النفخة الكدابة، أرض النيل، ضربة القدر، أمل ضائع، نرجس، اللعب بالنار، والعقاب.

وفي الخمسينات تألقت في مجموعة من الأفلام وهي، قسمة ونصيب، حكم القوي، أولاد الشوارع، الأسطى حسن، بيت الطاعة، القدر والمكتوب، الحرمان، الحب المكروه، علشان عيونك، أمريكاني من طنطا، وفيلم المجرم.

وفي نفس المرحلة قدمت مجموعة شهيرة من الأفلام وهي، الأرض الطيبة، دموع في الليل، قلوب حائرة، دليلة، أنا وأمي، الطريق المسدود، غريبة، سيدة القصر، بنت 17، وفيلم الزوجة العذراء.

واستمر تألق "زوزو" في الستينات ومن أبرز الأفلات التي قدمتها، لقمة العيش، سكر هانم، العاشقة، يوم من عمري، عودي يا أمي، زيزنت، جوز مراتي، بلا عودة، يوم الحساب، من غير ميعاد، شفيقة القبطية، وسلاسل من حرير.

وقدمت أيضا في نفس المرحلة أفلام، اغفر لي خطيئتي، شباب طائش، فجر يوم جديد، الجب، من أحب، حبي في القاهرة، جناب السفير، معسكر البنات، الخروج من الجنة، أيام الحب، وفيلم النيل والحياة.

وفي السبعينات قدمت زوزو ماضي أفلام، هاربات من الحب، شباب في العاصفة، حادثة شرف، الثاهرة والناس، البحث عن فضيحة، ومضى قطار العمر، أنا لا عاقلة ولا مجنونة، خطايا الحب، مسافر بلا طريق، قلوب في بحر الدموع، وفيلم البنت اللي قالت لا.

أما آخر أفلامها فهو موعد على العشاء مع النجوم سعاد حسني، أحمد زكي، وحسين فهمي.

ومثلما تالقت في السينما قدمت عدد كبير من المسلسلات ومن أشهرها، لا تطفئ الشمس، الأبواب المغلقة، نوسة، مصيدة الدكتور غراب، بعد العذاب، ميرامار، الرحلة، النصيب، الملهمة، ملك اليانصيب، شهاد ميلاد، كيف تخسر مليون جنيه، بعد الضياع، بستان الشوك، وآخر أعمالها في الدراما مسلسل أديب في عام 1982 مع النجوم نور الشريف، صلاح السعدني، ونورا.

زوج زوزو ماضي وأولادها

في أوائل الخمسينات قررت زوزو ماضي الانفصال عن ابن عمها، وبعدها تعرفت في إحدى السهرات على رجل أعمال يدعى كمال عبد العزيز وتزوجوا بعد 10 أيام فقط من أول لقاء بينهما.

لتفاجئ بعد الزواج بتسعة أشهر بالقبض عليها بصبحبة زوجها وتوجهت لها تهمة تجارة المخدرات، ولكن بعد 9 أشهر من الحبس الاحتياطي ثبت براءتها فيما حكم على زوجها بالمؤبد مع الأشغال الشاقة.

قررت زوزو ماضي بعد الإفراج عنها توزيع ملابسها على السجينات، ورفعت دعوى طلاق على زوجها وحصلت على حكم الطلاق في عام 1958، وعادت للتألق في السينما بعد الإفراج عنها مباشرة فشاركت في واحد من أشهر أفلام السينما المصرية وهو سيدة القصر مع النجوم فاتن حمامة وعمر الشريف.

وفي لقاء لها اعترفت زوزو بأنها عانت بالفشل في حياتها بعدما نقمت على الحياة مع زوجها وابن عمها وطلقت منه، كما أنها فشلت أن تستطيع أن تدير منزل والدها بعد وفاة والدتها، وقالت إنها هربت من فشلها للفن.

أما عن أبناء زوزو ماضي، عانت من سوء علاقتها بابنتها التي قررت الهرب من قيود العائلة إلى إيطاليا، وبعد فترة عادت واستمرت في الخروج عن التقاليد وضوابط العائلة واعتادت السهر، حتى إنها تشاجرت مع والدتها وتركت لها المنزل.

ونظرا لحزنها الشديد على وضع ابنتها قررت زوزو الانتحار عن طريق تناول الحبوب المنومة ولكن أنقذها خادمها وصديقها محمد عز العرب المصور وكان ذلك عام 1955.

وتوفيت زوزو ماضي يوم 9 أبريل عام 1982، عن عمر يناهز 67 عاما.