فيلم "عندما يأتي الظلام"... حين تعبر حكاية واحدة عن الصورة الكاملة

  • تاريخ النشر: الأحد، 01 يونيو 2014
فيلم عندما يأتي الظلام

يرصد هذا الوثائقيّ وببساطة حكاية الكهرباء في لبنان، والتي يعيش أهلها تاريخاً طويلاً من التقنين مع هذه الحاجة الضروريّة للحياة حتى هذا اليوم، ولتصير جزءاً أساسيّاً من صراعاتهم اليوميّة وعلى كلّ الأصعدة، من الاجتماعيّة، إلى الاقتصاديّة وانتهاءً بالسياسيّة..

ببساطة تتمكن "سينتيا شقير" من تعريفنا إلى لبنان وواقعه، من خلال تفصيلٍ وحكايةٍ واحدة من هذا البلد، حكاية الكهرباء ومؤسسة الكهرباء اللبنانيّة.. فتشير إلى فساد المؤسسات والحكومات، الوعود الواهية بحياةٍ أفضل، وكذلك الدور الذي يلعبه الانقسام الحزبي الطائفيّ في هذه القضيّة..

فيلم "عندما يأتي الظلام"... حين تعبر حكاية واحدة عن الصورة الكاملة


ولكن، والأهم من كلّ ما سبق، هو الشعب الذي يُطحن كلّ يوم نتيجة هذا الفساد، والصراع الدائم من أجل السلطة، فترصد "شقير" حكاياتٍ عدّة لأشخاصٍ يرزحون تحت هذه الظروف القاسية، فمنهم "جمال الشقيفي" الذي لم يزل يؤمن بالقضاء حكماً فصلاً، فيتقدّم بدعوة قضائية على مؤسسة الكهرباء، يتهمها بأنّا السبب في رحيل زوجتة الرومانيّة وأطفاله عنه، وقد ضاقت ذرعاً بالانقطاع المستمرّ للتيار الكهربائي..

آخرون وجدوا في الأمر منفعة، فصاروا متعهدين لمولّدات الكهرباء، الملجأ الوحيد للناس خلال ساعات التقنين الطويلة، فصارت هذه المولّدات مصدر كسبٍ ورزق.. في حين يجد أحدهم في سرقة خطوط الكهرباء وتمديدها للناس أمراً بطوليّاً يتمكن من خلاله على مساعدة الفقراء ممن لا يحتملون دفع اشتراكات المولّدات، فيحلّ مشكلتهم الأزليّة والتي يعجز عن حلّها حتى وزير الطاقة اللبنانيّ وأصحاب القرار..

فيلم "عندما يأتي الظلام"... حين تعبر حكاية واحدة عن الصورة الكاملة


تتنوّع هذه الحكايات، في صعودٍ وهبوطٍ يرافق شخصيّاتها في حياتهم اليوميّة، ونتعرف عن كثب للبنانيين الحقيقيين، من مواطنين مهمشين ومحرومين، بعيدين كلّ البعد عن الصورة التي يرسمها الإعلام اللبنانيّ لمواطنيه على أنهم معلمٌ سياحيّ..

وككلّ قضيّةٍ في لبنان، تصل الأمور إلى حائطٍ مسدود، فحجم المأساة كبير، وما من حلولٍ سوي الصبر والانتظار.. فـ "جمال" ينتظر جلسات المحكمة من موعدٍ إلى آخر نتيجة التأجيل المستمرّ للنظر في الدعوة التي قام برفعها، والأكثر إيلاماً وفاة "جمال" دون أن يصل صوته إلى القضاء اللبنانيّ..

على مدى ٣٥ دقيقة، تنجح "شقير" في نقلك إلى هذا الواقع المرّ، وإلى طرق الناس في التعامل معه.. لتكون النتيجة صورةً واضحة للبنان والتشظّي الذي يعيشه..

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة