منظمة أطباء بلا حدود (MSF)

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الأربعاء، 15 سبتمبر 2021
منظمة أطباء بلا حدود (MSF)

يشكل الإنسان قيمة بحد ذاته، بواسطته بُنيت الحضارة ولأجله تطور العلم ووصل إلى حدود لم يتخيلها أحد، ونظراً لقيمة الإنسان ولتعاظم معاناته مع الزمن نشأت منظمات إنسانية تهتم به.

كلٌّ حسب المجال الذي رسمته لنفسها، ومن بين هذه المنظمات منظمة أطباء بلا حدود التي ظهرت فكرة إنشائها إثر انفصال إقليم بيافرا عن نيجيريا خلال الحرب الأهلية النيجيرية.

المزيد عن منظمة أطباء بلا حدود، تعريفها، إنشاؤها، مجال عملها وأكثر نتحدث عنه في هذه المقالة.

تعريف منظمة أطباء بلا حدود

منظمة أطباء بلا حدود؛ منظمة إنسانية دولية غير حكومية مستقلة تقدم مساعدات طارئة للأشخاص المتضررين من النزاعات المسلحة والأوبئة والكوارث الطبيعية والمستبعدين من الرعاية الصحية.

كما تقدم منظمة أطباء بلا حدود المساعدة إلى الأشخاص على أساس الحاجة، بغض النظر عن العرق أو الدين أو الجنس أو الانتماء السياسي، وتسترشد المنظمة في عملها بأخلاقيات مهنة الطب ومبادئ الحياد وعدم التحيز.

مبادئ منظمة أطباء بلا حدود

تستند منظمة أطباء بلا حدود في عملها إلى المبادئ التالية:

1. عدم التمييز

يستند عمل منظمة أطباء بلا حدود إلى مبدأ عدم التمييز عند تقديم الرعاية الطبية الجيدة للأشخاص الذين وقعوا في أزمة سواء كان هذا التمييز بسبب العرق أو الدين أو الانتماء السياسي.

2. الاستقلالية

تعمل منظمة أطباء بلا حدود بشكل مستقل بعيداً عن تدخل الحكومات، وتُجري تقييماتها على الأرض لتحديد احتياجات الناس.

3. منظمة غير حكومية

لا تتبع هذه المنظمة لأي حكومة في العالم، وتمويلها يأتي من المصادر الخاصة وليس من حكومات الدول.

4. منظمة محايدة

منظمة أطباء بلا حدود محايدة، فهي ليست طرفاً في أي نزاع ولا تقف إلى جانب أحد طرفي النزاع ضد الطرف الآخر، تقدم الرعاية على أساس الحاجة، وتعمل للوصول إلى ضحايا الصراع بشكل مستقل وبما يتفق مع القانون الإنساني الدولي.

5. تدق ناقوس الخطر

غالباً ما تشهد الفرق الطبية التابعة لمنظمة أطباء بلا حدود العنف والإهمال في سياق عملها بالمناطق التي لا تحظى باهتمام دولي، لذلك تقوم هذه المنظمة في بعض الأحيان بالتحدث علناً عن ذلك في محاولة للفت انتباه الجمهور إلى الأزمة المنسية.

وتنبيه الجمهور إلى الانتهاكات التي تحدث خارج العناوين الرئيسية، أو انتقاد أوجه النقص في نظام المعونة، أو تحدي تحويل المعونة الإنسانية إلى الاستثمار السياسي.

6. دراسة الحالة

تدرس منظمة أطباء بلا حدود الحالات التي تحتاج إلى مساعدة علناً وتدرس الإمكانيات والإجراءات التي اتبعتها هذه المنظمة وعملية صنع القرار التي قامت بها الحكومات للتعامل مع حالات الطوارئ الإنسانية، ومن هذه الحالات:

إدانة النقل القسري في إثيوبيا في عام 1985، تقاعس المجتمع الدولي خلال الإبادة الجماعية التي وقعت في رواندا في عام 1994، خطاب المنظمة في عام 1999 لقبول جائزة نوبل للسلام الذي طالب بإنهاء القصف العشوائي للمدنيين في الشيشان.

7. الرعاية الطبية الجيدة

ترفض منظمة أطباء بلا حدود فكرة أن الفقراء يستحقون رعاية طبية من الدرجة الثالثة، وتسعى المنظمة لتوفير رعاية عالية الجودة للمرضى.

ففي عام 1999 عندما مُنحت منظمة أطباء بلا حدود جائزة نوبل للسلام أعلنت أن الأموال سوف تذهب نحو التوعية والوقاية من الأمراض المهملة.

وقد ساعد هذا العمل من خلال حملة الوصول (أي الوصول للمحتاجين من المرضى) وبالشراكة مع مبادرة "أدوية الأمراض المهملة" (مبادرة تهتم بتأمين الأدوية للأمراض السارية) في خفض أسعار علاج فيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز.

وتحفيز البحث والتطوير في مجال الأدوية لعلاج الملاريا والأمراض المهملة مثل مرض النوم والكالازار (داء اللشمانية الجلدية).

كيفية الانضمام إلى منظمة أطباء بلا حدود

يقدم العاملون الميدانيون التابعون لمنظمة أطباء بلا حدود في جميع أنحاء العالم مساعدات طبية وفنية بهدف إنقاذ حياة الأشخاص الذين لا يستطيعون الحصول على الخدمات الطبية مثل الرعاية الصحية والمياه النظيفة والمأوى.

ينضم سنوياً نحو ثلاثة آلاف متطوع دولي وموظفين محليين يساعدون السكان المعرضين للخطر، تتعامل المنظمة مع المتقدمين المؤهلين للعمل دون اعتبار للعمر أو العرق أو اللون أو الدين أو الجنس أو الأصل القومي أو التوجه الجنسي أو الإعاقة.

كما تقوم أقسام منظمة أطباء بلا حدود بتعيين موظفين خاصين بها ووضع شروط عمل خاصة بهم؛ هذه الشروط غير منشورة على موقع المنظمة الإلكتروني.

انفصال بيافرا كانت مقدمة لتأسيس منظمة أطباء بلا حدود

خلال الحرب الأهلية النيجيرية التي نشبت بين عامي 1967 و1970 حاصر الجيش النيجيري منطقة جنوب شرق البلاد تسمى (بيافرا)، في هذا الوقت كانت فرنسا الدولة الرئيسية الوحيدة الداعمة لبيافرا.

في حين وقفت كل من بريطانيا والاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة الأمريكية مع الحكومة النيجيرية، ونظراً إلى أن الظروف داخل الحصار كانت غير معروفة للعالم فقد تطوع عدد من الأطباء الفرنسيين مع الصليب الأحمر الفرنسي؛ للعمل في المستشفيات ومراكز التغذية في بيافرا المحاصرة.

وكان أحد المؤسسين للمنظمة برنار كوشنير الذي أصبح فيما بعد سياسياً فرنسياً رفيع المستوى، وبعد دخول البلد تعرض المتطوعون بالإضافة إلى العاملين الصحيين والمستشفيات في بيافرا لهجمات من الجيش النيجيري.

وشهدوا قتل المدنيين وجوعهم بسبب الحصار، فانتقد الأطباء علناً الحكومة النيجيرية واتهموا الصليب الأحمر بالتواطؤ مع الحكومة النيجيرية وعدم توفير الخدمات الطبية للمحاصرين.

وخَلُص هؤلاء الأطباء إلى أن هناك حاجة إلى منظمة مساعدة جديدة من شأنها أن تتجاوز الحدود السياسية / الدينية وأن تعطي الأولوية للضحايا.

إنشاء منظمة أطباء بلا حدود في عام 1971

شكل أطباء فرنسيون مجموعة التدخل الطبي والتدريس الجراحي في عام 1971 للعمل في بيافرا لتقديم المساعدات والتأكيد على أهمية حقوق حياد الضحايا.

وفي الوقت نفسه بدأ ريمون بوريل - رئيس تحرير المجلة الطبية الفرنسية تونوس بتأسيس مجموعة تدعى "مجموعة الإغاثة الطبية الفرنسية" لمواجهة إعصار بولا عام 1970.

الذي أسفر عن مقتل ما لا يقل عن ستمئة وخمس وعشرين ألف شخص في شرق باكستان (حالياً بنغلاديش)، كان بوريل يعتزم توظيف أطباء لتقديم المساعدة لضحايا الكوارث الطبيعية.

وفي الثاني والعشرين من شهر كانون الأول/ ديسمبر 1971 اندمجت مجموعتا الزملاء (مجموعة التدخل الطبي والتدريس الجراحي ومجموعة الإغاثة الطبية الفرنسية) لتشكيل منظمة أطباء بلا حدود.

أول بعثة لمنظمة أطباء بلا حدود كانت في نيكاراغوا

كانت أول بعثة لمنظمة أطباء بلا حدود إلى العاصمة النيكاراغوية ماناغوا، حيث دمر زلزال عام 1972 معظم المدينة وقتل ما بين عشرة آلاف وثلاثين ألف شخص، ثم تتالت بعد ذلك البعثات.

حيث أرسلت بعثة إلى هندوراس في الثامن عشر والتاسع عشر من شهر أيلول/ سبتمبر عام 1974، وذلك إثر إعصار فيفي الذي تسبب بفيضانات كبيرة أدت إلى مقتل آلاف الأشخاص، فأنشأت منظمة أطباء بلا حدود أول بعثة للإغاثة الطبية طويلة الأجل.

منظمة أطباء بلا حدود تنشئ فروعاً

أنشأت منظمة أطباء بلا حدود فروعاً لها في عدة دول في الثمانينات:

  1. منظمة أطباء بلا حدود في بلجيكا، في عام 1980.
  2. منظمة أطباء بلا حدود في سويسرا، في عام 1981.
  3. منظمة أطباء بلا حدود في هولندا، في عام 1984.
  4. منظمة أطباء بلا حدود في إسبانيا، في عام 1986.
  5. منظمة أطباء بلا حدود في لوكسمبورغ، في عام 1986.  
  6. منظمة أطباء بلا حدود في اليونان، في عام 1990.
  7. منظمة أطباء بلا حدود في الولايات المتحدة الأمريكية، في عام 1990.
  8. منظمة أطباء بلا حدود في كندا في عام 1991.
  9. منظمة أطباء بلا حدود في أوكرانيا في عام 1993.
  10. منظمة أطباء بلا حدود في إيطاليا في عام 1993، ومن ثم أنشأت فروعاً لها في عدة دول أخرى في العالم.

البعثة الاستكشافية تسبق الميدانية

قبل إنشاء بعثة ميدانية إلى بلد ما يزور فريق منظمة أطباء بلا حدود المنطقة لتحديد طبيعة حالة الطوارئ الإنسانية، مستوى السلامة في المنطقة، نوع المعونة المطلوبة (وهذا ما يسمى "بعثة استكشافية").

والمساعدة الطبية هي الهدف الرئيسي لمعظم البعثات على الرغم من أن بعض البعثات تساعد في مجالات مثل تنقية المياه والتغذية.

فريق البعثة الميدانية

يتألف فريق البعثة الميدانية عادةً من عدد صغير من المنسقين يرأسون كل عنصر من عناصر البعثة الميدانية ورئيسهم هو "رئيس البعثة" الذي يتمتع بأكبر قدر من الخبرة بين أعضاء الفريق في المواقف الإنسانية.

ومن مهامه التعامل مع وسائل الإعلام والحكومات الوطنية والمنظمات الإنسانية الأخرى. وليس لرئيس البعثة بالضرورة خلفية طبية، هذا ويتألف فريق البعثة الميدانية من:

  1. المتطوعون الطبيون من الأطباء والجراحين والممرضات ومختصين آخرين.
  2. المتطوعون غير الطبيون الذين يساعدون في الحفاظ على أداء البعثة الميدانية، حيث يتولى أخصائيو اللوجستيات مسؤولية توفير كل ما يحتاجه العنصر الطبي في البعثة بدءاً من الأمن وصيانة المركبات إلى إمدادات الأغذية والكهرباء، كما يساعدون أيضاً في إنشاء مراكز للعلاج والإشراف على الموظفين المحليين، كما أن هناك موظفون آخرون غير طبيين هم أخصائيون في مجال المياه والصرف الصحي، يكونون عادة من المهندسين ذوي الخبرة في مجالات معالجة المياه والإدارة وخبراء الشؤون المالية والإدارية، وأفراد الموارد البشرية الذين يوضعون في بعثات ميدانية.

مجالات عمل منظمة أطباء بلا حدود

1. حملات التلقيح

تشكل حملات التلقيح جزءاً رئيسيا من الرعاية الطبية المقدمة خلال بعثات منظمة أطباء بلا حدود، إذ يمكن الوقاية من الأمراض مثل الحصبة والتهاب السحايا والكزاز والسعال الديكي والحمى الصفراء وشلل الأطفال والكوليرا - وكلها غير شائعة في البلدان المتقدمة النمو - باللقاح.

وانتشرت بعض هذه الأمراض مثل الكوليرا والحصبة بسرعة بين عدد كبير من السكان الذين يعيشون في البلدان النامية كما هو الحال في مخيمات اللاجئين، حيث يجب تحصين الناس بالمئات أو الآلاف في فترة زمنية قصيرة، على سبيل المثال: في بيرا بموزمبيق في عام 2004 تم إجراء حملة لقاح مضاد للكوليرا مرتين لنحو خمسين ألف من السكان في حوالي شهر واحد.

2. علاج الإيدز

يتمثل جزء هام من الرعاية الطبية المقدمة خلال بعثات منظمة أطباء بلا حدود في علاج الإيدز، وإجراء اختبار الإيدز، والمنظمة هي المصدر الوحيد لعلاج العديد من المصابين في أفريقيا.

3. تحسين الخدمات الطبية

من خلال تحسين الصرف الصحي وتوفير المعدات والأدوية وتدريب موظفي المستشفيات المحليين.

4. افتتاح عيادات تخصصية

تفتتح عندما يكون عدد الأطباء كبيراً، وتكون هذه العيادات متخصصة بعلاج مرض منتشر أو القيام بعملية جراحية لضحايا الحرب، حيث يبدأ الموظفون الدوليون هذه العيادات ولكن منظمة أطباء بلا حدود تسعى جاهدة لزيادة قدرة الموظفين المحليين على إدارة العيادات بأنفسهم من خلال التدريب والإشراف.

5. التعليم

توفر منظمة أطباء بلا حدود التعليم العام في بعض البلدان فيما يتعلق بالمجالات الطبية والصحية مثل نيكاراغوا، لزيادة الوعي بشأن الرعاية الصحية الإنجابية والأمراض التناسلية.

6. الطب النفسي

قد يعاني سكان البلدان الذين يتعرضون لكوارث طبيعية أو حروب أهلية أو مرض منتشر من أمراض نفسية كالاكتئاب.

لذلك يحتاج هؤلاء السكان عادة إلى الدعم النفسي الذي يقدمه فريق من علماء النفس أو الأطباء النفسيين لضحايا الاكتئاب والعنف المنزلي وتعاطي المخدرات، ويمكن للأطباء أيضاً تدريب العاملين المحليين في مجال الصحة النفسية.

7. التغذية

تقوم منظمة أطباء بلا حدود بتوفير الغذاء للسكان الذين يعانون من سوء التغذية نتيجة الحرب أو الجفاف، كما تقوم المنظمة بإنشاء مراكز تغذية علاجية لرصد الأطفال وأي أشخاص آخرين يعانون من سوء التغذية.

إضافةً للتوعية بهذه المشاكل الغذائية وذلك لتوفير الدواء والتغذية السليمة للمواطنين المحتاجين.

8. الماء والنظافة

يقوم مهندسو المياه في منظمة أطباء بلا حدود والمتطوعون بإيجاد مصدرٍ للمياه النظيفة، وذلك من خلال تعديل بئر ماء قائم، حفر بئر جديد، بدء مشروع لمعالجة المياه الملوثة للحصول على المياه النظيفة والصالحة للاستهلاك البشري.

ويشكل الصرف الصحي جزءاً أساسياً من عمل البعثات الميدانية، وقد يشمل ذلك تعليم العاملين الطبيين المحليين حول تقنيات التعقيم السليمة، مشاريع معالجة مياه الصرف الصحي، التخلص السليم من النفايات.

وتثقيف السكان في مجال النظافة الشخصية. وتعتبر المعالجة السليمة للمياه المستعملة والمرافق الصحية للمياه أفضل طريقة لمنع انتشار الأمراض الخطيرة المنقولة بالمياه، مثل الكوليرا.

إحصاءات منظمة أطباء بلا حدود

تجمع منظمة أطباء بلا حدود بيانات عن عدد من العوامل خلال كل بعثة ميدانية، وذلك من أجل الإبلاغ بدقة عن حالة الطوارئ الإنسانية إلى بقية العالم، ومن هذه العوامل:

سوء التغذية عند الأطفال

معدل سوء التغذية لدى الأطفال، يستخدم لتحديد معدل سوء التغذية لدى السكان، ومن ثم تحديد الحاجة إلى مراكز التغذية، حيث أفادت المنظمة بأن تسعة أطفال يموتون كل دقيقة بسبب سوء التغذية.

معدلات الوفيات

معدلات الوفيات، تستخدم للإبلاغ عن خطورة حالة الطوارئ الإنسانية، وهناك طريقة مشتركة تستخدم لقياس معدل الوفيات في عدد السكان هي أن يكون الموظفون يرصدون باستمرار عدد الدفن في المقابر.

احصاءات انتشار الأوبئة

تعقب الزيادات الوبائية، فمن خلال جمع البيانات عن تواتر الأمراض في المستشفيات يمكن لمنظمة أطباء بلا حدود أن تتعقب حدوث وموقع الزيادات الوبائية، على سبيل المثال تم "رسم خريطة" حزام التهاب السحايا (أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى الذي يرى معظم حالات التهاب السحايا في العالم).

ويحدث موسم التهاب السحايا بين شهري كانون الأول/ ديسمبر وحزيران/ يونيو، ويمكن التنبؤ بالتحولات في موقع الحزام وتوقيت الموسم باستخدام البيانات التراكمية على مدى سنوات عديدة؛ على سبيل المثال تفشي مرض التهاب السحايا في نيجيريا في عام 2017 الذي تسبب بوفاة 839 وإصابة 9646 شخص بهذا المرض.

المسوح السكانية

المسوح السكانية لتحديد معدلات العنف في مختلف المناطق، من خلال تقدير نطاق المجازر، وتحديد معدل عمليات الاختطاف والاغتصاب والقتل، حيث يمكن تنفيذ برامج نفسية اجتماعية لخفض معدل الانتحار وزيادة الشعور بالأمن لدى السكان.

كما يمكن قياس الهجرات القسرية الواسعة النطاق والإصابات المفرطة بين المدنيين والمجازر باستخدام الدراسات الاستقصائية، فعلى سبيل المثال عالجت المنظمة في عام 2016 في الهندوراس أكثر من 900 ضحية من العنف بينها 500 حالة ناتجة عن العنف الجنسي.

ويمكن لمنظمة أطباء بلا حدود استخدام النتائج للضغط على الحكومات لتقديم المساعدة، أو حتى الكشف عن الإبادة الجماعية، مثل المجازر في رواندا في عام 2004.

المخاطر التي يواجهها المتطوعون في أطباء بلا حدود

بصرف النظر عن الإصابات والوفيات المرتبطة بالرصاص الطائش والألغام والأمراض الوبائية فإن متطوعي منظمة أطباء بلا حدود يتعرضون أحياناً للهجوم أو الاختطاف لأسباب سياسية.

وفي بعض البلدان التي تعاني من الحرب الأهلية، ينظر إلى منظمات المعونة الإنسانية على أنها تساعد العدو، وإذا اعتبر أن إحدى بعثات تقديم المعونة قد أنشئت حصراً للضحايا على أحد جانبي النزاع؛ فإنها قد تتعرض للهجوم لهذا السبب.

ومع ذلك ولَّدت الحرب على الإرهاب مواقف بين بعض الجماعات في البلدان التي تحتلها الولايات المتحدة أن منظمات المعونة غير الحكومية مثل منظمة أطباء بلا حدود؛ متحالفة مع قوات التحالف أو حتى تعمل معها.

وبما أن الولايات المتحدة قد وصفت عملياتها العسكرية "بالإجراءات الإنسانية"، فقد أجبرت منظمات المعونة المستقلة على الدفاع عن مواقعها أو حتى إجلاء فرقها، حيث شهد انعدام الأمن في المدن في أفغانستان والعراق ازدياداً كبيراً بعد الغزو الأمريكي.

وأعلنت منظمة أطباء بلا حدود أن تقديم المعونة في هذه البلدان كان خطراً للغاية، وقد اضطرت إلى إجلاء فرقها من أفغانستان في الثامن والعشرين من شهر تموز/ يوليو عام 2004 بعد أن قُتل أربعة متطوعين:

(الأفغاني فاسيل أحمد وبسميلا، البلجيكي هيلين دي بير، النرويجي إيغيل تينوس، الهولندي ويليم كوينت).

في الثاني من حزيران/ يونيو من العام ذاته؛ في كمين من قبل ميليشيا مجهولة الهوية بالقرب من خير خانة في محافظة بادغيس، ويمكن أن تحدث عمليات الاعتقال والاختطاف في المناطق غير المستقرة سياسياً أيضاً للمتطوعين.

وفي بعض الحالات يمكن طرد البعثات الميدانية لمنظمة أطباء بلا حدود من بلد ما، على سبيل المثال: اُختطف أرجان إركيل (رئيس البعثة في داغستان في شمال القوقاز) واحتجز رهينة في مكان مجهول من قبل مختطفين مجهولين من الثاني عشر من شهر آب/ أغسطس عام 2002 حتى الحادي عشر من شهر نيسان/ أبريل عام 2004.

وفي الرابع عشر من شهر آب/ أغسطس عام 2013 أعلنت منظمة أطباء بلا حدود أنها أغلقت جميع برامجها في الصومال بسبب الهجمات التي شنها مسلحو (حركة الشباب) المتطرفة على موظفيها،.

كما توفي أربعة عشر فرداً من متطوعي المنظمة نتيجة قصف الطيران الأمريكي لمستشفىً تابع للمنظمة في أفغانستان في الثالث من شهر تشرين الأول/ أكتوبر عام 2015.

فيلم وثائقي عن عمل منظمة أطباء بلا حدود

وثّق الفيلم الوثائقي الأمريكي "يعيش في حالات الطوارئ" ""Living in Emergency عمل منظمة أطباء بلا حدود، حيث تكلم الفيلم عن قصة أربعة أطباء متطوعين في منظمة أطباء بلا حدود وتحديات العمل الطبي التي واجهوها خلال عملهم في المناطق التي مزقتها الحرب في ليبيريا والكونغو في عام 1999.

عُرض الفيلم للمرة الأولى في مهرجان البندقية السينمائي عام 2008، كما عُرض في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2010، والفيلم من بطولة: كريس براشر (Chris Brasher)، دافيندر جيل (Davinder Gill)، توم كريجر (Tom Krueger)، كيارا ليبورا (Chiara Lepora)، تأليف: بوب إيسنهاردت (Bob Eisenhardt)، سيباستيان ايشر (Sebastian Ischer)، دوغ روسيني (Doug Rossini)، إخراج: مارك أن. هوبكنز (Mark N. Hopkins).

حصلت منظمة أطباء بلا حدود على جائزتين

  1. جائزة نوبل للسلام في عام 1999، وذلك تقديراً لجهود أعضائها المتواصلة لتوفير الرعاية الطبية في الأزمات الحادة، فضلاً عن زيادة الوعي الدولي بالكوارث الإنسانية المحتملة.
  2. جائزة لاسكر بلومبرج للخدمات العامة، حصلت عليها من الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2015.

في الختام.. تمكنت منظمة أطباء بلا حدود من العمل على تخفيف معاناة ضحايا الحروب والكوارث الطبيعية من خلال تقديم خدماتها الطبية العلاجية والوقائية لهم.

لكنها كانت كغيرها من المنظمات الإنسانية عرضة للاستهداف، حيث خسر عدد من متطوعي هذه المنظمة حياتهم أثناء تأديتهم لعملهم في المناطق المتوترة.

لكن ذلك لم يمنع زملاءهم من الاستمرار في السير على النهج ذاته، أي دعم الضحايا بكل ما يحتاجونه مهما كبرت التضحيات التي سيقدمها المتطوعون لتحقيق هذه الغاية.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة