علي بن رضوان المصري: قصته من التنجيم إلى عمادة أطباء القاهرة

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 22 ديسمبر 2020
علي بن رضوان المصري: قصته من التنجيم إلى عمادة أطباء القاهرة

سجل حدثاً فلكياً منذ أكثر من ألف عام، ساعدت تقاريره العلماء في القرن العشرين، هو إمام الأطباء في القاهرة، علم نفسه بنفسه، صاغ أكثر من مائة مؤلف، إنه الطبيب علي بن رضوان المصري.

الطبيب علي بن رضوان المصري:

هو ابن رضوان بن علي بن جعفر، أبو الحسن المصري، عميد أطباء القاهرة، ولِدَ في الجيزة بمصر سنة 389هـ-998م، وكان أبوه فرَّاناً، تعلم ابن رضوان الطب والفلسفة في مصر في الخامسة عشر من عمره وواجه صعوبة في البداية بسبب الفقر، فاضطر للعمل في التنجيم والتعليم  لكسب الرزق.

علم نفسه بنفسه من خلال القراءة وانكب على الدراسة والتحصيل، وفي عمر الثانية والثلاثين أصبح طبيباً بارعاً واشتهر بين الناس ودر عليه العمل في الطب الكثير من المال.

خصال الطبيب:

أكد ابن رضوان على ما أسماه خصال الطبيب، من ضمنها اهتمامه بالنظافة الشخصية، أن يكون كتوماً ﻷسرار مرضاه، أن يكون اهتمامه بشفاء المرضى أكثر من اهتمامه بالأجر المادي، أن يكون أميناً في علاج مرضاه سواء كانوا من أصدقائه أو أعدائه.

إسهامات ابن رضوان:

ومن أهم إسهاماته في الطب اهتمامه بمعاينة المريض وتشخيص حالته الباطنية والخارجية وقياس نبض قلبه وتوجيه الأسئلة إليه.

تميز ابن رضوان في الفلك:

يرجع تميزه في علم الفلك إلى تسجيله حدثاً مهماً، فمنذ ألف عام حدث في الفضاء انفجار نجمي عظيم في يوم 30 أبريل من عام 1006 وشوهد في كثير من من أنحاء الكرة الأرضية، وسجله ابن رضوان ووصفه بمنتهى الدقة وهو في الثامنة عشرة من عمره.

وذكرت المؤرخة مارجريت دونسباخ عام 2006 أن مجموعة من علماء الفلك قرروا في عام 1977 دراسة بقايا هذا الانفجار النجمي الذي حدث عام 1006 واستعانوا بتقارير الذين سجلوا هذا الحدث من الصين وسويسرا واليابان ومصر فلم يدلهم على مكانه إلا الإحداثيات التي ذكرها ابن رضوان المصري.

مؤلفات ابن رضوان:

وضع ما يقرب من مائة مؤلف لكن أغلبها قد ضاع، ومن مؤلفاته:

  • كتاب الأصول في الطب.
  • رسالة في علاج الجذام.
  • كتاب تتبع مسائل حنين.
  • تفسير ناموس الطب لأبقراط.

وتوفي في عام 460 هـ ويقال أنه أصييب بتغيرٍ في العقل في سنواته الأخيرة، حيث كان يربي فتاة يتيمة في داره بدافع الإحسان لكنها سرقت كل ما يملكه من مال وهربت، ومن يومها لم يعد أبداً لسابق عهده.