السماعة الطبية: الاختراع الذي ظهر إلى النور بسبب خجل الأطباء

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 10 مارس 2021
السماعة الطبية: الاختراع الذي ظهر إلى النور بسبب خجل الأطباء

الخجل والحياء أحدثا ثورة في المجال الطبي.. الاختراع الذي لم ينتشر إلا بعد وفاة صاحبه بـ 60 عاماً.. تعرفوا معنا في هذا الموضوع على أصل اختراع السماعة الطبية عبر التاريخ.

معاناة الأطباء في الكشف على مرضاهم يدوياً

لم يكن هناك مفر للأطباء في بدايات القرن التاسع عشر من وضع رؤوسهم على صدور المرضى للاستماع إلى نبضات القلب، وهو الأمر الذي سبب المشاكل خاصة لطبيب خجول مثل رينيه لينيك، الطبيب الفرنسي الشاب.

وهو ما حدث بالفعل مع حالة لامرأة كانت مريضة بالقلب، وكان في كل مرة يشعر بالخجل الشديد.

وكما يقولون: الحاجة أم الاختراع، فكانت تلك هي الحاجة التي أدت إلى اختراع أول سماعة طبية عرفها العالم.

استيحاء فكرة انتقال الصوت من طائر وجذع شجرة

ومن الروايات الشهيرة أن رينيه لينيك كان مستلقياً على جذع إحدى الأشجار واستمع إلى صوت نقر على الطرف الآخر من الشجرة، وهو ما لفت انتباهه إلى دور الخشب في نقل الصوت.

فمن المعلوم أن الأجسام الصلبة تنقل الصوت على شكل ذبذبات، وهو ما أوحى له فكرة السماعات الطبية التي بالفعل صنعت من الخشب في بداية الأمر.

تطبيق فكرة انتقال الصوت والنجاح في سماع ضربات القلب بوضوح

وترجع تلك القصة إلى مطلع القرن التاسع عشر؛ حيث صرح الطبيب الشاب بأنه وأثناء خجله من الكشف عن حالة لامرأة كانت مريضة بالقلب، خطرت على باله فكرة باستخدام معرفته بأساسيات علم الصوتيات، التي من أهمها أن الصوت ينتقل خلال الأجسام الصلبة، وهي طي ورقة على شكل أسطوانة ثم وضع طرفاً لها على قلب المريضة، والطرف الآخر على أذنه.

وكانت النتيجة المبهرة أنه سمع دقات قلب المريضة بوضوح ساعده على التخلص من مشكلة الإجبار على وضع أذنه على صدر المريضة.

محاولة تسجيل براءة اختراع ونشر الفكرة

وبالفعل قام لينيك بتقديم اختراعه إلى الجهات المختصة في حدود عام 1819 م، وفى العديد من المجالات الطبية الشهيرة، إلا أن النتائج جاءت بما لا يشتهيه لينيك.

حيث لم يتم نشر البحث في أي مجلة إلا بعد مرور عامين من هذا التاريخ، ولم تنتبه الجهات العلمية إلى الاختراع إلا بنهاية القرن في حدود عام 1885 م، وقد كان لينيك توفي في العام الـ 26 من هذا القرن.

وحتى هذا التاريخ، كان الأطباء يستخدمون قطعة من الحرير فوق صدر المريض ويضعون آذانهم مباشرة عليها.

تطور السماعة الطبية

وتطورت السماعة الطبية لتصل إلى الشكل الذي هي عليه الآن، وهو أنبوب من المطاط متصل بأذنين، وبه جهاز رصد يعمل على تكبير صوت دقات القلب، ويتكون من جانبين أحدهما بجرس عميق، وهو الذي يعمل على التقاط الترددات المنخفضة، بينما يلتقط الجانب الآخر الترددات المرتفعة.