الأسهم الآسيوية تهبط من مستويات قياسية وسط جني الأرباح وصعود الدولار

تراجعت الأسواق الآسيوية في تعاملات اليوم الثلاثاء، من مستوياتها القياسية التي سجلتها مؤخراً، وسط عمليات جني أرباح موسعة من قبل المستثمرين بعد موجة مكاسب قوية قادتها أسهم التكنولوجيا خلال الأسابيع الماضية.

ضغوط من البيانات الأمريكية وتباين مواقف الاحتياطي الفيدرالي

تراجعت معنويات المتعاملين مع صدور بيانات اقتصادية ضعيفة في الولايات المتحدة، إلى جانب اختلاف وجهات النظر بين مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن التوقيت المحتمل لخفض أسعار الفائدة، ما زاد من حالة الغموض في الأسواق قبل اجتماع ديسمبر المقبل.

في المقابل، ارتفع الدولار الأمريكي إلى أعلى مستوياته في تسعة أشهر أمام الين الياباني، وثلاثة أشهر مقابل اليورو، مستفيداً من تراجع توقعات خفض الفائدة على المدى القريب.

كما قرر البنك المركزي الأسترالي الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير كما كان متوقعاً، محذراً من أي خطوات جديدة للتيسير النقدي في ظل استمرار الضغوط التضخمية، وهو ما أثر سلباً على أداء الأسواق الإقليمية.

تراجع جماعي في مؤشرات آسيا

شهدت مؤشرات الأسهم الآسيوية خسائر متفاوتة خلال الجلسة:

• مؤشر نيكاي الياباني فقد 1.7% بعد أن سجل مستوى قياسياً عند 52,636 نقطة في بداية التداولات.
• مؤشر تايبيه TAIEX في تايوان تراجع 0.8% بعدما لامس ذروته التاريخية.
• مؤشر كوسبي KOSPI في كوريا الجنوبية انخفض 2.3%، بعد مكاسب قوية بلغت 2.8% في الجلسة السابقة.
• مؤشر هانغ سنغ Hang Seng في هونغ كونغ خسر 0.9%، فيما تراجعت الأسهم الصينية القيادية CSI300 بنسبة 1.1%.
• في أستراليا، انخفض مؤشر S&P/ASX200 بنسبة 0.9%، وتراجع الدولار الأسترالي بنحو 0.5%.

قلق متزايد من فقاعة استثمارات الذكاء الاصطناعي

وجاء التراجع بعد ارتفاعات سابقة مدفوعة باتفاق ضخم بلغت قيمته 38 مليار دولار بين أمازون وشركة OpenAI المطورة لتطبيق ChatGPT لتقديم خدمات الحوسبة السحابية.

إلا أن بعض المحللين حذروا من المضاربات المفرطة حول شركات الذكاء الاصطناعي، حيث قال المحلل توني سيكامور من شركة IG: "الأسواق قلقة من ضخ استثمارات هائلة في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي دون وضوح الرؤية بشأن مصادر الإيرادات المستقبلية."

تباين داخل الاحتياطي الفيدرالي يزيد غموض الأسواق

أثار تضارب التصريحات بين مسؤولي الفيدرالي مزيداً من القلق في الأسواق، إذ دعا العضو ستيفن ميران إلى خفض عميق للفائدة، بينما حذر رئيس الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو، أوستان جولسبي من التسرع في أي خفض جديد طالما ظل التضخم فوق هدف البنك البالغ 2%.

وكان جيروم باول، رئيس الفيدرالي الأمريكي، قد لمح الأسبوع الماضي إلى أن الخفض الأخير ربما يكون الأخير هذا العام.

ووفقاً لأداة CME FedWatch، تراجعت احتمالات خفض الفائدة في ديسمبر إلى 67.3% مقارنة بـ 90.5% في الأسبوع السابق.

الذهب والنفط يواصلان التراجع رغم تقلبات الأسواق

لم يستفد الذهب من تدفقات المستثمرين نحو الملاذات الآمنة، إذ تراجع بنسبة 0.6% إلى حوالي 3,977 دولاراً للأونصة، مواصلاً خسائره بعد هبوطه من أعلى مستوياته التاريخية منتصف سبتمبر.

أما أسعار النفط، فتراجعت بدورها بعد أن فسر المستثمرون قرار تحالف أوبك+ بتجميد زيادات الإنتاج في الربع الأول من العام المقبل على أنه إشارة إلى تخمة في المعروض العالمي.

انخفض خام برنت بنسبة 0.4% إلى 64.65 دولاراً للبرميل،

بينما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة مماثلة إلى 60.82 دولاراً للبرميل.