الصواريخ الباليستية.. نظرة على أقوى أسلحة الردع الجوية

  • تاريخ النشر: منذ 11 ساعة
الصواريخ الباليستية.. نظرة على أقوى أسلحة الردع الجوية

تعد الصواريخ الباليستية واحدة من أكثر الأسلحة تطورًا في العصر الحديث، حيث تجمع بين الدقة والقوة التدميةير، وتمثل حجر الزاوية في استراتيجيات الردع لدى العديد من الدول، ومنذ اختراعها خلال الحرب العالمية الثانية وحتى الآن تطورت لتصبج جزءًا مهمًا في الترسانات العسكرية حول العالم، في هذا المقال نسلط الضوء على تاريخ الصواريخ الباليستية وآلية عملها، ودورها في الصراعات الدولية.

ما هي الصواريخ الباليستية؟

الصواريخ الباليستية هي أحد أهم أنواع الأسلحة في العالم الحديث، حيث تمتاز بقدرتها على حمل رؤوس حربية لمسافات بعيدة ونقلها عبر الحدود القارية.

تستخدم هذه الصواريخ مزيجًا من القوانين الفيزيائية وتقنيات الدفع لتحقيق مساراتها الباليستية التي تبدأ بالإطلاق الجوي وتنتهي بإصابة الهدف المنشود. نظرًا لأهميتها الاستراتيجية، تشكل الصواريخ الباليستية محورًا رئيسيًا في السياسات العسكرية والدولية وبحوث الأمن الوطني.

أطلق عليها صواريخ "باليستية" كونها تأخذ مسارًا باليستيًا، وبالإنجليزية كلمة "بالستي" تعني "مقذوف"، وهو نفس السلوك الذي تقوم به تلك الصواريخ عند إطلاقها، حيث تأخذ قوة دفع وتسير في مسار محدد دون الحصول على دفع إضافي، حتى تصل إلى الهدف المحدد وتنحدر بشكل تدريجي نحو الأرض لتصيب الهدف.

ما هو تاريخ الصواريخ الباليستية؟

يعود تاريخ تطور الصواريخ الباليستية إلى استخدام البارود في الصين القديمة، حيث تم اختراع أول تقنيات الصواريخ البسيطة التي كانت تستخدم في الاحتفالات أو كأداة حربية. مع مرور الوقت، تطورت تقنيات الدفع الصاروخي بما يتناسب مع التحسينات في مجالات الكيمياء والهندسة الميكانيكية.

شهد القرن العشرون تسارعًا ملحوظًا في تطور الصواريخ الباليستية خاصة خلال الحربين العالميتين. كان العلماء الألمان بقيادة فيرنر فون براون رائدين في تطوير الصواريخ، وقد أسهمت أبحاثهم في إنشاء صاروخ V-2، والذي يعتبر أول صاروخ طويل المدى في العالم، وذلك في عام 1944.

أنواع الصواريخ الباليستية

يتم تصنيف الصواريخ الباليستية حسب مداها وعدد الرؤوس فيها، ويمكن تصنيفها كالتالي:

التصنيف حسب المدى

تختلف الصواريخ الباليستية من حيث مداها، فيمكن تصنيفها إلى صواريخ قصيرة المدى، متوسطة المدى، طويلة المدى، وصواريخ عابرة للقارات (ICBMs). تعود أهمية هذا التصنيف إلى الكيفية التي يمكن بها لأي دولة توجيه ردعها الاستراتيجي أو الدفاع عن نفسها ضد الاعتداءات الخارجية.

  • الصواريخ قصيرة المدى: تمتد إلى حوالي 1,000 كلم.
  • الصواريخ متوسطة المدى: تتراوح بين 1,000 و 3,500 كلم.
  • الصواريخ طويلة المدى: تتراوح بين 3,500 و 5,500 كلم.
  • صواريخ عابرة للقارات: تصل لأكثر من 5,500 كلم.

الأنظمة المتعددة للرؤوس الحربية

تعد الصواريخ الباليستية المجهزة برؤوس متعددة بين أكثر أنواع الصواريخ ترويعًا، حيث تمكن هذه التقنية من استهداف عدة أهداف في مسار واحد. هذا التطور إشارة لقدرة معينة على الحسم العسكري والردع النووي مما يساهم برفع التكثيف الدفاعي للدول المستخدمة.

ما هي سرعة الصواريخ الباليستية؟

هناك عدة عوامل تحدد سرعة الصواريخ الباليستية، ومنها نوع الصاروخ، ومرحلة الإطلاق والأحوال الجوية والدرع الحراري، ووفقًا للخبراء، فإن الصواريخ الباليستية تمر بعدة مراحل، وكل مرحلة يكون لها سرعة مختلفة، وتكون كالتالي:

  • في المرحلة الأولى، وخلال مرحلة الإطلاق يسير الصاروخ بسرعة بطيئة نسبيًا.
  • عندما يصل الصاروخ خارج الغلاف الجوي، ويطلق عليها المرحلة المتوسطة، تصل سرعة الصاروخ إلى أكثر من 10 آلاف كيلومتر.
  • في حالات مثل الصواريخ العابرة للقارات يمكن للصاروخ أن تصل سرعته 15 ضعف سرعة الصوت خارج الغلاف الجوي.
  • عند عودة الصاروخ إلى الغلاف الجوي مرة أخرى، يبطئ من سرعته لتجنب الاحتراق بسبب قوة الاحتكاك الكبيرة بالهواء.

يعد الدرع الحراري المحيط بالرأس الحربي هو العامل الأهم في سرعة الصاروخ الباليستي، فهو الذي يحمي الرأس الحربي من الحرارة العالية عند عودته إلى الغلاف الجوي.

فكلما كان الرأس الحراري أفضل، كلما ازدادت قدرة الصاروخ على تحمل درجة الحرارة، وبالتالي تكون سرعة وصول إلى الأرض أكبر. وكلما ازدادت السرعة التي يعود بها الصاروخ إلى الأرض، ازدادت صعوبة اعتراض الصاروخ. وفي الغالب، تصل سرعة الصواريخ الباليستية آلاف الكيلومترات في الساعة عند اصطدامها بالهدف.

كيف يتم إطلاق الصاروخ الباليستي؟

يتطلب إطلاق الصاروخ البالستي تحضيرًا دقيقًا سواء على الجانب التقني أو اللوجستي. يتضمن الجانب التقني فحص أنظمة الدفع والتوجيه والشحن، بينما يشمل الجانب اللوجستي توفير مواد مثل الوقود وتحضير موقع الإطلاق. يتطلب نجاح الإطلاق تحليلًا دقيقًا للبيانات ومعرفة كافية بظروف الطقس والمسار المتوقع.

يُعتبر الأمان في عملية الإطلاق ذو أهمية قصوى. تشمل التدابير الأمنية التحقق من آلية الإطلاق من خلال محاكاة تجريبية للتأكد من عدم وجود خلل يؤثر على فعالية الصاروخ أو يؤدي لحوادث كارثية. غالبًا ما يكون هناك فريق مختص للمتابعة في موقع الإطلاق المركزي لضمان تنفيذ أوامر الإطلاق بأمان.

ووفقًا لوزارة الدفاع الأمريكية، يمر إطلاق الصواريخ الباليستية على 3 مراحل كالتالي:

  • المرحلة الأولي، وهي مرحلة إطلاق الصاروخ وإكمال الصاروخ طريقه دون أي قوة دفع إضافية، وتستمر هذه المرحلة من 3 إلى 5 دقائق وتحدث داخل الغلاف الجوي.
  • المرحلة الثانية تبدأ عند توقف المحركات، ويستمر فيها الصاروخ في الاندفاع نحو أعلى نقطة في المسار، ثم يبدأ بالانحدار إلى الأرض، وتأخذ تلك المرحلة وقتًا أطول. يمكن أن تستغرق تلك المرحلة 20 دقيقة في الصواريخ العابرة للقارات.
  • المرحلة النهائية، وفيها ينفصل الرأس المتفجر عن الصاورخ وعودته إلى الغلاف الجوي باتجاه الهدف، وتأخذ تلك المرحلة وقت قصير لا يتجاوز الدقيقة الواحدة.

السرعة العالية للصواريخ الباليستية تجعل من الصعب اعتراضها وإيقافها قبل أن تصل إلى هدفها. تعتمد تقنية الدفاع الصاروخي على النظم التي تعزز القدرة على رصد واعتراض هذه الصواريخ في مراحلها الأولى للحصول على أكبر احتمال للنجاح. تؤدي هذه السرعة أيضًا إلى حرارة عالية تؤثر على المواد المستخدمة في تصنيع الصواريخ.

أمثلة على إطلاق صواريخ باليستية

استخدم الصاروخ الباليستي لأول مرة خلال الحرب العالمية الثانية، حيث طورته ألمانيا النازية في ثلاثينات وأربعينيات القرن العشرين.

وقد وقع أكبر هخجوم صاروخي باليستي في التاريخ لأول مرة في أكتوبر عام 2024 من إطلاق الحرس الثوري الإيراني على إسرائيل، حيث أطلقت إيران نحو 200 صاروخ على مسافة 1500 كيلومتر، ووصلت الصواريخ بعد حوالي 15 دقيقة من الإطلاق.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة