تيك توك يرسخ مكانته كقوة إعلامية بين جيل الشباب في أمريكا

نجح تطبيق تيك توك في ترسيخ موقعه كأهم مصدر للأخبار لدى فئة الشباب في الولايات المتحدة الأمريكية، متقدماً على منصات تواصل اجتماعي لطالما تصدرت هذا المشهد، مثل يوتيوب وإنستغرام.

تيك توك يتصدر مشهد الأخبار بين الشباب ويتجاوز المنصات التقليدية في الولايات المتحدة الأمريكية

وبحسب ما ذكرته تقارير تقنية نقلاً عن استطلاع حديث، فقد أصبح تيك توك هو التطبيق الأكثر اعتماداً عليه للحصول على الأخبار بين المستخدمين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و29 عاماً في الولايات المتحدة، في تحول لافت يعكس التغير العميق في سلوك استهلاك المحتوى لدى الأجيال الشابة.

وتشير الأرقام إلى أن 43% من الشباب في هذه الفئة العمرية يحصلون على الأخبار بشكل منتظم عبر تيك توك خلال عام 2025، متفوقاً بفارق طفيف على كل من يوتيوب وفيسبوك، اللذين سجلا نسبة 41% لكل منهما.

وفي المقابل، جاء إنستغرام بنسبة 40%، بينما تراجعت منصة إكس إلى 21%، وحلت ريديت أخيراً بنسبة 18% فقط، ما يعكس إعادة رسم واضحة لخريطة مصادر الأخبار الرقمية لدى الشباب.

ولفتت التقارير إلى أن هذه الإحصائية تؤكد أن وسائل التواصل الاجتماعي باتت تشكل المصدر الأساسي للأخبار بالنسبة لغالبية الشباب.

حيث أفاد 76% من المشاركين بأنهم يعتمدون على تلك المنصات بشكل دائم أو متقطع لمتابعة المستجدات، مقارنة بـ 60% فقط يعتمدون على مواقع الأخبار الإلكترونية، و28% على النشرات البريدية الإخبارية.

كما أظهر الاستطلاع أن نحو نصف الشباب يبدون مستوى من الثقة، ولو النسبي، بالمحتوى الإخباري المتداول عبر منصات التواصل، وهي نسبة تكاد تتساوى مع ثقتهم بالمؤسسات الإخبارية الوطنية التقليدية.

جدير بالذكر أن هذا الصعود السريع لتيك توك يأتي امتداداً لمسار تصاعدي بدأ منذ سنوات، حيث لم تتجاوز نسبة مستخدميه للأخبار 32% في عام 2023، قبل أن تشهد قفزة ملحوظة خلال فترة قصيرة. ولا تقتصر تجربة متابعة الأخبار على تيك توك، على محتوى المؤسسات الإعلامية المعروفة، بل تشمل أيضاً تحليلات وتعليقات المؤثرين، إضافة إلى مقاطع ينشئها المستخدمون أنفسهم حول أحداث سياسية واجتماعية كبرى، بما في ذلك الحروب والاحتجاجات.

ونوهت التقارير إلى أنه في محاولة لتعزيز مصداقية المحتوى، عمل تيك توك على تطوير مجموعة من الأدوات المرتبطة بالأخبار، مثل إتاحة ربط مقاطع الفيديو بمقالات الناشرين، وإطلاق أداة لتقصي الحقائق تحمل اسم Footnotes.

وبجانب ذلك، فهناك أيضاً التعاون مع جهات مستقلة للتحقق من صحة المعلومات في أكثر من 130 سوقاً حول العالم، في مسعى واضح من تيك توم لمواكبة الدور المتنامي الذي بات يلعبه كمنصة إخبارية مؤثرة.