قرارات ترامب تؤثر على نمو السياحة في عدة مدن أمريكية

يبدو أن السياسات التي تتبعها الإدارة الأمريكية بعد تولي دونالد ترامب الحكم أثرت على قطاعات مختلفة في البلاد، وعلى رأسها قطاع السياحة، الذي شهد تراجعًا كبيرًا منذ تولي ترامب الرئاسة مدفوعًا بالتأثر بالرسوم الجمركية الصارمة والسياسة المتشددة للإدارة الأمريكية حول ملف الهجرة، وسط تحذيرات من أن تلك السياسات باتت تشكل عائقًا أما جذب الزوار الأجانب إلى الولايات المتحدة.

وتعد مدينتي نيويورك وكاليفورنيا من أكثر المدن المتضررة من سياسات ترامب، فدق أعلنت سلطات مدينة نيويورك خفض توقعاتها لعدد السياح الدوليين هذا العام بنسبة 17% بسبب قرارات ترامب.

وقد أصدرت وكالة نيويورك سيتي للسياحة والمؤتمرات، الجهة الرسمية المعنية بالسياحة في المدينة، أنه من المتوقع أن تستقبل المدينة 121 مليون مسافر دولي عام 2012، وهو ما يمثل تراجعًا كبيرًا عن التقديرات السابقة في ديسمبر والتي بلغت 14.6 مليون زائر.

ليس هذا فحسب، فقد خفضت المدينة توقعاتها لعدد الزوار الإجمالي هذا العام إلى 64.1 مليون زائر، بانخفاض قدره 3.5 مليون عن التقديرات السابق، وهذا التراجع يعكس استمرار الآثار السلبية للقرارات التجارية وملف الهجرة التي كانت مثار جدل واسع على مدى السنوات الماضية.

اقرأ أيضًا:  انكماش الاقتصاد الأمريكي 0.3% في الربع الأول من 2025

تأثر الاقتصاد السياحي بالسلب

وتعليقًا على هذه الأرقام، صرح آدم ساكس، رئيس شركة تورزم إيكونوميكس للاستشارات السياحية، أن انخفاض أعداد الزوار الأجانب يعود بشكل رئيسي إلى الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب، إضافة إلى السياسات الانقسامية واحتجازات المهاجرين المثيرة للجدل.

وأضاف ساكس: "لا شك أن تأثير الرسوم الجمركية على الأسعار والدخل المتاح للإنفاق بات ملموسًا، وهو ما ينعكس على قرارات المسافرين الأجانب".

ولا يقتصر هذا التراجع على مدينة نيويورك فحسب، بل يأتي ضمن اتجاه أوسع يشهده قطاع السياحة في الولايات المتحدة. فقد كشف المكتب الوطني للسفر والسياحة عن انخفاض بنسبة 2.4% في عدد المسافرين الدوليين خلال فبراير، تلاه تراجعًا بنسبة 11.6% في مارس.

وفي كاليفورنيا، حذر المسؤولون هذا الأسبوع من انخفاض متوقع بنسبة 9% في أعداد الزوار الأجانب نتيجة ردود الفعل العالمية السلبية تجاه سياسات ترامب.

اقرأ أيضًا:  الكونجرس تحذر من أزمة سكانية من دون المهاجرين بحلول 2033

انخفاض السياح من بريطانيا وكندا

تعد المملكة المتحدة وكندا أكبر مصدرين للزوار الدوليين إلى مدينة نيويورك، وعلى الرغم من بقائهما في صدارة الدول المصدرة للسياح، إلا أن الرحلات الجوية القادمة منهما سجلت تراجعًا ملحوظًا.

انخفضت الرحلات الجوية القادمة من كندا إلى نيويورك بنسبة 7% خلال الربع الأولى من عام 2025، لتصل إلى 900 ألف زيارة فقط، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وذلك وفقًا لبيانات صادرة من شركة يونايتد إيرلاينز هولدينغز.

كما خفضت نيويورك توقعاتها لأعداد الزوار المحليين هذا العام من 53 مليونًا إلى 52 مليون زائر، وهو ما يعكس حالة من القلق بشأن قدرة المدينة على جذب السياح في ظل المناخ السياسي والتجاري.

ويمثل انخفاض عدد الزوار الأجانب تهديداً مباشراً لاقتصاد مدينة نيويورك، الذي كان قد أظهر بوادر تعافٍ بعد جائحة كورونا، فقد أدت قيود السفر والإغلاقات إلى شلل شبه تام في قطاعي الترفيه والضيافة.

وبلغ إجمالي إنفاق الزوار الدوليين 23 مليار دولار في عام 2024، وفقاً لتصريحات براد لاندر، مراقب الحسابات في المدينة، الذي أكد أن "الزوار الدوليين يميلون إلى الإقامة لفترات أطول والإنفاق بسخاء مقارنة بالزوار المحليين".

اقرأ أيضًا:  سياحة النوم.. نوع جديد من السياحة يشهد نموًا ملحوظًا