هكذا يسعى الاتحاد الأوروبي لكسب ود جيل Z.. فهل ينجح؟

  • DWWbronzeبواسطة: DWW تاريخ النشر: منذ يوم زمن القراءة: 5 دقائق قراءة
هكذا يسعى الاتحاد الأوروبي لكسب ود جيل Z.. فهل ينجح؟

عانت أيسلينغ غيلتينان البالغة من العمر 18 عاما والتي تنتمي لجيل زد، من التنمر الإلكتروني سابقا، فأصبح ذلك قضية شخصية للغاية بالنسبة إليها "أنا مهتمة كثيرا بهذا الشأن، لأنني تعرضت بالفعل للتنمر عندما كنت أصغر سنا".

في ذلك الوقت، لم تكن تعرف ماذا تفعل حيال ذلك ولم تتحدث عنه، حسب ما صرحت به لـ DW. الآن، تريد أن تحدث فرقا حتى لا يضطر الآخرون إلى عيش التجربة نفسها.

هذا هو سبب مجيئها إلى بروكسل، وبالضبط إلى مقر مفوضية الاتحاد الأوروبي في منتصف سبتمبر/ أيلول 2025، حيث اجتمع حوالي اثني عشر شابا أوروبيا في مقر مفوضية الاتحاد الأوروبي مع مفوض الاتحاد الأوروبي غلين ميكاليف لمناقشة موضوع التنمر الإلكتروني.

قدم المشاركون الذين ينتمون لهذا الجيل، والذين لا يزال بعضهم في مرحلة الدراسة الثانوية، بينما صار البعض الآخر من المهنيين الشباب، أفكارهم الخاصة خلال الاجتماع، ومن بين الأفكار التي تمت مناقشتها آليات الإبلاغ، وزيادة التوعية حول الموضوع، وإشراك المعلمين وأولياء الأمور في ذلك.

تريد مفوضية الاتحاد الأوروبي تقديم "خطة عمل شاملة للاتحاد الأوروبي بشأن التنمر الإلكتروني" العام المقبل، وسيكون لهذا النقاش تأثير على بناء الخطة.

لكن الأمر يتجاوز مجرد التنمر الإلكتروني بالنسبة لجورج فيلا، شاب يبلغ من العمر 18 عاما من أصول مالطية، الذي قال في حديثه لـ DW: "بالنسبة لي، يتعلق الأمر بفرصة التعبير ليس فقط عن مخاوفي، ولكن أيضًا عن أفكاري".

ويعتقد الشاب أن مشاركة أفكاره مباشرة مع السياسي المسؤول تزيد من فرص تنفيذها مقارنة بمناقشتها على وسائل التواصل الاجتماعي أو مع الأصدقاء.

وجدت آيسلينغ غيلتينان أن اللقاء مع المفوض ميكاليف، المسؤول عن العدالة الدولية والشباب والثقافة والرياضة، "مفيد". وقالت بعد الاجتماع: "لقد تمكنا من إخباره بما نريده، وقد أخذ ذلك في الاعتبار حقا".

الشباب ينتقدون الاتحاد الأوروبي

لا يثق جميع الشباب في أوروبا بالاتحاد الأوروبي أو هياكله الديمقراطية إلى حد كبير، فقد وجد استطلاع للرأي أجرته مؤسسة توي الألمانية أن 40 بالمائة من المشاركين وافقوا على أن طريقة عمل الاتحاد الأوروبي ليست ديمقراطية.

وقال 51 بالمائة آخرون إن الاتحاد الأوروبي كمفهوم جيد، ولكنه ضعيف التنفيذ. ويعتقد حوالي 53 بالمائة من الذين تم استطلاع آرائهم أن الاتحاد الأوروبي يهتم بالأمور التافهة. كما اعتبر 57 بالمائة من الشباب، أن الديمقراطية أفضل من كل أشكال الحكم الأخرى.

وقد شارك في الاستطلاع أكثر من 6 آلاف شاب تتراوح أعمارهم بين 16 و26 عاما من ألمانيا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا واليونان وبولندا والمملكة المتحدة.

هل تحقق أوروبا أحلام شبابها؟

في بروكسل، أعرب المفوض ميكاليف عن قناعته بأن "الشباب يرون الاتحاد الأوروبي جزءا من الحل للتحديات التي يواجهونها". وفي حديثه لـ DW بعد الاجتماع، قال إن الشباب يتوقعون أن تُكافأ ثقتهم في الاتحاد الأوروبي بإجراءات ملموسة. وأضاف أن الاتحاد الأوروبي سيتخذ إجراءات في مجالات مثل الإسكان بأسعار معقولة وجودة الوظائف وخفض تكاليف الطاقة.

تعمل مفوضية الاتحاد الأوروبي حاليا على خطة للإسكان بأسعار معقولة وتريد اقتراح ما أطلقت عليه "قانون الوظائف الجيدة"، ومن المتوقع تقديم كلتا المبادرتين في الأشهر المقبلة. ومع ذلك، قد يكون تحقيق نتائج ملموسة، والتي سينسبها الشباب الأوروبيون إلى الاتحاد الأوروبي أمرا صعبا.

ويشير الباحث إنريكي هيرنانديز دييز أستاذ القانون العام بجامعة إكستريمادورا في حديثه لـ DW، إلى أن "الاتحاد الأوروبي يفتقر إلى السلطة التشريعية في العديد من المجالات مثل التوظيف والضمان الاجتماعي والإسكان. وفي هذه المجالات، يقتصر دور الاتحاد الأوروبي على دعم الدول الأعضاء والتنسيق أو تقديم الأفكار والأموال".

الاتحاد الأوروبي غير مرئي بما فيه الكفاية؟

ووفقا لهيرنانديز دييز، فإن عدم وضوح مصدر الأموال بالنسبة للمستفيدين له انعكاس على تصور الشباب للاتحاد الأوروبي. كما يُلام الاتحاد أحيانا من قبل السياسيين الوطنيين على السياسات غير الشعبية. وقال إن هذا يشوه صورة الاتحاد الأوروبي لدى بعض الفئات من المواطنين.

ويعتقد الطالب جورج فيلا أن الاتحاد الأوروبي يفعل الكثير من أجل الشباب، ولكن هذا في بعض الأحيان "ليس وضاحا بما يكفي". ويرى أن الحكومات الوطنية تحصل على الفضل في المبادرات التي جاءت من الاتحاد الأوروبي.

شباب أوروبا من بين أولويات المفوضية

يُعد دعم الشباب من بين أولويات ولاية مفوضية الاتحاد الأوروبي الحالية، والتي تستمر إلى عام 2029. ومنذ عام 2024، عُقد أكثر من 35 من هذه الاجتماعات، مثل الاجتماع الذي حضرته غيلتينان وجورج فيلا.

لاحقا سيتم نشر نتائج ما سمي بـ "حوارات سياسات الشباب" وستُسهم في صياغة سياسات جديدة، وفقا لموقع مفوضية الاتحاد الأوروبي على الإنترنت. وتشمل المبادرات الأخرى إنشاء "مجلس استشاري للشباب" و"فحص الشباب"، الذي سيتم بموجبه تدقيق التشريعات الحالية والجديدة لمعرفة تأثيرها على الشباب الأوروبيين.

هل ستؤثر المبادرات على الشباب

تشمل الأشكال الأخرى لمشاركة الشباب في الاتحاد الأوروبي "حوار شباب الاتحاد الأوروبي" و"الحدث الشبابي الأوروبي"، الذي يجمع آلاف الشباب كل عامين. وتسعى جميع هذه الصيغ إلى ضمان تعدد وجهات النظر.

ومع ذلك، على كل مستوى من مستويات الديمقراطية، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي، تكمن المشكلة في أن أولئك الذين لا يؤمنون بها لن يشاركوا، كما قال الباحث في شؤون الشباب هيرنانديز دييز. ومع ذلك، فإن خلق تجارب ديمقراطية إيجابية للشباب مهمة أمر مهم جدا، حسب ما جاء في تصريحه لـ DW، لأنه في نهاية المطاف، يعتمد بقاؤها سيعتمد على التزامهم بها.

أعدته للعربية: ماجدة بوعزة

تحرير: عارف جابو

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة