ولي عهد الأردن: حققنا الاستقرار والتقدم رغم التحديات

كشف ولي العهد الأردني الأمير الحسين بن عبدالله الثاني عن رؤيته للبلاد خلال الـ 25 عاما القادمة

  • تاريخ النشر: الإثنين، 27 مايو 2024
ولي عهد الأردن: حققنا الاستقرار والتقدم رغم التحديات

تحدث ولي العهد الأردني، الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، على العقبات الاقتصادية والسياسية الراهنة التي تواجه المملكة الأردنية وكيف استطاعت تجاوزها بفضل الوعي الشعبي والقيادة الحكيمة.

وأوضح سموه خلال حواره مع قناة "العربية" بمناسبة مرور 25 عاماً لتولي العاهل الأردني الحكم في البلاد، أن الأردن رغم الظروف الصعبة والتحديات الإقليمية، قد نجحت في تحقيق الاستقرار والتقدم.

تحديات تواجه الأردن

وأشار الأمير الحسين إلى أن الاقتصاد الأردني تكبد خسائر بمليارات الدولارات نتيجة لانقطاع إمدادات الغاز المصري وإغلاق الحدود مع سوريا، مؤكدًا على أن الأردن قد تخطى تحديات الربيع العربي، وتداعيات الحروب في المنطقة، وجائحة كورونا، والإرهاب، والأزمات الاقتصادية العالمية.

وفي الشأن السياحي، تحدث ولي العهد عن جهود الأردن لتعزيز السياحة وترسيخ مكانتها على الخريطة العالمية، مشيرًا إلى وجود ستة مواقع أردنية مدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، وجاري العمل على إدراج موقعين آخرين.

وأكد على أن التجربة السياحية في الأردن تتميز بالتنوع، حيث تجمع بين المناطق الخضراء، الجبال، البحر، الصحراء، والآثار التي تعود إلى 14 ألف عام.

وفيما يخص التعليم والصناعة، أعلن الأمير الحسين عن خطط لتطوير التعليم والصناعة وفتح أسواق جديدة، مع التركيز على الاكتفاء الذاتي كأولوية للمملكة في الـ 25 عامًا القادمة.

بالنسبة للاقتصاد، كشف ولي العهد عن استراتيجيات متعددة لمكافحة البطالة، تشمل تطوير التعليم المهني واعتماد برامج BTEC الدولية بالتعاون مع وزارة التربية الأردنية، مشيرًا إلى أن التخصصات المهنية توفر فرصًا أكبر في سوق العمل المحلي والعالمي.

وأشاد بالعلاقات الدولية التي أسسها الملك عبدالله الثاني والملك الحسين، مؤكدًا على أن الأردن يحظى بصوت مسموع على الساحة العالمية، حتى في حال وجود اختلاف في وجهات النظر.

الأردن والعلاقات السعودية

كما تطرق الحوار إلى العلاقات السعودية الأردنية، فأعرب الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي عهد الأردن، عن إعجابه بالرؤية الطموحة والجريئة لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي ورئيس مجلس الوزراء.

وأضاف ولي العهد الأردني قائلا: "أعد الأمير محمد بن سلمان أخ وصديق مقرباً، ونحن على تواصل منذ تعارفنا، ونرى بعضنا كل عدة أشهر من دون رسميات".

ووصف ولي العهد الأردني رؤية السعودية بأنها محورية لتقدم المنطقة والعالم، فيقول: "بصراحة أنا معجب برؤية سموه الواضحة، وتصميمه على تقديم الأفضل لشعبه وبلاده، فرؤيته الطموحة والجريئة ستنعكس إيجابيًا على المنطقة كلها، والعالم كله سيستفيد من هذا النجاح، وإن شاء الله سنزيد التعاون، ونعمل لمستقبل أفضل لشعوبنا".

وأشار إلى أن العلاقات الأردنية السعودية لها جذور تاريخية، مؤكدًا على أهمية التعاون المستمر في مختلف المجالات لضمان الأمن والاستقرار المشترك.

وقال ولي عهد الأردن: "مستقبلنا مشترك، وهذا ليس شعارًا، بل إن مصلحة المنطقة كلها في أن يستمر هذا التعاون بل أشكاله السياسية والأمنية والاقتصادية، لأنه في النهاية أمننا واحد، واستقرارنا واحد، أنا والأمير محمد بن سلمان هدفنا دائمًا أن نزيد هذا التعاون".

وفي إشادة خاصة بالشعب السعودي، وصفه الأمير الحسين بأنه شعب شهم وأصيل، قائلا: "الشعب السعودي أصحاب نخوة، وبطبيعتنا فإن شعوبنا قريبة من بعضها، والشعب السعودي نسايبي".

الأردن وحرب العراق

وتطرق الأمير الحسين إلى موقف الأردن من حرب العراق في عام 2003، مؤكدًا على أن الملك عبدالله الثاني كان ضد الحرب، واعتبرها قراراً خاطئاً وعبثياً.

وأشار ولي عهد الأردن إلى أن القرارات التي اتخذت خلال تلك الفترة كانت تهدف إلى حماية مصالح الأردنيين والحفاظ على استقرار البلاد.

وأكد سموه خلال حواره أن القائد الذي يحب بلده ليس من السهل عليه أن يتخذ قرار في الحرب، موضحاً أن حرب العراق كانت من أصعب المواقف التي واجهت جلالة الملك.

وكشف ولي العهد أن جلالة الملك عبدالله الثاني كان لديه هم أساسي وهو إلا تنطلق العمليات العسكرية عبر المجال الجوي من الأردن للعراق رغم كل ما مر به من ضغوطات خارجية، مشيراً إلى أن موقف الأردن من حرب العراق لم يرض الداخل والخارج ولكن كان يهدف إلى مصلحة الشعب الأردني.

وأشاد ولي العهد بحكمة وهدوء جلالة الملك خلال اتخاذ القرارات في الأزمات، وهو الأمر الذي انتقل للجميع بأنه لا يسمح للانفعال والتوتر أن يؤثر على قراراته، وهو الأمر الذي أكسبه احترام العالم فهو ملك صادق وكلامه في الغرف المغلقة ذاته في العلن.

حرب غزة

كما أعرب ولي العهد الأردني، الأمير الحسين بن عبدالله الثاني،  خلال حواره عن صدمته العميقة إزاء فشل المجتمع الدولي في وقف العنف في غزة، مشيرًا إلى أن الأردن قد أسهم بشكل فعال في تغيير مواقف العديد من الدول تجاه إسرائيل.

وأكد سموه أن الأردن يخوض معركة دبلوماسية وسياسية منذ بداية الأزمة، معربًا عن استيائه من الحكومة الإسرائيلية التي يسيطر عليها تيار متطرف، والتي تعمل على تأجيج الأوضاع في الضفة الغربية.

وأضاف الأمير الحسين أن الزيادة الكبيرة في عدد المستوطنين من 200 ألف إلى أكثر من 700 ألف منذ اتفاقيات أوسلو لا تساهم في تحقيق السلام، مؤكدًا أن السلام الحقيقي يجب أن يكون بين الشعوب، وأنه لن يتحقق إلا إذا اقتنعت الشعوب بأن حقوق الشعب الفلسطيني قد تم الاعتراف بها وتلبيتها.

ولفت إلى أن هناك محاولات مستمرة لتهميش القضية الفلسطينية، مما أدى إلى فقدان الشعوب لثقتها في العملية السلمية، وأشار إلى أن العرب قد دعوا إلى السلام منذ مبادرة السلام العربية التي أطلقتها السعودية في عام 2002، مؤكدًا على أن الحل الوحيد يكمن في منح الفلسطينيين حقوقهم وإنهاء الاحتلال مقابل علاقات مع إسرائيل.

هوايات الأمير واستقبال المولود الجديد

في جانب آخر، تحدث ولي العهد عن حياته الشخصية، مشاركًا تفاصيل عن هواياته المفضلة وتطلعاته للمستقبل بعد الزواج من الأميرة رجوة الحسين.

وقال ولي العهد: "الزواج ساعدني أن أكون أكثر هدوءًا، رجوة هادئة، وظلها خفيف، وطيبة المعشر، كما أن لديها صديقات في الأردن منذ زمن، لذلك هي معتادة على البلد، وهذا سهّل عليها كثيرًا".

وعبر الأمير الحسين عن حماسه لاستقبال مولوده الأول من الأميرة رجوة، قائلا: "كل شيء سيتغير مع الأولاد".

كما كشف ولي العهد عن هواياته المفضلة مؤكداً أن لعبة كرة القدم على قائمة أولوياته بالإضافة إلى مشاهدة الفنون القتالية والملاكمة في بعض الأحيان.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة