يرقان الأطفال الرضع: رحلة الشفاء من الصفراء لحديثي الولادة

  • تاريخ النشر: السبت، 01 يونيو 2024
يرقان الأطفال الرضع: رحلة الشفاء من الصفراء لحديثي الولادة

في الأيام الأولى لحياة المولود الجديد، تتجه أنظار الأهل بقلق وأمل نحو صحة طفلهم، ومن بين الحالات الشائعة التي قد تسترعي انتباههم هي حالة الصفراء أو يرقان الرضع، وهي ظاهرة تُلاحظ بسهولة من خلال اصفرار لون جلد الرضيع وبياض عينيه. يعتبر اليرقان من الحالات الطبيعية والمؤقتة في معظم الأحيان، لكنه قد يكون أيضًا مؤشرًا على وجود مشكلات صحية تستدعي الانتباه والعلاج.

في هذا التقرير، نسلط الضوء على أسباب وأعراض الصفراء عند المواليد، ونستعرض الطرق العلاجية المتبعة لضمان صحة أفضل لأطفالنا الصغار، ونقدم إجابات عن أبرز الأسئلة الشائعة حول مرض الصفراء لحديثي الولادة.

ما هي أسباب الصفراء عند المواليد؟

الصفراء عند المواليد، والمعروفة أيضًا باليرقان الوليدي أو يرقان الرضع، هي حالة شائعة تحدث نتيجة لارتفاع مستويات مادة البيليروبين في دم الطفل.

إليك بعض الأسباب الرئيسية للإصابة بمرض الصفراء عند المواليد: 

- اليرقان الطبيعي:

يحدث بسبب عدم اكتمال نمو الكبد ونضجه، مما يجعل الكبد غير قادر على التخلص من البيليروبين بكفاءة.

- عدم تطابق فصائل الدم:

عدم التطابق بين الأم والطفل قد يؤدي إلى تكسر خلايا الدم الحمراء.

- العدوى:

مثل التهاب المسالك البولية أو العدوى البكتيرية أو الفيروسية.

- خمول الغدة الدرقية:

حيث لا تُنتِج غدة الطفل حديث الولادة ما يكفي من الهرمونات.

- مشاكل في الجهاز الهضمي:

مثل انسداد القناة الصفراوية أو التهاب الكبد.

- الاصفرار المرضي:

 يمكن أن يكون نتيجة لمشاكل صحية مثل متلازمة كريغلر-نجار، وهي حالة وراثية تؤثر على الإنزيم المسؤول عن معالجة البيليروبين.

من المهم متابعة حالة الطفل مع الطبيب لتحديد السبب الدقيق للصفراء والحصول على العلاج المناسب إذا لزم الأمر.

ما هي أعراض  الصفراء عند المواليد؟

أعراض الصفراء عند المواليد تظهر عادة في اليوم الثاني أو الرابع بعد الولادة، وتشمل: 

- اصفرار الجلد: يبدأ عادةً في الوجه ثم ينتشر إلى الصدر والبطن والذراعين والساقين.

- اصفرار بياض العين: يمكن ملاحظته بوضوح، خاصةً في ضوء النهار.

- صعوبة في إيقاظ الرضيع أو عدم النوم على الإطلاق.

- ارتفاع درجة حرارة الرضيع.

- رفض الرضاعة أو مشاكل في التغذية.

- عدم اتساخ الحفاضات بشكل كافٍ (أقل من 4-6 حفاضات مبللة خلال 24 ساعة).

- تغير في نبرة البكاء: قد يكون البكاء أعلى نبرة من المعتاد.

- تصلب الجسم أو تقوس الجسم بشكل غير طبيعي.

إذا لاحظت أيًا من هذه الأعراض، من المهم استشارة الطبيب لتقييم حالة الطفل وتحديد الخطوات اللازمة للعلاج.

متى تكون الصفراء خطر عند حديثي الولادة؟

الصفراء عند حديثي الولادة، والمعروفة أيضًا بيرقان الرضع، هي حالة شائعة تحدث نتيجة ارتفاع مستوى صبغة البيليروبين في دم الطفل. تظهر الصفراء عادةً بعد 2-4 أيام من الولادة وغالبًا ما تكون غير مؤذية وتزول من تلقاء نفسها خلال أسبوعين.

ومع ذلك، يمكن أن تكون الصفراء خطيرة في حالات نادرة، خاصة إذا كانت مستويات البيليروبين مرتفعة جدًا. يُعتبر مستوى البيليروبين الذي يتراوح ما بين 17 إلى 20 ملليجرام لكل ديسيلتر من الدم مؤشرًا على الحاجة إلى تدخل طبي فوري. هذه المستويات العالية يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل مشاكل في المخ وتأخر النمو، وفي حالات نادرة، قد تؤدي إلى الوفاة.

إذا لاحظت أي من الأعراض التالية، يجب استشارة الطبيب على الفور: 

- استمرار الصفراء لأكثر من أسبوعين.

- تغير لون الجلد إلى اللون الأصفر بشكل ملحوظ.

- تغير لون العينين إلى اللون الأصفر.

- زيادة النعاس والخمول.

- قلة الرضاعة أو الشرب.

- تغير في نمط البراز.

من المهم مراقبة الأعراض والتواصل مع الطبيب لتقييم الحالة وتحديد الخطوات اللازمة للعلاج والرعاية الصحية المناسبة.

الصفراء

متى تختفي الصفراء عند حديثي الولادة؟

تظهر الصفراء عند حديثي الولادة بعد يومين إلى ثلاثة أيام من الولادة، وعادة ما تختفي الأعراض من تلقاء نفسها خلال أسبوع إلى أسبوعين. في حالة الأطفال المبتسرين أو الذين يرضعون رضاعة طبيعية، قد تستمر الأعراض لفترة أطول قليلاً، حتى ثلاثة أسابيع. إذا استمرت الأعراض لأكثر من ثلاثة أسابيع، يُنصح باستشارة طبيب الأطفال. يُعتبر العلاج بالضوء وتغذية الطفل جيدًا من الطرق التي قد تساعد في تقليل مستويات البيليروبين في الدم.

هل يجب أخذ إجراءات خاصة لعلاج الصفراء عند حديثي الولادة؟

نعم، هناك إجراءات خاصة يمكن اتخاذها لعلاج الصفراء عند حديثي الولادة، وتشمل: 

  1. التغذية المكثفة للرضيع:

 تكثيف عدد الرضعات أو حليب الأطفال يساعد في زيادة إخراج الرضيع، مما يؤدي إلى التخلص من البيليروبين عبر البراز والبول.

  1. العلاج الضوئي:

تعريض الرضيع لأشعة خضراء مائلة للزرقة يساعد جسمه على امتصاص هذه الأشعة والتخلص من البيليروبين خلال البول.

  1. نقل الدم واستبداله:

في الحالات الشديدة والحرجة، يمكن إزالة دم الرضيع واستبداله بدم جديد لتقليل مستويات البيليروبين.

من المهم مراقبة حالة الطفل واستشارة الطبيب لتحديد الحاجة إلى هذه الإجراءات وتنفيذها بشكل صحيح. إذا كان لديك أي قلق بشأن صحة طفلك، يُنصح بزيارة الطبيب للحصول على التقييم والعلاج المناسب.

هل التعرض لأشعة الشمس يساعد في علاج الصفراء؟

نعم، تعرض الأطفال حديثي الولادة لأشعة الشمس يمكن أن يساعد في علاج الصفراء، وهي حالة تُعرف باليرقان وتسبب اصفرار الجلد والعينين. يُعتقد أن الطيف الأزرق من ضوء الشمس يساعد على تقليل مستويات البيليروبين، وهو الصبغة التي تسبب اليرقان.

ومع ذلك، يجب أن يتم ذلك بحذر وتحت إشراف طبي، لأن التعرض المباشر ولفترات طويلة قد يكون له مخاطر، مثل حروق الشمس أو ارتفاع أو انخفاض درجة حرارة الجسم. يُنصح عادةً بتعريض الطفل للشمس بشكل غير مباشر، مثل وضعه بجانب نافذة مضاءة جيدًا لمدة 10 دقائق مرتين يوميًا، خاصةً في أوقات الصباح الباكر أو بعد العصر لتجنب الأشعة فوق البنفسجية القوية.

إذا كان اليرقان متوسطًا أو شديدًا، قد يحتاج الطفل إلى علاج ضوئي في المستشفى، وهو يستخدم ضوءًا خاصًا لتقليل مستويات البيليروبين. من المهم جدًا استشارة الطبيب للحصول على النصائح والإرشادات الصحيحة حول كيفية ومتى وأين يجب تعريض الطفل للشمس لعلاج الصفراء.

كيف أعرف أن الصفار مرتفع؟

لمعرفة ما إذا كان مستوى الصفار (البيليروبين) مرتفعًا عند حديثي الولادة، يمكن الانتباه إلى بعض العلامات والأعراض التي قد تظهر على الطفل، ومنها:

- اصفرار الجلد: يبدأ عادةً من الوجه وينتشر إلى باقي أجزاء الجسم.

- اصفرار العينين: تحديدًا في المنطقة البيضاء من العين.

- الخمول أو صعوبة في الاستيقاظ: قد يكون الطفل نائمًا أكثر من المعتاد أو يصعب إيقاظه.

- الرضاعة الضعيفة: قد يواجه الطفل صعوبة في الرضاعة أو يرضع بشكل أقل من المعتاد.

يتم تشخيص الصفار من خلال فحص مستوى البيليروبين في دم الطفل. يمكن قياس مستوى البيليروبين الكلي، والذي يشمل البيليروبين المباشر وغير المباشر، وذلك من خلال تحليل دم بسيط.

من المهم ملاحظة أن نسبة الصفراء الطبيعية قد تختلف حسب عمر الطفل وعوامل أخرى. لذا، يجب استشارة الطبيب لتحديد ما إذا كانت مستويات البيليروبين مرتفعة وتحتاج إلى علاج. في بعض الحالات، قد يكون اليرقان علامة على وجود حالة طبية أخرى تتطلب العناية الطبية.

إذا كان لديك شكوك حول مستوى الصفار عند طفلك، من الأفضل دائمًا استشارة الطبيب للحصول على التشخيص الدقيق والمشورة الطبية المناسبة.

كم رقم نسبة الصفار الطبيعي؟

مستوى البيليروبين الطبيعي في دم حديثي الولادة يتراوح عادةً بين 10 - 15 مجم/ديسيلتر. وفقًا لتوصيات الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، يمكن قبول مستويات البيليروبين التي تصل إلى 17 - 18 مجم/ديسيلتر على أنها طبيعية بالنسبة للأطفال حديثي الولادة.

من المهم مراقبة مستويات البيليروبين لأن ارتفاعها فوق النسب الطبيعية قد يشير إلى الإصابة بالصفار أو اليرقان، وقد يحتاج الطفل إلى علاج إضافي.

كيف أعالج الصفراء عند المواليد في البيت؟

علاج الصفار عند المواليد في المنزل يمكن أن يتم بعدة طرق، ولكن من المهم جدًا استشارة الطبيب قبل البدء بأي نوع من العلاجات المنزلية.

إليك بعض الإرشادات العامة التي يمكن اتباعها عند إصابة الطفل حديث الولادة بمرض الصفراء: 

1. التغذية الجيدة: التأكد من أن الطفل يتغذى جيدًا، سواء كان ذلك عن طريق الرضاعة الطبيعية أو الصناعية، لأن التغذية الجيدة تساعد في تحفيز حركة الأمعاء وبالتالي خروج المزيد من البيليروبين من الجسم.

2. الحفاظ على رطوبة جسم الطفل: مراقبة حفاض الطفل للتأكد من حصوله على كمية كافية من السوائل، مما يساعد في التخلص من البيليروبين.

3. العلاج بالضوء: في بعض الحالات، يمكن تعريض الطفل لنوع معين من الضوء يساعد على تكسير مادة البيليروبين والتخلص منها في البول والبراز. ولكن يجب تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس واستشارة الطبيب للحصول على الإرشادات الصحيحة.

4. الراحة: تأكد من حصول الطفل على قسط كافٍ من الراحة، فهذا ضروري للحفاظ على صحته وسرعة التعافي.

من المهم جدًا المتابعة المستمرة مع الطبيب لمراقبة حالة الطفل والتأكد من انخفاض مستويات البيليروبين بشكل آمن وصحيح. ويجب الانتباه إلى أن هذه الإرشادات عامة ولا تغني عن الاستشارة الطبية المتخصصة.

الصفراء

هل حليب الأم يزيد من الصفار؟

حليب الأم لا يزيد من الصفار بشكل عام، ولكن هناك حالة نادرة تُعرف بـ "صفراء الرضاعة الطبيعية"، والتي قد تحدث عندما لا يحصل الطفل على رضعات كافية. في هذه الحالة، قد يفرز حليب الأم إنزيمًا يساعد على امتصاص البيليروبين من الأمعاء بعد أن يفرزها الكبد، مما قد يؤدي إلى زيادة مستويات البيليروبين.

إذا كانت الصفراء ناتجة عن حليب الأم، يمكن علاجها بزيادة عدد مرات الرضاعة الطبيعية، ما يزيد عدد مرات الإخراج عند الطفل، وبالتالي يتخلص جسمه من الصفراء الزائدة. وإذا لم تتحسن حالة الطفل، يمكن إعطاؤه حليب صناعي بالتبادل مع حليب الأم لمدة 3 أيام، ثم العودة للرضاعة الطبيعية مرةً أخرى.

من المهم مراقبة حالة الطفل واستشارة الطبيب للحصول على التوجيهات الصحيحة والتأكد من أن مستويات البيليروبين لا تصل إلى مستويات قد تكون ضارة.

هل اللبن الصناعي يساعد في علاج الصفراء؟

نعم، في بعض الحالات قد يساعد اللبن الصناعي في علاج الصفراء عند الأطفال حديثي الولادة. يمكن أن يكون اللبن الصناعي مفيدًا خاصةً إذا كانت الصفراء ناتجة عن "صفراء الرضاعة الطبيعية"، حيث يمكن أن يحتوي حليب الأم على مواد تزيد من دوران البيليروبين في دم الطفل.

في هذه الحالات، قد يوصي الطبيب بإعطاء الطفل اللبن الصناعي لفترة مؤقتة للمساعدة في خفض مستويات البيليروبين. يمكن أن يساعد اللبن الصناعي في تحفيز حركة الأمعاء لدى الطفل، مما يساهم في التخلص من البيليروبين بشكل أسرع.

من المهم جدًا متابعة حالة الطفل مع الطبيب والتأكد من أن العلاج يتم بشكل صحيح وآمن. الطبيب هو الذي يمكنه تحديد ما إذا كان اللبن الصناعي ضروريًا ومتى يجب استخدامه، وكذلك متى يمكن العودة إلى الرضاعة الطبيعية.

هل هناك طرق للوقاية من صفار المولود؟

هناك عدة طرق يمكن أن تساعد في الوقاية من صفار المواليد، وهي تشمل: 

1. التأكد من التغذية الجيدة: يجب التأكد من أن الطفل يحصل على رضاعة كافية، سواء كانت طبيعية أو صناعية، لتحفيز حركة الأمعاء والمساعدة في التخلص من البيليروبين.

2. الرضاعة الطبيعية المبكرة: بدء الرضاعة الطبيعية في غضون ساعات بعد الولادة والاستمرار بشكل متكرر يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالصفار.

3. مراقبة الطفل بعد الولادة: يجب مراقبة الطفل لأي علامات تدل على ارتفاع مستويات البيليروبين، مثل اصفرار الجلد والعينين.

4. المتابعة مع الطبيب: من المهم إجراء فحوصات منتظمة بعد الولادة للتأكد من أن مستويات البيليروبين ضمن النطاق الطبيعي ولتقديم العلاج المناسب إذا لزم الأمر.

5. تجنب الجفاف: يجب الحرص على أن يحصل الطفل على كمية كافية من السوائل لتجنب الجفاف الذي قد يزيد من خطر الإصابة بالصفار.

6. التعرض للضوء الطبيعي: التعرض المعتدل للضوء الطبيعي قد يساعد في تقليل مستويات البيليروبين، ولكن يجب تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس القوية.

تذكر أن هذه الإرشادات هي للوقاية ولا تغني عن الاستشارة الطبية. يجب دائمًا استشارة الطبيب للحصول على توجيهات محددة ومتابعة حالة الطفل بعناية.

ما نوع المصباح المستخدم لعلاج الصفراء؟

نوع المصباح أو اللمبة المستخدمة لعلاج الصفراء عند الأطفال حديثي الولادة هو العلاج بالضوء الأزرق، أو ما يُعرف بالعلاج الضوئي. يعمل هذا النوع من الضوء على تحويل البيليروبين في جسم الطفل إلى مركبات يمكن إفرازها في البول. يتم وضع الطفل تحت هذا الضوء لعدة ساعات، ويتم تغيير وضعه بشكل متكرر لضمان تعرض الجلد بالكامل للضوء. خلال العلاج، يجب حماية عيون الطفل، ومراقبة درجة حرارته، وقياس مستويات البيليروبين بانتظام.

هناك أيضًا نوع آخر من العلاج الضوئي يستخدم بطانية الألياف الضوئية، والتي توضع أسفل الطفل للمساعدة في تقليل مستويات البيليروبين. يمكن استخدام هذه البطانية بمفردها أو مع العلاج الضوئي التقليدي.

من المهم جدًا استشارة الطبيب قبل البدء بأي نوع من العلاجات للتأكد من أنها مناسبة لحالة الطفل ولتجنب أي مخاطر محتملة.

في ختام تقريرنا عن الصفراء عند الرضع، نؤكد على أهمية الوعي بأعراض هذه الحالة وطرق العلاج الصحيحة. الصفراء شائعة بين حديثي الولادة وغالبًا ما تكون طبيعية وتزول من تلقاء نفسها، لكن في بعض الأحيان قد تشير إلى مشكلات صحية أكبر تستدعي التدخل الطبي.

يجب على الأهل مراقبة أي تغيرات في لون بشرة أو عيون أطفالهم واستشارة الطبيب عند الحاجة. الرضاعة الطبيعية والعلاج الضوئي هما من أهم طرق العلاج الصحيحة. وفي النهاية، الاهتمام والعناية المبكرة يمكن أن تضمن سلامة الطفل وتجنب تطور الحالة إلى مضاعفات خطيرة.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة