استقرار أسعار النفط عالميًا وسط العقوبات على روسيا
استقرار أسعار النفط وسط تأثير العقوبات وتساؤلات حول مستقبل الإمدادات العالمية
شهدت أسعار النفط حالة من الاستقرار خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، مع محاولة المستثمرين الموازنة بين مخاوف تخمة المعروض العالمي وتأثير العقوبات الأميركية الأخيرة المفروضة على قطاع النفط الروسي، والتي أثارت تساؤلات حول مستقبل الإمدادات في الأسواق العالمية.
ارتفاع طفيف في أسعار خام برنت وغرب تكساس
سجلت عقود خام برنت تسليم ديسمبر ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.42% لتصل إلى 64.33 دولارًا للبرميل، فيما زادت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 0.43% لتسجل 60.39 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 09:22 بتوقيت غرينتش.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ويرى محللون أن هذا الارتفاع المحدود يعكس توازن السوق بين ضغوط زيادة الإنتاج وضعف الطلب العالمي من جهة، وبين دعم الأسعار بفعل العقوبات الأميركية على روسيا من جهة أخرى.
عقوبات واشنطن على روسيا تعيد تشكيل خريطة الإمدادات
تواصل الأسواق تقييم تداعيات العقوبات الأميركية الجديدة على موسكو، وتأثيرها المحتمل على كلٍّ من الخام والمنتجات المكررة.
وكشفت مصادر لوكالة رويترز أن شركة “لوك أويل” الروسية أعلنت حالة القوة القاهرة في أحد حقولها النفطية بالعراق، في أول انعكاس مباشر للعقوبات التي فرضتها واشنطن الشهر الماضي.
وقال المحلل النفطي تاماس فارغا من شركة PVM إن القيود المفروضة على صادرات الوقود الروسية ساعدت في الحد من تراجع الأسعار رغم وفرة المعروض، موضحًا أن أسواق البنزين وزيت التدفئة تتحرك حاليًا في اتجاه مغاير لأسعار النفط الخام.
سجّلت هوامش تكرير الديزل في أوروبا أعلى مستوى لها منذ 21 شهرًا لتصل إلى نحو 31 دولارًا للبرميل، بينما بلغت أرباح البنزين حوالي 21 دولارًا للبرميل، وهو أعلى مستوى في 18 شهرًا، وفقًا لبيانات السوق.
ويعزو المحللون هذا الارتفاع إلى نقص الإمدادات الروسية في الأسواق الأوروبية، ما رفع الطلب على المنتجات المكررة الأخرى.
إنتاج "أوبك+" يضغط على الأسعار رغم القيود
في المقابل، لا تزال زيادة إنتاج تحالف “أوبك+” تشكل عامل ضغط على الأسعار، خاصة مع تباطؤ وتيرة النمو الاقتصادي في الدول الكبرى المستهلكة للطاقة.
وقالت شركة الاستشارات Ritterbusch and Associates في مذكرة بحثية إن زيادة إنتاج أوبك تقابلها تراجع تدريجي في الطلب العالمي، ما يجعل التوازن يميل نحو وفرة في الإمدادات.
وكان التحالف قد أقر هذا الشهر زيادة إنتاج ديسمبر بنحو 137 ألف برميل يوميًا، مع تعليق أي زيادات جديدة خلال الربع الأول من عام 2026 في محاولة لاحتواء التقلبات.
وكشفت تقارير أن كميات النفط المخزنة على متن السفن في المياه الآسيوية تضاعفت خلال الأسابيع الأخيرة، بعد تشديد الغرب قيوده على صادرات النفط الروسية المتجهة إلى الصين والهند، مما زاد من حجم المعروض العائم في المنطقة.
وعلى الصعيد العالمي، تلقى المستثمرون دفعة من التفاؤل بعد أن وافق مجلس الشيوخ الأميركي على مشروع قانون ينهي أطول إغلاق حكومي في تاريخ الولايات المتحدة، وهو ما ساهم في تحسين معنويات الأسواق ودعم شهية المخاطرة مؤقتًا.