الأسواق العالمية عند مستويات قياسية مع توقع خفض الفائدة الأميركية

تتجه أسواق الأسهم العالمية لإنهاء عام 2025 على مكاسب قياسية، مدفوعة بتزايد رهانات المستثمرين على اتجاه مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي لخفض أسعار الفائدة خلال العام المقبل، في ظل تراجع الضغوط التضخمية وضعف الدولار الأميركي.

وسجل مؤشر MSCI العالمي للأسهم أداءً مستقراً خلال التعاملات الأوروبية المبكرة، ليبقى قريباً من أعلى مستوياته على الإطلاق، بعد أن حقق مكاسب تقارب 21% منذ بداية العام، مدعوماً بصعود قوي في أسواق الولايات المتحدة وأوروبا.

وول ستريت وأوروبا عند مستويات غير مسبوقة

جاء الأداء الإيجابي للأسواق العالمية بعد أن أنهت مؤشرات وول ستريت تداولات الأسبوع الماضي عند قمم تاريخية، فيما لامست الأسهم الأوروبية أعلى مستوياتها خلال تعاملات الاثنين، وسط تفاؤل حذر بشأن الأوضاع الاقتصادية والسياسية العالمية.

وساهمت تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي أشار فيها إلى إحراز تقدم في المحادثات مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في تهدئة مخاوف المستثمرين من استمرار الحرب في أوكرانيا، رغم عدم الإعلان عن اتفاق رسمي حتى الآن.

الذكاء الاصطناعي يواصل جذب المستثمرين رغم مخاوف الفقاعة

مع اقتراب نهاية العام، لا يزال المستثمرون متمسكين بأسهم شركات الذكاء الاصطناعي، متجاهلين التحذيرات المتزايدة من احتمالات تشكل فقاعة سعرية في هذا القطاع، في ظل استمرار السياسات النقدية الداعمة وتوقعات خفض الفائدة الأميركية.

وقالت بيكي تشين، مديرة المحافظ متعددة الأصول في «فيديلتي إنترناشيونال»، إن غياب مخاطر التضخم الجامح يمنح الاحتياطي الفيدرالي مساحة إضافية لخفض الفائدة، ما يعزز جاذبية الأصول عالية المخاطر ويعطي دفعة للأسواق.

الذهب يتراجع مؤقتًا… لكنه يحقق أكبر مكاسب سنوية منذ عقود

رغم عمليات جني الأرباح في بداية الأسبوع، حافظ الذهب على مساره الصاعد خلال 2025، مسجلاً ارتفاعًا سنويًا يتجاوز 70%، وهو أعلى مكسب له منذ عام 1979.

وانخفض سعر الذهب بنسبة 1.1% إلى 4,484 دولارًا للأوقية، في حين شهدت الفضة تقلبات حادة بعدما تجاوزت مستوى 80 دولارًا للأوقية قبل أن تتراجع مجددًا إلى نحو 76 دولارًا.

ويرى محللون أن صعود المعادن النفيسة جاء نتيجة مزيج من توقعات خفض الفائدة، والطلب التحوطي ضد المخاطر الجيوسياسية والمالية، إضافة إلى مخاوف تتعلق بالإمدادات.

النحاس يسجل مستويات قياسية في بورصة لندن

واصلت المعادن الصناعية مكاسبها، حيث قفز سعر النحاس في بورصة لندن للمعادن، مسجلاً مستوى قياسيًا جديدًا عند 12,960 دولارًا للطن، قبل أن يستقر عقد الثلاثة أشهر قرب 12,560 دولارًا، مدفوعًا بارتفاع الطلب العالمي.

على الصعيد الجيوسياسي، عاد التوتر إلى الواجهة بعد إعلان الصين تنفيذ مناورات عسكرية واسعة النطاق قرب تايوان ضمن تدريبات أطلقت عليها اسم «مهمة العدالة 2025»، في وقت أكدت فيه تايوان استعدادها للدفاع عن نظامها السياسي.

وتزامنت هذه التطورات مع استمرار الغموض بشأن مستقبل الحرب في أوكرانيا، ما دفع بعض المستثمرين إلى زيادة الإقبال على الأصول الآمنة.

الأسواق الآسيوية تواصل الصعود بقيادة كوريا الجنوبية وتايوان

سجلت الأسهم الآسيوية بداية قوية للأسبوع الأخير من العام، حيث ارتفع مؤشر MSCI لآسيا والمحيط الهادئ بنسبة 0.4%، مدعوماً بمكاسب واسعة في أسواق التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.

وقفز مؤشر كوسبي الكوري الجنوبي بنسبة 2.2%، متجهاً لتحقيق أفضل أداء سنوي له منذ عام 1999، بينما ارتفعت الأسهم التايوانية بنحو 25% منذ بداية العام، مع انتقال رهانات الذكاء الاصطناعي من وول ستريت إلى آسيا.

يترقب المستثمرون خلال الأسبوع القصير بسبب عطلات نهاية العام، صدور محضر الاجتماع الأخير لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، بحثًا عن إشارات أوضح بشأن مسار السياسة النقدية.

وكان البنك المركزي الأميركي قد خفض سعر الفائدة إلى نطاق 3.5% – 3.75%، فيما تسعّر الأسواق حالياً احتمال تنفيذ خفضين إضافيين للفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية بحلول سبتمبر المقبل.

الدولار ضعيف والين الياباني يستعيد بعض التوازن

واصل الدولار الأميركي تداوله قرب أدنى مستوياته في ثلاثة أشهر مقابل سلة من العملات الرئيسية، في حين تلقى الين الياباني دعماً بعد ارتفاعه إلى 156.14 ين للدولار، مدفوعاً بتوقعات تشديد السياسة النقدية من جانب بنك اليابان للسيطرة على التضخم.

وشهدت أسعار النفط تقلبات ملحوظة، حيث صعد خام برنت بنسبة 1% إلى 61.26 دولاراً للبرميل، بعد تراجعات حادة في نهاية الأسبوع الماضي، وسط ترقب الأسواق لتداعيات التطورات الجيوسياسية والمحادثات الدولية.