الين الياباني يواصل التراجع ويقترب من أدنى مستوياته التاريخية

تراجع الين الياباني مرة أخرى خلال تعاملات اليوم الاثنين، محققًا مستويات قرب القياسية أمام اليورو والفرنك السويسري، وسط استمرار حذر بنك اليابان المركزي وعدم تقديم إشارات قوية على تشديد السياسة النقدية، رغم تحذيرات رسمية متكررة بشأن تدخل محتمل في سوق العملات.

تحذيرات رسمية لم تلقَ صدى في السوق

أكد كبار المسؤولين اليابانيين، بمن فيهم كبير دبلوماسيي العملات أتسوشي ميمورا والمتحدث باسم الحكومة مينورو كيهارا، على قلقهم من التحركات “الأحادية والحادة” في أسعار الصرف، مشيرين إلى استعداد السلطات لاتخاذ “الإجراءات المناسبة” إذا لزم الأمر.

ورغم هذه التصريحات، لم تنجح في دعم الين، الذي ظل تحت ضغوط بيعية متزايدة أمام العملات الكبرى.

رفع بنك اليابان يوم الجمعة الماضي سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 0.25 نقطة مئوية إلى 0.75%، وهو أعلى مستوى منذ ثلاثة عقود. 

إلا أن محافظ البنك كازو أويدا التزم لهجة حذرة خلال مؤتمره الصحفي، مؤكدًا على سياسة “الاعتماد على البيانات” دون تقديم مؤشرات واضحة حول وتيرة رفع الفائدة مستقبلاً، مما خيّب آمال الأسواق الباحثة عن إشارات تشدد أكبر.

مع تراجع الين بنسبة 1.3% أمام اليورو و1.4% مقابل الدولار و1.5% أمام الدولار الأسترالي، شهدت السندات الحكومية اليابانية موجة بيع واسعة، دفع عائد السندات لأجل 10 سنوات إلى تجاوز 2%، وهو الأعلى منذ عام 1999، في إشارة إلى تزايد الضغوط على الأسواق المالية اليابانية.

تحركات العملات أمام الين

الدولار الأميركي: هبط 0.3% إلى 157.37 ين، قريبًا من أعلى مستوياته الشهر الماضي.

اليورو: تراجع 0.1% إلى 184.42 ين، محافظًا على قربه من قمته القياسية الأخيرة.

الفرنك السويسري: صعد 0.4% إلى 197.91 ين، بعد أن سجل مستوى قياسيًا جديدًا في الجلسة.

الدولار الأسترالي: ارتفع 0.6% إلى 104.16 ين، مسجلاً أقوى مستوياته أمام الين منذ يوليو الماضي.

يشير المحللون إلى أن اختراق مستوى 158 ينًا مقابل الدولار قد يفتح الطريق لمزيد من تراجع الين، فيما يتوقع خبراء بنك الكومنولث الأسترالي وصول الدولار الأسترالي/الين إلى 109 ينات بحلول مارس المقبل، مدعومًا بفروق العوائد بين السندات الأسترالية واليابانية وتحسن شهية المخاطرة عالميًا.