انخفاض أسعار النفط رغم ارتفاع الطلب على البنزين في أمريكا

شهدت أسعار النفط العالمية تراجعًا طفيفًا، اليوم الخميس، متأثرة بتهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية جديدة على عدد من الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، وهو ما أثار مخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي وتأثيره على الطلب العالمي على النفط.

وسجل خام برنت انخفاضًا بمقدار 3 سنتات ليبلغ 70.16 دولارًا للبرميل، بينما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بمقدار 6 سنتات إلى 68.32 دولارًا للبرميل، حسب بيانات الأسواق في الساعات الأولى من صباح اليوم.

مخاوف الأسواق من السياسات التجارية لترامب

تأتي هذه التراجعات في ظل إعلان ترامب عن خطط لفرض تعريفات جمركية جديدة على صادرات البرازيل، بالإضافة إلى واردات النحاس، وأشباه الموصلات، والأدوية من دول مثل الفلبين والعراق وكوريا الجنوبية واليابان. 

هذه التصريحات أثارت قلق الأسواق بشأن مستقبل التجارة العالمية، وهو ما ينعكس سلبًا على توقعات الطلب على النفط.

كما أظهرت محاضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأميركي أن أغلب المسؤولين لا يرون إمكانية خفض أسعار الفائدة في الوقت القريب، ما يترك أسعار الاقتراض مرتفعة ويقلل من فرص توسع النشاط الصناعي والاستهلاك، وبالتالي يقل الطلب على النفط.

الطلب على البنزين يحد من خسائر النفط

ورغم هذه الضغوط، أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية ارتفاع الطلب على البنزين في الولايات المتحدة بنسبة 6% ليصل إلى 9.2 مليون برميل يوميًا، ما ساهم في دعم الأسعار جزئيًا، إلى جانب تراجع المخزونات من البنزين والمقطرات.

كما أشار تقرير لبنك "جي بي مورغان" إلى أن عدد الرحلات الجوية اليومية عالميًا بلغ أعلى مستوياته على الإطلاق بمتوسط 107,600 رحلة خلال الأيام الأولى من يوليو، في مؤشر إيجابي على تعافي الطلب في قطاعي السياحة والنقل.

تحديات أمام أوبك+ في زيادة الإنتاج

في المقابل، تواجه منظمة أوبك+ تحديات في تحقيق الزيادة المعلنة في الإنتاج، حيث تتجاوز بعض الدول حصصها الإنتاجية، بينما تعاني دول أخرى مثل روسيا من تدهور في البنية التحتية النفطية. 

ومن المنتظر أن يوافق التحالف على زيادة كبيرة في الإنتاج خلال سبتمبر، ضمن خطة إنهاء التخفيضات الطوعية وتوسيع حصة الإمارات.

تُظهر التقديرات حتى الآن أن متوسط نمو الطلب العالمي على النفط بلغ 0.97 مليون برميل يوميًا منذ بداية العام، وهو ما يتماشى مع التوقعات البالغة مليون برميل يوميًا، ما يعكس توازنًا هشًّا بين قوى السوق رغم التوترات الجيوسياسية والتجارية.