جائزة داروين للحماقة، هل ينالها الذكور أكثر؟!

  • الباحثون السوريونبواسطة: الباحثون السوريون تاريخ النشر: الثلاثاء، 21 أبريل 2015
جائزة داروين للحماقة، هل ينالها الذكور أكثر؟!

نظرية الذكر الأحمق!

تناولت العديد من الدراسات الاختلافات بين الجنسين من ناحية احتمالية الإصابة بحوادث أو جروح أو من ناحية معدلات الوفاة، وقد أظهرت معظم هذه الدراسات أنَّ الذكور لديهم قابلية أعلى للإصابة في حوادث السير والتعرض للجروح وكذلك معدلات الوفاة لديهم أعلى من الإناث. وقد فسرت هذه الدراسات نتائجها مُعتمدة على العوامل الإجتماعية والثقافية والتي تُشير إلى مَيل الذكور بشكلٍ عام إلى الرياضات العنيفة والأعمال الشاقة مما يزيد من معدّل تعرضهم للحوادث والإصابات المختلفة.

ولكن دراسات أخرى حاولت النظر إلى الموضوع من زاوية مختلفة... وطرحت السؤال: هل يميل الذكور إلى "البحث عن الخطر" حتى لو لم يكن هناك حاجة حقيقية له؟ ولماذا يُقدم الذكور على الأفعال المتهورة أكثر من الإناث؟

اعتبر الباحثون هذا الميل للبحث عن الخطر "حماقة"، بسبب ما ينتج عنه من إصابات وجروح وبالطبع معدلات وفاة عالية للذكور... وأصبح هناك بالفعل نظرية تسمى "نظرية الذكر الأحمق"! 

هناك العديد من البيانات التي تدعم "نظرية الذكر الأحمق" (Male Idiot Theory)، ولكنّها في معظمها بيانات غير موثوقة وغير دقيقة. ولكن في دراسة نشرت في ديسمبر 2014، حاول العلماء تقديم أدلة تدعم هذه النظرية باستخدام بيانات عن السلوكيات الغبية، مستوحاة من ما يسمى "جائزة داروين"، حيث تمنح هذه الجائزة بعد الوفاة إلى أولئك الأشخاص الذين ضحوا بأنفسهم من أجل تحسين جينات الكائنات الحية وزيادة فرصة المجموعة في البقاء على المدى الطويل، عن طريق إزالة أنفسهم منها، وذلك بواسطة القضاء على أنفسهم بطريقة غبية حقاً، وهنا يتم التمييز بين التصرفات التي تتصف بالغباء وتقود إلى الموت، وبين الحوادث العشوائية التي تقود أيضاً إلى الموت. مثلاً "جوائز داروين" لا تُمنح للأفراد الذين يطلقون النار على أنفسهم وهم يعرفون أنَّ المسدس غير ملقم، أمّا اولئك الذين يصوبون المسدس نحو رؤوسهم ويطلقون النار ليثبتوا مثلاً أنَّ المسدس حقيقي أو ملقم، فهم مؤهلون جداً لينالوا "جائزة داروين".

هذه الدراسة تهدف إلى التحقق من "نظرية الذكر الأحمق"، وقد أجريت بقيادة مجموعة من الباحثين، حيث استخدموا فيها "جوائز داروين" كمقياس أساسي. ومن المؤكد أنَّ الفائزين الذكور كانوا أكثر بكثير. حيث أنَّه من أصل 318 جائزة مؤكدة، مُنحَت 282 منها للذكور. وهذا يساوي 88.7 % من أعداد مستلمي الجائزة. يا له من تحيز!

وكما اعترف المؤلفون، بأنَّ الرجال على الأرجح هم أكثر احتمالاً للترشح لهذه الجائزة. وأشار المؤلفون إلى أنَّ سلوك "الإقدام على المخاطر" يظهر على أنَّه شائع أكثر بين الرجال، مثل سلوك الإفراط في استهلاك الكحول. 

قد تبدو النتائج السابقة متسقة تماماً مع نظرية الذكر الأحمق، وتدعم الفرضية التي تقول: "الرجال حمقى، والحمقى يقومون بتصرفات حمقاء". ولكنَّ قبول النتائج ليس بتلك السهولة، فقد أظهر نقاش النتائج عدة أسباب تجعلنا نفكر جيداً قبل قبولها واعتمادها كدليل على صحة النظرية. ومن هذه الأسباب: 

أولاً: احتمالية الإنحياز: قد يكون لدى الباحثين انطباع مسبق بكون الرجال أكثر قابلية لنيل الجائزة مما يؤثر على عملية جمع البيانات. كذلك فمن المرجح أن تقوم النساء بترشيح الرجال للجائزة، أو قد يكون هنالك تحيز في الاختيار داخل اللجنة المسؤولة عن الجائزة. 

ثانياً: قد يسرق المرشحون الذكور الأضواء أكثر من المرشحات الإناث، مما يجعلهم يبدون أكثر من الإناث. 

ثالثاً: هذه الاختلافات قد تكون عائدة إلى اختلاف الجنسين في استهلاك الكحول، حيث أنَّ هناك فرضية تقول أن الرجال يشعرون أنهم "ضد الرصاص" حين يشربون الكحول فيميلون أكثر إلى ارتكاب الحماقات وتعريض أنفسهم للخطر.

وكتب المؤلف في خلاصة هذا العمل: "إننا نعتقد أنَّ "نظرية الذكر الأحمق" (Male Idiot Theory) تستحق مزيدا من التحقق، ونحن نعتزم على متابعة الدراسات القائمة على الملاحظة الميدانية، وإجراء دراسة تجريبية لكل من الذكور والإناث (مع أو بدون الكحول) في ظروف شبه طبيعية.

لماذا لا يمل الرجل من النظر إلى النساء؟
كيف تتعامل مع اكتئاب زوجتك بالطريقة الصحيحة؟
باحثون يكشفون الفرق في القدرات العقلية بين الرجل والمرأة

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة