زيادته بالغة الخطورة.. تعرّف على أضرار زيادة الحديد في الجسم

  • تاريخ النشر: الخميس، 20 مايو 2021
زيادته بالغة الخطورة.. تعرّف على أضرار زيادة الحديد في الجسم

الحديد معدن أساسي في النظام الغذائي، وهو عنصر حاسم في الهيموغلوبين، البروتين الموجود في خلايا الدم الحمراء الذي يحمل الأكسجين لجميع أنحاء الجسم. رغم الأهمية الكبيرة للحديد في الجسم إلا أن زيادته لها العديد من الأضرار، وهو ما يُمكنك التعرّف عليه من خلال مُتابعة السطور التالية.

ما هو الحديد؟

الحديد هو معدن غذائي أساسي، تستخدمه في الغالب خلايا الدم الحمراء. هو، كما سبق الذكر، جزء مهم من الهيموغلوبين، هناك نوعان من الحديد الغذائي، هما:

  • حديد الهيم: يوجد هذا النوع من الحديد فقط في الأطعمة الحيوانية، ومعظمها في اللحوم الحمراء. يتم امتصاصه بسهولة أكبر من الحديد غير الهيم.
  • الحديد غير الهيم: يوجد معظم الحديد الغذائي في صورة غير الهيم. فيوجد الحديد غير الهيم في كل من الحيوانات والنباتات. يمكن تعزيز امتصاصه،  من خلال فيتامين سي.

الأشخاص الذين لا يحصلون على حديد الهيم أو يحصلون على القليل منه من خلال نظامهم الغذائي مُعرضون بشكل متزايد لخطر الإصابة بنقص الحديد.

أهمية الحديد لجسم الإنسان

الحديد ضروري للصحة لأن الجسم يحتاجه لإنتاج الهيموجلوبين، وهو،كما سبق الذكر، بروتين يساعد خلايا الدم الحمراء على نقل الأكسجين. تشمل بعض أدواره:

دعم التمثيل الغذائي للعضلات، دعم نمو النسيج الضام مثل الدم والغضاريف، دعم نمو الدماغ، مساعدة الجسم على تصنيع الهرمونات، الحفاظ على صحة خلايا الجسم.

قد يؤدي عدم حصول الشخص على كمية كافية من الحديد إلى المُعاناة من حالة نقص الحديد. في البدء، قد لا يُعاني الفرد من أي أعراض أولية، ولكن مع تقدم الحالة، قد يُصاب بفقر الدم الناجم عن نقص الحديد، والذي يمكن أن يشمل الأعراض التالية:

طاقة منخفضة، الشعور بضيق التنفس بسهولة، ألم في الصدر، برودة اليدين والقدمين، معدل ضربات القلب غير المنتظم.

في الحالات الشديدة، يمكن أن يصبح نقص الحديد حالة مُهددة للحياة. الأشخاص الذين يعانون من نقص الحديد عادةً ما يقضون وقتاً أطول في المستشفى، و تحدث لهم نتائج  ومضاعفات أسوأ عندما يمرضون، بالإضافة إلى احتمالية وجود خطر أكبر للإصابة بأمراض القلب.

أهمية تنظيم مستويات الحديد بإحكام داخل الجسم

هناك سببان وراء تنظيم مستويات الحديد بإحكام داخل الجسم، هما:

  • السبب الأول هو أن الحديد عنصر غذائي أساسي يلعب دوراً في العديد من وظائف الجسم الأساسية، لذلك يجب أن نحصل على كمية مُناسبة منه.
  • أما السبب الثاني فهو أنه من المُحتمل أن تكون المستويات العالية من الحديد سامة، لذلك يجب علينا تجنب الإفراط في تناولها.

يُنظم الجسم مستويات الحديد عن طريق تعديل معدل امتصاص الحديد من الجهاز الهضمي.

هرمون الهيبسيدين ودوره توازن الحديد في الجسم

ينظم هرمون الهيبسيدين توازن الحديد في الجسم. وظيفة الهيبسيدين الرئيسية هي تثبيط امتصاص الحديد. فعندما يكون مخزون الحديد في الجسم مرتفعاً، تزداد مستويات الهيبسيدين، ويقلّ امتصاص الحديد، بينما عندما يكون مخزون الحديد في الجسم مُنخفضاً، يزداد امتصاص الحديد.

بسبب هرمون الهيبسيدين يكون من غير المألوف أن تُعاني من زيادة نسبة الحديد في الجسم. ومع ذلك، هناك بعض الحالات التي يمكن أن تحدث فيها سمية الحديد أو الحديد الزائد.

تتمثل آلية عمل هرمون الهيبسيدين فيما يلي:

  • مخزون الحديد العالي > تزداد مستويات الهيبسيدين > ينخفض ​​امتصاص الحديد.
  • مخزون الحديد المنخفض> تنخفض مستويات الهيبسيدين > يزيد امتصاص الحديد.

يعمل هذا النظام بشكل جيد في معظم الأوقات. ومع ذلك، فإن بعض الاضطرابات التي تثبط إنتاج الهيبسيدين يمكن أن تؤدي إلى زيادة الحديد. من ناحية أخرى، فإن الظروف التي تُحفز تكوين الهيبسيدين قد تُسبب نقص الحديد.

أضرار زيادة الحديد في جسم الإنسان

هناك بعض الأضرار والمخاطر الصحية التي يُسببها زيادة نسبة الحديد في جسم الإنسان، منها:

  • سمّية الحديد:

يمكن أن تحدث سمّية الحديد عن طريق تناول جرعات عالية من مُكملات الحديد لفترات طويلة من الزمن، أو عن طريق تناول جرعة زائدة واحدة، فيمكن أن تسبب الجرعات المفردة التي تتراوح من 10 إلى 20 مجم / كجم بعض أعراض سمية الحديد. يمكن أن تكون سمّية الحديد مفاجئة أو تدريجية.

الحديد الزائد يمكن أن يضرّ بالجهاز الهضمي. تشمل أعراض تسمم الحديد الغثيان والقيء والإسهال وآلام المعدة. بمرور الوقت، يمكن أن يتراكم الحديد في الأعضاء، ويسبب أضراراً قاتلة للكبد أو الدماغ.

لتسمم الحديد بعض التأثيرات الخلوية السامة أيضاً، الحديد الحر مؤيد للأكسدة، وهو عكس مضادات الأكسدة التي تُحافظ على الخلايا، الأكسدة تؤدي إلى تلف الخلايا والحديد الزائد إلى موت الخلايا. صحيح أن سمية الحديد تؤثر بشكل أساسي على الكبد، ولكن قد تتأثر أيضاً الأعضاء الأخرى والدم.

  • الحديد الزائد:

يُشير الحمل الزائد للحديد إلى التراكم التدريجي للكثير من الحديد في الجسم. وهو ناتج عن فشل النظام التنظيمي للجسم في الحفاظ على مستويات الحديد ضمن حدود صحية. بالنسبة لمعظم الناس، لا يُمثل الحمل الزائد للحديد مصدر قلق. ومع ذلك، فهو مشكلة صحية كبيرة بالنسبة لأولئك الذين لديهم استعداد وراثي لامتصاص الحديد المفرط من الجهاز الهضمي.

بعض الاضطرابات الصحية مثل داء ترسب الأصبغة الدموية، تؤدي إلى زيادة نسبة امتصاص الحديد، فترسب الأصبغة الدموية يجعل الجسم يمتص قدراً كبيراً جداً من الحديد من طعامك الذي تتناوله. حيث يتم تخزين الحديد الزائد في الأعضاء، خصوصاً في الكبد، والقلب والبنكرياس.

كما سبق الذكر، يمكن أن يتسبب الكثير من الحديد في حدوث حالات مرضية تهدد الحياة، مثل أمراض الكبد، ومشاكل القلب والسكري.

داء ترسب الأصبغة الدموية هو اضطراب وراثي في ​​استقلاب الحديد، فهو لا ينتج عن تناول الحديد الزائد من قبل فرد طبيعي وراثياً. يمكن للأشخاص الذين يُعانون من داء ترسب الأصبغة الدموية أن يُقللوا من خطر الإصابة بالأمراض بسبب زيادة الحديد عن طريق تقليل تناولهم للأطعمة الغنية بالحديد مثل اللحوم الحمراء بالإضافة إلى التبرع بالدم بشكل متكرر. يجب عليهم أيضاً تجنب استخدام أواني الطهي المصنوعة من الحديد، وعدم الجمع بين الأطعمة الغنية بفيتامين سي والأطعمة الغنية بالحديد.

  • زيادة الحديد والإصابة بالسرطان:

ثبت أن المستويات العالية من الحديد تُسبب السرطان للإنسان والحيوان. ترتبط المستويات العالية من حديد الهيم في النظام الغذائي بزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون، فقد يؤدي حديد الهيم إلى تكوين بعض المُركبات المُسببة للسرطان في الجهاز الهضمي.

توصلت بعض الأبحاث إلى أن التبرع المُنتظم بالدم أو فقدان الدم قد يُقلل من هذه المخاطر.

  • الحديد وخطر العدوى:

وفقاً للدراسات العلمية فإن كلاً من فرط الحديد ونقص الحديد يجعل الناس أكثر عرضة للإصابة بالعدوى، هناك سببان لذلك، هما:

  1. يستخدم جهاز المناعة الحديد لقتل البكتيريا الضارة، لذلك هناك حاجة إلى كمية من الحديد لمحاربة الالتهابات.
  2. تُحفز المستويات المرتفعة من الحديد الحر نمو البكتيريا والفيروسات، لذلك يمكن أن يكون للإفراط في الحديد تأثير معاكس ويزيد من خطر الإصابة بالعدوى.

تُشير العديد من الدراسات إلى أن مُكملات الحديد قد تزيد من تكرار وشدّة العدوى، كذلك فإن الأشخاص المصابين بداء ترسب الأصبغة الدموية الوراثي هم أيضاً أكثر عرضة للإصابة بالعدوى.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة