شاهد لحظة تأثر استشاري القلب محمد الفقيه عند عرض بيته القديم

خلال مقابلة مع برنامج "الليوان" الذي يُذاع على قناة "روتانا خليجية"، عرض الإعلامي عبد الله المديفر، أثناء لقائه مع الدكتور محمد الفقيه استشاري جراحة القلب، صوراً لبيت الطين في زبير، ليظهر التأثر البالغ على الفقيه، قبل أن يُعلّق قائلاً: "هذا البيت الذي عشت به حتى تخرجي من كلية الطب في زبير".

أوضح الفقيه أن أساس عائلته كان من ضرما ثم الحرمة ومنها إلى زبير، يُضيف قائلاً: "كانت بيوتنا مثل هذي وقد تكون أكبر شوية لأن الماء كان متوفراً، درست الابتدائي والمتوسط والثانوي في زبير".

هاجرت أسرة الفقيه، وهي واحدة من عائلات وأسر المملكة العربية السعودية، إلى مدينة "الزبير" العراقية كانت الأسرة قادمة من مدينة "ضرما" ثم إلى "حرمة" ثم إلى الزبير العراقية، وهناك تحديداً وُلد الجراح محمد الفقيه عام 1948.

سبب اختيار الفقيه لجراحة القلب

عرض المديفر أيضاً صوراً للفقيه أثناء طفولته بصحبة والده، ليُعلق عليها الفقيه قائلاً: "هذي قبل دخولي للمدرسة، والدي هو من زرع فيني حب الطب، فكان يتعالج قبل ما يتزوج عند طبيب عراقي من شمال العراق، أصله أرمني، قال الطبيب لوالدي أن والده خلى أولاده كلهم يدرسون الطب حتى أصبحوا أطباء، فقال والدي لو تزوجت، وجاني أولاد هخليهم يدرسون طب، فصار يقول لنا نصير أطباء، مو بالأمر، لكن بمحاولة الإقناع".

يقول محمد الفقيه عن سبب اختياره للتخصص في جراحة القلب: "اخترت جراحة القلب في السنة الثانية بكلية الطب، القلب يختلف عن جميع أنواع الجراحات، القلب متحرك، فيه ضغط يرتفع وضغط ينخفض، ولازم تخلص عمليتك بوقتها، وفي هذه الفترة كانت جراحات القلب لازالت ببدايتها، يوجد بها مجال كبير للتقدم، فشعرت بأنه لدي المجال بأن أُضيف وأطور في هذا التخصص".

مشوار الفقيه الحافل بالإنجازات في جراحة القلب

أشار الفقيه إلى أنه درس الطب في بغداد بالعراق، لأنه لم يكن هناك كلية للطب بالمملكة حين التحاقه بالجامعة. يُعلّق الفقيه على هذا "الآن فيه 20 كلية طب، معظمها حكومة وبعضها خاص، لكن وقتها ما كان فيه كلية طب، فناس راحوا ألمانيا، ناس باكستان، ناس مصر. أنا روحت العراق بحكم القرب من الزبير".

 نال الفقيه شهادة البكالوريوس في مجال الطب، وعاد إلى المملكة وانخرط في العمل، وبدأ يستشعر حاجة وطنه للتخصص في  طب وجراحة قلب الأطفال. فتوجّه إلى بريطانيا للدراسة، وتخصص في مجال الأطفال لمدة عام واحد، ومن بريطانيا إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث التحق بالدراسة في جامعة هارفارد الأمريكية، ومنها حصل على الشهادة العُليا لتُعلنه الجامعة كأوَّل جرّاح غير أمريكي يحصل على درجة بروفيسور من جامعة "هارفارد" الأمريكية.

أسس الدكتور محمد الفقيه قسم جراحة القلب بالمستشفى العسكري في الرياض عام 1979، وقد أصبح المستشفى فيما بعد مركز الأمير سلطان لأمراض وجراحة القلب، يُعدّ هذا المركز أحد أهم مراكز جراحة القلب على مستوى دول الشرق الأوسط. وهو النواة الرئيسية لتأسيس عديد من المراكز المتخصصة في هذا المجال على مستوى المملكة.

أنجز الدكتور محمد الفقيه الآلاف من العمليات الجراحية الناجحة، وترأس العديد من مجالس إدارات المؤسسات الصحية والأكاديمية المحلية والعربية والعالمية، وتم اختياره أميناً عاماً لجمعية القلب العربية، ونائباً لرئيس الجمعية العالمية لجراحة القلب والصدر.

فاز الجراح محمد الفقيه بجائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية الإماراتية للشخصيات الطبية المتميزة في العالم العربي في دورتها التاسعة عام 2015 - 2016؛ نظير إسهاماته البارزة في ابتكار آلات جراحية في جراحة القلب. توصف الجائزة بأنها أكبر جائزة للعلوم الطبية في المنطقة العربية والشرق الأوسط، وتحظى باهتمام كبير من الأطباء والباحثين في مختلف أنحاء العالم.