شهاب الدين النويري: عميد مؤلفي الموسوعات المصرية

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 21 سبتمبر 2021
شهاب الدين النويري: عميد مؤلفي الموسوعات المصرية

هو عميد مؤلفي الموسوعات المصرية، وصاحب الكتاب الشهير نهاية الأرب في فنون الأدب.. إنه الأديب والمؤرخ شهاب الدين النويري، الذي نتعرف على أهم محطات حياته في هذا الموضوع.

نويرة

كان النويري عالماً موسوعياً في جميع العلوم اللغوية والشرعية والعقلية، ومؤرخاً شهد له معاصروه بالسبق والتقدم في التاريخ والأدب.

اسمه بالكامل هو: شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب بن محمد بن عبد الله البكرى النويري الشافعي.

وُلد النويري في مصر في عام 660 هـ/ 1262 م، في قرية بالصعيد تابعة لبني سويف بالقرب من أهناسيا تدعى نويرة، وعُرف لذلك بالنويري.

والده

كان أبوه كاتباً مشهوراً يعمل في دواوين الدولة، وتعهده بالرعاية والتعليم في صباه بحفظ القرآن الكريم وتعلم علوم اللغة العربية والفقه.

ألف دينار

درس شهاب الدين التويري في الجامع الأزهر بالقاهرة..تخصص في دراسة التاريخ والحديث والأدب، كما اشتغل في شبابه بنسخ الكتب.. حيث عُرِف بخطه الأنيق، حتى أنه كان يكتب النسخة من صحيح البخاري ويبيعها بألف دينار.

تفرغ للمطالعة والدرس

كان النويري على صلة ببلاط الناصر محمد بن قلاوون في فترة خلافته الثانية والثالثة.

وخلال هذه الفترة، عمل النويري في عدة وظائف مالية وإدارية، كما عُين في وقت من الأوقات ناظراً للجيش في طرابلس الشام، لكنه نبذ هذه الحياة الإدارية الجافة، وقرر أن يعكف على الدرس والمطالعة الواسعة.

نهاية الأرب في فنون الأدب

قرر النويري أن يتفرغ لكتابة موسوعته الضخمة "نهاية الأرب في فنون الأدب"، وهي موسوعة ضخمة جمعت طائفة عظيمة من المواد والمعارف الأدبية والتاريخية الحافلة التي لم يسبق لها مثيل، تبدأ بالسماوات وما تحويه، وتنتهي بتاريخ المماليك (الترك كما يسميهم)، وصولاً إلى عصره.

تشمل الموسوعة واحد وثلاثين مجلداً ضخماً، كل مجلد منها يشغل جزئين، وقد قسم الموسوعة إلى خمسة فنون، كل فن ينقسم إلى خمسة أقسام على النحو التالي:

يشغل الإنسان وما يتعلق به فناً..

بينما تشغل السماء والفلك فناً آخر..

يشغل الحيوان الصامت فناً منها..

ويشغل الفن الرابع النبات وما يتعلق به..

وفي الفن الخامس، وهو التاريخ، ينقلب النويري مؤرخاً عظيماً، وهذا الفن هو قوام هذه الموسوعة.

يشغل تاريخ مصر من هذا الفن أربع مجلدات، عن تاريخ الدولة الفاطمية ثم الأيوبية، ثم تاريخ الشام والصليبيين، ثم تاريخ الدولة المملوكية حتى وفاته.

يحمل كتاب النويري اسم "فنون الأدب"، وهو يستخدم كلمة "أدب" هنا بالمعنى الواسع الذي كان سائداً في عصره، حين كانت الكلمة تغطي رقعة كبيرة من الموضوعات: الشعر والنحو وتاريخ الأدب في الجاهلية والطب عند الروم وثقافات الفرس والهنود والمسيحية واليهودية.

وقد استغرق في تدوين كتابه 20 عاماً.

وفاته

رحل النويري سنة 733 هـ عن عمر يناهز 65 عاماً، بعد أن ترك تراثاً إنسانياً اعتمد عليه لاحقوه.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة