ما هو نمط الحياة الاستهلاكية؟ وطرق التخلص منه

  • تاريخ النشر: الخميس، 09 مايو 2024
ما هو نمط الحياة الاستهلاكية؟  وطرق التخلص منه

ما هو نمط الحياة الاستهلاكية؟ يعتبر هذا الأسلوب من أكثر أساليب الحياة شيوعًا في عصرنا الحالي، حيث يعمل البعض بشكل أو بآخر على عيش حياة الرفاهية دون امتلاك المال اللازم لها أو وجود هدف وحاجة للأشياء التي يتم شراؤها، فما هي خصائص هذا النمط وكيف يمكنك التغلب عليه قبل أن يدمر حياتك، وهل يمتلك هذا النمط أي إيجابيات تُحتسب له.

ما هو نمط الحياة الاستهلاكية؟  وطرق التخلص منه

ما هو نمط الحياة الاستهلاكية؟

تشير النزعة الاستهلاكية إلى وصف نمط حياة يركز على الاستهلاك التام للسلع أو الخدمات دون داع لذلك أي الميل إلى شراء الأشياء دون النظر إلى ضرورتها بالنسبة إلى المشتري، وهذه أبرز سمة يتصف بها أصحاب هذا النمط من الحياة.

لقد أصبحت النزعة الاستهلاكية من المظاهر التي يتميز بها عصرنا الحالي حيث الاستهلاك المفرط لكل شيء، وقد أشار عالم الاجتماع جان بودريار إلى أن النزعة الاستهلاكية تخلق الرغبة في الشراء المستمر بغض النظر عما يريده الفرد في الحقيقة وهل ما سيشتريه سيكون مفيدًا له أم مجرد إضافة لا حاجة لها، ويرتبط هذا النمط من الحياة بالإسراف والمتعة.

تشير النزعة الاستهلاكية كذلك إلى الوضع الاجتماعي الخاص بالفرد وتُشكل هويته الذاتية.

وقد أضاف أن المجتمعات الاستهلاكية لا قيمة أو معنى للسلعة بناء على فائدتها أو وظيفتها المصنعة، بل في الانطباع الذي تتركه عن مستخدمها والهيبة التي تمنحها له، لذلك قد ترى أن السلع ذات العلامات التجارية الفاخرة أصبحت تحدد قيمة الفرد في دائرة معارفه.

ويستمد المستهلك سعادته وفقًا للثقافة الإندونيسية من الأشياء المستهلكة والإنفاق المستمر.

خصائص نمط الحياة الاستهلاكي

ربما تكون قد واجهت نمط الحياة الاستهلاكية بشكل أو بآخر دون أن تدري وسواء كنت تمارس ذلك النمط بوعي أو غير وعي فإن له العديد من الخصائص التي يجب أن تتعرف عليها:

الخوف من تفويت الفرصة

من خصائص النزعة الاستهلاكية الخوف من تفويت الفرص فغالبًا ما يلجأ أصحاب هذا النمط من الحياة إلى الشراء حتى لا يصبحون من أصحاب الخطوط غير الرائجة.

البعض الآخر منهم يرى أن فرصة تجربة هذا الأمر لن تعود من جديد في المستقبل، لذلك يسرعون إلى تجربتها بأسرع وقت ممكن.

الرغبة في جذب الاهتمام

يرغب من يتبع هذا النمط من الحياة في أن يكون في مركز الاهتمام وغالبًا ما يسعى إلى شراء أغلى الماركات العالمية في كل شيء فقط ليكون الأفضل من وجهة نظره.

الفخر بالممتلكات والمظهر

يعتبر الفخر من الأساسيات الخاصة بنمط الحياة الاستهلاكية، حيث يُظهر مستخدمو هذا النمط الفخر الكبير بممتلكاتهم وقدرتهم على الشراء وذلك أمام المحيط الخاص بهم، وعلى الرغم من هذا لا يعد ذلك الأمر مصدرًا لأي نوع من أنواع الفخر بل من الممكن أن يدل على عكس ذلك.

أسباب السلوك الاستهلاكي المفرط

 هناك الكثير من الدوافع التي تجعلك تلجأ لمثل هذا السلوك الشرائي ومن هذه الأسباب ما يلي:

الضغط الاجتماعي للشراء

يمارس المجتمع بشكل أو بآخر ضغوطات مختلفة على الفرد ليشعر بأنه مجبر على الشراء، وينبع هذا الضغط من الأهل والأصدقاء أو المحيط الذي يعيش فيه الفرد، وكذلك الحاجة إلى الحصول على وضع اجتماعي مميز أو السعي للتوافق مع المعايير السائدة داخل المجتمع.

استراتيجيات التسويق الناجحة

تلعب استراتيجيات التسويق الذكية دورا كبيرا في نجاح شراء المستهلك للمنتج، بسبب اللعب على إثارته وجذب انتباهه بشكل كبير، وجعله يدرك أنه بحاجة ضرورية لشراء هذا المنتج.

يتم الاستفادة من سيكولوجية المستهلك من خلال الترويج للمنتجات وتكوين صورة العلامة التجارية، فتنجح كل تلك الجهود في إتمام المستهلك لعملية الشراء على الفور.

تغير الموضة

إن تغير الموضة المستمر يجعل سلوك المستهلك يتغير أيضًا، وكلما أصبح منتجًا من رموز الموضة في هذا الوقت أصبح الإقبال عليه كبير للغاية، فلم يعد الإنسان يقبل بغير أن يصبح من السائرين على خطوط الموضة وبالتالي يغير المنتجات التي يعتمد عليها مشتريًا غيرها حتى مع عدم إتمام استهلاكها.

 الآثار السلبية لنمط الحياة الاستهلاكية

يؤثر نمط الحياة الاستهلاكي على الحياة من أفراد ومجتمعات بشكل سلبي، ومن الآثار السلبية تلك التي تظهر مع الوقت ما يلي:

زيادة نمط الحياة الباهظة

تعمل النزعة الاستهلاكية على زيادة نمط وأسلوب الحياة الباهظة وفرضها على المجتمع على إنها الأصل، حيث يميل الأفراد إلى الإنفاق بشكل متهور على أشياء لا يريدونها فعليًا فقط للشعور بالمتعة اللحظية أو للسير وراء تغيرات الموضة مما قد يوقع البعض في ديون طائلة خاصة هؤلاء الذين يستخدمون البطاقات الائتمانية أو القروض التمويلية لدعم حياتهم الاستهلاكية.

الفوارق الاجتماعية

يعزز هذا السلوك الاستهلاكي الفوارق الاجتماعية بين الأفراد وبعضهم البعض حيث يرى القادرون ماليًا أنهم أفضل من هؤلاء الذين لا يستطيعون شراء تلك السلع أو المنتجات، ويميل أصحاب القوة الشرائية الأعلى إلى الحصول على تلك المنتجات حتى تميزهم عن هؤلاء القادمين من الطبقات الاجتماعية الأقل.

في حين يشعر أصحاب الدخل البسيط بالدونية والتخلف عن الركب وعدم القدرة على مجاراة الموضة، مما يُحدث فجوة كبيرة بين أفراد المجتمع.

تقليل فرص الادخار

تؤثر الحياة الاستهلاكية على فرص الفرد في الادخار والتوفير، لأنه دائمًا ما يجد اتجاهًا لينفق به المال، ويقلل هذا الأمر القدرة على خوض استثمارات جديدة أو ادخار المال للتعليم أو التقاعد أو غيرها من الاحتياجات الملحة.

إذا كنت من الأشخاص الذين لا يدخرون المال من أجل الاستهلاك فسوف تتعرض للكثير من الصعوبات المالية في المستقبل.

عدم التخطيط المستقبلي

يجعل السلوك الاستهلاكي الفرد أقل قلقًا بشأن المستقبل والاستعداد له، وبناء على ذلك لا يقوم بوضع الخطط المالية سواء على المستوى قصير المدى أو طويل المدى.

يمكن أن يؤدي هذا الأمر إلى مشكلات مالية تعيق التقدم في المستقل وعدم الحصول على وضع اجتماعي جيد.

الآثار الإيجابية لنمط الحياة الاستهلاكية

قد تتعجب من وجود بعض الإيجابيات لمثل هذا النمط من أنماط الحياة، ولكن هناك بعض الجوانب الإيجابية التي من الممكن أن نتطرق إليها ومنها:

النمو الاقتصادي

يمكن أن تكون الحياة الاستهلاكية ذات آثار إيجابية على الشأن الاقتصادي، وذلك عندما تُصنف كنزعة استهلاكية صحية، فيرتفع الطلب على السلع والخدمات مما يؤدي إلى تحفيز القدرة على المزيد من الإنتاج، ثم تزداد فرص العمل في البلاد ومع إتمام دورة الاستهلاك يتم إدخال الكثير من المال من قبل المستثمرين إلى السوق، مما يعزز النشاط التجاري بالكامل.

خلق فرص عمل وأخرى لريادة الأعمال

مع تزايد الطلب على السلع والخدمات، ستقوم الشركات بتوسيع أعمالها لتلبية احتياجات السوق، مما يخلق فرصًا جديدة لخلق فرص العمل ويوفر مساحة لرواد الأعمال لدخول السوق بابتكارات جديدة.

يمكن للسلوك الاستهلاكي الإيجابي أن تولد بيئة عمل ديناميكية وتوفر الفرص للأفراد للنجاح في مختلف المجالات.

انخفاض معدل البطالة

يمكن أن يقلل هذا السلوك معدلات البطالة المختلفة في البلاد والتي تتزايد مع زيادة العمل، كما يوفر الفرص للبحث في مجالات جديدة لم تكن موجودة من قبل في الأسواق.

تحفيز أصحاب الأعمال على الابتكار المستمر في تطوير المنتجات أو الخدمات

إن المنافسة الشديدة في السوق الاستهلاكية تدفع أصحاب الأعمال إلى الابتكار المستمر في تطوير منتجاتهم أو خدماتهم، وللفوز بالمنافسة وتلبية الاحتياجات المتطورة للمستهلكين، يجب على الشركات أن تتكيف باستمرار وتنتج منتجات أفضل وأكثر كفاءة وأكثر ابتكارًا. وبالتالي يمكن للنمط الاستهلاكي أن يكون حافزاً للتقدم والابتكار في مختلف القطاعات الاقتصادية.

طرق التخلص من نمط الحياة الاستهلاكية

يمكنك السيطرة على النمط الاستهلاكي من خلال بعض الحلول المطروحة والتي تقلل من السلبيات الناتجة عن النزعة الاستهلاكية.

إدارة الدخل والتحكم في النفقات الشهرية

إذا أردت التغلب على الاستهلاك المفرط يجب أن تتحكم في الدخل الخاص بك وكيفية إنفاقه بحكمة، وذلك من خلال التخطيط المالي المستمر ومعرفة أين تذهب الأموال والحد من الإنفاق على غير الضروريات، ويمكن للأفراد تحديد المجالات التي يمكنهم الادخار من خلالها ومنع الإنفاق، وكذلك الجهات التي تستحق الإنفاق بالفعل.

البدء في الادخار

ستكون لديك فرصة للتخلص من السلوك الاستهلاكي المفرط إذا بدأت في تقليل النفقات والادخار، لذلك اجعل التوفير والادخار من الأشياء التي تعتاد القيام بها يوميًا أو أسبوعيًا حتى تعتاد أيضًا على التحكم في النفقات وتحمي نفسك من السير مع تيارات الموضة التي لا تنتهي.

يمكنك تحقيق الكثير من أحلامك مع تقليل الاستهلاك والادخار مثل شراء منزل جديد.

وضع مقياس للأولويات

من المهم أن يفهم الأفراد الفرق بين الرغبات والاحتياجات من خلال وضع جدول للأولويات ثم الادخار مما سيساعد على إنفاق المال في الاتجاه الصحيح مع التركيز على الأساسيات والابتعاد عن الرفاهيات التي يتم شراؤها بلا هدف.

تقليل الرغبة في اتباع توجهات الموضة

يجب أن تقلل رغبتك في اتباع صيحات الموضة التي لا تنتهي، حيث أصبحت الموضة تتغير الآن شهريًا، وفي بعض الأحيان يتم تحفيز رغبة الشراء لدى المستهلك من خلال الصور المنشورة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لذلك تجنب تصفحها لوقت أطول من المعتاد.

ويجب أن تدرك أن قيمة الأشياء في فائدتها لا في امتلاكها والتفاخر بها فقط، لذلك يجب أن تُركز على تطوير الذات وتحقيق الأهداف الشخصية.

وضع خطط الاحتياجات طويلة المدى

إن التخطيط للاحتياجات طويلة المدى سيساعدك على الالتزام بأهدافك المالية وتجنب الميول الاستهلاكية، ومن خلال إنشاء خطة مالية طويلة المدى، يمكن للأفراد تحديد أهداف محددة، مثل شراء منزل أو الاستعداد للتقاعد، وتخصيص الأموال باستمرار لتحقيق هذه الأهداف.

سيساعد هذا في الحفاظ على التركيز على الاحتياجات طويلة المدى بدلاً من الإنفاق المتسرع الذي لا يوفر سوى رضا مؤقت.

لماذا النزعة الاستهلاكية من سلبيات العولمة؟

النزعة الاستهلاكية من سلبيات العولمة لعدة أسباب، والتي تشمل ما يلي:

التأثير على البيئة

تؤدي العولمة إلى زيادة الإنتاج والاستهلاك، مما يُؤدي إلى استنزاف الموارد الطبيعية مثل المياه والنفط والمعادن، ومع زيادة الاستهلاك ترتفع كمية النفايات، مما يلوث البيئة ويهدد التنوع البيولوجي.

أما عمليات التصنيع والنقل المرتبطة بالعولمة إلى زيادة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وهو ما يؤدي كذلك إلى تغير المناخ.

التأثير الاجتماعي

تبدأ العولمة في توسيع الفجوة بين الأغنياء والفقراء، حيث تستفيد الشركات الكبرى من انخفاض تكاليف الإنتاج في الدول النامية، بينما يبقى عمال هذه الدول ذوي أجور منخفضة.

وتؤدي العولمة إلى استغلال العمال في الدول النامية، مما يُعرضهم لظروف عمل غير آمنة وظروف معيشية صعبة.

أما من ناحية التأثير على الثقافات المحلية فتبدأ العولمة في نشر ثقافة استهلاكية موحدة، وهو ما يهدد الثقافات المحلية ويضعف الهوية الثقافية.

التأثير الاقتصادي

على الرغم من أن العولمة تعمل على التقدم لبعض الدول إلا إنها تؤدي إلى زيادة الديون على الدول النامية، وهو ما يُعيق تنميتها اقتصاديًا.

عدم الاستقرار من الآثار الناتجة عن العولمة والتي تؤدي إلى عدم الاستقرار الاقتصادي، وبناء عليه ترتفع الأسعار الخاصة بالسلع والخدمات وترتفع أعداد الباحثين عن عمل دون جدوى.

تؤدي العولمة إلى زيادة تبعية الدول النامية للدول المتقدمة، وهو ما يضر بالاقتصاد الوطني.

التأثير على الصحة

تهدد العولمة الصحة العامة من خلال انتشار الأمراض المعدية مما يؤثر على الأفراد في المجتمع، وزيادة الاستهلاك يدعم ذلك، ثم تجد تغلغل السمنة بين صفوف المستهلكين الشرهين فيصابوا بالأمراض المزمنة.

أما الإجهاد فيأتي من خلال ثقافة العمل والاستهلاك المُفرطة التي تؤدي إلى زيادة مستويات التوتر والقلق والإجهاد.

ما هو نمط الحياة الاستهلاكية؟ بعد التعرف على إجابة هذا السؤال يجب أن تعمل على تقنين العادات السلبية المتعلقة بأسلوب الحياة الاستهلاكية الذي يعتمد على الإسراف والتفريط، بالإضافة إلى اتباع النصائح التي تؤدي للتغلب عليه.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة