ميشال عون

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الإثنين، 30 أغسطس 2021
ميشال عون

حرص الجنرال (العماد) ميشال عون منذ وصوله إلى لبنان، لأن يكون في صفوف المعارضة، فلم يشارك في حكومة عام 2005، ومع انقسام اللبنانيين إلى 8 آذار/مارس و14 آذار/مارس، أصبح الجنرال ضمن فريق 8 آذار/مارس، في عام 2016 تصالح مع رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع ومع رئيس تيار المستقبل سعد الحريري، فكانت النتيجة تفاهماً أوصل الجنرال إلى سدة الرئاسة التي بقيت شاغرة لأربعة وعشرين شهراً.

ولادة ميشيل عون ودراسته

ولد ميشال عون في حارة حريك جنوب العاصمة اللبنانية بيروت؛ في السابع عشر من شهر شباط/فبراير عام 1932، والده نعيم عون كان يعمل جزاراً، أنهى عون الابن دراسته الثانوية في عام 1955.

زوجة ميشال عون

تزوج عون في الثلاثين من شهر حزيران/يونيو عام 1968 من اللبنانية نادية سليم الشامي، التي أصبحت تُعرف باسم (نادية عون بعد الزواج)، أنجبت له ثلاث بنات، هن:

  • ميراي، متزوجة من روي الهاشم.
  • كلودين، متزوجة من العميد شامل روكز.
  • شانتال، متزوجة من الوزير جبران باسيل.

ميشال عون في المؤسسة العسكرية

دخل ميشال عون الكلية الحربية بصفة (طالب ضابط) في عام 1955، تخرج منها في عام 1958 ضابط مدفعية، ثم سافر إلى فرنسا لتلقي المزيد من التدريب وتخرج في العام التالي، عاد إلى لبنان في الثلاثين من شهر أيلول/سبتمبر عام 1959 حيث رُقي إلى رتبة ملازم أول، في عام 1966 حصل على تدريب عسكري في ولاية أوكلاهوما في الولايات المتحدة الأمريكية، تدرج في الرتب والمناصب العسكرية وفق التالي:

  • مساعداً لقائد فوج المدفعية الأول، في الرابع عشر من شهر كانون الأول/ديسمبر عام 1970.
  • قائداً للمفرزة الإدارية وآمراً لسرية القيادة والخدمة بالوكالة، في الخامس عشر من شهر نيسان/أبريل عام 1970.
  • معاوناً عملياتياً ولوجستياً لقائد كتيبة المدفعية الأولى، في الرابع عشر من شهر كانون الأول/ديسمبر عام 1972.
  • قائداً لكتيبة المدفعية الثانية، في السابع عشر من شهر أيلول/سبتمبر عام 1973.
  • قائداً لسلاح المدفعية في الثالث والعشرين من شهر آب/أغسطس عام 1976، وفي عام 1978 خضع لدورة تدريبية في فرنسا استمرت سنتين.
  • قائداً للواء الدفاع في عام 1980.
  • رقي إلى رتبة عميد، وعين رئيساً لأركان قوات الجيش اللبناني المكلفة بحفظ الأمن في بيروت العاصمة، في الرابع عشر من شهر آب/أغسطس عام 1982.
  • قائداً للواء المشاة بالوكالة، في الثامن عشر من شهر كانون الثاني/يناير عام  1983.
  • جنرالاً (عماد) وقائداً للجيش اللبناني في الثالث والعشرين من شهر حزيران/يونيو عام 1984.

الجنرال رئيساً للحكومة العسكرية

مع انتهاء ولاية الرئيس اللبناني أمين جميل في عام 1988 وتعذر انتخاب رئيس جديد نتيجة استمرار الحرب الأهلية اللبنانية، دخل لبنان مرحلة الفراغ الرئاسي الأول، فعين الرئيس جميل المنتهية ولايته؛ الجنرال (العماد) ميشال عون رئيساً لحكومة عسكرية باعتباره قائداً للجيش، وسلمه السلطة في الثاني والعشرين من شهر أيلول/سبتمبر عام 1988، ليضعه في مواجهة الحكومة المدنية التي كان يرأسها آنذاك سليم الحص، (فأصبح صراع الحكومتين صورة عن صراع الحرب الأهلية، ففي حين كان المسيحيون يرون بأن الجيش يجب أن يستلم السلطة من رئيس الجمهورية، أصرّ المسلمون أن يتسلم رئيس الوزراء صلاحيات رئيس الجمهورية).   

حرب التحرير صد الجيش السوري

نتيجة رفض الجنرال (العماد) ميشال عون وجود القوات السورية في لبنان أعلن حرب التحرير ضد الجيش السوري في الرابع عشر من شهر آذار/مارس عام 1989، وفي شهر تشرين الأول/أكتوبر عام 1989، توصل اللبنانيون بعد حرب أهلية دامت خمسة عشر عاماً لاتفاق الطائف، لكن الجنرال (العماد) عون لم يشارك في اتفاق الطائف، رافضاً إياه كونه يسمح ببقاء القوات السورية في لبنان، التي كانت قد دخلت لبنان منذ عام 1976 لإيقاف الحرب الأهلية، فأصدر الجنرال (العماد) ميشال عون مرسوماً حلّ فيه البرلمان في شهر تشرين الأول/أكتوبر عام 1989، لكن المرسوم لم يُنفّذ، حيث اجتمع البرلمان وانتخب رينيه معوض رئيساً للجمهورية، الأمر الذي رفضه عون، على الرغم من أن ولاية رينيه معوض لم تستمر لأكثر من سبعة عشر يوماً نتيجة اغتياله، فانتخب البرلمان اللبناني الياس الهراوي رئيساً جديداً للبنان، فقام الرئيس الجديد بإقالة عون من قيادة الجيش وتعيين العماد إميل لحود مكانه، لكن عون رفض قرار إقالته.

حرب الخليج تحسم معركة التحرير

دعم الرئيس العراقي صدام حسين الجنرال عون في حرب التحرير ضد الجيش السوري، لكن مع غزو صدام حسين الكويت في الثاني من شهر آب/أغسطس عام 1990، وتشكيل تحالف دولي اصطفت خلاله سوريا إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية لتحرير الكويت فيما عُرف بـ (حرب الخليج الثانية)، وافقت الولايات المتحدة الأمريكية على بقاء الجيش السوري في لبنان، فكانت النتيجة عملية سورية-لبنانية مشتركة في الثالث عشر من شهر تشرين الأول/أكتوبر عام 1991؛ أسفرت عن إخراج الجنرال (العماد) من قصر بعبدا إلى السفارة الفرنسية قبل أن ينتقل إلى منفاه في فرنسا في الثامن والعشرين من شهر آب/أغسطس من العام نفسه، بذلك انتهت الحكومة العسكرية وبقيت الحكومة المدنية برئاسة سليم الحص.

عون من المنفى إلى الوطن

اغتيل رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رفيق الحريري في الرابع عشر من شهر شباط/فبراير عام 2005، وفي الخامس والعشرين من شهر نيسان/أبريل من العام ذاته؛ خرجت القوات السورية من لبنان، فعاد الجنرال (العماد) ميشال عون إلى لبنان في السابع من شهر أيار/مايو عام 2005، بعد غياب دام خمسة عشر عاماً في المنفى.

عون رئيساً لتكتل التغيير والإصلاح

شارك الجنرال (العماد) ميشال عون في الانتخابات النيابية في شهري أيار/مايو وحزيران/يونيو عام 2005؛ باعتباره رئيساً للتيار الوطني الحر، حيث فاز في الانتخابات ودخل البرلمان بكتلة نيابية مؤلفة من واحد وعشرين نائباً باتت تُعرَف باسم (تكتل التغيير والإصلاح)، وهي الكتلة الأكبر في البرلمان بعد كتلة تيار المستقبل.

وثيقة التفاهم مع حزب الله

وقع الجنرال (العماد) ميشال عون وثيقة تفاهم مع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في السادس من شهر شباط/فبراير عام 2006، في كنيسة مار مخايل في ضاحية بيروت الجنوبية، وتضمنت الوثيقة:

الشأن الداخلي اللبناني

  • وضع قانون جديد للانتخابات النيابية.
  • التحقيق في اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري.
  • إقامة علاقات دبلوماسية بين سورية ولبنان.

سلاح المقاومة

  • بقاء سلاح المقاومة طالما بقيت أرض محتلة وأسرى لبنانيون في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
  • مصير سلاح المقاومة يتقرر بناء على حوار داخلي بين اللبنانيين؛ لرسم استراتيجية دفاع عن لبنان في وجه إسرائيل.
  • تحرير مزارع شبعا اللبنانية من الاحتلال الإسرائيلي.
  • إطلاق سراح الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية.
  • حماية لبنان من الأخطار الإسرائيلية من خلال حوار وطني؛ لوضع استراتيجية دفاعية وطنية مقبولة من قبل جميع اللبنانيين، تُلتزم الاستراتيجية من خلال تقاسم المسؤوليات والاستفادة من نتائجه.

العلاقة مع الفلسطينيين

  • التأكيد على حق العودة للفلسطينيين، ورفض التوطين.
  • إقامة حوار مسؤول وجاد ومتواصل بين الحكومة اللبنانية والفلسطينيين لمعالجة مسألة السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، وتنظيم الوضع الأمني ​​في المخيمات من أجل فرض سلطة الدولة على جميع الأراضي اللبنانية.
  • مكافحة الفساد، والقيام بإصلاح إداري.

العلاقة مع سوريا

  • الاتفاق بين سوريا ولبنان على ترسيم الحدود.
  • التعاون بين الحكومتين السورية واللبنانية لمعرفة مصير الأسرى اللبنانيين في السجون السورية.
  • إقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين.

بعد هذه الوثيقة أصبح الجنرال عون جزءاً من قوى 8 آذار/مارس التي ضمت كل من (حزب الله، حركة أمل، تيار المردة)، كما وقف الجنرال عون إلى جانب حزب الله في حرب تموز/يوليو عام 2006.

مؤتمر الدوحة

بعد انتهاء الولاية الثانية للرئيس اللبناني إيميل لحود وعدم انتخاب رئيس جديد للبنان، دخل لبنان في مرحلة الفراغ الرئاسي الثاني في عام 2008، فشارك عون في اتفاق الدوحة الذي ضم كل الفرقاء اللبنانيين في الحادي والعشرين من شهر أيار/مايو عام 2008، أسفر هذا الاتفاق عن تعيين قائد الجيش ميشال سليمان رئيساً للجمهورية، وتشكيل حكومة وحدة وطنية من كل الفرقاء في الحادي عشر من تموز/يوليو عام 2008، دخلت فيها كتلة التغيير والإصلاح برئاسة عون بثلاثة وزراء، هم:

  • عصام أبو جمرة نائباً لرئيس الوزراء.
  • جبران باسيل وزيراً للاتصالات السلكية واللاسلكية.
  • ماريو عون وزير الشؤون الاجتماعية في الحكومة.

عون في دمشق

زار عون سورية في الثالث من شهر كانون الأول/ديسمبر عام 2008، والتقى الرئيس السوري بشار الأسد؛ منهياً بذلك عداوته مع دمشق التي استمرت طيلة بقاء الجيش السوري في لبنان.

الفراغ الرئاسي الثالث لعامين ونصف

بعد انتهاء ولاية مجلس النواب، أجريت انتخابات نيابية جديدة في عام 2009، تمكن من خلالها عون من زيادة كتلته إلى سبعة وعشرين نائباً، وفي شهر أيار/مايو عام 2014 انتهت ولاية الرئيس اللبناني ميشال سليمان دون أن ينجح الفرقاء في انتخاب رئيس جديد للبنان، وحصل الفراغ الرئاسي الثالث الذي استمر لعامين ونصف.

إعلان النوايا بين التيار والقوات

إثر زيارة رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع لرئيس التيار الوطني الحر ميشيل عون في الثاني من شهر حزيران/يونيو عام 2016، وبعد مفاوضات دامت شهرين تمكن التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية من توقيع إعلان نوايا تضمن نقاطاً عدة، أبرزها:

  • العمل على تعزيز مؤسسات الدولة، تشجيع ثقافة الاحتكام إلى القانون والمؤسسات الشرعية لحلّ أي خلاف، عدم اللجوء إلى السلاح والعنف مهما تكن الهواجس والاحتقانات.
  • دعم الجيش على الصعيدين المعنوي والمادي بصفته المؤسسة الضامنة للسيادة والأمن القومي.
  • ضرورة التزام سياسة خارجية مستقلة بما يضمن مصلحة لبنان ويحترم القانون الدولي، من خلال نسج علاقات تعاون وصداقة مع جميع الدول لا سيما العربية منها، مما يحصن الوضع الداخلي اللبناني سياسياً وأمنياً.
  • التمسك بحق الفلسطينيين بالعودة إلى أرضهم، ورفض التوطين، واعتماد حل الدولتين ومبادرة بيروت 2002.
  • الحرص على ضبط الأوضاع على طول الحدود اللبنانية السورية بالاتجاهين، وعدم السماح بإقامة منطقة عازلة في لبنان أو باستعمال لبنان مقراً أو منطلقاً لتهريب السلاح والمسلحين، ويبقى الحق في التضامن الإنساني  والتعبير السياسي والاعلامي مكفولاً تحت سقف الدستور والقانون والمصلحة الوطنية العليا.
  • احترام قرارات الشرعية الدولية كافة، والالتزام بمواثيق الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية.
  • العمل على تنفيذ القرارات السابقة التي تم الاتفاق عليها في طاولة الحوار الوطني.
  • ايجاد حل لمشكلة النزوح السوري، من خلال تأمين عودة النازحين إلى المناطق الآمنة داخل الأراضي السورية.
  • ضرورة إقرار قانون جديد للانتخابات يراعي المناصفة الفعلية وصحة التمثيل، بما يحفظ قواعد العيش المشترك ويشكل المدخل الأساسي لإعادة التوازن إلى مؤسسات الدولة.

الحريري يرشح عون للرئاسة

قال رئيس تيار المستقبل سعد الحريري في الثاني من شهر تشرين الأول/أكتوبر عام 2016: "أنا أعلن اليوم قراري قبول الموافقة على ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية لحماية لبنان".

جلسة انتخاب عون

بعد موافقة الكتل الكبرى في البرلمان وهي (تيار المستقبل، القوات اللبنانية، حزب الله، تكتل التغيير والإصلاح) على ترشيح الجنرال (عون للرئاسة)، جرى التصويت في البرلمان في الحادي والثلاثين من شهر تشرين الأول/أكتوبر 2016، حيث أصبح الجنرال (العماد) ميشال عون الرئيس الثالث عشر للجمهورية اللبنانية بموافقة ثلاثة وثمانين نائباً.

في الختام.. ربما لم يكن يدري عون عندما كان طفلاً أنه سيمر بكل هذا العراك السياسي والعسكري، لكن الأكيد أنه تمكن من حفر اسمه بين الشخصيات المؤثرة في تاريخ لبنان، لتتوج مسيرته بانتخابه رئيساً للجمهورية بتوافق لم يكن متوقع لدى الكثيرين.