الرئيس السوداني عمر البشير

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الإثنين، 08 نوفمبر 2021
الرئيس السوداني عمر البشير

كان الرئيس السوداني عمر حسن البشير أول رئيس في العالم تصدر بحقه المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف في شهر آذار/ مارس عام 2009، بتهمة ارتكاب جرائم قتل جماعي في أزمة دارفور.

حيث انفصل جنوب السودان في عهد الرئيس عمر حسن البشير؛ مكوناً دولة منفصلة اسمها جنوب السودان بعد حرب أهلية دامت سنوات.

المزيد عن حياة الرئيس السوداني عمر حسن البشير وأبرز محطات حياته، كيف أصبح رئيساً؟ ما هي سياساته الداخلية والخارجية؟ نتابعها في هذه المقالة.

ينتمي عمر البشير إلى قبيلة البديرية الدهميشيا

ينتمي عمر حسن البشير إلى قبيلة البديرية الدهمشيا، وهي قبيلة بدوية متفرعة عن قبيلة جعلي، وهي قبيلة عربية مستقرة في شمال السودان الأوسط.

عمر حسن البشير من مواليد هوش باناغا

ولد عمر حسن البشير في مدينة هوش باناغا الواقعة شمال العاصمة السودانية الخرطوم في الأول من شهر كانون الثاني/ يناير عام 1941، تلقى تعليمه الابتدائي في المدينة نفسها، ثم انتقلت عائلته بعد ذلك إلى الخرطوم حيث أكمل تعليمه الثانوي.

درس عمر حسن البشير في الأكاديميتين العسكريتين المصرية والسودانية

انضم عمر حسن البشير إلى الجيش السوداني في عام 1960، حيث درس في الأكاديمية العسكرية المصرية في القاهرة وتخرج أيضاً من أكاديمية السودان العسكرية بالخرطوم في عام 1966، ومن ثم ارتقى في الرتب العسكرية، وأصبح لاحقاً ضابطاً مظلياً.

شارك عمر حسن البشير في حرب أكتوبر عام 1973

خدم البشير في الجيش المصري خلال حرب أكتوبر التي قامت بها كل من مصر وسوريا في السادس من شهر تشرين الأول/ أكتوبر عام 1973 ضد إسرائيل، وفي عام 1975 ذهب عمر حسن البشير إلى الإمارات العربية المتحدة بوصفه الملحق العسكري السوداني.

وبعد عودته إلى بلاده كان البشير قائداً للواء المظلي المدرع في عام 1981، ثم أصبح قائداً في الجيش ومسؤولاً عن قيادة العمليات في الجنوب ضد التمرد في دارفور في الثمانينات.

تسلم عمر حسن البشير رئاسة السودان

قاد عمر حسن البشير مجموعة من ضباط الجيش لإطاحة حكومة الائتلاف غير المستقرة التي كان يترأسها صادق المهدي في انقلاب عسكري حصل في الثلاثين من شهر حزيران/ يونيو عام 1989، ثم أصبح رئيساً لمجلس قيادة الثورة للإنقاذ الوطني (وهي هيئة منشأة حديثاً لها صلاحيات تشريعية وتنفيذية لما وصف بأنه فترة انتقالية).

وتولى عمر حسن البشير مناصب رئيس الدولة، ورئيس الوزراء، كذلك رئيس القوات المسلحة ووزير الدفاع، حيث قام بتعليق الأحزاب السياسية (تعليق الأحزاب أي منعها من العمل في الشأن السياسي وهذا التعليق يجري عادةً بعد الانقلابات العسكرية كأحد إجراءات حالة الطوارئ).

وفي السادس عشر من شهر تشرين الأول/ أكتوبر عام 1993 عيّن عمر حسن البشير نفسه رئيساً للجمهورية السودانية، ثم تجددت ولايته بالانتخابات التي حصلت في عام 1996، ثم أُعيد انتخابه في الثالث عشر من شهر كانون الأول/ ديسمبر عام 2000.

الحرب الأهلية السودانية تكرس البشير رئيساً

وفي الفترة من 2005 إلى 2010، أنشئت حكومة انتقالية بموجب اتفاق سلام عام 2005 أنهت أكثر من عقدين من الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب (وسنكون في مقالة تفصيلية عن هذه الحرب)، وبموجب الاتفاق تم تقاسم السلطة بين الحركة الشعبية لتحرير السودان برئاسة سيلفا كير وحزب المؤتمر الوطني برئاسة الرئيس عمر حسن البشير.

وفي أول انتخابات متعددة الأحزاب أعيد انتخاب عمر حسن البشير رئيساً في الانتخابات الرئاسية التي جرت في عام 2010، في حين فاز سلفا كير - زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان المتمردة سابقاً - في الانتخابات الرئاسية في منطقة جنوب السودان شبه المستقلة.

سياسة عمر حسن البشير الداخلية

  1. حل مجلس قيادة الثورة للإنقاذ الوطني وجميع الأحزاب السياسية.
  2. أصدر الدينار السوداني ليحل محل الجنيه السوداني.
  3. أشرف على اللجنة الرئاسية التي قامت بوضع دستور جديد للبلاد سمح فيه بإقامة الأحزاب السياسية.
  4. حل البرلمان وأعلن حالة الطوارئ في الثاني عشر من شهر كانون الأول/ ديسمبر عام 1999 بعد أن قدم حسن الترابي مشروع قانون لتقليل صلاحيات الرئيس، حيث سجن رئيس البرلمان حسن الترابي بناءً على ادعاءات بالتآمر في عام 2000 قبل الإفراج عنه في شهر تشرين الأول/ أكتوبر عام 2003، وسجن حسن الترابي مرة أخرى في سجن كوبر في العاصمة السودانية الخرطوم في شهر آذار/ مارس 2004. وأفرج عنه في الثامن والعشرين من شهر حزيران/ يونيو عام 2005 عند توقيع اتفاق السلام الذي أنهى الحرب الأهلية.
  5. سمح بإنشاء الأحزاب السياسية ابتداءً من عام 1999.

سياسته في حرب دارفور

اندلعت في عام 2003، حيث قامت بها حركة العدالة والمساواة المتمردة وجيش التحرير السوداني ضد الحكومة السودانية المتهمة بإهمال دارفور (وسنكون بمقالة مفصلة عن حرب أو أزمة دارفور).

ووقع الرئيس عمر حسن البشير في الخامس من شهر أيار/ مايو عام 2006 اتفاق السلام في دارفور - المعروف أيضاً باسم "اتفاق أبوجا" - مع فصيل من جيش تحرير السودان بقيادة ميني مناوي، ومع ذلك تم رفض الاتفاق من قبل مجموعتين صغيرتين هما حركة العدل والمساواة وفصيل منافس لجيش تحرير السودان بقيادة عبد الواحد النور.

كما وقع اتفاق السلام في دارفور في عام 2011 - المعروف أيضاً باسم "اتفاق الدوحة" - في شهر تموز / يوليو عام 2011 مع حركة التحرير والعدالة، وقد أنشأ هذا الاتفاق صندوقاً للتعويضات لضحايا النزاع في دارفور، وسمح لرئيس السودان بتعيين نائب للرئيس من دارفور.

وأنشأ سلطة إقليمية جديدة في دارفور للإشراف على المنطقة إلى أن يحدد الاستفتاء وضعها الدائم في جمهورية السودان، ونص الاتفاق أيضاً على تقاسم السلطة على المستوى الوطني: فالحركات التي توقع على الاتفاق سيكون لها الحق في ترشيح وزيرين واثنين من وزراء الدولة على المستوى الاتحادي.

كما تتمكن من ترشيح عشرين عضواً في المجلس التشريعي الوطني (البرلمان)، وللحركات الحق في ترشيح حكام الولاية (بمثابة المحافظ) في إقليم دارفور.

سياسة الرئيس عمر حسن البشير الخارجية

العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية

كانت متوترة بسبب علاقة الرئيس السوداني عمر حسن البشير مع التنظيمات الإسلامية (تنظيم القاعدة بقيادة أسامة بن لادن)، فأدرجت الولايات المتحدة الأمريكية السودان كدولة راعية للإرهاب منذ عام 1993.

ثم علّقت الولايات المتحدة الأمريكية عمليات السفارة الأمريكية في الخرطوم عام 1996، ومنعت الشركات الأمريكية من ممارسة الأعمال التجارية في السودان منذ عام 1997، وفي عام 1998 دمر الطيران الأمريكي مصنع الشفاء للأدوية في الخرطوم بحجة إنتاجه المزعوم للأسلحة الكيميائية وبحجة الروابط مع القاعدة أيضاً.

في شهر نيسان/ أبريل عام 1997 قدّم الرئيس السوداني عمر حسن البشير عرضاً غير مشروط للمساعدة في مكافحة الإرهاب في شكل رسالة رئاسية موقعة وجهها إلى عضو الكونغرس لي هاملتون باليد، وفي شهر تشرين الأول/ أكتوبر عام 1997 أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أنها ستعيد دبلوماسيين أمريكيين إلى الخرطوم لمتابعة بيانات مكافحة الإرهاب.

ثم في غضون أيام وعلى عكس ذلك القرار ومن دون معرفة الأسباب فرضت الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات اقتصادية وتجارية ومالية أشد وأكثر شمولاً على السودان. أما في شهر آب/ أغسطس 1998 - في أعقاب تفجيرات سفارة شرق أفريقيا - شنت الولايات المتحدة الأمريكية ضربات صاروخية على الخرطوم.

وقد غادر السفير الأمريكي الأخير لدى السودان تيم كارني منصبه قبل هذا الحدث ولم يتم تعيين سفير جديد منذ ذلك الحين، لذلك يرأس السفارة الأمريكية القائم بالأعمال.

  1. أيّد الرئيس السوداني عمر حسن البشير الغزو العراقي للكويت الذي حصل في الثاني من شهر آب/ أغسطس عام 1990.
  2. اقترح الرئيس السوداني عمر حسن البشير في عام 2012 إنشاء وكالة فضاء واسعة في أفريقيا (وكالة الفضاء الأفريقية)، جاء ذلك عقب الدعوات السابقة التي قام بها الاتحاد الأفريقي فى عام 2010 لإجراء دراسة جدوى من شأنها وضع "خارطة طريق لإنشاء وكالة الفضاء الأفريقية".
  3. قدّم الرئيس السوداني عمر حسن البشير دعماً عسكرياً للمتمردين الليبيين في السادس والعشرين من شهر تشرين الأول/ أكتوبر عام 2011، لأن القذافي دعم المتمردين في دارفور ضد الرئيس عمر حسن البشير.
  4. التدخل العسكري في اليمن، شارك السودان في التحالف الذي قادته السعودية في اليمن ضد الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح في عام 2015 (تمت الإطاحة بالرئيس علي عبد الله صالح في انتفاضة 2011)، وفي العاشر من شهر حزيران/ يونيو عام 2017 أرسل قوات برية إلى اليمن في إطار التدخل العسكري البري هناك.

الرئيس السوداني عمر حسن البشير والمحكمة الجنائية الدولية

بناءً على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1593 الصادر في عام 2005 أحيل السودان إلى المحكمة الجنائية الدولية، حيث أعطى القرار للمحكمة الحق في النظر في الجرائم الدولية ا��مرتكبة في السودان.

زعم رئيس مكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو في الرابع عشر من شهر تموز/ يوليو عام 2008 أن الرئيس عمر حسن البشير يتحمل مسؤولية جنائية فردية عن الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب المرتكبة منذ عام 2003 في دارفور.

واتهمت المحكمة الرئيس عمر حسن البشير بتدبير وتنفيذ خطة لتدمير المجموعات العرقية الرئيسية الثلاث - الفور والمساليت والزغاوة - مع حملة قتل وترحيل، وأيّد اعتقاله كل من منظمة حلف شمال الأطلسي، شبكة التدخل في مجال الإبادة الجماعية، منظمة العفو الدولية.

وفي الرابع من شهر آذار/ مارس عام 2009 أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال دولية بحق الرئيس السوداني عمر حسن البشير، ولم ينفذ السودان هذا القرار على اعتبار أنه (أي السودان) ليس دولة طرفاً (ليس عضواً) في نظام روما الأساسي المنشئ للمحكمة الجنائية الدولية، وبالتالي السودان غير مُجبر على تنفيذ المذكرة الدولية القاضية باعتقال البشير.

ردود الفعل على مذكرة التوقيف بحق الرئيس السوداني عمر حسن البشير

أدانت جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي مذكرة الاعتقال الدولية بحق الرئيس السوداني عمر حسن البشير، ومنذ ذلك الحين زار الرئيس السوداني عمر حسن البشير الصين ونيجيريا والسعودية والامارات العربية المتحدة ومصر واثيوبيا وكينيا وقطر والعديد من الدول الأخرى التي رفضت اعتقاله وتسليمه للمحكمة الجنائية الدولية لدى وصوله.

كما رفضت الدولة العضو في المحكمة الجنائية الدولية تشاد؛ اعتقال الرئيس السوداني عمر حسن البشير أثناء زيارته لهذه الدولة في شهر تموز/ يوليو عام 2010.

مذكرة اعتقال ثانية بحق الرئيس السوداني عمر حسن البشير

أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أمر اعتقال آخر للرئيس السوداني عمر حسن البشير في الثاني عشر من شهر تموز/ يوليو عام 2010، تضمنت المذكرة إضافة تهم جديدة بالإبادة الجماعية والتطهير العرقي لقبائل الفور والماساليت والزغاوة.

كما أصدرت المحكمة الجنائية الدولية بياناً آخر جاء فيه أن تهم البشير تشمل الآن:

"الإبادة الجماعية بالقتل، والإبادة الجماعية عن طريق التسبب في أذى جسدي أو عقلي جسيم، كذلك إبادة جماعية من خلال إلحاق ضرر متعمد بكل فئة من الفئات المستهدفة".

وفي شهر تشرين الأول/ أكتوبر عام 2013 أعرب العديد من أعضاء الاتحاد الأفريقي عن غضبهم من المحكمة الجنائية الدولية، واصفين إياها بأنها "عنصرية" لعدم تقديم تهم ضد القادة الغربيين أو الحلفاء الغربيين، بينما لم يحاكم إلا المشتبه فيهم الأفارقة حتى الآن.

وطالب الاتحاد الأفريقي المحكمة الجنائية الدولية بحماية رؤساء الدول الأفريقية من الملاحقة القضائية، وفي عام 2017 لم يتمكن الرئيس السوداني عمر حسن البشير من حضور القمة الأمريكية العربية الإسلامية بسبب رفض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحضوره القمة.

حيث قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية:

"إننا نعارض الدعوات أو التسهيلات أو دعم سفر أي شخص يخضع لمذكرات اعتقال (المحكمة الجنائية الدولية) بما في ذلك الرئيس السوداني عمر حسن البشير".

تزوج عمر حسن البشير مرتين وليس لديه أولاد

تزوج عمر حسن البشير مرتين، وليس لديه أي أولاد:

  • الأولى من ابنة عمه فاطمة خالد.
  • الثانية من وداد بابكر عمر، التي كان لديها عدد من الأطفال من زوجها الأول إبراهيم شمس الدين، عضو مجلس قيادة الثورة للإنقاذ الوطني الذي توفي في حادث تحطم طائرة هليكوبتر.

في الختام.. تمكن الرئيس السوداني عمر حسن البشير من حكم السودان لمدة ثمانية وعشرين عاماً، حيث شهدت فترة حكمه توتر العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية واستمرار الحرب الأهلية السودانية بين الشمال والجنوب والتي انتهت في عام 2005، الذي مهّد لانفصال جنوب السودان في عام 2010.

إضافةً لحصول تمرد دارفور الذي انتهى بتوقيع اتفاق للسلام مع المتمردين في عام 2011، وبقي نشاطه الدبلوماسي مستمراً على الرغم من صدور مذكرتي توقيف بحقه من قبل المحكمة الجنائية الدولية، حيث زار بلداناً عدة منذ صدور هاتين المذكرتين وحتى الآن.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة