الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الخميس، 16 سبتمبر 2021
الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي

شغل عبد ربه منصور هادي العديد من المناصب العسكرية والسياسية من بينها منصب نائب رئيس الجمهورية اليمنية علي عبد الله صالح، استقال من منصبه كرئيس بعد سيطرة الحوثيين على العاصمة اليمنية صنعاء، ثم عاد وتراجع عنها عندما سافر إلى عدن.. فمن هو عبد ربه منصور هادي؟ وما هي أبرز المناصب التي تولاها قبل الرئاسة؟ هذا ما سنجيب عنه في المقالة.

درس عبد ربه منصور هادي القيادة العسكرية في الاتحاد السوفياتي

ولد عبد ربه منصور هادي في مدينة ثكين بمحافظة أبين جنوب اليمن في الأول من شهر أيلول/ سبتمبر عام 1945، تخرج من أكاديمية عسكرية في اتحاد جنوب الجزيرة العربية عام 1964، في عام 1966 تخرج بعد حصوله على منحة عسكرية للدراسة في بريطانيا، وفي عام 1970، حصل عبد ربه منصور هادي على منحة عسكرية أخرى لدراسة الدبابات في مصر لمدة ست سنوات، وفي عام 1976 درس عبد ربه منصور هادي القيادة العسكرية في الاتحاد السوفيتي مدة أربع سنوات.

شغل عبد ربه منصور هادي مناصب عدة في جيش اليمن الجنوبي

تولى العديد من المناصب العسكرية في جيش جنوب اليمن، منها:

  • قائد فصيلة المدرعات، فبعد استقلال اليمن الجنوبي في السابع والعشرين من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1967 عين عبد ربه منصور هادي قائداً لسرية مدرعات في قاعدة العند في جنوب اليمن.
  • مديراً لمدرسة المدرعات.
  • رئيساً لأركان حرب سلاح المدرعات، ثم تولى منصب رئيس أركان حرب الكلية الحربية، ثم أصبح مديراً لدائرة تدريب القوات المسلحة.
  • نائباً ثم قائداً لمنطقة كرش في الضالع في عام 1972.
  • عضواً في لجنة وقف إطلاق النار في عام 1973.
  • رئيساً للجنة العسكرية في المباحثات الثنائية التي تلت الحرب الأهلية مع اليمن الشمالي.
  • مديراً لإدارة التدريب في الجيش في عدن.
  • مساعداً لرئيس الأركان العامة.
  • رئيساً لدائرة الإمداد والتموين العسكري بعد سقوط حكم الرئيس سالم ربيع علي.
  • نائب رئيس الأركان لشؤون الإمداد والإدارة في عام 1983.
  • رئيس لجنة التفاوض في صفقات التسليح مع الاتحاد السوفياتي.

وفي عام 1986 هرب عبد ربه منصور هادي إلى شمال اليمن مع رئيس جنوب اليمن علي ناصر محمد، بعد أن خسر فصيل علي ناصر من الحزب الاشتراكي اليمني الحاكم عام 1986 في الحرب الأهلية اليمنية أمام الرئيس السابق عبد الفتاح إسماعيل.

عبد ربه منصور هادي في اليمن الموحد وزيراً للدفاع ثم نائباً للرئيس

بعد توحيد اليمنين الشمالي والجنوبي في دولة واحدة في الثاني والعشرين من شهر أيار/ مايو عام 1990، أصبح عبد ربه منصور هادي قائداً لمحور البيضاء، وخلال الحرب الأهلية في اليمن عام 1994، التقى بحكومة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح وعين وزيراً للدفاع في شهر أيار/ مايو عام 1994، حيث قاد الحملة العسكرية ضد تنظيم أطلق على نفسه جمهورية اليمن الديمقراطية في محاولة لفصل اليمن الجنوبي عن اليمن الشمالي، وبعد الحرب أصبح عبد ربه منصور هادي نائباً للرئيس في الثالث من شهر تشرين الأول/ أكتوبر عام 1994، مكان علي سالم البيض، الذي استقال وقاتل ضد الحكومة خلال الحرب الأهلية اليمنية.

عبد ربه منصور هادي رئيساً للجمهورية اليمنية

اندلعت مظاهرات في اليمن تطالب باستقالة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح ضمن ما عرف بثورة الشباب اليمنيين في عام 2011، وبمبادرة من دول الخليج العربي وافق الرئيس اليمني علي عبد الله صالح على التنحي عن السلطة في الثالث والعشرين من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2011، ونقل صلاحياته إلى نائبه عبد ربه منصور هادي، الذي أصبح المرشح الوحيد للانتخابات الرئاسية التي جرت في الحادي والعشرين من شهر شباط/ فبراير عام 2012، حيث فاز في الانتخابات بنسبة تسعة وتسعين فاصلة ثمانين بالمئة من الأصوات.

أدى اليمين الدستورية كرئيس لليمن في البرلمان اليمني في الخامس والعشرين من شهر شباط/ فبراير عام 2012، وتولى المنصب رسمياً في السابع والعشرين من شهر شباط/ فبراير عام 2012، عندما استقال صالح من الرئاسة وتنازل رسمياً عن السلطة لصالح عبد ربه منصور هادي، وفي شهر آذار/ مارس عام 2013 بدأ مؤتمر الحوار الوطني بين الأطراف اليمنية، وفي شهر كانون الثاني/ يناير عام 2014 اقترح الرئيس عبد ربه منصور هادي أن يكون نظام الحكم في اليمن اتحادي (أي حكومتين: الأولى في اليمن الشمالي والثانية في اليمن الجنوبي، وحكومة اتحادية تستلم صلاحيات محددة تتعلق بالأمن والدفاع والخارجية).

لكن الحوثيين رفضوا الاقتراح على اعتبار أن ذلك يشكل لا مركزية ستجعلهم يحصلون على أموال أقل من الحكومة المركزية على اعتبار أن مناطقهم جبلية فقيرة، إضافةً إلى أنهم لن يستطيعوا الوصول إلى البحر وفق تقسيم الحدود الإقليمية الجديدة بين اليمنين الشمالي والجنوبي.

مساعي الرئيس عبد ربه منصور هادي لتوحيد الجيش

عانى الجيش اليمني من انقسامات حادة منذ انشقاق اللواء علي محسن الأحمر في أواخر آذار/ مارس عام 2011 وسط احتجاجات تطالب بإطاحة علي عبد الله صالح، حيث امتدت الاحتجاجات العسكرية إلى الحرس الجمهوري في جنوب صنعاء فأغلق العشرات من اللواء الرابع المداخل الجنوبية للعاصمة وطالبوا بإطلاق النار على قائد اللواء محمد العرار وموظفيه العامين.

وبعد استلام عبد ربه منصور هادي منصب رئيس الجمهورية اليمنية وفي خطوة لتوحيد القوات المسلحة اليمنية التي عانت من الانشقاق منذ الثورة اليمنية، بدأ الرئيس عبد ربه منصور هادي بإصلاح الجيش، حيث أصدر المرسوم الرئاسي رقم 104 الصادر في شهر كانون الأول/ ديسمبر عام 2012 بإعادة تنظيم الجيش إلى خمسة فروع رئيسية هي:

  1. القوات الجوية.
  2. الجيش (القوات البرية).
  3. القوات البحرية والدفاع الساحلي.
  4. قوات الحدود.
  5. قوات الاحتياط الاستراتيجي التي تشمل (قيادة العمليات الخاصة وقيادة الدفاع الصاروخي وقوات الحماية الرئاسية)، وقوات الاحتياط الاستراتيجي تحل محل الحرس الجمهوري، إضافةً إلى ذلك دعا الرئيس عبد ربه منصور هادي لمحاربة تنظيم القاعدة الذي انتشر في اليمن، حيث قال في اجتماعه مع وزير الخارجية البريطاني ويليام هاغ في الأيام الأولى له في مكتبه: "إننا نعتزم مواجهة الإرهاب بكل قوة وأيا كانت المسألة التي سنتبعها إلى آخر مكان للاختباء"، وذلك بعد أن قتل عناصر القاعدة أكثر من مئة وعشرة جندي يمني خلال هجمات للقاعدة على مقرات الجيش في مدينة زنجبار جنوب اليمن، إضافةً لقيام تنظيم القاعدة باختطاف سبعين جندياً يمنياً، في الخامس من شهر آذار/ مارس عام 2012.

وفي مقابلة مع صحيفة "واشنطن بوست" نقلتها صحيفة فورين بوليسي الأمريكية في شهر أيلول/ سبتمبر عام 2012، حذر هادي من أن بلاده، التي لا تزال ترتد من الانتفاضة الشعبية التي أطاحت صالح، مهددة بالانحدار إلى حرب أهلية "أسوأ من أفغانستان" في حالة فشل الحوار الوطني الذي سيستمر لمدة شهور وازدياد عمق الانقسامات السياسية والمجتمعية للدولة. وقال أيضاً إن اليمن يواجه "ثلاثة حروب غير معلنة" قام بها تنظيم القاعدة والقراصنة في خليج عدن والمتمردين الحوثيين في الشمال، وأن إيران تدعم هؤلاء الخصوم بشكل غير مباشر دون إعطاء المزيد من التفاصيل، من جهتهم اشتكى الحوثيون من هجمات القتل على مندوبيهم إلى مركز الحوار الوطني.

سيطرة الحوثيون على صنعاء تشعل فتيل الحرب في اليمن

أُجبر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي على الموافقة على اتفاق لتقاسم السلطة بعد سقوط العاصمة صنعاء بيد جماعة الحوثيين المتمردين وذلك في شهر أيلول/ سبتمبر عام 2014، لكن الحوثيين رفضوا المشاركة في "حكومة الوحدة"، على الرغم من أنهم واصلوا شغل المواقع الرئيسية والمباني في صنعاء وتمسكوا بالأراضي التي سيطروا عليها في جميع أنحاء شمال اليمن.

فاستقال الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في الحادي والعشرين من شهر كانون الثاني/ يناير عام 2015، وبعد ثلاثة أيام من استقالة هادي أي (في الرابع والعشرين من شهر كانون الثاني/ يناير عام 2015)، تولى الحوثيون قصر الرئاسة وقدم هادي ورئيس الوزراء خالد بهاء استقالتهما إلى البرلمان الذي رفض قبولها، ثم حلت الحكومة اليمنية، وبقي هادي ووزراؤه السابقون تحت الإقامة الجبرية الفعلية منذ استقالتهم.

في هذه الأثناء دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى إعادة عبد ربه منصور هادي إلى منصب رئيس الجمهورية اليمنية، بعد أن قام الحوثيون بتثبيت أنفسهم كحكومة مؤقتة في شهر شباط/ فبراير عام 2015، ووفقاً لوسائل الإعلام الحكومية التي يسيطر عليها الحوثيون، أكد عبد ربه منصور هادي في الثامن من شهر شباط/ فبراير عام 2015 أن استقالته "نهائية" ولا يمكن سحبها، بناء على اقتناعه أن الأوضاع السياسية الصعبة لا يمكن التعامل معها بطريقة طبيعية ووفقا للمحددات الدستورية والقانونية.

كما دعا جميع الجهات الفاعلة السياسية والاجتماعية والثقافية إلى إظهار التضامن الكامل والارتقاء فوق الخلافات من أجل المصلحة العليا للأمة، واتخاذ الإجراءات الموثوق بها التي تعزز الوئام والتوافق من أجل حل الأزمة وتلبية تطلعات الشعب اليمني وحماية أمن البلاد واستقرارها ووحدتها.

عبد ربه منصور هادي يتراجع عن استقالته

غادر عبد ربه منصور هادي صنعاء وذهب إلى عدن في الحادي والعشرين من شهر شباط/ فبراير عام 2015، حيث ألقى خطاباً قدم فيه نفسه رئيساً لليمن، وقال "إن الإجراءات التي اتخذها الحوثيون منذ الحادي والعشرين من شهر أيلول/ سبتمبر غير دستورية وباطلة".

وفي السادس والعشرين من شهر آذار/ مارس عام 2015 أفادت وسائل إعلام سعودية أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وصل إلى قاعدة جوية في الرياض والتقى به وزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان آل سعود، حيث أطلقت السعودية وحلفاؤها ضربات جوية في اليمن ضد الحوثيين فيما عرف باسم (عاصفة الحزم) عام 2015 في اليمن.

عبد ربه منصور هادي محكوم بالإعدام

حكمت محكمة في صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون في الخامس والعشرون من شهر آذار/ مارس عام 2017 على الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وستة مسؤولين حكوميين آخرين بالإعدام غيابيا بسبب "الخيانة العظمى".

في الختام.. شكل الرئيس عبد ربه منصور هادي مثار جدل بين أوساط اليمنيين بين مؤيد له ومعارض، فمنهم من لا يزال يعتبره رئيساً لليمن، ومنهم من يعتبره مُقال من منصبه ومحرضاً للتدخل في اليمن، وبغض النظر عن هذا الجدل يعد الرئيس عبد ربه منصور هادي لاعباً سياسياً هاماً في اليمن منذ الاستقلال وحتى الآن.